لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الثالث)
وكانت الخدمات في شتى المجالات متوفرة، وفي البداية كانت هنا سينما واحدة (كلوزيوم) ومعها سينما الجيش الانجليزي(النيل الازرق)، وكانتا تعرضان الأفلام الأوربية، وبعد ذلك جاءت سينما الخرطوم غرب، وهي سينما سودانية اسسها ناس سنجاوي ومعه مجموعة من الناس، كانت تعرض افلام مختلفة، فسينما كلوزيوم كانت تعرض افلام رعاة البقر (الكاوبوي)، والهنود الحمر والهونق كونق، وسينما غرب كانت تعرض افلام روائية كالزنبقة السوداء، وكانت الأفلام تأتي من شركة اسمها يونيفرسال ( universal)، وكلوزيوم كانت تعرض افلام شركة الاخوة وارنر (.
وكانت توجد دور اخرى للأنشطة الثقافية ومكتبات، وكانت سودان بوكشوب (Sudan bookshop) وكان فيها stationary وكانت مكتبة للخاصة وتنشر الكتب المصرية لطه حسين والعقاد والرافعي وكذا، وكانت هناك دار اخرى، سودانية، اسمها مكتبة النهضة وأصحابها ناس ابو الريش، وكانت تعرض الكتب المطبوعة في بيروت والكتب اليسارية وفي شتى ضروب العلم. وأسست مكتبة ثالثة كانت تبيع الكتب الماركسية الصرفة، ولا يوجد بها كتب اخرى غير ماركسية، وكان اسمها مكتبة المواطن وهي ملك للحزب الشيوعي وكانت مسجلة باسم المرحوم بابكر محمد علي بوب، وكانت تقع في شارع السيد عبد الرحمن وكانت كتبها مقروءة في ذلك الوقت.
المحرر: شارع السيد عبد الرحمن كان اسمه شنو؟
- كان اسمه شارع السلطان.
وكانت مكتبة المواطن عامرة قدمت ناس جوركي وتولستوي وأمهات الكتب الأوربية في علم النفس وفي التاريخ، وكانت تترجم سريعا جدا وتنزل المكتبات، كتب كبيرة وفخمة (مش كتب ساكت)، كمقدمة ابن خلدون وعلم النفس لفرويد وتجد فيها مثلا جون بول سارتر والأسماء الكبيرة دي، وانتهت المكتبة على أيام الهجمة والهيجة التي صاحبت حل الحزب الشيوعي (1965م- المحرر)، هوجمت ونهبت ولم تقم لها قائمة مرة أخرى.
وكانت كلا الصحف المصرية والبريطانية ترد إلى الخرطوم وتباع في الأسواق، وكانت هناك أشياء اخرى تشي بارتباطنا الوثيق بأوروبا، فمثلا تذاكر الديربي (derby) السباق الانجليزي المعروف والمشهور كانت تباع في الخرطوم، وكان الناس يشاركون ويربحون واذكر أني ربحت في مرة سبعون قرشا.
وبوجه عام يمكن القول بأن الخرطوم كانت قطعة من أوروبا وليس لها علاقة بالعالم او الخرطوم الحالية.
كان العمل ينتهي في الثانية ظهرا، ويستمر وجود الناس فيها حتى الخامسة، ولكن بعد الخامسة فما بعد لا يوجد سودانيون إلا لعمل محدد او منسوبي الطبقة العالية أو لديه أصدقاء أوربيين، وكان ليل الخرطوم يشبه ليالي المدن الأوربية، وكان الأوروبيين يمرحون كيفما حلا لهم في الخرطوم.
أما بالنسبة للسودانيين والآخرين جنوب الجامع الكبير (يفصل بين السوق العربي جنوبا والافرنجي شمالا)، وكان بالسوق العربي قهوة الزيبق، وقهوة التجاني، وقهوة العيلفون، وسوق العناقريب، وزريبة العيش وسوق الحمير ومختلف البضائع السودانية... وكانت البضائع محددة ومفروزة، وأنت تخرج من بيتك للسوق تعلم بالضبط أين ستذهب، ولم يكن هناك (حوامة)، فلو أردت شراء ساعة فوجهتك بومباي بازار، وإذا أردت نظارات فتذهب إلى موريس جولدنبيرج، وإذا أردت عجلة فتقصد مخازن البسكليت. ولم تكن المحال كثيرة العدد ولكنها كانت متخصصة.
وفيما بعد حدث بعض التداخل فصارت سلع السوق الافرنجي تباع في محلات السوق العربي.
وكما ذكرت لك فان العجلات والساعات والمراتب والكراسي كانت هناك محلات متخصصة، بخلاف الاشياء الكبيرة، وكانت البضائع في الغالب أوروبية أو إن شئت إنجليزية على وجه الخصوص، ولم تكن الأسواق مثل الخلطة الموجودة اليوم، أن تشتري كل ما تريد من مكان واحد، لا! كل محل وله تخصصه.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
قرار باستئناف الدراسة بمرحلة جديدة في الخرطوم وسط إجراءات أمنية بشرق النيل
كذلك قررت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم تقديم دعم إضافي لمنطقة شرق النيل التي تواجه تدفقاً كبيراً من النازحين القادمين من شرق الجزيرة، بما يفوق إمكانيات المنطقة.
الخرطوم: التغيير
وافقت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم، برئاسة الوالي المُكلف، أحمد عثمان حمزة، على توصية وزارة التربية والتعليم باستئناف المرحلة الثانية من العام الدراسي 2023-2024 وفقاً لاشتراطات محددة.
وأكدت اللجنة وفق المنصة الإلكترونية لحكومة الولاية اليوم الخميس، حرصها على مستقبل التلاميذ رغم التحديات التي فرضتها الحرب، مما استدعى تنسيق الجهود بين مختلف الأجهزة لضمان استقرار الدراسة.
ومنذ اندلاع الحرب بالعاصمة الخرطوم منتصف أبريل 2023، لم تعد الحكومة التي يديرها الجيش تسيطر إلا على جزء كبير من مدينة أمدرمان مقر إدارة الولاية، إضافة إلى أجزاء محدودة من مدينتي الخرطوم وبحري، حيث تشكل المُدن الثلاث العاصمة السودانية، في وقت تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من مناطق الولاية.
وبحسب المنصة ناقشت اللجنة كذلك الأوضاع الأمنية في الولاية، مشيدة بتحسن الوضع الجنائي بفضل جهود القوات المشتركة في مكافحة الجريمة وتأمين الأسواق.
وشددت اللجنة على ضرورة تكثيف الإجراءات الأمنية، لا سيما في ظل الجهود المتواصلة للقضاء على الجريمة المنظمة والخلايا النائمة.
وفي إطار المساعدات الإنسانية، قررت اللجنة تقديم دعم إضافي لمنطقة شرق النيل التي تواجه تدفقاً كبيراً من النازحين القادمين من شرق الجزيرة، بما يفوق إمكانيات المنطقة.
كما وافقت على توصية لجنة أمن محلية أم درمان بإغلاق سوق “القماير” عند الساعة الخامسة مساءً للحد من الظواهر السلبية.
تأتي هذه القرارات في ظل التحديات الأمنية والإنسانية التي فرضتها الحرب المستمرة في السودان منذ عدة أشهر، مما أثر على استقرار الأوضاع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، وزاد من حاجة المناطق المتضررة إلى المساعدات الإنسانية وضبط الأمن لضمان حياة المواطنين واستمرارية الخدمات الأساسية.
الوسومآثار الحرب في السودان محلية شرق النيل ولاية الخرطوم