الكتابة في زمن الحرب (32): عن تعليم المرأة في سودان مابعد الحرب
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
(دائماً ما يلوم الناس الظروف ولكنني لن أؤمن بالظروف. الناجحون في هذه الدنيا هم أناس يستيقظون في الصباح ويبحثون عن ظروف مواتية، وإذا لم يجدوها.. صنعوها.) - جورج برنارد شو
لا شك ان تعليم المرأة يعتبر من أهم عوامل تقدم المجتمعات ورقيها، وله تأثير كبير على جميع جوانب الحياة. ولاهمية هذا الموضوع خصصنا مقال اليوم لأهمية تعليم المرأة.
تعدّ قضية تعليم المرأة من أهم القضايا التي يجب الاهتمام بها لتحقيق اسس التنمية في المجتمع. فتعليم المرأة لا يقتصر فقط على منحها الحق في التعلم واكتساب المعرفة، بل يتعدى ذلك ليشمل تمكينها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ومن الإيجابيات التي يمكن أن تحققها المرأة المتعلمة الآتي:
أولاً، يساهم تعليم المرأة في تحسين الأوضاع الاقتصادية للأسر والمجتمعات، فالمرأة المتعلمة لديها فرص أكبر للحصول على وظائف أفضل وأعلى أجرًا، مما يسهم في رفع مستوى المعيشة وتقليل معدلات الفقر. كما أن المرأة المتعلمة تكون أكثر قدرة على إدارة موارد الأسرة بشكل فعال، مما يؤدي إلى تحسين الوضع المالي للأسرة بأكملها.
ثانياً، يلعب تعليم المرأة دوراً كبيراً في تحسين صحة الأسرة والمجتمع. والمرأة المتعلمة تكون أكثر وعياً بأهمية الرعاية الصحية والتغذية السليمة، مما ينعكس إيجاباً على صحة أطفالها وعائلتها. كما أن التعليم يساهم في زيادة الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة العامة.
ثالثاً، يساهم تعليم المرأة في تعزيز المساواة بين الجنسين والحد من التمييز. من جهة اخرى، المرأة المتعلمة تكون أكثر قدرة على الدفاع عن حقوقها والمطالبة بالمساواة في الفرص والواجبات، وكل ذلك يساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً واستقراراً، حيث يتمكن الجميع من تحقيق إمكاناتهم بغض النظر عن جنسهم.
رابعاً، يعد تعليم المرأة من أهم العوامل التي تساهم في نشر الثقافة والوعي في المجتمع. المرأة المتعلمة تكون قادرة على تربية أبنائها تربية جيدة قائمة على المعرفة والقيم الأخلاقية. هذا يساهم في تنشئة أجيال مثقفة وواعية، قادرة على المساهمة في بناء المجتمع وتطويره.
قديماً يا سادتي ، قيل إن المرأة نصف المجتمع، من المعروف أنه لن يكون هناك أي مجتمع كامل إذا كانت المرأة جاهلة. فالمرأة هي المربية، وهي الراعية لأبنائها. وكما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيب الأعراق
في زمن الحرب، تبرز أهمية تعليم المرأة بشكل خاص، حيث تواجه النساء والفتيات تحديات إضافية تعيق وصولهن إلى التعليم. إلا أن الأمل في المستقبل يبقى قائمًا بفضل الجهود المستمرة لتقديم التعليم للجميع.
المرأة المتعلمة تكون أكثر قدرة على التأقلم مع الظروف الصعبة التي تفرضها الحروب والنزاعات. فهي تمتلك المهارات والمعرفة التي تمكنها من حماية أسرتها وتقديم الدعم اللازم لأفرادها في الأوقات العصيبة. كما أن التعليم يسهم في تعزيز قدرات المرأة على المشاركة في إعادة بناء المجتمع بعد انتهاء النزاعات، حيث تكون قادرة على المساهمة بفعالية في الجهود الرامية لإعادة الإعمار وتحقيق السلام.
في ظل الظروف الراهنة، يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لدعم تعليم المرأة في مناطق النزاع والحروب. هذا الدعم لا يشمل فقط توفير الموارد المالية والمادية، بل أيضًا بناء بيئة تعليمية آمنة ومشجعة تمكن الفتيات من الاستمرار في التعليم حتى في أصعب الظروف. الاستثمار في تعليم المرأة هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا للجميع.
عليه يمكن القول إن تعليم المرأة هو حجر الأساس لتقدم المجتمعات ورقيها. فهو ليس مجرد حق من حقوق الإنسان الأساسية، بل هو استثمار يعود بالفائدة على المجتمع بأسره. لذلك، يجب على جميع الدول والمجتمعات دعم تعليم المرأة وتعزيز فرصها التعليمية لضمان مستقبل أفضل للجميع.
ختامًا، يجب أن نتذكر دائمًا أن التعليم هو السلاح الأقوى لمواجهة الجهل والفقر والظلم. تعليم المرأة هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع متكامل ومتوازن، حيث يكون كل فرد فيه قادرًا على المساهمة في نهضة الأمة وتقدمها، بغض النظر عن الظروف التي يواجهها.
مع كامل احترامي وتقديري
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: تعلیم المرأة فی
إقرأ أيضاً:
قوافل الواعظات: التسامح يبعد الضغينة والكراهية ويزيد الحب بين أفراد الأسرة
انطلقت سبع قوافل دعوية للواعظات بمديريات القاهرة والشرقية وبني سويف وبورسعيد والإسماعيلية والمنوفية والبحيرة، اليوم الجمعة، ضمن النشاط الدعوي للواعظات، تحت عنوان: "بناء الأسرة السوية وسبل حمايتها والحفاظ عليها"، وسط حفاوة بالغة وإقبال كبير على دروسهن.
تأتي هذه القوافل في إطار عناية وزارة الأوقاف واهتمامها بدور المرأة وإشراكها في الأنشطة الدعوية، والعلمية والتثقيفية، وفيها أكَّدن أن الأسرة هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع وتماسكه، وأنها خط الدفاع الأول عنه؛ لذا حرص الإسلام حرصًا شديدًا على سلامتها وحمايتها، وبنائها بناءً سويًا؛ حفاظًا على سلامة المجتمع وأمنه واستقراره، وتحقيقًا للمصالح والمنافع البشرية، وعمارة الكون.
وأكدت الواعظات أنه يجب أن تسود السماحة أفراد الأسرة، وأن تكون المسامحة والغفران أساس التعامل، فالتسامح يبعد الضغينة والكراهية ويزيد الحب بين أفراد الأسرة ويُقوّي الروابط الأسرية مما يُساعد على العيش بسعادة وطمأنينة.
وأضفن أن المجتمع سيظل بخير ما دامت الأسرة على الفطرة محصنة ضد ما يقوض دعائمها ويفسد أساسها، ومن باب الحكمة، أن تنال الأسرة عناية خاصة ومستمرة للحفاظ على كيانها وصيانتها من كل ما قد يؤذيها، ولذلك فهي تحتاج إلى إحكام وتحصين ومناعة تواجه بها التحديات الوافدة التي تحاول تفكيكها والقضاء عليها.