الفنان ابراهيم محمد ابراهيم جاذبية عبير الامكنة
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
محمد صالح عبدالله يس
رحل الفنان والملحن والموسيقار ابراهيم جاذبية من هذه الفانية نكاية فينا وفي اصدقائه الذين تنكروا له وتركوه وحده في غرفة مظلمة يبحث عن بابها ليخرج حتي اصحاء النظر لم يسطيعوا الخروج منها الا بصعوبة بالغة فما بالك وهو من جنس بن مكتوم رحل جاذبية وترك تحياته وذكرياته علي بوابة المجمع الثقافي الذي غاب عنه زواره امثال الخليل قمر الدين وقاسم الفكي ومعاوية الشريف ودكتور معتز الطيب ومحمد الامين التجاني وعلام حسن سالم ودكتور مالك ابكر وعبد الرحمن عنقال ودكتور يوسف سليمان منتج مسرحية مركوب الفكي رحل وترك الموسيقار علي احمداي يدندن الفاشر يابلدي
رحل جاذبية وفي قلبه التياع للفاشر واهلها ماكان يتوقع يوما ان تعصف به الاقدار وتحمله رياحها الي درك سحيق وتلفظه في يم الغربة والتنائي وتبعده عن مرتع صباه وحارة انسه خرج مثل الطريد لم يودع خلا ولا صديقا ترك كل شيئ حتي عوده الذي صنع به مجده ترك اوتارة مشدودة وريشته تنتظر مداعبة اصابعة التي طالما الفته وآلفته كان لسانه يردد وبصوت خفيض الفاشر يابلدي ء
خرج من الفاشر علي حين غفلة تحاصر اذنيه صوت السماء تقول له اخرج فان القوم ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين كان هذا النداء زاده في سفر الخروج والتيه في رحلة مجهولة الامد كان احد أعمدة الغناء في دار فور فكم أطربنا واشجانا بالحانة الطروبة وموسيقاه العذبة الرشيقة ولم تغب شمس ذاك اليوم في عين فبراير الحمئة حتي اناخ راحلته في ارض لم يعرفها اشبه بشعب ابو الطيب الذي اضحي بتلكاها غريب الوجه واليد واللسان نزل من راحلته وكان ممسكا بيد احد ابناءه وهو يهمس بصوته الدافي يا حلاة مسرح ظبانا وذكرياتنا ومشتهانا حبس دمعته واخرج من صدرة زفرةٍ حري وضرب برجله الارض فعرف انها ارض طينية تشبه اراضي الجزيرة او سنار فانه قد عاش في هذه الجغرافية التي تشبه بخت الرضا الذي درس وتخرج منها وما كان يدور بخلده انها محطته الاخيرة وان بيته الاخير ولحده سيكون هنا
بدا جاذبية تجربته الفنية منذ دخوله المدرسة الاولية فقد كان طالبا مسكون بحب الفن رغم وصف اقرانه له بانه كان طالبا خجولا ومهذبا ومنطويا لكنه كان متقد الذكاء يلتقط العبارات والكلمات من افواه المتحدثين سيما بعض المعلمين الذين يستلطفهم ويستمتع بمدارستهم له فقد حفظ منهم الاناشيد وجيد القصائد وبفضل جهود بعض المعلمين خرج من دائرة الانطواء واصبح يشارك في الجمعية الادبية واحيانا يقوم بتلحين بعض القصائد فظهرت امكاناته الصوتية وقدراته ومهاراته في اداء المنلوجات والاغاني المحلية التي تغنيها البنات في الاعراس والمناسبات المحلية حتي تطورت كسوباته واصبح يشار اليه كمبدع له مستقبل واعد ولم يمل عامه الرابع بالمدرسة حتي اعترف به اقرانه واصحابه كفنان موهوب واصبح يشارك في المناسبات الكبيرة ثم دخل المرحلة الوسطي التي تستوي فيها عوده وبدا يتعلم العزف علي الربابة ثم انتقل الي العود وبدا يغني ويردد اغنيات المطربين الكبار وفي حفل حفيل بمدرسة الفاشر الاهلية قدم فاصلا غنائيا كاملا فكان ذلك هو اول اعتراف به كفنان واعد ينتظر منه الكثير
كانت محطته التي استوي به عوده واكتمل نضوجه في معهد اعداد المعلمين الذي من ضمن مناهجه تدريس الموسيقي فصار احد اهم اعضاء نادي المسرح والموسيقي بالمعهد وقد استهوته الة العود التي برع في عزفه وصار من اشهر العوادين بالمعهد انقضي العام الاول بالمسرح وعاد جاذبية الي الفاشر ومعه عود مزخرف اقتناه من مدخور مصروفه الشهري وفي اول يوم وصل الي الفاشر غادر منزلهم مباشرة واتجه الي نادي دارفور حيث مقر فرقة فنون والتقي بكبار عمالقة الفرقة التي كان يتراسها الاستاذ بشر سعيد وامينها العام حمزة خلف وتعرف علي حسن محمد صالح وبقية اعضاء الفرقة وانضم الي العمل معهم لعمل بعض البروفات وقد اعجب به مسوقيو الفرقه واصبح عضوا بالغرفة يمارس حرفة العزف ويمتهن مهنة الغناء ودخل جاذبية الي عالم الفن كاول طالب لم يكمل دراسته بعد وشارك في مناسبات كبيرة في المدينة واصبح اسمه يتردد بين مجالس شباب الفاشر وحسناواتها
انجب جاذبية في مسيرته الفنية من الألحان ذكرانا وإناث وشي بها ديوان الغناء في فرقة فنون دارفور وطرز بها مخامل وجداننا وعظام عاطفتنا كان فنانا مميزا متخصصا في توزيع هرمونات السعادة والفرح عاصر عمالقة شعراء الاغنية السودانية الذين حلو بالفاشر وغني لهم كانت امسياته في حي الخير خنقا مع مبارك المغربي الذي غني له حب الاديم قبل ان يعتقلها بن البادية واستمتع اهل الفاشر بها زمنا قبل ان تستقر في وجدان بن البادية
جاذبية كان متخصصا في اداء جيد القصايد والالحان ومتعهد كبير يحترف مهنة صناعةالجمال وبناء اعشاش السعادة كان ينتقي منها الاطايب فاهداه الرائد ابو قرون رائعته الجميلة قطعة سكر التي لحنها الموسيقار علي احمداي وغناها جاذبية في احدي مناسبات الفاشر الاجتماعية واصبحت مثل السلام الجمهوري تفتتح بها جلسات الطرب والانس وبعد ان قضي منها اهل الفاشر وطرا آلت الي نجم الدين الفاضل ولبنات الفاشر ذكريات وحكايات مع قطعة سكر والغانية التي كتبت فيها الاغنية فانا اعرفها ومازالت علي قيد الحياة فرغم مرور كل هذا الزمن الا ان ملامحها رغم الثمانين حجة مازالت تحمل نداوة وحلاوة ذلك الزمن الجميل
مات جاذبية مرتين مرة عندما فارق الفاشر مرتع انسة وصباه ومات الميته الثانية في بالقرب من القضارف وضمت رفاته في سبخة لم يالفها جسده ليجاور جرتلي والنور عثمان ابكر وحسان ابوعاقلة وميرغني ديشاب رحل جاذبية وترك ذكرياته في قلب كل اهل دارفور ترك في مناديل حسان الفاشر الاشارات والعبارات والجمل الموغلة في حب الحياة رحل وترك حقيبة ذكريات مترعة بالجمال و بالعاطفة والشجن تلامس وجداننا وارواحنا غني جاذبية لكبار الفنانين السودانين فقادهم واجا تقليدهم كان معجبا بابراهيم عوض اختار من خروزه اغنية نفسك ابية وليك جاذبية غناها بنادي الفاشر وبحضور الاستاذ ابراهيم عوض ومن ذلك اليوم اطلق عليه اهل الفاشر لقب جاذبية التي ارتبط به حتي لقي ربه كان يقلد ابراهيم عوض في كل شيئ في ملبسه.
غادرنا جاذبية دفعة واحده وترك تحياته في قلب كل من عرفه غادرنا مثل السودان الذي هو الاخر غادرنا خلسة علي دفعات ولن يعود الا بعد ان يتاكد من صحة قراره ومن الصعب عودته
ماذا يفعل فينا الغياب اصبحنا في هذه الايام البائسة نعتاد الغياب والرحيل..
استاذ جاذبيةرافقتك السلامة وتعازينا لاهل الفاشر ولمبدعي دارفور ولمحبي وعشاق فنك الراقي انا لله وانا اليه راجعون لك الرحمة وابشر بطول خراب ياقلبي فالكل سيصل الي حوض المنايا رغم وئيد عجلانها وداعا جاذبية قارورة عطرنا التي نفذت ولكن رغم نفاذها فاللعطر افتضاح
ms.yaseen5@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
مضى إلى الدار الباقية
رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية وأخلف الله على أهله وأحبابه وإخوانه ووطنه من بعده بخير كثير
*مصابيح التنوير شخوص ورموز
الدكتور محمد خير الزبير
ولد محمد خير الزبير في شمبات ، ولد في العام 1945 ونشأ بها ودرس مراحله الاولى بشمبات. التحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد ونال بكالريوس الإقتصاد في العام 1968
دكتوراة الاقتصاد – جامعة ويلز – المملكة المتحدة 1983م .
ماجستير الاقتصاد المالي جامعة ويلز – المملكة المتحدة 1976 .
بكالوريوس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية – جامعة الخرطوم 1968 . عمل بوزارة المالية قسم التخطيط الإقتصادي وابتعث في دورة تدريبية
إلى معهد التنمية الاقتصادية – نايلي – ايطاليا لمدة ستة اشهر حول التنمية و التخطيط الإقتصادي. ثم دورة تدريبية في التخطيط في مصر في العام 1973في معهد التخطيط القومي.
بعدها ابتعث في العام 1973 – 1975 لفترة دراسية للتحضير لدرجة الماجستير في الاقتصاد المالي – جامعة ويلز- المملكة المتحدة. وعاد للعمل بوزارة المالية بادارة القروض والمعونات الأجنبية في الفترة من 1975الى1979 ثم
وتسنى له أن يواصل في ذات جامعة ويلز 1979 – 1983 للحصول على درجة الدكتوراة في الاقتصاد المالي فحصل عليها من ذات الجامعة جامعة ويلز-المملكة المتحدة ثم عاد للمالية وبعث بعدها لتلقي دورة
في معهد القانون الدولي – واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية حول مفاوضات الاستثمار في العام 1979 وعاد يعمل بالمالية بالتخطيط الإقتصادي ثم حصل إبان ذلك على دورة تجريبية في معهد هارفارد للتنمية
الدولية – جامعة هارفرد بوسطن.
وعين مديرا لأدارة لأدارة العون السلعي في 1983 ثم مديرا القروض والمنح الخارجية في العام 1986. وشغل منصب وكيل أول التخطيط في الفترة 1988الى1993 وأعتذر عن وكالة وزارة المالية بعد الإنقاذ في العام 1990
ثم عين في1993 – 1996 وزيرا للدولة للتخطيط – وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي عمل بعدها في العام 1996 – 1998 رئيسا لمجلس الإدارة – ومديرا عاما امؤسسة التنمية السودانية واعيد تعيينه وزير دولة للمالية من 1998الى 2001 ثم عين نائبا لمدير بنك الساحل والصحراء( بنك إقليمي رئاسته في ليبيا) من 2002 حتى 2009.
وعين في مارس 2011 رئيسا لمجلس ادارة ومحافظ بنك السودان المركزي . وأعيد محافظا مرة أخرى في سبتمبر في العام 2018. وكان شغل بحكم المنصب رئاسات. وعضوية مجالس أدارات
منها رئيس مجلس ادارة مطابع السودان للعملة
رئيس مجلس ادارة شركة السودان للخدمات المالية
رئيس مجلس ادارة اكاديمية السودان للعلوم المصرفية
وكذلك على المستوى الإقليمي شغل منصب العضو بمجلس ادارة الاكاديمية العربية للعلوم المصرفية بالاردن
والمحافظ المناوب بالبنك الاسلامي للتنمية جدة
وعضو مجلس ادارة شركة سكر كنانة
وعضو مجلس الخدمات المالية الاسلامية بماليزيا وعضو مجلس إدارة الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي .
وعضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزيوت النباتية .
عضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزراعة الآلية بالنيل الأزرق .
وعضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للإنتاج والتصنيع الزراعي
محافظ السودان وشارك بحكم عمله محافظا لبنك السودان في اجتماعات و مؤتمرات البنك الدولي للإنشاء والتعمير .
وصندوق النقد الدولي .
وبنك التنمية الأفريقي .
والبنك الإسلامي للتنمية .
والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي .
وصندوق النقد العربي .
والمصرف العربي للتنمية الاقتصادي في أفريقيا .
والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) محافظ مناوب .
وبنك التجارة التفضيلية لدول شرق ووسط أفريقيا .
ورغم طبيعة جدول أعماله المزدحم فله مؤلفات ودراسات ومطبوعات :
منها دراسة حول الحوافز الممنوحة للاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية تجربة السودان ورقة مقدمة لورشة عمل نظمتها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار – تونس – مارس 1997م .
وورقة حول إدارة الديون الخارجية في السودان ورقة مقدمة للمؤتمر القومي للإصلاح الاقتصادي في السودان 1986م .
ودراسة حول القروض والمعونات الدولية أثرها على التنمية الاقتصادية . تجربة السودان 1960 – 1980 هي رسالته للدكتوراة.
وورقة تقديم المشروعات في قطاع النقل . بحث مقدم لجامعة ويلز المملكة المتحدة بحث مكمل لدرجة الماجستير 1976م.
القروض والمعونات الدولية – أثرها على التنمية الاقتصادية – وله كتاب تجربة السودان في نصف قرن . 1956 – 2006 – صدر في عام 2008.
تعكس دراسات وخبرات الدكتور محمد خير الزبير صورة لخبير إقتصادي إجتمعت لدية علوم وخبرات عملية واسعة وكان أحد شهود تجربة إسلام الإقتصاد في السودان وشارك بخبرات في المجال الإقليمي والدولي ووجد تقديرا عاليا ربما لم يحظ به في موطنه. وإلى جانب تخصصه الإقتصادي نشط د محمد خير الزبير في العمل الإسلامي داخل وخارج السودان إبان دراسته هناك. و لا يزال ينشط بوصفه استشاريا وخبيرا على المستوي الوطني و الإقليمي… مد الله في أيامه ونفع بعمله و كسبه وبارك فيه لنفسه ووطنه العزيز.
أمين حسن عمر عبد الله