لن يكون للتصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية للبنان أي ثأثيرات على الواقع السياسي اللبناني، إذ إن هذا الواقع الداخلي بات مرتبطاً بأصل المعركة بغضّ النظر عن شكلها وسرعة تطوّرها وسقف التصعيد الذي تعتمده الأطراف على هذه الجبهة أو تلك. ولكن في كلّ الأحوال، لا تقدّم جدّيا في مسار الأزمة الداخلية في لبنان.

 من الواضح أن هناك جوّا من الاستقرار يخيّم على مسار الكباش السياسي في لبنان، إذ إن قوى المُعارضة، وعلى الرغم من ارتفاع سقف خطابها الاعلامي ضدّ "حزب الله"، فإنّ حراكها على ارض الواقع شبه معدوم، حيث انها لا تقوم بأي خطوات فعلية لإرباك "الحزب" او التضييق عليه.

وحتى في الملفّ الرئاسي، وبعيداً عن الخطابات والتصريحات الاعلامية، فإنّ لا مبادرة حقيقية في الداخل اللبناني من أجل الوصول الى حلول، وهذا يسير بالتوازي مع رغبة جدية من قِبل الدول الخارجية المعنية بالملفّ اللبناني باحداث خرق في هذه المرحلة بالذات توازياً مع استمرار الحرب من دون انتظار الاعلان عن هدنة او توقّف نهائي لإطلاق النار.

من هُنا يمكن فهم إصرار الديبلوماسيين الغربيين على تجاوب "المعارضة" مع الدعوات الى الحوار وتقديم تنازلات، وإن كانت محدودة، في الملف الرئاسي بهدف الوصول الى تسوية، لأنّ هذه التسوية، مهما كانت نتيجتها، في حال لم تؤدّ الى ايصال مرشّح "حزب الله" فإن الغرب سيكون رابحاً من جرّاء حصولها.

تعتقد الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية أنّ انتهاء الحرب سيمنح "حزب الله" نفوذاً أوسع في الداخل اللبناني وسيجعله قادراً على وضع حدّ نهائي لطموحات المعارضة بإسقاط مرشّحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، ذلك لأن حظوظه سترتفع مع شعور "حزب الله" بفائض اكبر من القوة والشرعية الشعبية والسياسية يمكّنه من فرض مرشّحه أو تحسين حظوظه الرئاسية.  لذلك فإنّ استعجال القوى الغربية يبدو مفهوماً، لكن ما هو غير مفهوم اليوم هو التبلّد الحاصل، مع عدم وجود أي مبادرة فعلية او حراك سياسي للمعارضة يهدف الى احراج "قوى الثامن من آذار" ودفعها الى تسوية حلّ وسط بين الطرفين.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مرشحون رئاسيون في معراب.. هل بات الحسم قريباً؟

لفت الانتباه في اليومين الماضيين زحمة المرشحين الرئاسيين الى معراب حيث التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلا من النائب نعمت افرام، والنائب فريد هيكل الخازن، والفرد ماضي.
مصدر في حزب القوات اللبنانية اعتبر عبر "لبنان 24 " ان هذا الامر طبيعي جدا، خصوصا وان القوات تملك أكبر كتلة مسيحية في البرلمان وكونها رأس حربة في هذه المعركة، مشيرا الى ان هذا الامر يختلف عن مسألة اختيار اسم لرئاسة الجمهورية. 
واكد المصدر ان هذا الامر مرتبط بأمور عدة وهو محط مناقشة مع نواب المعارضة وبالتالي ليس من الممكن حسم مرشح المعارضة لجلسة 9 كانون الثاني المقبل قبل الوصول إلى اتفاق نهائي مع كل مكوناتها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تعزيز التعاون بين مصر ولبنان.. تفاصيل لقاء وزير الزراعة بنظيره اللبناني
  • لتبادل المنتجات الزراعية وغيرها.. وزير الزراعة ونظيره اللبناني يتابعان بحث ملفات التعاون
  • وزير الزراعة يبحث مع نظيره اللبناني ملفات التعاون المشترك بين البلدين
  • مرشحون رئاسيون في معراب.. هل بات الحسم قريباً؟
  • سويسرا تحظر حزب الله اللبناني
  • بالأغلبية...البرلمان السويسري يحظر حزب الله اللبناني
  • سويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل
  • البطريرك الماروني اللبناني: انتخاب رئيس للبلاد في 2025
  • رئيس وزراء اليونان: نؤكد دعمنا للجيش اللبناني.. وسوريا أصبحت في بؤرة الاهتمام
  • خلف الحبتور: الجيش اللبناني أثبت أنه العمود الفقري للوطن وقدم نموذجا يحتذى به