لجنة أميركية لاستخلاص دروس حرب أفغانستان وتداعيات الانسحاب تلاحق بايدن
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
بدأت اللجنة التي شكّلها الكونغرس الأميركي لإجراء مراجعة مستقلة للحرب الأميركية، التي دامت 20 عاما في أفغانستان، أول جلسة استماع علنية لها أمس الجمعة، فيما انتقدت عائلات أفراد الخدمة الذين قُتلوا أثناء الانسحاب من أفغانستان الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي يوظف قرار الانسحاب في حملته الانتخابية.
وتعهدت اللجنة "بعدم التردد" في دراسة الطريقة التي كان يتم بها اتخاذ القرارات الرئيسية خلال الحرب، وأسباب اتخاذها ومن الذين اتخذوها.
ومن المقرر أن تقدم اللجنة، المكونة من 16 عضوا، تقريرها بحلول أغسطس/آب 2026، وتشكّلت اللجنة قبل أكثر من عامين، لكنها بدأت العمل قبل أقل من عام.
وقال كولن جاكسون، الرئيس المشارك للجنة، إن المساءلة رغم أن "لها أهمية كبرى، فإن تركيزنا لا ينصب على إسناد الفضل أو إلقاء اللوم بقدر ما ينصب على استخلاص الدروس وتطبيقها في المستقبل".
وأشار جاكسون، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وكان يعمل مستشارا مدنيا للجيش الأميركي في أفغانستان، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها الكونغرس "إلى إجراء دراسة شاملة ومتعمقة لحرب أميركية".
وتأتي أولى جلسات استماع علنية للجنة قبل ما يزيد قليلا على شهر من الذكرى الثالثة لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، والذي أنهى أطول حرب أميركية مع سيطرة حركة طالبان على كابل.
توظيف انتخابي
وكان أقارب بعض أفراد الخدمة الأميركية الـ13، الذين قُتلوا خلال الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، قد صعدوا خشبة المسرح خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في لحظة عاطفية أعادت إحياء إحدى نقاط الضعف في رئاسة بايدن.
وقد انتقد العديد من الأسر الرئيس بايدن لأنه لم يذكر أسماء أحبائهم علنا، وقام أحد أبناء تلك الأسر بتسمية كل فرد من أفراد الخدمة الـ13، وردد الجمهور كل اسم أثناء قراءته بصوت عالٍ.
وقالت كريستي شامبلين من أهالي الضحايا "لقد رفض جو بايدن الاعتراف بتضحياتهم". في حين قالت أخرى تدعى نيكول جي للجمهور "كان دونالد ترامب يعرف جميع أسماء أبنائنا. كما يعرف كل قصصهم"، وهتف الحشد "لا تنسى أبدا " و"الولايات المتحدة الأميركية " كما وقف ترامب وقاعة المؤتمر بأكملها.
ويعد ما ذكره أهالي الضحايا في اليوم الثالث للجنة الوطنية للحزب الجمهوري ردا ضمنيا على توبيخ بايدن المتكرر لترامب، وادعاءاته بأن الرئيس السابق لا يحترم المحاربين القدامى.
وكثيرا ما يذكر بايدن ادعاء الجنرال المتقاعد جون كيلي، الذي كان رئيسا لموظفي ترامب، بأن ترامب وصف جنود الحرب العالمية الثانية المقتولين بالخاسرين والحمقى.
وقُتل أفراد الخدمة الأميركية الـ13 إضافة إلى 60 أفغانيا في تفجير انتحاري بمطار كابل في أغسطس/آب 2021، في حين كانت الولايات المتحدة تعمل بشكل محموم لإجلاء الأميركيين والأفغان الذين ساعدوا الغرب خلال عقدين من الحرب.
وزعم الجمهوريون أن قرار بايدن بسحب الجنود الأميركيين بعد الحرب، التي استمرت عقدين في أفغانستان، كان خطوة سياسية بحتة. لكن اتفاقية انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تم التوقيع عليها من قِبل إدارة ترامب في فبراير/شباط 2020.
ودعا الاتفاق إلى خروج القوات الأميركية بحلول مايو/أيار 2021، لكن ترامب ترك منصبه في يناير/كانون الأول من ذلك العام دون ترك خطة للانسحاب الفعلي للقوات.
وقبل عدة أشهر من توقيع اتفاق السلام مع طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، كان ترامب يفكر في دعوة قيادة طالبان إلى كامب ديفيد للتوقيع على اتفاق، وتم تعليق هذه الخطط، التي اعترض عليها بشدة مسؤولون عسكريون كبار، بعد هجوم لطالبان أدى إلى مقتل جندي أميركي.
وتلقى الانتقادات الموجهة للانسحاب الأميركي من أفغانستان صدى لدى الناخبين عبر الخطوط الحزبية، وأشار أنصار بايدن السابقون، مثل رئيس مجلس النواب السابق في نيو هامبشاير ستيف شورتليف، إلى "الانسحاب الفاشل كأحد أسباب رغبته في تنحي بايدن".
يذكر أن نحو 800 ألف جندي أميركي شاركوا في الحرب بأفغانستان، وذلك في أعقاب أحداث سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
وقُتل 2238 جنديا أميركيا خلال الحرب، وأصيب ما يقرب من 21 ألفا آخرين، وتشير تقديرات مستقلة إلى أن عدد القتلى من قوات الأمن الأفغانية والمدنيين يتجاوز 100 ألف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دونالد ترامب الولایات المتحدة أفراد الخدمة من أفغانستان
إقرأ أيضاً:
من بينها السودان.. مباحثات أميركية إماراتية بشأن قضايا المنطقة
ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، آخر تطورات جهود وقف القتال في السودان وغزة ولبنان.
وكتب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عبر منصة "إكس": "وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث مع وزير الخارجية الإماراتي حول الجهود المبذولة لوقف القتال في السودان، وتوسيع نطاق الوصول الإنساني، ودعم العملية السياسية المدنية. كما ناقشا إنهاء الحرب في غزة والعمل معًا نحو حل دبلوماسي في لبنان".
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وخلفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم ٣.١ ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
والثلاثاء، وافق البرهان على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين، في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
يأتي ذلك وسط اتهامات من الجيش السوداني، بدعم الإمارات لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه الدولة الخليجية.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت على موقعها الرسمي، أن مجلس الأمن الدولي فشل في اعتماد مشروع قرار مُقدَّم من بريطانيا وسيراليون بشأن السودان، بعدما استخدمت روسيا الفيتو (حق النقض).
واعتبر المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، أن "إخفاق مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين في السودان الشقيق مؤسف، ويمثل ضياع فرصة ثمينة لحقن الدماء في حرب لا يمكن لأي طرف أن يربحها".
هوكستين في إسرائيل.. وحديث عن اجتماع "بنّاء" بشأن هدنة لبنان عقد المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكستين، فور وصوله لإسرائيل اجتماعا مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون درمر، ووصفه بأنه "بناء".وعلى صعيد الحرب في غزة، كان مايك ميلروي، مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، المشارك في الجهود الخاصة بملف المساعدات الإنسانية في غزة، قد وصف الوضع في القطاع بـ "المتدهور والصعب".
وقال في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن تدهور الأوضاع يستمر، رغم دعوات الإدارة الأميركية إلى إدخال 350 شاحنة مساعدات يوميا الى قطاع غزة.
وأضاف أن عدم دخول هذه الشاحنات رغم التحذيرات الأميركية هو أمر "مخيب للآمال"، وأن الولايات المتحدة كانت تحاول خلال الأشهر الماضية المضي في اتجاه زيادة المساعدات، "لكن لم يحدث ذلك".
وعلى الجانب اللبناني، يواصل الجيش الإسرائيلي توغله البري في الجنوب وضرباته الجوية في مناطق مختلفة على رأسها الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت التي تعد المعقل الرئيس لحزب الله.