تصعيد الجبهات.. هل المفاوضات جدية؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
لا يمكن قراءة التصعيد العسكري الذي تقوم به إسرائيل على جبهة جنوب لبنان، او التصعيد اليمني الذي تمثل بإستهداف تل ابيب واعلانها مدينة غير آمنة، الا من باب المفاوضات الحاصلة بين حركة حماس المستندة على حلفائها في المحور، وبين إسرائيل، اذ من غير الممكن الاقتناع ان اي طرف من الاطراف المقاتلة اليوم، بإستثناء شخص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يريد التصعيد والذهاب الى حرب شاملة في هذه المرحلة بعد ان اصاب الانهاك الجميع في الاشهر العشرة الماضية.
يبدو ان رفع سقف القتال او الاشتباك على اكثر من جبهة، سيؤدي بشكل حاسم إلى ترجيح كفة هذا الفريق على الآخر خلال المفاوضات وهذا ما يدركه الجميع، وعليه بات اللعب على حافة الهاوية لتحسين الشروط التفاوضية خصوصاً أن إسرائيل غير قادرة على تقديم التنازلات التي تطلبها حماس وفق الظروف الحالية، وحماس غير قادرة على التسليم بالمطالب الإسرائيلية غير الواقعية، من هنا يصبح النقاش عن شكل التصعيد المرتقب وليس عن موعد التسوية، اذ ان احتمالات الحل ستبقى منخفضة ما دامت الاطراف تجد نفسها قادرة على تحسين واقعها الميداني والعسكري اذا استمر القتال لفترة اضافية.
تؤكد مصادر مطلعة أن احدى النظريات التي باتت مطروحة لدى الجبهات المساندة لحماس مقلقة، اذ ان هؤلاء وبعكس المتوقع قد يلجأون الى التصعيد في حال ذهبت إسرائيل الى المرحلة الثالثة في غزة، اي انهم لن يقابلوا خفض التصعيد في القطاع بخفض تصعيد الجبهات على قاعدة ان اسرائيل، في حال تراجعت في غزة، ستكون قادرة على المماطلة اكثر وعلى عدم عقد اي اتفاق مع حماس وهذا يعاكس الهدف الاساسي لكل من يدعم الحركة، وعليه فإن التصعيد بات شبه حتمي،سواء تصاعدت المعارك في غزة ام تراجعت.
وترى المصادر أن قصف تل ابيب حدث له ما قبله وما بعده، خصوصاً أنه اتى من الجبهة اليمنية التي لا يمكن لاسرائيل ردعها او القيام بأي عمل عسكري حقيقي ضدها، من هنا بات الحديث عن ازمة فعلية وقع فيها نتنياهو قبيل زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية التي تعمل بشكل علني على اقناعه ايقاف الحرب، لذا فإن حجتها اليوم باتت اكبر وأقدر على ردع جنون نتنياهو وتكريس معادلة الذهاب الى حل سياسي تفاوضي مع حماس والاكتفاء بالانجازات التكتيكية التي تم تحقيقها في القطاع، على اعتبار ان الاستمرار في المعركة سيؤدي الى خسائر استراتيجية.
امام هذا الواقع سيكون التحدي الاساسي هو ايقاف الحرب قبل الانتخابات الاميركية ومنع نتنياهو من تفجير المفاوضات خلال الايام المقبلة من واشنطن، وعليه قد يكون التصعيد وادخال اسلحة جديدة احدى ادوات الضغط الفعلي وايصال قيادات الجيش الاسرائيلي والاستخبارات لاعطاء توصيات حاسمة بضرورة التوصل الى حل نهائي وسريع وهذا الامر سيكون مرتبطا بشكل وثيق بالقرار الاميركي في ظل العلاقة العضوية بين الدولة العميقة في واشنطن وبين الجهات الامنية والعسكرية في اسرائيل.
تعمل إسرائيل ضمن جناحين،الاول عسكري بات ميالاً الى ايقاف المعركة ويتقاطع بذلك مع الاميركيين، والثاني سياسي بات نتنياهو يسيطر عليه بالكامل ولا يريد ايقاف الحرب بإنتظار فوز الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بالمعركة الانتخابية في الاشهر الاخيرة من العام الحالي. السؤال الاساسي اليوم يتركز في كيفية ردّ اسرائيل على المسيّرة اليمنية، وهل ستعتمد سياسة الاحتواء، ام ان نتنياهو سيستغل هذا التصعيد للردّ على ايران بشكل مباشر بإعتبار أن المسيرة ايرانية الصنع وعندها ينسف أي إمكانية للتسوية في المدى المنظور؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قادرة على
إقرأ أيضاً:
آخر لقاء جمعني مع نتنياهو
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
لم تكن أجواء اللقاء ملائمة وشابها الكثير من التوتر مع تزايد احتمالات الصدام في الشرق الأوسط ودعوات ترامب لتهجير سكان قطاع غزة وطلبه من مصر والأردن استقبال المزيد منهم في سيناء وشرق الأردن وادعائه الرغبة في التنمية والإعمار وتحويل القطاع إلى مشروع استثماري ترفيهي !!! . وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصل للتو إلى العاصمة واشنطن وحط الرحال بالبيت الأبيض الذي اختلط طلاؤه الأبيض بالثلوج المتراكمة التي تهاطلت على العاصمة الفدرالية وحولتها إلى قطعة بيضاء اختفت تحتها معالم الشوارع والبيوت والحدائق والأشجار. كنت قريباً من حديقة البيت الأبيض حينما جلس ترامب وإلى يمينه نتنياهو تتوسطهما مدفأة كان الخشب فيها يتوقد ويصدر اللهب والدفء بينما وقف الصحفيون قبالتهما يطرحون الأسئلة المتتالية لكني لم أستطع معرفة طريقي لولا أحد موظفي القصر الذي تعاطف معي وفتح لي منفذاً نحو غرفة الإجتماع وتلمست مكاني خلف إحدى الصحفيات التي كانت تتحدث بطريقة تشبه طريقة مذيعة الأخبار وتسأل عن معطيات الإتصالات المتسارعة حول أحداث وتطورات غزة وأوكرانيا وملفات الطاقة والصين .
لم يكن في بالي أي موضوع سوى الصورة التي ترسخت منذ عام لآلاف الأطفال الغزيين الذين تناثرت جثثهم تحت ركام المباني المهدمة بفعل القصف والقنابل التي تلقيها الطائرات المقاتلة الأمريكية التي يقودها طيارون يهود يتلذذون بقتل النساء والأطفال والشيوخ وتدمير المستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء والشوارع وحتى الأشجار ، وكانت عيني مسلطة على نتنياهو حتى إني انشغلت عن الرئيس الأمريكي ولم أكد أراه ، وكان انشغالي بالقاتل الصهيوني البشع الذي كان ينظر متباهياً بجرائمه ويبتسم لترامب ويؤكد إنه يقوم بما عليه لهزيمة حماس وتدميرها بينما نسي أن كل شيء تم تدميره بالفعل باستثناء حماس التي خرجت دون أن تصب بأذى من تحت الركام ، ليتبين بالفعل إن نتنياهو لم يكن مهتماً بتدمير حماس كما يدعي بل كان همه الأول والأخير هو تدمير كل ما يتحرك في فلسطين وفي غزة تحديداً وتهجير السكان ونسف معالم الحياة وكل ما يتنفس ويهتز من بشر وشجر وعمران ليتحقق حلم الصهيونية الكبير من الفرات إلى النيل .
طلبت الإذن من الرئيس ترامب للحديث وطرح الأسئلة ورغم إنه لم يتعرف بي ولم أقدم نفسي كما فعل الصحفيون في المكان لكنني سارعت يالحديث ولم يكن من سؤال بقدر ما كان يعتلج في النفس من غضب وحزن وقلت بصوت عال موجهاً الكلام إلى نتنياهو: إنك مجرم وقاتل وينبغي أن يكون مكانك السجن لا هنا ولكن للأسف فأمريكا التي تدعي الديمقراطية وسيادة القانون متواطئة معك وهي من تسهل لك سبل الجريمة وتعبد طريقك نحو القتل والتدمير وتمدك بالسلاح والمال وتكرس سلطة المنظمات الدولية لتمرر قرارات لصالحك وتمنع ما يدينك في المؤتمرات الدولية وقد صادرت مجلس الأمن الدولي وجعلته أسيراً لفيتو حقير غير إنساني يمنع إدانة الجرائم والوحشية التي تطبع سلوكك وأنت وريث القتلة والمجرمين منذ بداية النكبة عام 1948 حين تواطأ العالم مع أسلافك ليحتلوا الأرض المقدسة ويحولوا أهلها إلى مهجرين في المخيمات ثم تغولت سطوتكم في عام 1967 حين انكسر العرب أمام تحالفكم العدواني وإلى العام 1973 حين شعر بعض العرب إن شيئاً ما حدث لكن ذلك لم يتحقق حين تم توقيع معاهدة السلام في كمب ديفيد برعاية الراحل جيمي كارتر بين السادات ومناحيم بيجن وهي معاهدة لم تمنع شارون من اجتياح بيروت وتدميرها ودفع منظمة التحرير الفلسطينية للمغادرة إلى تونس والشتات ومن ثم استمر عدوانكم ضد سوريا ومصر والأردن وقضمتم الأراضي والمدن وتجاهلتم كل شيء من أجل وجودكم المهيمن والطاغي والمتجبر والعدواني ، ثم خلعت حذائي ورميته عليه وشتمته وبصقت بوجهه وضربت موظفة التشريفات التي كانت تقف أمامي وحاولت مغادرة البيت الأبيض لكني أفقت من (( الحلم والنوم العاشرة صباحاً على صوت يناديني من الشباك يمعود فراس أكعد لخاطر الله خلي نروح نتريك تشريب باكلة وبيض بمطعم قدوري )) . Fialhmdany19572021@gmail.com