سودانايل:
2025-02-02@08:07:44 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الثالث)

وكانت الخدمات في شتى المجالات متوفرة، وفي البداية كانت هنا سينما واحدة (كلوزيوم) ومعها سينما الجيش الانجليزي(النيل الازرق)، وكانتا تعرضان الأفلام الأوربية، وبعد ذلك جاءت سينما الخرطوم غرب، وهي سينما سودانية اسسها ناس سنجاوي ومعه مجموعة من الناس، كانت تعرض افلام مختلفة، فسينما كلوزيوم كانت تعرض افلام رعاة البقر (الكاوبوي)، والهنود الحمر والهونق كونق، وسينما غرب كانت تعرض افلام روائية كالزنبقة السوداء، وكانت الأفلام تأتي من شركة اسمها يونيفرسال ( universal)، وكلوزيوم كانت تعرض افلام شركة الاخوة وارنر (.

warner bros)، وهما شركتان امريكيتان من مؤسسي السينما في العالم، وكانت هذه الأفلام تعرض في الخرطوم في نفس التاريخ الذي تعرض فيه في لندن ونيويورك.
وكانت توجد دور اخرى للأنشطة الثقافية ومكتبات، وكانت سودان بوكشوب (Sudan bookshop) وكان فيها stationary وكانت مكتبة للخاصة وتنشر الكتب المصرية لطه حسين والعقاد والرافعي وكذا، وكانت هناك دار اخرى، سودانية، اسمها مكتبة النهضة وأصحابها ناس ابو الريش، وكانت تعرض الكتب المطبوعة في بيروت والكتب اليسارية وفي شتى ضروب العلم. وأسست مكتبة ثالثة كانت تبيع الكتب الماركسية الصرفة، ولا يوجد بها كتب اخرى غير ماركسية، وكان اسمها مكتبة المواطن وهي ملك للحزب الشيوعي وكانت مسجلة باسم المرحوم بابكر محمد علي بوب، وكانت تقع في شارع السيد عبد الرحمن وكانت كتبها مقروءة في ذلك الوقت.
المحرر: شارع السيد عبد الرحمن كان اسمه شنو؟
- كان اسمه شارع السلطان.
وكانت مكتبة المواطن عامرة قدمت ناس جوركي وتولستوي وأمهات الكتب الأوربية في علم النفس وفي التاريخ، وكانت تترجم سريعا جدا وتنزل المكتبات، كتب كبيرة وفخمة (مش كتب ساكت)، كمقدمة ابن خلدون وعلم النفس لفرويد وتجد فيها مثلا جون بول سارتر والأسماء الكبيرة دي، وانتهت المكتبة على أيام الهجمة والهيجة التي صاحبت حل الحزب الشيوعي (1965م- المحرر)، هوجمت ونهبت ولم تقم لها قائمة مرة أخرى.
وكانت كلا الصحف المصرية والبريطانية ترد إلى الخرطوم وتباع في الأسواق، وكانت هناك أشياء اخرى تشي بارتباطنا الوثيق بأوروبا، فمثلا تذاكر الديربي (derby) السباق الانجليزي المعروف والمشهور كانت تباع في الخرطوم، وكان الناس يشاركون ويربحون واذكر أني ربحت في مرة سبعون قرشا.
وبوجه عام يمكن القول بأن الخرطوم كانت قطعة من أوروبا وليس لها علاقة بالعالم او الخرطوم الحالية.
كان العمل ينتهي في الثانية ظهرا، ويستمر وجود الناس فيها حتى الخامسة، ولكن بعد الخامسة فما بعد لا يوجد سودانيون إلا لعمل محدد او منسوبي الطبقة العالية أو لديه أصدقاء أوربيين، وكان ليل الخرطوم يشبه ليالي المدن الأوربية، وكان الأوروبيين يمرحون كيفما حلا لهم في الخرطوم.
أما بالنسبة للسودانيين والآخرين جنوب الجامع الكبير (يفصل بين السوق العربي جنوبا والافرنجي شمالا)، وكان بالسوق العربي قهوة الزيبق، وقهوة التجاني، وقهوة العيلفون، وسوق العناقريب، وزريبة العيش وسوق الحمير ومختلف البضائع السودانية... وكانت البضائع محددة ومفروزة، وأنت تخرج من بيتك للسوق تعلم بالضبط أين ستذهب، ولم يكن هناك (حوامة)، فلو أردت شراء ساعة فوجهتك بومباي بازار، وإذا أردت نظارات فتذهب إلى موريس جولدنبيرج، وإذا أردت عجلة فتقصد مخازن البسكليت. ولم تكن المحال كثيرة العدد ولكنها كانت متخصصة.
وفيما بعد حدث بعض التداخل فصارت سلع السوق الافرنجي تباع في محلات السوق العربي.
وكما ذكرت لك فان العجلات والساعات والمراتب والكراسي كانت هناك محلات متخصصة، بخلاف الاشياء الكبيرة، وكانت البضائع في الغالب أوروبية أو إن شئت إنجليزية على وجه الخصوص، ولم تكن الأسواق مثل الخلطة الموجودة اليوم، أن تشتري كل ما تريد من مكان واحد، لا! كل محل وله تخصصه.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كتب التراث الأكثر مبيعا في جناح دار الكتب بمعرض الكتاب

تشارك دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، بنشاط ثقافي مكثف خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب. 

جامعة جنوب الوادي تدفع بالفوج الطلابي الثاني إلى معرض الكتاب شيخ الأزهر يكرم رئيس هيئة الكتاب لدوره الثقافي البارز في معرض القاهرة

وشهد جناح دار الكتب والوثائق القومية في المعرض إقبالا كبيرا من جمهور المعرض لتفرد عناوين إصداراتها في النشر النوعي والعام خاصة أمهات الكتب التراثية.

تصدرت عدد من الكتب قائمة الأكثر مبيعا وهى: نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الدين النويري في ٣٣ مجلد، السلوك لمعرفة دول الملوك، أبكار الأفكار في أصول الدين، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، مدارج السالكين، و الشاهنامة لأبي القاسم الفردوسي من تحقيق الدكتور عبد الوهاب عزام. 

كما حرص زوار جناح دار الكتب والوثائق على اقتناء كتاب كليلة ودمنة الذي تتيحه الدار في نسختين: النسخة أصلية، ونسخة محققة بالألوان. يضم الكتاب حكايات رمزية كتبها الحكيم الهندي بيدبا من عالم الحيوان مقصود بها توجيه العظة للإنسان. نقلها إلى العربية عبد الله بن المقفع.

 

مقالات مشابهة

  • مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
  • هناك رعب كبير قادم إلى الجنجويد في الخرطوم، من كل الجهات
  • المالكي: لن نلغي قانون المساءلة والعدالة ولن نسمح بخروج الإرهابيين من السجون
  • دار الكتب تناقش كتاب المراغي في معرض الكتاب
  • موسى صبري 50 عاما في قطار الصحافة.. «متواضع وكانت قضيته محاربة الفساد»
  • الجديد: أقترح إعفاء شركات الشباب من الضرائب
  • «بيج باد وولف» مبادرة لبيع الكتب الأجنبية بأسعار مخفضة في معرض الكتاب
  • كتب التراث الأكثر مبيعا في جناح دار الكتب بمعرض الكتاب
  • بدء توزيع الكتب على المؤسسات المشاركة في تحدي القراءة العربي
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا