تنظيم سياسي سني لبناني يعد من فروع " الإخوان المسلمين" حول العالم.

واكب أهم الأحداث التي شهدها لبنان منذ الحرب الأهلية وحتى اليوم حيث دخل ضمن محور المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وعملياته العسكرية التي تستهدف لبنان بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

برز جناحها العسكري بشكل لافت، فيما يحاول جناحها السياسي أن يكون عامل وحدة وتآلف، وأن يجد أرضيات مشتركة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"حزب الله".



تأسست "الجماعة الإسلامية" عام 1964 على يد الشيخين فيصل مولوي، وفتحي يكن الشاب الطرابلسي من أصول تركية، والذي تأثر بمصطفى السباعي، مؤسس "جماعة الإخوان المسلمين" في سوريا، وسيد قطب أحد رموزها في مصر.

أعلنت "الجماعة" أن هدفها هو حماية القيم والفرد في المجتمع الإسلامي، وتبليغ دعوة الإسلام إلى الناس متصلة بالعصر ومشكلاته. ومواجهة تحدي الحضارة الغربية. والسعي إلى بناء مجتمع جديد يكون الإسلام فيه هو الميزان لتصرفات الأفراد. وجمع شمل المذاهب الإسلامية بالرجوع إلى الأصول الإسلامية.

نال يكن موافقة وزارة الداخلية على شرعية وجود "الجماعة"، ليكون أول أمين عام لها، ثم خلفه فيصل المولوي الذي تنحى بسبب المرض لصالح إبراهيم المصري، ثم عزام الأيوبي، ومحمد طقوش الأمين العام الحالي.


واجهت "الجماعة" الشرخ الأول في صفوفها حين عبرت عن مواقفها السياسية إزاء مختلف القضايا، وأعلنت عن نفسها "جماعة سياسية مؤثرة في المنطقة"، فتسبب لها ذلك بخلافات داخلية بين من يرى أنها يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة، ومن يرى عكس ذلك.

لكن ما عمق الانقسام في صفوفها هو وجود فصيل مسلح لها الأمر الذي أنكرته إدارة مكتب طرابلس، وأتى قرار الانفصال عن "الجماعة" الأم وتكوين "الجماعة الإسلامية" في بيروت.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، شكلت "الجماعة" تنظيم "المجاهدين في سبيل الله" للدفاع عن المناطق السنية في طرابلس وبيروت وصيدا، إلا إنها في الأخير سلمت أسلحتها الثقيلة ومراكزها إلى قوات الردع العربي.

كان لاغتيال الحريري الأثر الكبير على "الجماعة"، وسارعت بالدعوة لتحقيق يحد من الانقسامات في البلاد، وظلت تقف موقفا محايدا من تحالفي 8 آذار و14 آذار، وحاولت الحفاظ على علاقة حسنة مع مختلف الأطياف السياسية، وأظهرها هذا الحياد بمظهر من لا تأثير له.

وباتت تميل بشكل واضح إلى ما يعرف بـ"محور الممانعة" وتأييد حركة "حماس" بعد أن كانت أكثر ميلا للتحالف مع خط 14 آذار، وأعادت العلاقات مع "حزب الله".

دخلت "الجماعة" الانتخابات النيابية لعام 2009 بجانب "تيار المستقبل" في الدائرة الانتخابية في بيروت، وحاليا لديهم مقعد واحد في البرلمان اللبناني.

وعلى مدى عقود بعد ذلك، عكست مواقفها وتحالفاتها إلى حد كبير تلك التي تبنتها فروع "جماعة الإخوان المسلمين" الإقليمية الأخرى. على سبيل المثال، خلال الثورة السورية في عام 2011، كان لدى "الجماعة" خلاف مع "حزب الله" حول دعم الأخير لنظام الأسد، الأمر الذي عكس دعم "الإخوان المسلمين" للمعارضة السنية في سوريا.

واستمرت شعبية "الجماعة" في الصعود والنمو أخيرا بسبب الحظوة التي اكتسبتها "حماس" بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

 ولفتت "الجماعة" الأنظار بتصريح رئيس مكتبها السياسي علي أبو ياسين، والذي قال إن "الجماعة" قد "أعلنت التعبئة العامة والجهاد وفتحت باب التطوع في قوات الفجر".

وكان الشهيد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتاله الاحتلال في الضاحية الجنوبية ببيروت مطلع هذا العام قد أسهم في تعزيز قدرات "قوات الفجر"، انطلاقا من مفهوم "وحدة الساحات".

وكانت الولادة الأولى لـ "قوات الفجر" في عام 1982 ردا على الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت.


ويعتقد أن "قوات الفجر" تضم حاليا حوالي 500 مقاتل، لكن الأهمية الأساسية للجماعة لا تكمن في قدراتها العسكرية أو ترسانتها بل في الأهمية الحاسمة لها ولجناحها المسلح لكل من "حماس" وحزب الله" لأنهما يوفران غطاء لبنانيا جيدا، ولديهما وصول أكبر إلى المجتمع السني في البلاد.

وتحولت "الجماعة الإسلامية" نحو تحالف سياسي قوي مع "حزب الله "و"حماس" عبر تفعيل "قوات الفجر" خلال الحرب الحالية على غزة عندما قاد محمد طقوش جهود إقامة تحالف رسمي مع "محور المقاومة" بعد فوزه بالانتخابات الداخلية للجماعة.

حيث أعلنت عن هجمات ضد أهداف إسرائيلية مثل مستوطنة كريات شمونة. وبرزت "قوات الفجر" في عدة عمليات استهدفت فيها مواقع للجيش الإسرائيلي المتاخمة للحدود اللبنانية.

وقدمت "الجماعة" عدة شهداء في الحرب الحالية على غزة وفي جبهة الشمال، فاستشهد 3 أعضاء بعد ضربة إسرائيلية على بلدة العرقوب، واستشهد بضربة جوية على سيارة في ضيعة ميدون عضوين منها بما في ذلك القائد الكبير مصعب خلف.

كما استهدف الاحتلال سيارة رباعية الدفع عند مفترق بلدة الخيارة في البقاع الغربي كان على متنها القيادي بـ"الجماعة" أيمن غطمة ما أدى إلى استشهاده.

وكان تقرير لمعهد واشنطن قد أوصى بوضع "قوات الفجر" على خلفية عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي تضامنا مع عملية "طوفان الأقصى" على قائمة العقوبات والمراقبة.

التقرير الأمريكي حذر من استغلال "حزب الله" لهذه العلاقة لتطوير علاقته مع الطائفة السنية خصوصا بعد الفراغ القيادي في صفوف "سنة لبنان".

ويزعم التقرير أن الحرب شهدت أيضا محاولة للاندماج مع "حماس" و"محور المقاومة" الأوسع نطاقا، مستندا في ذلك على عدة صياغات وردت في بيان "الجماعة"، وقد تعزز هذا التكامل بشكل أكبر عندما أصدرت "الجماعة" مذكرة استشهاد لأحد أبرز قيادات "قوات الفجر" شرحبيل علي السيد، مشيرة إلى أنه كان قائدا لكل من "قوات الفجر" و"كتائب القسام" بلبنان.

لكن باسم حمود، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية"، يؤكد "لسنا في توافق تام مع حزب الله، ولكن نحن معهم في مقاومة إسرائيل".

ورغم بروزها حديثا في هيئة قوة عسكرية مؤثرة إلا أن "الجماعة" تعتبر تنظيما هادئا ومتزنا يتجنب الخوض في قضايا خلافية وفي صراعات جانبية، وتكاد أن تكون القوة الإسلامية الوحيدة المنتشرة فعليا في كل المناطق في لبنان.

ولا  تتحدث "الجماعة الإسلامية" في أدبياتها عن انتماء سني أو شيعي، على الرغم من التزام عناصرها أصول أهل السنة والجماعة في توجههم الفكري أو ممارسة عباداتهم.

التوقعات أن يكون دور "الجماعة" المقاوم عاملا في رفع نسبية التأييد لها في وساط السنة، وان تلعب دورا مهما في ترتيبات ما بعد الحرب، لكن يستبعد أن تأخذ دور القائد للطائفة السنية نظرا لمواقف الدول العربية المؤثرة من "الإخوان المسلمين " ومن "محور المقاومة" لكنها ستكون قوة سياسية مؤثرة في المشهد اللبناني المرتبك والمشوش في الأساس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه لبناني الاحتلال حزب الله الجماعة الإسلامية قوات الفجر لبنان حزب الله الاحتلال الجماعة الإسلامية قوات الفجر بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجماعة الإسلامیة الإخوان المسلمین محور المقاومة قوات الفجر حزب الله

إقرأ أيضاً:

حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى

من جديد وبشكل متكرر، تواصل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بإرسال الرسائل والمفاجأة إلى إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو كما الشعب لديه و الدول الغربية بطرق مختلفة.

 

وكان مشهد تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الخميس محمَّلا بالرسائل التي أرادت المقاومة الفلسطينية إيصالها للاحتلال، والتي كانت تذكر في مجملها بما تكبدته إسرائيل من خسائر خلال حربها على قطاع غزة.

 

وتم تسليم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أول دفعة من جثث الأسرى المقرر تسليمها ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وسلمت المقاومة جثث 4 أسرى إسرائيليين، بينها أم وطفلاها ينتمون لعائلة بيباس، وقد قتلوا جميعا بنيران الاحتلال خلال محاولات استعادتهم بالقوة، كما قال مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام.

 

ووضعت الجثث في توابيت سود وعلى كل واحد منها صورة وبيانات صاحبه، وذلك على منصة حملت صورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتيناهو كمصاص دماء. وفوق هذه الصورة، كتبت المقاومة إن المجرم نتنياهو وجيشه قتلا هؤلاء بصواريخهم النازية.

 

وعلى أسطح البيوت المهدمة بمنطقة بني سهيلا في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، رفعت المقاومة لافتات تشير للكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال في عدد من مناطق القطاع خلال الحرب.

 

ومن بين الكمائن التي نشرت المقاومة صورا لها، كمين الفراحين الذي وقع بمنطقة الزنة شرقي مدينة غزة، وقد كتبت المقاومة على اللافتة أنه لم يكن نزهة، بل محرقة. وكانت الصور تشير إلى أن هذا الكمين قد أوقع 8 قتلى إسرائيليين.

 

وكان بعض مقاتلي القسام يحملون أسلحة من التي تم استخدامها في هذه العمليات، والتي ظهرت كثيرا في الفيديوهات التي كانت تبثها المقاومة للعمليات قبل وقف إطلاق النار.

 

كما ألقى أحد المقاتلين بيانا بالعمليات التي وقعت شرقي مدينة غزة خلال الحرب وتفاصيلها والطريقة التي تمت بها والخسائر التي تكبدها الاحتلال فيها.

 

وفي وسط ميدان التسليم، نشرت المقاومة لافتات تحمل صور توابيت وإحصائيات للعمليات والخسائر الإسرائيلية فيها، وصورا أخرى تعبر عن مواجهة المقاتلين للآليات الإسرائيلية.

 

كما رُفعت لافتة في المنطقة حملت عبارة “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر الأسرى الإسرائيليين في غزة إن قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العودة للحرب مجددا.

 

ونقل مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة عن أحد قادة المقاومة أن القسام نفذت العديد من العمليات المعقدة ضد قوات الاحتلال شرقي مدينة غزة.

 

ووفقا للقيادي القسامي، فقد شهدت هذه المنطقة خلال الحرب تفجير 6 بيوت كان تتمترس فيها قوات إسرائيلية بقذائف مضادة للأفراد، إضافة إلى 26 عملية استهداف مختلفة و21 عملية قنص وصفها بالمعقدة وضرب 20 دبابة بقذائف الياسين.

 

وقام قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام بتسليم الأسرى للصليب الأحمر، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال الحرب، كما حضر عملية التسليم أيضا قائد الكتيبة الشمالية الذي حاولت إسرائيل اغتياله.

 

ووضعت المقاومة أيضا لافتات كتب عليها “النازية الصهيونية في أرقام”، وعليها كتبت أعداد الشهداء المدنيين الذين قتلهم الاحتلال خلال الحرب، وكذلك الإصابات والمجازر التي نفذها في مختلف المناطق.

 

وشملت هذه الأرقام تفصيلا بأعدد الشهداء من النساء والأطفال والعائلات التي تم استهدافها وأخرى مسحت بأكملها من السجلات المدنية. ووفقا لما كان منشورا، فإن 61 ألفا استشهدوا خلال الحرب بينهم 13 ألفا لا يزالون تحت الأنقاض.

 

وأمس الأربعاء جرى الحديث عن أن عملية تسليم الجثث لن تشهد أي مظاهر احتفالية، لكن العملية تمت كسابقاتها بحضور شعبي وعسكري، واعتلى كثيرون أسطح البيوت شبه المهدمة في منطقة التسليم.

 

وتوقع مراسل الجزيرة في فلسطين أن يحدث وصول جثث الأسرى قلقا في الشارع الإسرائيلي، وقال إن لجنة ستقوم بفحص هذه الجثث لمعرفة سبب وفاتها بشكل صحيح.

 

وقال كرام إن الجيش الإسرائيلي سيتسلم الجثث في نقطة لا تزال تحت سيطرته داخل القطاع، مشيرا إلى أنه سيحظون بمراسم جنائزية يهودية قبل نقلهم إلى معهد الطب الشرعي جنوبي مدينة تل أبيب.

 

وفي معهد الطب الشرعي ستبدأ عملية تشخيص أسباب الوفاة، التي قال كرام إنها قد تستمتر 7 ساعات، كونها تتعلق بفحص الحمض النووي وتصوير الأشعة الطبقية وإشاعات الأسنان.

 

وتمتلك السلطات ملفات صحية لكافة أسرى عملية طوفان الأقصى لتسريع عمليات تشخيص أسباب وفاتهم التي ستحدد الجهة المسؤولة عن موتهم، كما قال كرام، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يعزز الفشل العسكري الإسرائيلي.

 

فقد كانت هناك صور تؤكد أن عائلة بيباس -التي تم تسليم جثثها- كانت على قيد الحياة في أول الحرب، وفق كرام.

 

ونشرت حماس بيانا قالت فيه إنها حاولت الحفاط على حياة الأسرى بكل الطرق، متهمة الاحتلال بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات الإسرائيلية.

 

ووجهت رسالة لعائلات بيباس وليفشتس، قالت فيها إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء بيد أن الاحتلال فضل قتلهم وقتل معهم 17 ألف طفل فلسطيني.

 

وأكدت الحركة أنها حافظت على حرمة جثث هؤلاء القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم بنيامين نتيناهو يتباكى على قتلاه لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.

  

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الجلزون قضاء مدينة رام الله بالضفة الغربية
  • بعد خمسة أشهر على مقتله.. جنازة شعبية لحسن نصر الله في بيروت الأحد
  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب
  • قوات الاحتلال تقتحم حيا في رام الله
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • بطل برداء أبيض.. أبو صفية يطل صامدا من محبسه (بورتريه)
  • شهيد برصاص الاحتلال شرق غزة.. حاول تفقد منزله في الشجاعية
  • عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت «لافتة تزين مكان تسليم جثامين الاحتلال»
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة ترمسعيا شرق رام الله وسط الضفة الغربية
  • العودة إلى الشمال كابوس أمني يلاحق الإسرائيليين