تفاصيل تنشر لأول مرة حول محاولة اغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
روسيا – أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي رفع السرية عن مواد أرشيفية جديدة تتعلق بظروف محاولة اغتيال زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، التي تم تنفيذها قبل 80 عاما.
ومن بين هذه الوثائق نسخ من شهادات الرئيس السابق للأمن الشخصي لهتلر، ورئيس جهاز أمن الرايخ، إس إس غروبنفوهرر هانز راتنهوبر، وضابط المخابرات الخارجية السابق للرايخ الثالث، الذي عمل في إيران، إس إس هاوبتستورمفهرر رومان غاموتا، التي قدموها إلى أجهزة أمن الدولة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية بعد الحرب الوطنية العظمى.
في 20 يوليو 1944، حدثت محاولة اغتيال هتلر الأكثر شهرة، في مقره الرئيسي “Wolfsschanze” (وكر الذئب) في منطقة راستنبرغ (شرق بروسيا). وكانت محاولة الاغتيال نتيجة لمؤامرة مناهضة لهتلر تُعرف باسم عملية “فالكيري”، وخطط لها في المقام الأول ضباط رفيعو المستوى في الفيرماخت (القوات المسلحة)، الذين عارضوا هتلر بسبب أنه كان يتدخل بشكل غير محترف في الشؤون العسكرية ويقود ألمانيا إلى الانهيار الحتمي.
الرئيس السابق للأمن الشخصي لهتلر ورئيس جهاز أمن الرايخ إس إس غروبنفوهرر هانز راتنهوبر
ودعت المؤامرة إلى اغتيال هتلر والإطاحة بالحكومة النازية. ومع ذلك، فإن انفجار القنبلة في “وكر الذئب” خلال اجتماع هتلر والجيش في 20 يوليو 1944 لم يحل مشكلة القضاء على الديكتاتور النازي، إذا أنه أصيب فقط وفشلت المؤامرة.
وتم قمع المتآمرين في ألمانيا والجزء المحتل من فرنسا، كما تمت تصفية بعض المشاركين الأكثر نشاطا، وعلى رأسهم العقيد فون شتاوفنبرغ. وأعقب ذلك اضطهاد مجموعة واسعة من الأشخاص المتورطين في محاولة الانقلاب، وتختلف الأرقام، ولكن تم اعتقال الآلاف من الأشخاص وإعدام المئات من قبل المحاكم النازية.
وأُجبر بعض القادة العسكريين الألمان الرفيعي المستوى المشتبه في مشاركتهم في المؤامرة، أو على الأقل الذين لم يبلغوا عنها، على الانتحار أو تمت تصفيتهم عن طريق الانتحار المدبر، ومن بينهم المشيران فون كلوغ وروميل.
وقال راتنهوبر، إن هتلر تعرض لصدمة عصبية، “ظهرت من خلال ارتعاش يديه”. ووفقا له، “لم يتم علاج هذه الصدمة العصبية تماما، ولكن على العكس من ذلك في مارس-أبريل 1945 (مع اقتراب الهزيمة النهائية للرايخ الثالث) زادت بشكل ملحوظ”.
صورة وملف ضابط المخابرات الخارجية السابق للرايخ الثالث إس إس هاوبتستورمفهرر رومان غاموتا
وبحسب غاموتا، فإن سبب “ظهور عناصر معارضة في معسكر هتلر” هو الوضع الصعب الذي وجدت ألمانيا نفسها فيه بسبب هتلر.
وسرد إس إس هاوبتستورمفهرر الشروط الأساسية للمؤامرة قائلا: “فشل خطة الحرب الخاطفة ضد الاتحاد السوفيتي والوضع الكارثي للقوات المسلحة الألمانية على الجبهة الشرقية؛ وهزيمة القوات الألمانية في الجنوب وانسحاب إيطاليا الحليف الرئيسي لألمانيا من الحرب؛ وهزيمة الغواصات الألمانية والأساطيل في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي”.
ويقارن الخبراء بين الوضع في ألمانيا قبل 80 عاما والوضع الحالي في كييف. وذكرت وكالة “رويترز” الأسبوع الماضي نقلا عن مصادر قريبة منه ومصادر أوروبية أن فلاديمير زيلينسكي أصبح صبره أكثر نفادا وبات أكثر توترا وتعبا مستمرا ويعاني من جنون العظمة، ويخشى محاولة اغتياله.
وأشار نائب مدير قسم العلوم والتعليم في الجمعية التاريخية العسكرية الروسية دينيس شبوليانسكي، إلى أن تصفية أدولف هتلر في يوليو 1944 ربما لم تكن ستعود بالفائدة على الاتحاد السوفيتي، بل كان من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع، فقد كان من المحتمل أن يكون قد وافق المتآمرون على هدنة مع الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل إعادة توجيه وحداتهم الجاهزة للقتال من الجبهة الغربية نحو الجبهة الروسية ضد الجيش الأحمر.
وقال شبوليانسكي: “التاريخ لا يعرف المزاج الشرطي، ولكن يمكننا أن نفترض، بناء على البيانات المتوفرة لدينا، أنه لو كانت محاولة اغتيال هتلر ناجحة، فربما لم يكن هذا ليؤدي إلى أي راحة للاتحاد السوفيتي، علاوة على ذلك كانت هناك سيناريوهات يمكن أن تفاقم وضعنا – كان أحد دوافع المتآمرين هو الرغبة في صنع السلام مع الحلفاء الذين هبطوا في فرنسا”.
وأكد المؤرخ أنه لو تصالح الألمان مع الغرب مقابل تصفية هتلر، وكذلك انسحاب القوات الألمانية من فرنسا وبلجيكا وهولندا وربما الدنمارك، لتمكن الألمان من نقل جزء من قواتهم الجاهزة للقتال من الجبهة الغربية إلى الجبهة الشرقية (مع روسيا)، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم وضع الجيش الأحمر.
وأشار الخبير إلى أنه لو ظل هتلر في السلطة، لما قرر أي من الزعماء الغربيين إجراء سلام منفصل، ولهذا السبب تخلى الاتحاد السوفييتي نفسه عمدا عن الفكرة الواضحة المتمثلة في تنظيم تصفية الفوهرر.
*يتم نشر هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط وتهدف إلى إدانة النازية بجميع أشكالها ومظاهرها.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: محاولة اغتیال
إقرأ أيضاً:
هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
نشرت صحيفة "دويتشه فيله" تقريرًا حول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يُعتبر "رجل أوروبا الأول"، وفي ظل غياب حكومة ألمانية رسمية، يقود ماكرون رؤية فرنسا لأوروبا في وقت يشهد فيه الشرق حربًا مستعرة وفرض رسوم جمركية عبر الأطلسي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن ألمانيا لطالما كانت تُعتبر النجم اللامع لأوروبا من الناحيتين السياسية والاقتصادية، مع شخصية محورية تتمثل في أنجيلا ميركل التي كانت رمزًا معترفًا به على مستوى القارة والعالم. ومع تقاعدها، والحكومة الجديدة غير المستقرة بقيادة أولاف شولتس من التيار اليساري الوسط، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، شهدت ألمانيا تراجعًا في دورها القيادي في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عبر الحدود، برز إيمانويل ماكرون — الذي ليس غريبًا عن المعارك السياسية الداخلية — كأهم قائد وطني في أوروبا في ظل الصدمات العالمية التي أحدثتها إدارة ترامب الثانية ووقوفها العدائي تجاه الحلفاء التقليديين لأوروبا.
وأضافت الصحيفة أنه بينما تعيش ألمانيا بلا حكومة حاليًا، والتي من المتوقع أن تعود إلى "الائتلاف الكبير" بقيادة فريدريش ميرتس وحزبه اليميني الوسط مع شريك أصغر من الاشتراكيين الديمقراطيين.
وأكدت الصحيفة أنه بينما تتفاوض هذه الأحزاب التقليدية على شروط تحالفها السياسي، تظل أكبر اقتصادات أوروبا عالقة في حكومة تصريف الأعمال في ظل فرض ترامب للرسوم الجمركية والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن ماكرون كان دائمًا من بين القادة الوطنيين الأكثر شهرة في العالم، إلا أنه أصبح صوتًا بارزًا في ظل الاضطرابات الحالية، إذ يجمع بين دور رئيس فرنسا وسفير لأوروبا بكل ارتياح.
وقالت جيسين ويبر، زميلة في "صندوق مارشال الألماني" المتخصصة في الأمن الأوروبي: "لديه رسالة أوروبية وهذه الرسالة منسقة، ولكن في النهاية، هو رئيس فرنسا"، وأضافت: "الاثنان مرتبطان بالطبع، لأن معظم المصالح الأوروبية هي أيضًا مصالح فرنسية والعكس صحيح".
وأكدت الصحيفة أنه بينما يقوم القادة الأوروبيون بمراجعة زيادة الإنفاق الدفاعي وحتى مفاهيم الدفاع الموحد، ذهب ماكرون إلى حد إعادة طرح توسيع الدرع النووي الفرنسي المحلي على الطاولة، ما أثار غضب روسيا.
وأضافت الصحيفة أنه في مجالات السياسة الخارجية الأخرى، كان ماكرون يسعى لتعزيز المصالح الأوروبية وفقًا للمواقف الفرنسية: "أصبحت أوروبا فرنسية للغاية خلال السنوات الخمس الماضية"، كما تشير ويبر.
وقالت الصحيفة إنه بعد بداية بطيئة، وضع ماكرون نفسه في قلب الدفع بمصالح القارة بشأن أوكرانيا، والآن، في معالجة الرسوم الجمركية. كما أن فترة ولايته وعلاقته المبدئية مع دونالد ترامب من فترة رئاسته الأولى تضعه في موقع فريد للتفاعل مع الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة قائلة: "كان أول رئيس دولة أو حكومة من بين الأوروبيين الذي تمكن من تأسيس — أو إعادة تأسيس — علاقة مع ترامب".
لحظة ماكرون تلوح في الأفق
وأفادت الصحيفة أن ماكرون يُعتبر رئيسًا "عاجزًا"، حيث تقيد القوانين الفرنسية فترة الرئاسة بولايتين متتاليتين. ومع اقتراب الانتخابات في 2027، لا يتبقى أمامه سوى عامين لتحقيق رؤيته لفرنسا وأوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى قول جاكوب روس، زميل البحث في العلاقات الفرنسية-الألمانية في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، إن فرنسا في موقع جيد لقيادة أوروبا خلال هذه الفترة المتقلبة.
وأضاف روس: "من الناحية الفكرية على الأقل، الفرنسيون في وضع جيد جدًا الآن لتولي القيادة."
وأشار روس إلى أن فرنسا تتمتع بموقف تقليدي في التفكير في دورها ومكانة أوروبا في العالم بشكل مستقل، بعيدًا عن منظور متمركز حول الولايات المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه النظرة المستقلة لفرنسا ليست كافية لكي تفرض نفسها كقائدة شبه أوروبية.
وقال روس: "فرنسا في وضع صعب للغاية بسبب مشكلة الديون السيادية، ولا يوجد مجال كبير
للمناورة في توسيع الميزانيات الوطنية، بما في ذلك في مجال الدفاع."
وأضاف: "من حيث الأفكار، يتخذ ماكرون وضع القيادة وقد فعل ذلك منذ 2017، والآن البيئة تدعم موقعه. لكن فرنسا تفتقر إلى الأساس المادي لدفع ذلك قدمًا بمفردها".
وأشارت الصحيفة إلى أن عائقًا آخر لرؤية ماكرون المؤيدة لأوروبا يتمثل في صعود منافسته السابقة ذات التوجهات الأوروبية المشككة، مارين لو بن، التي تسعى لتحويل إدانتها الأخيرة، التي تمنعها من الترشح في 2027، إلى زخم سياسي.
أسئلة حول وجود "قائد" أوروبي واحد
وأفادت الصحيفة أن كلًا من روس وويبر يشيران إلى أن ظهور شخصية أوروبية واحدة على غرار ميركل أصبح أقل احتمالًا في ظل هذه الفترة المضطربة، التي تشهد تدهورًا في العلاقات مع الولايات المتحدة غربًا، وصراعًا مستمرًا مع روسيا شرقًا، وصعود الشعبويين والأحزاب اليمينية المتطرفة في الداخل.
وأضافت الصحيفة أنه في ظل عقيدة "أمريكا أولًا" الحمائية التي تبناها دونالد ترامب، والحرب القارية، قد يكون تعزيز التحالفات التقليدية مثل التحالف الأوروبي الثلاثي (فرنسا-ألمانيا-بريطانيا) هو الخيار الأنسب للأوروبيين، مع قيادة فرنسية-ألمانية وشريك قوي آخر عبر القناة الإنجليزية.
ونقلت الصحيفة ـ في ختام التقريرـ عن روس قوله: "الشيء المؤكد هو أن الديناميكية الفرنسية-الألمانية ستظل قوية في المستقبل المنظور، على الأقل في العامين المقبلين"، مضيفًا: "الفرنسيون يدركون أن موقف ماكرون المؤيد لأوروبا سيكون مهددًا بعد 2027، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وسيسعون للضغط على الألمان لإتمام خطوات هامة قبل هذا التاريخ".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)