دلالات مُسيّرة "يافا"... انطلقت من اليمن وانفجرت في تل أبيب
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
أكد استهداف تل أبيب من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن بواسطة مُسيّرة، أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين بشظايا، اليوم الجمعة، حقيقة سبق أن أصابت كبدها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، طوال الأشهر الماضية من الحرب على غزّة، وهي افتقاد الاحتلال الإسرائيلي الردع، الذي طالما تغنّى به، حتى جاءت عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وغيّرت المفهوم السائد.
وفيما هدد وزير الأمن يوآف غالانت "بمحاسبة كل من يمس بإسرائيل أو يطلق الإرهاب ضدها"، توعّد، مسؤولون إسرائيليون "بالرد" على إطلاق المُسيّرة الإيرانية من الحوثيين، مرددين أن إمكانية العمل على الأراضي اليمنية "مطروحة على الطاولة ولا يمكن استبعاد أن تتم هناك". وتبدو مشكلة دولة الاحتلال أكثر تعقيداً من مجرد الرد. ويرى الصحافي والكاتب الإسرائيلي بن كسبيت، في مقال نشره في صحيفة "معاريف" اليوم، أن قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على توفير حماية من تهديد المسيّرات منخفضة جداً، مقارنة بقدراته في مجال الصواريخ والقذائف الصاروخية.
وأضاف: "في هذا المجال ضُبطنا في حالة ضعف، وفي تقديري سيتم حل هذه المشكلة في الفترة القريبة من خلال الصناعات الأمنية، ولكن على أي حال، لم يكن أبداً ولن يكون أي غطاء محكماً للغاية، ولن يكون أي حل مطلقاً". لكن "المشكلة الأصعب بالنسبة لإسرائيل في هذه الأوقات"، كما يراها بن كسبيت، "ليست حقيقة عدم امتلاكها حماية ناجعة ضد المُسيّرات، ولكن حقيقة افتقادها الردع. الردع الإسرائيلي قد انهار".
ولفت الكاتب إلى أن المدة التي استغرقتها رحلة المُسيّرة التي أطلقها الحوثيون وانفجرت في تل أبيب، تتراوح بين عشر و11 ساعة، "وهذا هو بالضبط الوقت المتوقع لرحلة طائرة جناح صهيون، المنتظر أن تنطلق بعد يومين إلى واشنطن (في إشارة إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة). رحلتان متعاكستان في الاتجاه والأهداف، وكلتاهما تشغلان نتنياهو جداً، وكذلك الجمهور الإسرائيلي والشرق الأوسط برمته".
مرحلة جديدة من الحرب
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن استهداف مسيّرة "يافا" تل أبيب، هو مؤشّر على "مرحلة جديدة من الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل وأعدائها، والتي تسير نحو ارتداء ثوب حرب إقليمية متعددة الجبهات". وأوضح هارئيل: "لقد كانت تل أبيب ومنطقتها هدفاً لإطلاق صواريخ كثيرة من حركة حماس في غزّة، في بدايات الحرب، ولكن مع دخول (اجتياح) الجيش الإسرائيلي إلى القطاع، تراجع ذلك التهديد على مركز البلاد كثيراً، كما أن حزب الله الذي يمتنع حتى الآن عن حرب كاملة، لم يهاجم مناطق تتجاوز جنوب بحيرة طبريا. والحوثيون في اليمن ركّزوا حتى اليوم على محاولات استهداف منطقة إيلات".
واعتبر أن "دماء سكان تل أبيب ليست أغلى من دماء سكان كريات شمونة والكيبوتسات (المستوطنات) على الحدود الشمالية، الذين يواجهون هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة يومياً (تم إخلاء معظم المستوطنات من سكانها في بداية الحرب نظراً للتهديدات)، إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلي هناك". لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "الاستهداف الاستثنائي لمركز البلاد"، لاقى اهتماماً إعلامياً مثيراً وباتت تُسمع طلبات متزايدة في الشبكات الاجتماعية واستوديوهات القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، "لإعلان الحرب على من يقف وراء إطلاق المسيّرة القاتلة، وإطاحة رؤوس المسؤولين (الإسرائيليين) عن الخلل في منظومة الدفاع الجوي التي لم تُفعّل".
ومن حيث المبدأ، تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي، في نظر الكاتب، ضرب الأهداف الحوثية من الجو، لكن "السؤال، ما هي القيمة المضافة من تحركات كهذه من جانبها بعد الهجمات؟ تحتاج إسرائيل أيضاً إلى توزيع مواردها القتالية على جبهات أخرى، والتي يبدو بعضها حالياً أكثر إلحاحاً: الحرب مع حماس، والأكثر من ذلك احتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله، ومن خلفه إيران ومجموعة من المليشيات الشيعية في العراق وسورية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: من الحرب تل أبیب
إقرأ أيضاً:
بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
نقلت رويترز عن مصادر "مطلعة" ووثيقة داخلية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس فرض قيود سفر واسعة على مواطني عشرات الدول بينها اليمن، في إطار حظر سفر جديد.
وقال مسؤول أميركي لرويترز تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن القائمة قد تتغير، كما أنها في انتظار موافقة الإدارة بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو.
وفيما يلي قائمة الدول المعنية بالقرار وفقا لما ورد في المذكرة مقسمة إلى ثلاث مجموعات منفصلة:
تعليق كامل لتأشيرات السفر
يشمل أفغانستان وكوبا وإيران وليبيا وكوريا الشمالية والصومال والسودان وسوريا وفنزويلا واليمن.
تعليق جزئي لتأشيرات السفر
يشمل إريتريا وهايتي ولاوس وميانمار وجنوب السودان، ويطال السائحين والطلبة كما أن بعض التأشيرات الأخرى قد تتأثر.
دول مرشحة لتعليق جزئي لتأشيرات السفر
تشمل أنغولا وأنتيغوا وباربودا وروسيا البيضاء وبنين وبوتان وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وكمبوديا والكاميرون وتشاد وجمهورية الكونجو الديمقراطية والدومينيك وغينيا الاستوائية وغامبيا وليبريا ومالاوي وموريتانيا وباكستان وجمهورية الكونغو وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وساو تومي وبرينسيب وسييرا ليون وتيمور الشرقية وتركمانستان وفانواتو.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى وزارة الخارجية الأميركية مهلة 60 يومًا لإعداد تقرير للبيت الأبيض بتلك القائمة، مما يعني أنه يجب تقديم هذه القائمة الأسبوع المقبل.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إنها تتبع الأمر التنفيذي وإنها "مُلتزمة بحماية أمتنا ومواطنيها من خلال الحفاظ على أعلى معايير الأمن القومي والسلامة العامة من خلال عملية التأشيرات لدينا".
تعود سياسة ترامب في حظر دخول مواطني بعض الدول إلى حملته الانتخابية في ديسمبر 2015، وبعد أن تولى منصبه في يناير 2017، أصدر ما أصبح أول سلسلة من قرارات حظر السفر.
في البداية، كانت تركز على مجموعة من الدول ذات الأغلبية المسلمة، لكن لاحقًا شملت أيضًا دولًا أخرى منخفضة الدخل، بما في ذلك في أفريقيا.
وعندما تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2021، ألغى حظر السفر وعاد إلى نظام التدقيق الفردي للأشخاص من تلك الدول.
وفي أمره التنفيذي في يناير، قال ترامب إنه يتخذ هذه الإجراءات لحماية المواطنين الأميركيين "من الأجانب الذين ينوون ارتكاب هجمات إرهابية أو تهديد أمننا القومي أو تبني أيديولوجيات كراهية أو استغلال قوانين الهجرة لأغراض خبيثة".
ومن غير الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم تأشيرات سارية سيتم استثناؤهم من الحظر، أو إذا كانت تأشيراتهم ستُلغى. والصورة غير واضحة أيضا ما إذا كان حاملو البطاقة الخضراء، الذين تمت الموافقة على إقامتهم الدائمة، سيتأثرون بالقرارا أم لا.