عملا بالحكمة التي تقول ( ارحموا عزيز قوم ذل ) ورغم أن هذا المرشح الرئاسي المتقدم في السن ( وهذا ليس عيبا ) وهي مرحلة كتبت علي بني البشر ومحطة لا بد أن يقف فيها قطارهم وربما تكون المحطة الأخيرة !!..
رغم أن بايدن قد ختم حياته السياسية كاسوا مايكون الختام وقد جير الكثير من موارد امريكا لصالح نتنياهو من غير تحفظ ومن غير ادني التفاتة لدافع الضرائب الذي ليس له ناقة ولا جمل في حرب غزة التي حصدت فيها الأسلحة الأمريكية المتطورة والعون الاقتصادي اللامحدود والوقغة السياسية والدبلوماسية من غير تحفظ الآلاف من الضحايا الأبرياء سقطوا صرعي وسط أنقاض مساكنهم ومشافبهم ودور عبادتهم وتعليمهم وكافة مراففقهم وكان عدد الجرحي ضعف عدد من صعدت أرواحهم للسماء هذا غير النزوح واللجوء وسط أجواء من الرعب وانعدام الماوي والقوت والتدهور البيئي الذي فاق حد الخيال !!.

.
عبثا حاول العقلاء في الحزب أن يثنوه عن ( ركوب هذا الرأس ) ولا يدري هؤلاء الجهلاء أن رجلهم الذي تخطي الثمانين لايعي ما يقول وليس مسؤولا عن تصرفاته وقد رفع القلم عنه ولابد أن يترجل ليس بخاطره وهذا مستحيل ولكن بخاطر أهل الحل والعقد في الحزب أن كانت تهمهم سمعته !!..
أن بايدن وقد خاض غمار السياسة في بلده طولا وعرضا وله تاريخ حافل وسجل مشرف في مجلس الشيوخ وفي البيت الأبيض ولم يعد شابا لنقول أن في نفسه شيء من مزيد للتطلع والطموح في الحكم وقد انطبق عليه المثل السوداني ( زمانك فات وغنايك مات ) !!..
إن كانت زوجته وهي مربية فاضلة خدمت التعليم بكل ذرة من كيانها ولم يثنها دخولها البيت عن مواصلة الدخول لحجرات الدراسة في بادرة تحسب لها تقف دليلا علي عشقها لمهنة الانبياء أليست هي إجدر من غيرها في أن تسحب زوجها بكل هدوء الي منزلهم الخاص وتوفر له كل سبل الراحة والحقوق التي يحتاجها كبار السن بدلا من هذه البهدلة التي هو فيها بتخبط ويقوم ويقع تحت اضواء فلاشات عدسات التصوير وضجيج مايكرفونات الإعلام المسموع والمرئي ( لزومو شنو يااستاذة جيل ، كفي ، كفي تشبثا بهذه المظاهر الفارغة والأحلام التي لاتليق بخريف العمر الذي يحتاج الي دفئ العائلة واقرب الأقربين بعيدا من الصخب والضوضاء والهوس والتعب النفسي والجسدي وقلة النوم وكثرة الهلاويس!!..
اين انت ياولد ياهنتر لتتفرغ لابيك وتجلس معه الساعات الطوال ليحكي لك عن الكثير والمثير وعندما يغلبه النوم تغطيه وتطفيء النور وفي الصباح يجدك أمامه وقد فتح عينيه في صباح يوم جديد وهذا هو المطلوب منك شدة القرب من ابيك وياليتك ولدت في بلاد الشرق وفي ديار الإسلام حيث الاحترام كل الاحترام والتوقير كل التوفير للكبير وحمله علي كفوف الراحة والأسرة كلها تخدمه وتتفاني في ذلك ولايتركونه وحده وقد أضحي مثل الطفل الصغير يحتاج للرعاية بكل دأب وروية وحسن تدبير علنا نعوض له كل مابذل واعطي بنفس راضية وأصالة ولم ينتظر كل عمره أي مقابل لأنه ينتظر الجزاء من الله سبحانه وتعالي فيا لها من سعادة عندنا يفتقدها الغرب المادي الذين ليس عندهم أسرة ولاكبير وأنهم يعيشون يومهم فقط ونظرهم قصير لليوم المحتوم وتقرير المصير!!..
أما ترمب فقد بأن ارهاص سيناريوهاته في الحكم وهو ليس برجل دولة ولا يفهم في السياسة وقد بني تجارته وصار من الأثرياء في دنيا العقار وله طائرة خاصة افخم من الطائرة الرئاسية وله برج وميادين جولف وله الكثير الكثير الخطر... هذا الرجل بكل هذه الثروة التي يجلس عليها مرتاحا وحوله من المحاسيب واللوبيات وحارقي البخور وضاربي الطبول ... هذا الرجل ماذا سيقدم للناخب المسكين وهل عنده وقت لمجالسته والاستماع لقضاياه ... اشك في ذلك ولذا وجب مكافحة ترمب وعدم إيصاله للبيت الأبيض لانه لو ( خت رجله في المبني البيضاوي تصير امريكا في مأتم كبير ) !!..
اللهم إنا لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه.
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من غیر

إقرأ أيضاً:

ديمقراطية أميركا..من أيزنهاور إلى بايدن

هل باتت الديمقراطية الأمريكية في خطر من جراء مجمعين يكادان يطبقان عليها، لتخسر الولايات المتحدة، درَّة التاج، في تكوينها وجوهرها، منذ إعلان الاستقلال وحتى اليوم؟

لطالما فاخر وجاهر الأمريكيون بالنسق القيمي الليبرالي، الذي عُدَّت الديمقراطية فيه حجر الزاوية، وعليه قام هذا البناء الجمهوري الشاهق، غير أنه وخلال العقود الستة المنصرمة، بدت روح أمريكا في أزمة حقيقية، من جراء نشوء وارتقاء مجمعات أقل ما توصف به أنها ضد الديمقراطية.
جاء خطاب وداع الرئيس جو بايدن ليعيد تذكير الأمة الأمريكية بالخطر الذي نبّه منه الرئيس دوايت أيزنهاور عام 1961، والمؤكد أن بايدن لم يذكّر الأمريكيين بالمجمع الصناعي العسكري، ذاك الذي لفت إليه أيزنهاور فحسب، بل وضعهم أمام استحقاقات مجمع جديد قادم بقوة كالتسونامي الهادر في الطريق، لا شيء يوقفه، وما من أحد قادر على التنبؤ بأبعاد سيطرته على مستقبل الديمقراطية في الداخل الأميركي.
في السابع عشر من يناير (كانون الثاني) من عام 1961 ألقى أيزنهاور خطاباً وداعيّاً متلفزاً من مكتبه الرسمي، وبطريقة لا تُنسى، حذَّر فيه من أن تتحول "الصناعة العسكرية المعقدة" في بلده إلى قوة عنيفة.
يومها قال جنرال السياسة الذي نجح في قيادة قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إن "المؤسسة العسكرية الضخمة" مع "صناعة أسلحة هائلة" تعملان معاً سعياً وراء "نفوذ لا مبرر له" في "كل مدينة وكل مبنى تشريعي وكل مكتب عائد إلى الحكومة، مما قد يؤدي إلى كارثة تنبع من بروز قوة في غير محلها".
عبر ستة عقود ونيف بدا أن توقعات "الجنرال آيك" قد تحوّلت إلى واقعِ حال عبر تحالف ثلاثي الأطراف، اختصم في واقع الأمر الكثير من لمحات ومسحات الديمقراطية الأمريكية.
تمثلت أضلاع المثلث في أصحاب المصانع العسكرية الأمربكية، تلك التي تدرّ "لبناً وعسلاً وذهباً" على حَمَلة أسهمها، في السر والعلن، فيما الضلع الثاني مثَّله جنرالات وزارة الدفاع الأمريكية، الذين يقودون وعلى الدوام المعارك الأمريكية على الأرض، وغالباً ما يعودون لاحقاً بعد نهاية خدمتهم للعمل مستشارين برواتب هائلة في المؤسسات الصناعية العسكرية، بينما الجهة الثالثة يمثلها أعضاء الكونغرس، من الشيوخ والنواب، أولئك الذين يشرّعون قرارات الحروب، وعادةً ما يتلقون ملايين الدولارات تبرعات من الشركات العسكرية الكبرى، والعمل لها لاحقاً، بعد نهاية تمثيلهم التشريعي، أعضاء في مجالس إداراتها.
خلق هذا المجمع بلا شك روحاً جديدة في الداخل الأمريكي، باتت تمثل قوة ضاغطة على عملية صناعة القرار الأمريكي، وخصمت ولا شك من مساحات الديمقراطية الغنَّاء، وقدرة البروليتاريا الأمريكية العاملة المكافحة، وأقنان الأرض البؤساء، على تمثيل ذواتهم تمثيلاً عادلاً، فيما المحكمة العليا في البلاد أخفقت في حسم قضية التبرعات للمرشحين للمناصب الحكومية، من عند أصغر عمدة لمدينة أمريكية نائية على الحدود الجنوبية في تكساس، وصولاً إلى مقام الرئاسة.
جاء بايدن في خطاب تنصيبه ليشير إلى ما سمَّاه "المجمع الصناعي التقني"، الذي يبدو أنه لا يقل ضراوة عن العسكري، لا سيما أن بصماته تمتد عبر المحيطات إلى بقية أنحاء وأرجاء الكون الفسيح.
"بعد ستة عقود من الزمان ما زلت أشعر بنفس القدر من القلق إزاء الصعود المحتمل للمجمع الصناعي التكنولوجي الذي قد يشكل مخاطر حقيقية على بلدنا أيضاً"... هكذا تكلم بايدن.
بايدن لم يترك مجالاً للشك في أن الأمريكيين يُدفنون، وعلى حد تعبيره، تحت سيل من المعلومات المُضلّة والمضلِّلة، التي تُمكن من إساءة استخدام السلطة، فيما الصحافة الحرة تنهار، والمحررون يختفون، بينما وسائل التواصل الاجتماعي تتخلى عن التحقق من صحة الحقائق أو زيفها.
أظهر بايدن أن هناك مخاوف حقيقية تخيِّم فوق ديمقراطية أمريكا، من جراء تزاوج الثروة والسلطة، عبر أطراف المجمع الصناعي التقني، الذي بات يمثله رجالات من نوعية إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجيف بيزوس، ومجالس إدارات شركات مثل أبل وغوغل، وأساطين رجال أعمال يتعاطون مع قرابة التريليون دولار، مما يجعل فكرة الديمقراطية المختطَفة من القلة أمراً قائماً وليس جديداً.
هل الديمقراطية الأمريكية في خطر حقيقي وليس وهمياً؟
تركيز السلطة والثروة يؤدي مباشرةً إلى تآكل الشعور بالوحدة والغرض المشترك، ويقود إلى انعدام الثقة، وحينها تصبح فكرة الديمقراطية مرهِقة ومخيِّبة للآمال، ولا يشعر الناس فيها بأنهم يتمتعون بفرصة عادلة.
يقول الراوي إن روما القديمة قد أفل نجمها حين غابت روح الديمقراطية عن حناياها ومن ثناياها... ماذا عن روما العصر؟

مقالات مشابهة

  • خسرت الكثير من وزنها.. شيماء سيف تثير تفاعل متابعيها بإطلالة جذابة
  • ديمقراطية أميركا..من أيزنهاور إلى بايدن
  • فريد زهران: ترامب استعدى الكثير من الدول.. وكل محاولاته ستفشل
  • "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين
  • ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا لهم الكثير وعليهم فعل ذلك
  • ترامب يحمّل بايدن واوباما مسؤولية تصادم الطائرتين
  • اسماء مصابي حادث تصادم بين سيارة نصف نقل واخري ربع نقل بصحراوي المنيا
  • أكثر من 20 مقاتلا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا 
  • كوفاتش: يمكننا تحقيق الكثير في المستقبل مع دورتموند
  • إصابة 14 شخصا في حادث تصادم بين سيارة نصف نقل واخري ربع نقل بالمنيا