بعد إعلان إصابته بـ «كورونا».. ضغوطات على بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
جاء إعلان البيت الأبيض عن إصابة الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ«فيروس كورونا»، ليطرح العديد ن التساؤلات بشأن إمكانية مواصلته السباق الرئاسي أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويمارس الديمقراطيون ضغوطات هائلة على بايدن (81 عاما) حتى يعيد النظر في مسألة الانتخابات المزمع إجراؤها بعد 4 أشهر، ورغم سقوطه قبل عام دون أسباب واضحة وخلطه بين أوكرانيا وإيران، فضلا عن تلعثمه خلال العديد من خطاباته، فإن البيت الأبيض ينكر تدهور حالة الرئيس الصحية ويظهر اطمئنانه الكامل بشأن سلامته.
وكان كيفن أوكونور، طبيب الرئيس الأميركي جو بايدن، صرح بأن الأخير يواصل أداء مهامه الرسمية في ظل إصابته بفيروس كورونا، مشيرا في رسالة نشرها البيت الأبيض، إلى أن بايدن يعاني أعراضا خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي مرتبطة بإصابته بـ«كوفيد 19».
وأضاف أوكونور أن العلامات الحيوية للرئيس لا تزال طبيعية، وأنه لا يعاني من الحمى.
من جانبها، حذرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، بايدن، من أن الديمقراطيين قد يفقدون السيطرة على مجلس النواب إن لم يتنح عن السباق الرئاسي، في حين أكد بايدن أنه مستمر ولن يتراجع، مصرا على أنه المرشح الذي هزم الجمهوري دونالد ترامب من قبل وسيفعل ذلك مجددا هذا العام.
وقد سلطت صحيفة «لوفيجارو الفرنسية» الضوء على حالة بايدن الصحية، وذلك من خلال تساؤلات وجهتها لاثنين من أطباء الأعصاب بشأن الوضع الصحي للرئيس الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن قمة الشكوك في صحته كانت بسبب أدائه الذي وصف بالكارثي في المناظرة المتلفزة بينه وبين منافسه دونالد ترامب يوم 27 يونيو.
وتساءلت في تقريرلها « هل يمكن أن تكون تصرفات الرئيس الثمانيني مجرد علامة تعب أم إنها تخفي شيئا أكثر خطورة؟» ليرد المتخصصون الذين أجرت مقابلات معهم بأن الحقائق لا تترك مجالا للشك.
وقال البروفيسور مارك فيرين، طبيب الأعصاب في مستشفى جامعة نيو أورليانز الأميركي، إن الأمر لا يتعلق بالشيخوخة فحسب، بل يبدو من الواضح أن هناك شيئا آخر، والعديد من أطباء الأعصاب يعتقدون ذلك. وأضاف عند تعليقه على المناظرة مع ترامب «لقد كان لدي انطباع حقيقي بأنني أرى أحد مرضاي على جهاز تلفزيون».
أما الدكتور سيرج بيار، رئيس قسم الأعصاب في «مستشفى جامعة رين» الفرنسي، فيشارك وجهة نظره قائلا إن «تراكم العلامات يجعلنا نعتقد أن الأمر لا يرتبط فقط بالشيخوخة. في الغالب إنه مرض تنكس عصبي، لكن من المستحيل الجزم على وجه اليقين دون إجراء مزيد من الفحوص المتعمقة».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمريكا البيت الأبيض بايدن دونالد ترامب كورونا لوفيجارو الفرنسية نانسي بيلوسي
إقرأ أيضاً:
هل يصبح جنون راعي البيت الأبيض طوق الإنقاذ أو الإغراق لمتطرفي الاحتلال؟!
اشتهر الحزب الجمهوري عن الديمقراطي بتطرفه في دعم الاحتلال وإن خالف في تلك المقاربة الرئيس الديمقراطي"جو بايدن" من خلال تواطئه مع الإبادة التي شنتها إسرائيل بعد انطلاق "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقارب 50 ألف فلسطيني من الأطفال والنساء من المدنيين العزل..
لكن الرئيس الحالي "دونالد ترامب" قد تخطى جميع من سبقوه حتى منذ تأسيس الولايات، بشخصيته التي تفتقد الدبلوماسية والذوق وخلفيته كمقاول عقارات ومالك لاتحادات المصارعة، مع فقدانه البُعد الأخلاقي في تفكيره ومنهجه، لتصبح هذه كلمة السر في جميع قراراته التي تتسم بالتعالي الممجوج وعدم الاحترام لأي بُعد إنساني؛ خلال عهدته الأولى بالبيت الأبيض ومطلع رئاسته الثانية التي بدأت قبل قليل.
وناقض "ترامب" نفسه بعد تدخله في نهاية عُهدة "بايدن" ليفرض على حكومة الاحتلال القبول بعقد الصفقة مع المقاومة من خلال الوسطاء، ثم عاد أدراجه مشجعا "نتنياهو" على قلب الطاولة مرة أخرى بالحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة، ليعود رئيس الكيان أقوى مما ذهب بعدما كان منكسرا ذليلا مُجبرا على تكملة المراحل الخاصة بالصفقة، حتى أصبح العنصر الرئيس في جدول أعمال الكابينيت الحكومي هو مناقشة قرارات الرئيس الأمريكي الخاصة بالتهجير وطرق تنفيذها، وتوقف الاحتلال عن الحديث عن أسراه لدى المقاومة!
وثمّة محطات للرئيس الأمريكي تُظهر تمييزا مبالغا فيه في علاقة إدارته بالاحتلال وربما لم يفعلها رئيس قبله، وهي:
1- الاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل كأحد أهم وأخطر القرارات التي اتخذها "ترامب"، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
2- الزيارة التي قام بها "دونالد ترامب" كأول رئيس أمريكي يزور حائط البراق في البلدة القديمة في القدس الشرقية، خلال شغله منصبه.
3- ارتداؤه ثوب الحكمة ومطالبته الفلسطينيين بالتخلص من بعض الكراهية التي يتعلمونها وهم في عمر صغير للغاية ضد الإسرائيليين! على أساس أن الصهاينة يتحلون بالتسامح والمحبة التي يشهد لهم بها العالم!
4- تصريح ترامب عام 2018 خلال مقابلته لنتنياهو بالقول: إن حل الدولتين ليس الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط!
5- تصريحه بأن مساحة الدولة العبرية صغيرة وغير كافية وأن إسرائيل تستحق مساحة أكبر من تلك الحالية، في إشارة لمباركته عمليات توسع في دول الطوق كالأردن ومصر وسوريا لمصلحة الكيان..
6- تعهُّد سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة "نيكي هايلي" في خطابها أمام المؤتمر السنوي لمنظمة "إيباك"، أكبر لوبي داعم للاحتلال داخل أمريكا، قائلة: زمن تقريع إسرائيل قد ولى!
7- وصف السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة -في عهدة ترامب الأولى- "ديفيد فريدمان"، الاحتلال الإسرائيلي بالاحتلال المزعوم! مما أثار غضب الفلسطينيين. يذكر أن والد السفير "فريدمان" كان حاخاما معروفا بدعمه للمستوطنات في الضفة الغربية.
والسؤال الذي يحتاج منّا إلى الإجابة عليه:
ما الذي يشجع "دونالد ترامب" على قراراته التمييزية بتلك الصفاقة لمصلحة الكيان الصهيوني؟!
- شخصية ترامب التي تؤمن بالصدمة ولا تراعي ردود الفعل لقراراته التي تعتمد على امتلاكه للقوة، كما جاء في معرض رده على أحد الصحفيين حينما سأله في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالعاهل الأردني قائلا له: أي السلطات المخوّلة لك للزعم بتملك أرض غزة؟! فرد عليه بكل بساطة قائلا: بموجب السلطة الأمريكية!
- غياب المجتمع الدولي تماما وضعف المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنبثق عنها، وانفراد الولايات المتحدة -المنحازة للاحتلال- بالوساطة القسرية دون مزاحمة من أحد!
- ضعف الحكومات والأنظمة العربية عن مجابهة الإدارات الأمريكية ولو بموقف سياسي موحد، واستخفاف الرئيس الأمريكي الحالي بهم حيث لا يرى فيهم غير أدوات تساعده على تنفيذ شطحاته ورغباته الصهيونية التي تتسق مع جموح أعضاء إدارته من اليمين المتطرف!
- وقوف المقاومة ومعها حاضنتها الشعبية من أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي والمخططات الأمريكية دون دعم رسمي، وانحسار الدعم الشعبي والذي جرّمته الحكومات إلا النذر اليسير الذي يخرج بطريقة ذر الرماد في العيون!
ختاما:
يبدو أن اتفاقا سريا -في عُهدة بايدن- أعلنه بعض الصحفيين الأمريكيين يفيد بأن بعض الأنظمة العربية كانت ترحب بالخلاص من المقاومة والإجهاز عليها، ونقل تبعية غزة وشعبها إلى وصاية السلطة الفلسطينية ورئيسها "عباس" ليعيد الاحتواء والتركيع لها كما فعل مع الضفة الغربية، لكنهم فوجئوا بأن اتفاقهم السري قد تغير بما أعلنه ترامب بترحيل أهل غزة إلى داخل أقطارهم العربية، وبذلك تتحول غزة بصلابتها وممانعتها في وجه الاحتلال إلى قنبلة موقوتة في وجه الأنظمة! فماذا تفعل الحكومات العربية مع شعبٍ واجه كل العالم الغربي تحت بيارق وأعلام الكيان الصهيوني وانتصر عليه؟!
هذا ما حمل الأنظمة العربية على رفض مقترحات ترامب من خطة التهجير لمعرفتهم بانتهازية ترامب ورغبته الجامحة في استنزاف ثراوتهم وتصدير المشاكل إليهم خدمة للاحتلال، وهكذا فشلت الخطة التي تدثرت ببعض العبارات المعسولة عن السعي لإيجاد حياة أفضل للفلسطينيين وتعويضهم بعد الجحيم الذي عاشوه طوال السنين والعقود الماضية.
ورب ضارة نافعة!