أبوظبي/ وام

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية بمرور 40 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وسط تفاؤل بأن تتطور العلاقات تطوراً ونمواً مستمراً في ظل دعم قيادتي البلدين، وبما يلبي مصالحهما المشتركة وتطلعات شعبيهما.

تاريخ العلاقات

يعود تدشين العلاقات الدبلوماسية بين أبوظبي وبكين إلى العام 1984 حيث شهد شهر إبريل من العام الموالي افتتاح سفارة الصين في أبوظبي فيما افتتحت الصين قنصليتها في دبي في نوفمبر من العام 1988، وفي المقابل جرى افتتاح السفارة الإماراتية في بكين في مارس من العام 1987، فيما افتتحت قنصلية الدولة في هونغ كونغ في إبريل من العام 2000، وقنصلية الدولة في شنغهاي في يوليو 2009، وأخرى في غوانجو في يونيو 2016.

ويكشف حجم الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين التي تبلغ أكثر من 148 اتفاقية ومذكرة في شتى المجالات، مدى وعمق العلاقة والشراكة بين البلدين.

لقاءات رفيعة

شهدت العقود الأربعة الماضية لقاءات تاريخية جمعت قادة البلدين الصديقين، حيث زار الرئيس الصيني الراحل يانغ شانغكون الإمارات في ديسمبر من العام 1989 حيث عقد لقاءً مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فيما زار القائد المؤسس، طيب الله ثراه، في مايو 1990، الصين، على رأس وفد رسمي كبير لتكون تلك الزيارة الأولى لرئيس دولة خليجية إلى الصين.

وفي يوليو من العام 2018، زار شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الإمارات وتم خلال الزيارة الإعلان عن إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

نقلة نوعية

شكلت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إلى الصين في يوليو من العام 2019 نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، ما انعكس على العلاقات الاقتصادية، حيث ارتفع حجم التجارة غير النفطية بين البلدين بنسبة 4 في المئة لتصل إلى 80.5 مليار دولار أمريكي في العام 2023 مقارنة بـ77.3 مليار دولار في العام 2022، لتواصل الصين كونها الشريك الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية مستحوذة على 12 في المئة من تجارة الدولة غير النفطية.

وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار أمريكي بين عامي 2003 و2023 تركزت في قطاعات الاتصالات والطاقة المتجددة والنقل والتخزين والفنادق والسياحة والمطاط، في حين بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليار دولار في الفترة ذاتها، فيما شكلت الواردات الإماراتية من الصين ما نسبته 18 في المئة من إجمالي واردات الدولة لتتربع على صدارة الدول الموردة للإمارات.

شراكة واعدة

ويُنظر إلى علاقة الشراكة الإماراتية ــ الصينية على أنها علاقة واعدة وقابلة لمزيد من التطور والتكامل، وهو ما تحرص على إبرازه اللجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة بين البلدين التي أوصت في اجتماعها الأخير في فبراير الماضي في أبوظبي بأهمية إقامة معارض وفعاليات سياحية مشتركة من شأنها دعم الاستفادة من إمكانات ومقومات التنوع السياحي فيهما لجذب المزيد من الوفود السياحية.

ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الرئيسية في العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين إلى أكثر من مليون زائر في العام الماضي 2023 فيما بلغ عدد رحلات الطيران بين البلدين شهرياً أكثر من 210 رحلات عبر شركات الطيران الوطنية الإماراتية.

الثقافة والتعليم

ويعد قطاع الثقافة أحد أبرز القطاعات المشتركة نمواً، إذ ينظر كلا البلدين للثقافة كقوة ناعمة تؤدي دوراً مهماً في مد جسور التعاون والتقارب بين الدول والشعوب حول العالم، وهو ما يعبر عنه حجم تبادل الزيارات الطلابية، ووفود المسؤولين الثقافيين، والإعلاميين، والباحثين بينهما فضلاً عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية بين البلدين.

وساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، في جامعة الدراسات الإسلامية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، كما ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بينهما والدفع بها إلى الأمام عاماً بعد عام.

وشهد العام 2019 إطلاق مشروع «تدريس اللغة الصينية في مئتي مدرسة»، في دولة الإمارات، الذي استقطب حتى اليوم أكثر من 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف إمارات الدولة، ما يجسد الاهتمام الكبير من قبل الطلاب الإماراتيين بتعلم اللغة الصينية كجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين البلدين.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الصين بین البلدین ملیار دولار من العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: بحث مع نظيري الهولندي تطوير العلاقات الاستثمارية بين البلدين

قال الدكتور بد عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، إن بحث مع نظيره كاسبر فيلد كامب وزير خارجية هولندا، حول نقاط محددة لمزيد من توسيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى التنسيق الاستراتيجي، وتحدثا أيضا بشكل محدد حول مزيدا من تطوير العلاقات في المجالات الاستثمارية والتجارية.

أضاف عبدالعاطي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهولندي، نقلته قناة اكسترا نيوز، اليوم الأربعاء،: «لدينا وجود جيد للشركات الهولندية في مصر ولكن أحط الوزير علما بالإمكانيات الهائلة التي يسخر بها الاقتصاد المصري، بمزيد من تطوير العلاقات، وخاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تتيحها الحكومة المصرية في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية، وأخيرا إقرار مجلس النواب المصري لتشريع جديد لمزيد من التسهيلات الضريبية للمستثمرين الأجانب في مصر».

أضاف أنَّه تحدث منع نظيره الهولندي، حول الامكانيات الهائلة في قطاعات محددة بالاقتصاد المصري، إذ اتقفنا سويا على التشجيع الشركات الهولندية على العمل والاستثمار في مصر خاصة في قطاعات الطاقة، وإنتاج وتصدير الهدروليج الأخضر خاصة وأن مصر تقدم نفسها كمركز أساسي ومركز إقليمي ودولي لتداول الطاقة خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظافة.

مقالات مشابهة

  • متطوعون: "الفارس الشهم 3" تُعبر عن القيم الإماراتية الأصيلة
  • الشيخة فاطمة: الإماراتية شريكة الرجل في إعلاء صرح الوطن
  • الصين تدعو ترامب لإدارة خلافات البلدين بشكل مناسب
  • مدبولي يلتقي رئيس جمهورية إستونيا لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك.. النسخة الثانية من قمة «إماراتيات ملهمات» تحتفي بإنجازات المرأة الإماراتية في القطاعات الرئيسية
  • محمد بن راشد: 3 أيام من العمل المكثّف تحدد أجندة العام المقبل
  • منصور بن زايد مهنئاً ترامب: نتطلع إلى تعزيز العلاقات الإماراتية الأمريكية
  • وزير الخارجية: بحث مع نظيري الهولندي تطوير العلاقات الاستثمارية بين البلدين
  • «سيتي المصرفية» تحتفل بمرور 60 عاماً على تأسيسها في الإمارات
  • محمد القرقاوي: قيادتنا حريصة على تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات