ترحيب عربي بمطالبة العدل الدولية إسرائيل بإنهاء احتلال فلسطين
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
فلسطين – رحبت دول ومنظمات عربية، امس الجمعة، بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي “غير شرعي” وطالب تل أبيب بإنهاء وجودها في الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن السعودية والكويت ومصر والأردن والعراق ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، عقب صدور رأي المحكمة استجابة لما طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2022 بشأن إصدار رأي استشاري في التبعات القانونية الناشئة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967.
وفي جلسات الاستماع التي عقدت بين 19 و26 فبراير/ شباط 2024، شاركت 49 دولة، قالت غالبية الدول المشاركة في جلسات الاستماع إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وممارساتها تجاه الفلسطينيين “غير قانونية”، بينما دافعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن الأطروحات الإسرائيلية، وطلبتا من المحكمة عدم إصدار أي رأي استشاري.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية، في بيان برأي محكمة العدل الدولية، واعتبرته انتصارا للعدالة.
** رأي “تاريخي”وأعربت السعودية، في بيان للخارجية، عن الترحيب بالرأي الاستشاري، مؤكدة “ضرورة القيام بخطوات عملية وذات مصداقية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
وأعربت الكويت، في بيان للخارجية، عن ترحيبها بإعلان محكمة العدل الدولية، لافتة إلى أنه “يحمل إقرارا بعدم شرعية وقانونية الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي، ومرجعية جديدة تضاف إلى ما سبق من مرجعيات قانونية تقر بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني”.
وأكدت ضرورة قيام المجتمع الدولي بكافة واجباته القانونية والسياسية والأخلاقية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، ووقف العدوان على غزة.
ووفق بيان الخارجية المصرية، رحبت القاهرة بصدور رأي استشاري عن محكمة العدل الدولية، مطالبة “جميع الأطراف الدولية باحترام وتنفيذ الرأي الاستشاري للمحكمة، والمساعدة في تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الشرعي في تقرير مصيره، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها”.
وشددت على “المسؤولية الجماعية لكافة الدول في إنهاء تلك المعاناة، لا سيما من خلال وقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع”.
كما رحّب الأردن، في بيان للخارجية، بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، مؤكدا “أهمية هذا الرأي التاريخي، الذي يعكس الإرادة الدولية، والقانون الدولي في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة،
ولفت إلى أن الرأي يؤكد أن جميع الدول ملزمة بعدم الاعتراف بالوضع الناشئ عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة”.
كما رحب العراق، في بيان للخارجية، برأي المحكمة، مؤكدا “أهمية احترام الفتوى التاريخية الصادرة عن المحكمة وقبول العناصر القانونية الواردة فيها؛ وذلك لتعزيز الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار في الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط”.
** “انتصار للعدالة”من جانبها، رحبت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، بالرأي الاستشاري للمحكمة، معتبرة ذلك “انتصارا للعدالة والشرعية الدولية، وتأكيدا على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عبر منصة إكس: “أرحب ترحيباً كبيراً بالرأي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية اليوم حول عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية منذ 57 عاماً”.
وأضاف: “الحكم إن كان يبدو لجميع مناصري القضية الفلسطينية منطقياً وطبيعياً، إلا إنه يمثل ركناً قانونياً هاماً على طريق تثبيت الرواية الفلسطينية وإكسابها مشروعية ومصداقية قانونية تحتاج إليها في ظل مساعي قوة الاحتلال المستمرة للتشويش علي طبيعة الصراع”.
وفي وقت سابق اليوم، شددت محكمة العدل الدولية على أن للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، وأنه يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة.
وخلال جلسة بمدينة لاهاي الهولندية لإبداء رأي استشاري بشأن تداعيات احتلال إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، قضت المحكمة بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة تشكل “وحدة إقليمية واحدة” سيتم حمايتها واحترامها.
وأضافت أن السياسات والممارسات الإسرائيلية ترقى إلى ضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنها “غير مقتنعة” بأن توسيع القانون الإسرائيلي ليشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية له ما يسوغه.
وفي يوليو/ تموز 2023، زعمت الحكومة الإسرائيلية أن لها “الحق في فرض سيادتها على الضفة الغربية”، قائلة إن “للشعب اليهودي الحق الحصري في تقرير المصير على هذه الأراضي”.
وكانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967، ويحظر القانون الدولي على إسرائيل ضم أي أجزاء من الضفة الغربية، بحسب بيانات عديدة للأمم المتحدة في السنوات الماضية.
يأتي إعلان “العدل الدولية” رأيها الاستشاري في وقت تواصل فيه إسرائيل حرباً على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 577 فلسطينيا، وإصابة نحو 5 آلاف و350، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت أرمينيا وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها رسميا بفلسطين، ما رفع عدد الدول المعترفة بها إلى 149 من أصل 193 دولة بالجمعية الأممية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی محکمة العدل الدولیة للأراضی الفلسطینیة الأراضی الفلسطینیة بالرأی الاستشاری فی بیان للخارجیة الشعب الفلسطینی الضفة الغربیة فی تقریر
إقرأ أيضاً:
«الثقافة الفلسطينية» تُحيي شجاعة أطفال فلسطين: يصنعون من الحجارة أغنيات
ذكرت وزارة الثقافة الفلسطينية، أنه بعد 411 يومًا على حرب الإبادة الجماعيَّة التي أزهقت أرواح أكثر من 18 ألف طفل شهيد، يُطِلُّ من تبقى من الأطفال كرمز حيٍّ للصُّمود، مواجهين بعزيمة لا تلين، التحدِّيات التي يفرضها الاحتلال، ليكونوا شهودًا على مقاومة الظُّلم، باحثين عن نبض الحياة.
وأكدت الوزارة في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف العشرين من نوفمبر من كل عام، أنَّ يوم الطفل العالمي يذكِّر بمعاناة أطفال فلسطين اليوميَّة، داعيةً المجتمع الدَّولي لتحمُّل مسؤولياته تجاه هذه القضية الإنسانية؛ تجاه أطفال فلسطين الذين يكبرون بسرعة بين الحصار والاحتلال؛ بين ركام المنازل ومشاهد الدَّمار، محرومين من الحقوق الأساسيَّة؛ الأمان والغذاء واللَّعب والتَّعليم والثقافة.
وزير الثقافة الفلسطيني: الأطفال يحرمون من كل حقوقهموقال وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان، إنَّ ميثاق حقوق الطفل ينصُّ على حقِّ كل طفل بحياة كريمة وأمان نفسي، غير أنَّ أطفال فلسطين يُحرَمون من هذه الحقوق بسبب الاعتقال والتَّشريد المستمرّ، كما أنَّ واقع أطفال فِلَسطين يتناقض مع مبادئ اتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل التي تنص على حمايتهم من كل أشكال العنف، إذ يعيشون تحت نيران احتلال ينتهك أبسط حقوقهم، يحرمهم من أبسط حقوقهم التَّعليميَّة والثقافية؛ الأمر الذي يشكِّل انتهاكًا صارخًا للمادَّة 28 من اتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل التي تكفل حقَّ التَّعليم لجميع الأطفال دون أدنى تفرقة.
وأضاف «حمدان»: «إنَّ القانون الدولي الإنساني يؤكد ضرورة حماية المدنيِّين في أثناء الصِّراعات، ولكنَّ أطفال فلسطين يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الاحتلال وآليَّاته العسكريَّة، بالإضافة إلى أنَّ استهداف الاحتلال لأطفال فلسطين عبر الاعتقال والتَّعذيب والقتل، والذي يُعَدُّ انتهاكًا صارخًا للبروتوكول الاختياري لاتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل بشأن إشراك الأطفال في الصِّراعات المسلَّحة، ووفقًا لاتِّفاقيَّة جنيف الرَّابعة، فيجب توفير الحماية للأطفال في مناطق الصِّراعات، ولكنَّ أطفال فِلَسطين ما زالوا يعانون التَّهجير القسريّ وهدم منازلهم وقتلهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم في العيش بسلام».
وتابع «حمدان»: «إنَّنا في هذا اليوم نناشد الدُّول والمؤسَّسات الدَّوليَّة بتحمل مسؤوليَّاتها القانونيَّة لحماية أطفال فلسطين، كما ندعو الدُّول الأعضاء في الأمم المتَّحدة إلى اتِّخاذ إجراءات حازمة لضمان تطبيق اتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل في فِلَسطين، والضَّغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء سياساته التي تستهدف الأطفال، بدءًا من الاعتقال مرورًا بالحرمان من الحقوق الأساسيَّة، وانتهاءً بالقتل؛ كما نناشد الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة لتوحيد جهودها من أجل رفع صوت أطفال فِلَسطين في المحافل الدَّوليَّة، والمطالبة بمحاسبة منتهكي حقوقهم».
وحول رؤية الوزارة وأهدافها فيما يتعلق بالطفل الفلسطيني، أضاف «حمدان»: «وزارة الثقافة الفلسطينيَّة تهدف إلى دعم حقوق الطفل الفلسطيني في الوصول إلى المعرفة والفنون باعتبارها أدواتٍ أساسيَّةً لتنشئة جيل مدافع ومثقَّف، كما أن رؤيتها ترتكز على توفير منصات إبداعية للأطفال، تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وأحلامهم بحريَّة وإبداع، حيث تؤمن وزارة الثقافة أنها درع حماية للأطفال الفلسطينيَّة، وتعمل على تطوير برامج معرفيَّة وفنِّيَّة تعزز مناعتهم النفسية والاجتماعيَّة، فضلًا عن إطلاق مبادرات تحفِّز الأطفال على الإبداع الأدبيّ والفنيّ كجزء من رؤيتها؛ لتمكين الأطفال ثقافيًّا وإنسانيًّا».
واستكمل «حمدان» حديثه قائلا: «وزارة الثقافة تبني رؤية متكاملة لدعم الأطفال في فلسطين، لتجمع بين تعزيز هُوِيَّتهم الثَّقافيَّة وحمايتهم من محاولات الاحتلال لطمس معالم طفولتهم، كما تهدف إلى توعية الأطفال بأهميَّة التُّراث الفلسطيني ليبقوا حماةً له ومبدعين في حفظه وتطويره، إذ ترى الوزارة أنَّ الثقافة هي الجسر الذي يربط الأطفال الفلسطينيِّين بماضيهم ومستقبلهم، وتسعى الوزارة إلى تعزيز هذا الرَّابط في يوم الطِّفل العالميّ؛ لأنَّ أطفال فِلَسطين يستحقُّون بيئة ثقافيَّة غنيَّة تنمِّي مواهبهم وتعزِّز قدراتهم على الحلم والابداع والابتكار».
واختتم وزير الثقافة الفلسطيني في رسالة منه للأطفال قائلًا: «في يوم الطِّفل العالمي، ننحني أمام أطفال فِلَسطين الذين يصنعون من الحجارة أغنياتٍ، ومن الألم ألحانًا للمستقبل، ونقول لهم: يا أطفال فِلَسطين، أنتم قصيدةٌ تُكتَب على أرض مقدَّسة، قلوبكم دافئة كالشَّمس، وأحلامكم تعانق أفق الحريَّة رغم القيد والعدوان، ورغم الجراح، ما زلتم الأمل الذي لا يموت، والألوان التي ترسم على جدران الحياة لوحة المستقبل».