للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
لم أكتب الشعر الذي أرضى ويرضاني ... وفــي دواخــل نـفسي ألـف أشـجان
مـتـى تـجـود بـنات الـشعر تـسعدني ... مــتـى مــتـى أمـــلأ الـدنـيـا بـــأوزان
تـروي لشعري بهذا الكون من عشقوا ... ومـــن أقــامـوا ومـــن حـنـوا لأوطــان
يـلـقى حـزيـن بـشـعري مـا يـسامره ... فـلـلـتـجـارب مـــنــي جــــلّ أركــــان
ويــأخـذ الــحـزن عـنـي بـعـض نـازلـة .
كـــادت ثـمـانـون تــأتـي والـفـنا قــدر ... يــا لـيـت كـانـت مـع الـميلاد أكـفاني
أعــيـش فــي أمــل حـيـنا ويـهـزمني ... يــــأس تــدثـر فـــي أثـــواب أحـــزان
مـــاذا لـقـيـت مـــن الـدنـيـا وبـهـرجة ... إلا دمــوعـا جـــرت هـــزت لـوجـداني
أســيــر كـــل جــمـال مـــرَّ قـابـلـني ... وكـــــم أبــيــت بــأشــواق لـهـيـمـان
إذا تــبـقـى بــهــذا الــعـمـر مـرحـلـة ... قـضـيتها فــي هــوى مــن كـل ألـوان
أحـبـبت صـحـبي ومـن جـادوا بـودهم ... لا أحـمل الـحقد نـحو الـمجرم الجاني
وقــــد أمـــد يـــد الـمـعـروف أبـذلـهـا ... ومـــا عــلـي بــمـن بــالـذم كـافـاني
كـــم مــرَّ عـمـر فــلا مــال ولا سـعـة ... صـبـرا عـلـى مـا لـزمت الـمُر وافـاني
وكـــم أتـــوق لـخـبـز أشـتـهي أمــدا ... نـاهـيك عــن أُكُــل أكــدى وجـافـاني
مــن ظــن أن صــروف الـفـقر مـنقصة ... لا شــــك أخــطــأ تـقـيـيـما لـمـيـزان
الـحـمـد لــلـه فـيـما شــاء مــن قــدر ... إن شــاء أجــزل أغـنـى كــل إنـسـان
يـــا رب فــامـدد لـعـمـري أيـمـا مــدد ... فـــي طـاعـة الله لا إبـلـيس أغـوانـي
ولا شـيـاطـين إنـــس بـعـدما جـنـحوا ... لــلــمـويـقـات بـــإصـــرار وعــصــيــان
وددت لــو أن كــل الـناس فـي سـعة ... لا الـفـقـر يـقـهـرهم فــي ذل إذعــان
ومـــن يـعـمّـر فــي الـدنـيا ويـفـهمها ... لــم يـحـمل الـهـم لــم يـعـرف لأدران
دع كـــل مــا كــان أو يـنـزل بــه قــدر ... لــمـن بـــرى هــذه الـدنـيا وسـوانـي
هـــو الـمـليك الــذي نـرجـو لـرحـمته ... يـــــــوم الـــوقـــوف وأوزار بــمــيــزان
عـجـبت أسـمـع مـمـن ضـاع عـقلهم ... قـــولا يــنـم بـجـهـل ســـيْء عـرفـان
يـــا رب فـاجـعل لـقـبر بــات يـرقـبني ... كـــل الـنـعـيم وبـــي أفـــراح إيــمـان
ظـللت لا شـك في نفسي يساورني ... فــي رحـمة الله يـوم الـحشر تـلفاني
إن يــعـبـدوك عــبــاد كــلـهـم أمــــل ... مــــا زاد ذلــــك فـــي مــلـك لــديـان
وإن عصى كل من في الكون أجمعهم ... لـــم يـنـقـصوا لمليك عــالـي الــشـان
يـــا رب جـــاءك أحــبـاب لــنـا ولــهـم ... مـــن رحـمـة عـظـمت وقّــت لـنـيران
وأنـــت أنـــت إلــه الـكـون تـعـلم مــا ... أكـننت فـارحم وأنـت الـمنعم الـحاني
واكـتـب لـشعري خـلودا ظـل راودنـي ... فـيـه الـثـناء وصــدق الـقـول وافـانـي
وامـــح الـخـطـايا ولا تـتـرك لـهـا أثــرا ... فــقـد بـرئـت وصــوت الـحـق نـادانـي
قــد جـئت أطـلب مـن غـفران خـالقنا ... يـمـحـو لـذنـبي ويـجـلو إثــم غـلـطان
يـــا رب مـالـي وخـوفـي لا يـبـارحني ... أعــــوذ بالله مــــن مــكــر لـشـيـطان
أسـتـغـفـر الله مــمــا كـــان مـعـصـية ... أسـتـغفر الله مــن إنــس ومــن جــان
أرســلــت أحــمــد بـالـقـرآن يـنـقـذنا ... يــعـفـو وتــصـفـح يــمـنـاهُ بـإحـسـان
صـــلــوا عــلـيـه صــــلاة لا تـفـارقـنـا ... مــا دامــت الــروح فــي فــان لأبـدان
عــسـاه نـــوّر قــبـرا جــئـت أسـكـنه ... عـسـاه رجّــح يــوم الـحـشر مـيزاني
thepoet1943@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: یـــا رب
إقرأ أيضاً:
لبنان يعود إلى السعودية.. أين حزب الله من ذلك؟
ما إن بدأ رئيس الجمهورية جوزاف عون رحلاته الخارجية بزيارة إلى المملكة العربية السعوديّة حتى بات "حزب الله" أمام خياراتٍ جديدة لا يمكن الجنوح عنها نهائياً.الرابط بين الأمرين ثابتٌ لا يتغير والأساس فيه هو أن "الحزب" باتَ امام خيار واحد لا لُبس فيه وهو تقليص "عداواته" مع الخارج أقله مع المملكة لاسيما أن السنوات الماضية أسست لـ"تناقض" كبير، وكان الحزب في طليعة المرفوضين من قبل الرياض نظراً لسياساته التي سادت حولها انتقادات جمّة.
اليوم، فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها تجاه لبنان بعد شبه "قطيعة" دامت لسنوات، وقد تم نسب هذا التوتر إلى ما كان يقوم به "حزب الله". حالياً، بات دورُ لبنان ثابتاً في قلب العمق العربي، ما يعني أنّ جسور تواصله مع السعوديين والخليجيين عادت لتُبنى، وعلى "حزب الله" أن يعي أهمية هذا الأمر جيداً.. فكيف يمكن له التصرف مع ما يجري من تبدلات؟
تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" بات الآن في موقعٍ لا يمكنه "استعداء" السعودية كما كان يجري سابقاً، فالمسألة لا ترتبط فقط بتبدلات سياسية فحسب، بل أيضاً بخيارات إقليمية لم تعد لصالحه، والأساس في ذلك الترتيبات التي تخوضها إيران لتمكين وضعها وتحسين ظروفها بعد الحروب الأخيرة التي شهدتها المنطقة، والتي تلقت فيها جبهات طهران خسائر مدوية.
في السابق، كان "حزب الله" يرفع سقف المواجهة مع المملكة، الأمر الذي كلّف لبنان الكثير. أما اليوم، فإن السعودية، ومن خلال فتح أبوابها أمام لبنان الرسمي عبر رئيس جمهوريته، فإنها تقول بكل وضوح إنَّ مرحلة جديدة قد بدأت، لكن الأمر يتطلبُ الكثير من الخطوات أبرزها تثبيت الثقة وتنفيذ الإصلاحات، وهنا تقع مسؤولية كبيرة على "حزب الله"، ليس من أجل صون نفسه فحسب بل من أجل بيئته ومسألة إعادة الإعمار.
تعتبر المصادر أنَّ الفرصة التي كان يريدها لبنان باتت متوافرة الآن لأخذ دعمٍ خليجي وغطاء سعوديّ، علماً أن لبنان، ورغم كل التوتر الدبلوماسي بينه وبين المملكة، سعى لتمكين العلاقة وإبقائها قائمة، والدليل على ذلك كان في ما قام به الرئيس نجيب ميقاتي سابقاً من خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 11 تشرين الثاني الماضي، وذلك في ذروة الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان.
بالنسبة لـ"حزب الله"، فإنّ "نقض" أي تطور على صعيد العلاقة مع السعودية لا يجب أن يُقابل بـ"تصعيد"، فالمملكة ستكون "عراب" الدعم للبنان، وستكون مفتاحاً للوصول إلى تطور سياسي يفيد بيروت أكثر من السابق. المسألة الأهم هنا أيضاً هي أن المملكة ستكون ملاذ لبنان الأساس لإطلاق عجلة النهوض مجدداً، وكل ذلك يؤشر إلى استقرار مطلوب ومنشود في الداخل والخارج.
لهذا السبب، فإن "حزب الله" سيكون أمام اختبار "نوايا" و"التزام"، وكل ذلك يتوقف عند سياساته المستقبلية التي ستكون قيد الرصد من قبل الداخل والخارج، لاسيما أن الكلام عن تمسكه بالدولة يعني القبول بما تقرره، وبالتالي عدم تخطيها أو فتح جبهات معادية ضد أي طرفٍ أو بلدٍ عربي.
الأساس أيضاً، وفق المصادر، هو أنه في حال فتحت السعودية أبواب الدعم المشروط للبنان، عندها فإنّ من سيستفيد هو بيئة "حزب الله" أولاً وأخيراً، ذلك أن إعادة الإعمار ستشمل مناطقهم وقراهم وبلداتهم، ما يعني نهضة للبنان و"تضميداً لجراح" داخلية أنتجتها الحرب.
لذلك، تعتبر المصادر أنَّ "حزب الله" قد يبدأ مرحلة جديدة في علاقته مع السعودية بعيداً عن "المواجهة".. فهل سيُترجم ذلك في خطاباته العلنية؟ وهل سيجنحُ أكثر نحو ملاقاة العرب بعدما كان في متراسٍ مُعارض لهم؟ المصدر: خاص "لبنان 24"