سودانايل:
2025-01-16@03:08:16 GMT

الفنان ابراهيم محمد ابراهيم جاذبية عبير الامكنة

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

محمد صالح عبدالله يس
رحل الفنان والملحن والموسيقار ابراهيم جاذبية من هذه الفانية نكاية فينا وفي اصدقائه الذين تنكروا له وتركوه وحده في غرفة مظلمة يبحث عن بابها ليخرج حتي اصحاء النظر لم يسطيعوا الخروج منها الا بصعوبة بالغة فما بالك وهو من جنس بن مكتوم رحل جاذبية وترك تحياته وذكرياته علي بوابة المجمع الثقافي الذي غاب عنه زواره امثال الخليل قمر الدين وقاسم الفكي ومعاوية الشريف ودكتور معتز الطيب ومحمد الامين التجاني وعلام حسن سالم ودكتور مالك ابكر وعبد الرحمن عنقال ودكتور يوسف سليمان منتج مسرحية مركوب الفكي رحل وترك الموسيقار علي احمداي يدندن الفاشر يابلدي
رحل جاذبية وفي قلبه التياع للفاشر واهلها ماكان يتوقع يوما ان تعصف به الاقدار وتحمله رياحها الي درك سحيق وتلفظه في يم الغربة والتنائي وتبعده عن مرتع صباه وحارة انسه خرج مثل الطريد لم يودع خلا ولا صديقا ترك كل شيئ حتي عوده الذي صنع به مجده ترك اوتارة مشدودة وريشته تنتظر مداعبة اصابعة التي طالما الفته وآلفته كان لسانه يردد وبصوت خفيض الفاشر يابلدي ء
خرج من الفاشر علي حين غفلة تحاصر اذنيه صوت السماء تقول له اخرج فان القوم ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين كان هذا النداء زاده في سفر الخروج والتيه في رحلة مجهولة الامد كان احد أعمدة الغناء في دار فور فكم أطربنا واشجانا بالحانة الطروبة وموسيقاه العذبة الرشيقة ولم تغب شمس ذاك اليوم في عين فبراير الحمئة حتي اناخ راحلته في ارض لم يعرفها اشبه بشعب ابو الطيب الذي اضحي بتلكاها غريب الوجه واليد واللسان نزل من راحلته وكان ممسكا بيد احد ابناءه وهو يهمس بصوته الدافي يا حلاة مسرح ظبانا وذكرياتنا ومشتهانا حبس دمعته واخرج من صدرة زفرةٍ حري وضرب برجله الارض فعرف انها ارض طينية تشبه اراضي الجزيرة او سنار فانه قد عاش في هذه الجغرافية التي تشبه بخت الرضا الذي درس وتخرج منها وما كان يدور بخلده انها محطته الاخيرة وان بيته الاخير ولحده سيكون هنا
بدا جاذبية تجربته الفنية منذ دخوله المدرسة الاولية فقد كان طالبا مسكون بحب الفن رغم وصف اقرانه له بانه كان طالبا خجولا ومهذبا ومنطويا لكنه كان متقد الذكاء يلتقط العبارات والكلمات من افواه المتحدثين سيما بعض المعلمين الذين يستلطفهم ويستمتع بمدارستهم له فقد حفظ منهم الاناشيد وجيد القصائد وبفضل جهود بعض المعلمين خرج من دائرة الانطواء واصبح يشارك في الجمعية الادبية واحيانا يقوم بتلحين بعض القصائد فظهرت امكاناته الصوتية وقدراته ومهاراته في اداء المنلوجات والاغاني المحلية التي تغنيها البنات في الاعراس والمناسبات المحلية حتي تطورت كسوباته واصبح يشار اليه كمبدع له مستقبل واعد ولم يمل عامه الرابع بالمدرسة حتي اعترف به اقرانه واصحابه كفنان موهوب واصبح يشارك في المناسبات الكبيرة ثم دخل المرحلة الوسطي التي تستوي فيها عوده وبدا يتعلم العزف علي الربابة ثم انتقل الي العود وبدا يغني ويردد اغنيات المطربين الكبار وفي حفل حفيل بمدرسة الفاشر الاهلية قدم فاصلا غنائيا كاملا فكان ذلك هو اول اعتراف به كفنان واعد ينتظر منه الكثير
كانت محطته التي استوي به عوده واكتمل نضوجه في معهد اعداد المعلمين الذي من ضمن مناهجه تدريس الموسيقي فصار احد اهم اعضاء نادي المسرح والموسيقي بالمعهد وقد استهوته الة العود التي برع في عزفه وصار من اشهر العوادين بالمعهد انقضي العام الاول بالمسرح وعاد جاذبية الي الفاشر ومعه عود مزخرف اقتناه من مدخور مصروفه الشهري وفي اول يوم وصل الي الفاشر غادر منزلهم مباشرة واتجه الي نادي دارفور حيث مقر فرقة فنون والتقي بكبار عمالقة الفرقة التي كان يتراسها الاستاذ بشر سعيد وامينها العام حمزة خلف وتعرف علي حسن محمد صالح وبقية اعضاء الفرقة وانضم الي العمل معهم لعمل بعض البروفات وقد اعجب به مسوقيو الفرقه واصبح عضوا بالغرفة يمارس حرفة العزف ويمتهن مهنة الغناء ودخل جاذبية الي عالم الفن كاول طالب لم يكمل دراسته بعد وشارك في مناسبات كبيرة في المدينة واصبح اسمه يتردد بين مجالس شباب الفاشر وحسناواتها
انجب جاذبية في مسيرته الفنية من الألحان ذكرانا وإناث وشي بها ديوان الغناء في فرقة فنون دارفور وطرز بها مخامل وجداننا وعظام عاطفتنا كان فنانا مميزا متخصصا في توزيع هرمونات السعادة والفرح عاصر عمالقة شعراء الاغنية السودانية الذين حلو بالفاشر وغني لهم كانت امسياته في حي الخير خنقا مع مبارك المغربي الذي غني له حب الاديم قبل ان يعتقلها بن البادية واستمتع اهل الفاشر بها زمنا قبل ان تستقر في وجدان بن البادية
جاذبية كان متخصصا في اداء جيد القصايد والالحان ومتعهد كبير يحترف مهنة صناعةالجمال وبناء اعشاش السعادة كان ينتقي منها الاطايب فاهداه الرائد ابو قرون رائعته الجميلة قطعة سكر التي لحنها الموسيقار علي احمداي وغناها جاذبية في احدي مناسبات الفاشر الاجتماعية واصبحت مثل السلام الجمهوري تفتتح بها جلسات الطرب والانس وبعد ان قضي منها اهل الفاشر وطرا آلت الي نجم الدين الفاضل ولبنات الفاشر ذكريات وحكايات مع قطعة سكر والغانية التي كتبت فيها الاغنية فانا اعرفها ومازالت علي قيد الحياة فرغم مرور كل هذا الزمن الا ان ملامحها رغم الثمانين حجة مازالت تحمل نداوة وحلاوة ذلك الزمن الجميل
مات جاذبية مرتين مرة عندما فارق الفاشر مرتع انسة وصباه ومات الميته الثانية في بالقرب من القضارف وضمت رفاته في سبخة لم يالفها جسده ليجاور جرتلي والنور عثمان ابكر وحسان ابوعاقلة وميرغني ديشاب رحل جاذبية وترك ذكرياته في قلب كل اهل دارفور ترك في مناديل حسان الفاشر الاشارات والعبارات والجمل الموغلة في حب الحياة رحل وترك حقيبة ذكريات مترعة بالجمال و بالعاطفة والشجن تلامس وجداننا وارواحنا غني جاذبية لكبار الفنانين السودانين فقادهم واجا تقليدهم كان معجبا بابراهيم عوض اختار من خروزه اغنية نفسك ابية وليك جاذبية غناها بنادي الفاشر وبحضور الاستاذ ابراهيم عوض ومن ذلك اليوم اطلق عليه اهل الفاشر لقب جاذبية التي ارتبط به حتي لقي ربه كان يقلد ابراهيم عوض في كل شيئ في ملبسه.

ومظهره حتي في تسريحة شعره ولم يشاهد طوال حياته الا بهندام كامل وزي متكامل
غادرنا جاذبية دفعة واحده وترك تحياته في قلب كل من عرفه غادرنا مثل السودان الذي هو الاخر غادرنا خلسة علي دفعات ولن يعود الا بعد ان يتاكد من صحة قراره ومن الصعب عودته
ماذا يفعل فينا الغياب اصبحنا في هذه الايام البائسة نعتاد الغياب والرحيل..
استاذ جاذبيةرافقتك السلامة وتعازينا لاهل الفاشر ولمبدعي دارفور ولمحبي وعشاق فنك الراقي انا لله وانا اليه راجعون لك الرحمة وابشر بطول خراب ياقلبي فالكل سيصل الي حوض المنايا رغم وئيد عجلانها وداعا جاذبية قارورة عطرنا التي نفذت ولكن رغم نفاذها فاللعطر افتضاح

ms.yaseen5@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمد سلام ونصرة أهل غزة: هل ما زال يدفع الثمن؟

كما أفرزت معركة "طوفان الأقصى" جيشا عرمرما من المتخاذلين بل والخونة الذين كشروا عن أنيابهم وغادروا جحورهم وصار اللعب "على المكشوف" وفي واضحة النهار؛ فإنها كشفت بجلاء أيضا عن المعدن النفيس والغالي للكثير من الرجال الشجعان المخلصين والمستعدين للتضحية بمستقبلهم من أجل غزة وأبنائها.

ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء في مجال على تماس مباشر مع الحرب؛ لكن المواقف الصعبة كفيلة بإظهار النبلاء الذين يتألمون لمصاب إخوتهم؛ ومن هذا المنطلق لا يجب علينا تجاوز الموقف الشهم والبطولي للفنان المصري محمد سلام في ذروة العدوان على القطاع الأبي، حين أشهر رفضه المشاركة في مسرحية "زواج اصطناعي" التي كانت تعرض حينها في "موسم الرياض" وكلنا شاهدنا ردود الفعل الصاخبة حول الخطوة وكيف انتصر أحرار الوطن العربي لسلام وثمنوا موقفه الشجاع؛ بينما اصطف الإعلاميون الرسميون في المحروسة والسعودية وتفننوا في كيل التهم الجاهزة له مع تورط بعض زملائه المقربين في الحملة الشنيعة ضده، وعلى رأسهم زميله بيومي فؤاد.

لن نعود للنبش في تفاصيل الواقعة التي يعرفها القاصي والداني؛ لكن المؤكد أن موقف محمد سلام ليس ولم يكن أبدا مجرد "ترند" سرعان ما ستطاله أيدي النسيان ويطوى سريعا كما حدث مع مئات المواقف الأخرى؛ أتدرون لماذا؟

بمنتهى البساطة لأن صاحب شخصية "هجرس" في مسلسل "الكبير" أقدم على خطوة "انتحارية" في وسط فني كلنا يعي جيدا كيف تدار فيه الأمور، وأمامنا عشرات الأمثلة في أزمنة سابقة تقارب نفس الحالة؛ نذكر على سبيل المثال لا الحصر طبعا واقعة الفنان الراحل صلاح السعدني مع الرئيس محمد أنور السادات، حيث منعه الأخير من التمثل لعدة سنوات بسبب مواقف شقيقه الكاتب المبدع محمود السعدني الملقب بـ"إمام الساخرين" ونكته اللاذعة عن "الريس"، دون إغفال البيان الذي وقع عليه العديد من المثقفين المصريين في بداية السبعينات رافضين لما كان يسمى "حالة اللا سلم واللا حرب" قبل حرب 1973؛ وكان "العمدة" صلاح السعدني من بين الموقعين برفقة نخبة من ألمع الفنانين والمثقفين في مصر مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم الكثير.

حينها طبعا كانت مواقف الفنانين الوطنية شامخة ولن تخشى في قول الحق لومة لائم وبإمكانها مقارعة رجال السياسة رغم العواقب الوخيمة المنتظرة؛ في نفس السياق لا يمكن نسيان المغامرة المهمة للراحل نور الشريف حين تحدى الجميع وأصر على إنتاج وبطولة فيلم عن شخصية الرسام الكاريكاتوري الفلسطيني الشهير "ناجي العلي" يحمل الاسم ذاته؛ حينها تعرض نور للمضايقات من كل الجهات وأدرج في القوائم السوداء محليا وعربيا وأُقصي الفيلم من العرض في المهرجانات، وكانت التكلفة باهظة لكنها لم تثن الفنان الراحل صاحب المواقف المشرفة على مواصلة نضاله وقهر كل المطبات أمامه ليعود متوهجا كما عهدناه لاحقا.

إذن، ما يحدث اليوم مع محمد سلام ليس سوى امتداد لما يعانيه الفنانين الذين يمتلكون رؤية ونظرة مستقلة ولا يجيدون الرقص على كل الحبال، لكن المختلف حاليا هو غياب سند إعلامي جبار أسوة بما كان في عصور خلت حيث نعيش ندرة في الأصوات والأقلام الحرة القادرة على مقارعة جبروت الأنظمة، وتحمل زادا ثقافيا ومعرفيا يجعلها لا تكترث وتصر على إيصال الحقيقة دون تشويه؛ فهل رأينا قامات إعلامية صدحت بالوقوف في خندق محمد سلام على سبيل المثال؟

الجواب معلوم؛ رغم أن ما عوض "عجز" النخبة وملا خانة الفراغ المهول هذا هو الدعم الشعبي والجماهيري الذي يتوفر في رواد مواقع التواصل الاجتماعي من القادرين على فرز الغث من السمين ووضع النقط على الحروف دون مواربة؛ وجيل "زد" أثبت حضورا قويا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وصحح العديد من المغالطات عن استهتاره وجهله بالقضايا الرئيسية للامة.

السؤال الذي سيخطر ببال البعض منكم؛ لماذا نفتح هذا الملف مجددا؟ وما هي المناسبة؟ وهل هو هناك مستجدات اضافية عنه؟

المؤكد أن المتمعن في مشوار سلام سيدرك أنه يتعرض لحملة مقاطعة لا تخفى على أحد؛ والدليل أن نشاطه الفني يعد على رؤوس الأصابع منذ الجزء الثامن من مسلسل "الكبير"، مع العلم أننا نتحدث عن فنان موهوب ومطلوب بقوة في الأفلام المصرية؛ فلماذا فجأة صار المنتجون يتحاشون اسمه؟ ولماذا اقتصر حضوره على إعلان يتيم والظهور في فيلم "بضع ساعات في يوم ما"، مع الحرص على التذكير بأن العمل صور منذ فترة طويلة أساسا؟

ونفس الفيلم رافقته حالة من الارتباك سواء في توقيت العرض الذي تأجّل مرارا وتكرارا لخشية المنتج فقدان السوق السعودية التي أضحت تمثل عنصرا رئيسيا في سوق السينما المصرية وصولا للدعاية له بالمملكة، وتفاصيل أخرى رافقته كلها تصب في خانة "إقصاء" سلام من الأضواء.

النقطة المهمة حاليا في مشوار هذا الفنان هو تعاقده على بطولة مسلسل "كارثة طبيعية" وكل المؤشرات تؤكد أن العرض سيكون محليا وتحديدا في منصة "وتش"؛ وهذه خطوة مهمة من الشركة المنتجة التي كسرت الحظر ولو على نطاق ضيق؛ في انتظار الدعم الجماهيري المطلوب لهذا الفنان في أولى بطولاته المطلقة لوضع شركات الإنتاج في موقف محرج، والتأكيد على أن شعبيته صارت مضاعفة بفعل وقوفه إلى جانب أشقائه وانتصاره للحق في زمن الباطل والظلم، وربما يفتح الباب أمام زملائه الآخرين الخائفين من العواقب العاجزين عن كسر حاجز الخوف.

نختم بالحرص على أن الملايين في فلسطين والوطن العربي لم ولن ينسوا كل الأحرار ممن دفعوا ثمن مواقفهم المشرفة؛ ومحمد سلام بينهم بكل تأكيد رغما عن الحظر والقرارات الجائرة واللوائح السوداء وسيعود ليتصدر المشهد الفني بموهبته الفذة وحضوره الآسر..

مقالات مشابهة

  • محمد سلام ونصرة أهل غزة: هل ما زال يدفع الثمن؟
  • عائلة سمير غانم تحتفي بذكرى ميلاده: أيقونة الضحك التي لا تُنسى
  • عبير الامكنة المهندس محمد موسي ادم (7/8)
  • ابراهيم جابر .. تسهيل عملية التحويل من حساب لآخر بين كافة البنوك التجارية
  • تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025
  • لهذا السبب.. عبير صبري تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • بإطلالة سوداء.. عبير صبري تخطف الأنظار في أحدث جلسة تصوير
  • الترتر يعكس قوام عبير صبري الكمثري (صور)
  • الفنانة طروب.. نجمة الستينيات التي رفضت الزواج من فريد الأطرش
  • حكاية الشهيد محمد مبروك.. ضابط الأمن الوطني الذي فضح الإخوان