سمٌ قاتل يغزو لبنان وينتشر بين الشباب.. عوارضه ضرب الدماغ وقد يؤدي إلى الوفاة!
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
يتردد خبر توقيف مروجي المخدرات من قبل الأجهزة الأمنية يوميا على مسامع اللبنانيين، بحيث أصبحت ظاهرة تعاطي المواد المخدرة وترويجها مُنتشرة بكثرة في السنوات الأخيرة في لبنان لاسيما مع الأزمات المتعددة التي يعيشها المواطن اللبناني، فأصبح اللجوء إلى المخدرات بالنسبة لكثيرين هو السبيل للهروب من مصاعب الحياة غير آبهين بالأضرار النفسية والجسدية التي قد تنتج عنها.
ومع تنوع المواد المخدرة يتردد الحديث مؤخرا عن انتشار نوع جديد في لبنان هو مخدر الـ Crystal Meth ويُسمى أيضا
بـ "تينا". هذا الانتشار بدأ منذ نحو سنتين الا انه ارتفع في الآونة الأخيرة ولاسيما في صفوف الشبان من عمر 17 عاما وما فوق، الأمر الذي يوجب دق ناقوس الخطر لحماية شبابنا من هذا السم القاتل الذي يُدمر العقل والجسد ويحتاج لفترة طويلة جدا للإقلاع عنه.
ما هو الـ Crystal Meth؟
"الكريستال ميث" هو مخدر محفز نفسي قوي ينتمي إلى عائلة الأمفيتامينات ويُعرف أيضًا باسم "الميثامفيتامين" و"الميث".
هو كناية عن مسحوق بلوري يمكن تدخينه في انابيب زجاجية مخصصة لذلك أو تناوله عن طريق الفم أو حقنه في الجسم أو عن طريق الاستنشاق بعد طحنه أو الحقن بعد تذويبه بالماء وهذا أخطر الأساليب وأقلها انتشاراً.
يتميز "الكريستال ميث" بتأثيرات سريعة وموقتة على الجسم والعقل، حيث يعمل على زيادة مستويات النشاط الدماغي والتركيز، ويعطي شعورًا مفرطًا بالنشوة والطاقة. ومع ذلك، تعتبر هذه التأثيرات غير طبيعية وغير صحية، وتؤدي إلى آثار جانبية وتداعيات خطيرة على الصحة البدنية والعقلية.
تم استخدامه في الماضي لعلاج بعض الحالات المرضية المحدودة، كالنوم القهري والاكتئاب وعلاج السمنة المفرطة، إضافة إلى علاج اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، إلا أن استخدامه تراجع بشكل كبير نظراً للأضرار الكبيرة التي يسببها، فيما يخضع استخدامه الطبي لتنظيم قانون المواد الخاضعة للرقابة، وهو مُدرج في الجدول الثاني في الولايات المتحدة، بسبب ارتفاع احتمالية إساءة الاستخدام لأغراض ترفيهية، وارتفاع قابلية الإدمان عليه.
من الممكن أن يبقي "الكريستال ميث" الشخص مستيقظًا لفترات طويلة من الوقت، حتى لأيام متتالية، من دون الشعور بالجوع.
يزيد هذا المخدر من إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ، وهو المسبب الأبرز للإصابة بالإدمان عليه، حيث تؤدي مادة "الميثامفيتامين" إلى فقدان المتعاطي الارتباط بالواقع والانفصال عنه وتزيد من حدة العنف لديه، وتقوده للإصابة بأمراض "الفصام وجنون العظمة والارتياب الشديد بالآخرين والهلوسة السمعية والبصرية.
عوارض فتاكة
لا بد من التحذير من ان المدمنين على هذا المخدر قد يتعرّضون لخطر الإصابة بالغيبوبة والجلطات.
إليكم الآثار القصيرة والبعيدة المدى للكريستال ميث:
عند تعاطي الكريستال ميث يخلق إحساساً زائفاً بالرفاهية والطاقة، وبالتالي يميل الشخص إلى دفع جسمه بشكل أسرع وأبعد مما يفترض أن يذهب وبالتالي يمكن أن يعاني متعاطي المخدر من انهيار جسدي وعقلي بعد تلاشي آثار المخدر.
يمكن للمتعاطين الوصول الى مرحلة فقدان الوزن الشديد، ويمكن أن تشمل الآثار السلبية أيضا أنماط النوم المضطربة، وفرط النشاط، والغثيان، وأوهام القوة، وزيادة العدوانية والتهيج.
ومن الآثار الخطيرة الأخرى الأرق والارتباك والهلوسة والقلق وجنون العظمة، وواحد بالمئة من الحالات، يمكن أن يسبب له تعاطي الكريستال ميث تشنجات تؤدي إلى الوفاة.
على المدى الطويل، يمكن أن يسبب تعاطي الكريستال الأضرار التالية:
زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم
تلف الأوعية الدموية في الدماغ
الاصابة بالسكتات الدماغية
عدم انتظام ضربات القلب
انهيار القلب والأوعية الدموية.
تلف الكبد والكلى والرئة.
وقد يعاني المستخدمون من تلف في الدماغ، بما في ذلك فقدان الذاكرة وزيادة عدم القدرة على فهم الأفكار المجردة.
ماذا عن انتشاره في لبنان؟
يُشير رئيس جمعية "جاد" شبيبة ضد المخدرات جوزيف حواط عبر "لبنان 24" إلى ان "انتشار مخدر الكريستال ميث في لبنان أصبح مُخيفا"، وكشف انه "قبل سنتين كان في المرتبة 9 أو 11 في تصنيف المواد المخدرة الأكثر انتشارا في لبنان أما حاليا فهو أصبح في المرتبة الثالثة بعد الحشيش والكبتاغون وهذا الأمر يدعو للقلق".
ولفت حواط إلى ان "هذا المخدر يُسمى بـ "كوكايين الفقراء" نظرا لسعره الزهيد حيث يُمكن الحصول عليه بـ 100 ألف ليرة فقط"، مُحذرا من خطورة هذا الأمر سيما أنه يحتاج لفترة علاج طويلة جداً للتخلص منه والإقلاع عنه".
وأوضح حواط ان "الجمعية طلبت من قوى الأمن الداخلي وتحديدا مكتب مكافحة المخدرات المركزي تزويدها بمعلومات عنه في حال توقيف مُتعاطين لمعرفة من أين استحصلوا عليه ولدراسة نوعيته وجمع داتا عنه".
مُخطط مدروس؟
وأوضح حواط ان "المنبع الأساسي لهذا النوع من المخدر كان في مخيم شاتيلا حيث كان يتم بيعه ولكن بعد مداهمة وتفتيش هنغار شاتيلا من قبل الجيش في أيار الماضي لا نعرف إلى أين انتقل بيع "الكريستال ميث".
ويؤكد حواط ان "هذا المخدر هو أكثر انتشارا لدى فئة الشباب أي ما بين الـ 17 والـ 25 سنة ومن المبتدئين بعالم الإدمان الذين لا تجارب سابقة لهم".
واعتبر انه "ليس صدفة ان يكون هذا النوع من المخدر رخيصا لهذه الدرجة ويُمكن الحصول عليه بسهولة"، مُشيرا إلى ان "الأشخاص الذين يُخططون لضرب لبنان على المستويات كافة هم نفسهم الذين يُخططون لضرب شباب لبنان".
وشدد على ان "انتشار "الكريستال ميث" هو مخطط مدروس وليس وليد الصدفة ما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول مدى وسرعة انتشاره في الآونة الأخيرة".
أخيراً لا بد من الإشادة بجهود الأجهزة الأمنية التي تشن حربا ضروس لإقفال مصانع المخدرات والكبتاغون وتوقيف المتورطين بها ولكن لا بد أيضا من نشر الوعي خاصة لدى فئة الشباب من كافة أنواع المواد المخدرة واتخاذ أقصى درجات الحذر من سم المخدرات القاتل وطلب مُساعدة المختصين عند الحاجة لتجنب الدخول في نفق قد تكون نهايته وخيمة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المواد المخدرة هذا المخدر فی لبنان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل يمكن لترامب تجاهل تأثير المكسيك على اقتصاد أميركا؟
على الرغم من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تبقى المكسيك شريكا اقتصاديا لا غنى عنه للولايات المتحدة، حيث ترتبط أسواقهما وسلاسل التوريد بعلاقات تجارية وثيقة تدعم ملايين الوظائف الأميركية.
تقول الباحثة فانيسا روبيو-ماركيز في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني إنه في أول أسبوعين من ولايته الثانية، أصدر ترامب وابلا من الأوامر التنفيذية، مما وضع أميركا الشمالية على حافة حرب تجارية شاملة. وعلى الرغم من أن مكالمة ترامب مع نظيرته المكسيكية، الرئيسة كلاوديا شينباوم، أوقفت مؤقتا فرض رسوم جمركية كارثية بنسبة 25 بالمئة، يجب أن تستعد المكسيك لسنوات مضطربة قادمة.
وتضيف روبيو- ماركيز أن قدرة شينباوم على إيقاف الرسوم مؤقتا تُظهر أن المكسيك تمتلك موقفا تفاوضيا قويا، ولن تضطر إلى الرضوخ بالكامل لمطالب ترامب.
وأشار ترامب إلى تغيير حاد في السياسة بشأن ثلاث قضايا حدودية رئيسية، هي التجارة والهجرة وتهريب المخدرات، مما يهدد العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك، شريكها التجاري الأول، كما يضع مستقبل أميركا الشمالية كثاني أكبر كتلة تجارية في العالم على المحك.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، تقول روبيو-ماركيز إن التحول الانعزالي الحاد لترامب وإعادة تشكيل سلاسل التوريد يقلبان النظام العالمي الراسخ، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مشهد جيوسياسي مختلف تماما خلال العقد القادم. ومع ذلك، ستظل المكسيك عنصرا حاسما في المصالح الأميركية، وهو ما يجب أن تتذكره الحكومة المكسيكية أثناء تحديد كيفية التعامل مع ترامب.
واكتسبت العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك بُعدا جديدا في ظل حكم ترامب، وأصبحت تنقسم إلى مستويين متميزين.
الأول هو تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية، والتي يبدو أنه يستخدمها كأداة لانتزاع تنازلات في مجالات أخرى، مثل الهجرة وتهريب المخدرات. وينبع هذا أيضا من سوء الفهم القائل بأن العجز التجاري الأميركي مع المكسيك يُشكل "إعانة" للمكسيك، بدلا من كونه منفعة استهلاكية للمواطنين الأميركيين. أما المستوى الثاني، فهو العلاقة التجارية التقليدية، التي ستبلغ ذروتها العام المقبل مع إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي كانت تُعرف سابقا باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) .وتُظهر المكالمة الناجحة التي أجرتها شينباوم مع نظيرها الأميركي أن الحكومة المكسيكية وجدت طريقة فعالة للتواصل مع ترامب.
وبذلك، يُمكن للبلدين العمل معا لتحقيق أهدافهما المشتركة فيما يتعلق بالهجرة والمخدرات، مما يتيح تجنب الرسوم الجمركية مستقبلا. كما يجب أن تشمل هذه الشراكة قضية ثالثة ذات أهمية كبيرة للمكسيك، وهي تدفق الأسلحة عبر الحدود الجنوبية إلى داخل المكسيك، مما يمنح منظمات تهريب المخدرات قوة نارية هائلة.
والأهم من ذلك هو أن قدرة شينباوم على إيقاف الرسوم مؤقتا تُظهر أن المكسيك تمتلك موقفا تفاوضيا قويا، ولن تحتاج إلى الرضوخ بالكامل لمطالب ترامب.
وترى روبيو-ماركيز أن الخطوة الحاسمة التالية هي تقييم تهديد الرسوم بشكل صحيح. وما نوع التعاون الذي سيضمن إبقاء المكسيك خارج دائرة الرسوم؟ وكيف سيتم قياس جهود التعاون أو نجاحها؟ والعديد من الإجراءات الرامية إلى الحد من تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة قد تستغرق سنوات قبل أن تؤتي ثمارها، فكيف سيؤثر ذلك على أي قرار بإعادة فرض الرسوم؟
وتضيف أن طمأنة الحكومة الأميركية بشأن الموقف الحازم للمكسيك ضد عصابات المخدرات سيتطلب على الأرجح مستوى جديدا من تبادل المعلومات الاستخباراتية في الاتجاهين. فقد صنّف ترامب هذه الكارتلات كمنظمات إرهابية أجنبية، في حين أعلن أن حكومة المكسيك في "تحالف غير مقبول" معها.
مثل هذه الادعاءات غير المدعومة، إذا أُخذت على محمل الجد، قد تُهدد السيادة المكسيكية بعدة طرق. فقد تشمل الإجراءات الأميركية المحتملة تنفيذ ضربات خارج الحدود (سواء عبر الطائرات المسيّرة أو بوسائل أخرى)، وتجميد الأصول المكسيكية، واحتجاز مواطنين مكسيكيين، بمن فيهم مسؤولون، من خلال عمليات ميدانية غير مصرح بها أو غير منسقة.
ويجب أن تظل هذه الإجراءات خطا أحمر بالنسبة للمكسيك. ويمكن للمكسيك أن تُشير في الواقع إلى تقدم واضح في جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية والقضايا الأمنية المرتبطة بالمخدرات. ففيما يخص الهجرة، أدت جهود المكسيك لتعزيز حدودها الجنوبية وزيادة عمليات اعتراض المهاجرين في أماكن أخرى إلى تحسينات ملحوظة.
ووفقا لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، انخفضت حالات اعتراض المهاجرين عند الحدود البرية بين الولايات المتحدة والمكسيك بأكثر من 60 بالمئة بين ديسمبر 2023 وديسمبر 2024، أي قبل تنصيب ترامب.
علاوة على ذلك، أشارت شينباوم إلى أنها ستتعاون مع جهود ترامب في عمليات الترحيل. فقد أعلنت حكومتها عن استراتيجية طموحة ومعقدة لإعادة المواطنين المُرحَّلين تحت اسم "المكسيك تحتضنك"، وتهدف إلى تقديم المساعدة القانونية، وتوفير وسائل النقل إلى الوطن والإقامة والتحويلات النقدية للمكسيكيين المرحَّلين. كما صرحت بأن المكسيك ستقبل أيضا المرحلين من دول أخرى.
وكما تم الاتفاق خلال المكالمة الرئاسية، نشرت المكسيك على الفور 10 آلاف فرد من الحرس الوطني على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وتقول روبيو-ماركيز إنه بالإضافة إلى سياسة شينباوم الأمنية الجديدة، هناك عاملان أساسيان لتحقيق تقدم في قضية كارتلات المخدرات.
الأول هو بناء علاقة ثنائية قائمة على الثقة والشفافية، تشمل تبادلا واسع النطاق للمعلومات الاستخباراتية وزيادة عمليات تسليم أفراد الكارتلات إلى الولايات المتحدة. أما العامل الثاني، فهو اعتراف الولايات المتحدة واتخاذها إجراءات حقيقية بشأن الارتفاع الحاد في الطلب المحلي على المخدرات، وأزمة تهريب الأسلحة الجماعي من الولايات المتحدة إلى المكسيك. إذ تُشير البيانات الصادرة عن حكومتي البلدين إلى أن أكثر من 70 بالمئة من الأسلحة الموجودة في مسارح الجرائم بالمكسيك يمكن تتبع مصدرها إلى الولايات المتحدة، فيما تعبر مئات الآلاف من الأسلحة غير القانونية الحدود كل عام.وتشكل التجارة الأميركية مع المكسيك وكندا جزءا كبيرا من الوظائف في الولايات المتحدة، كما تدعم صناعات أميركية حيوية مثل السيارات والزراعة والطاقة.
وفي عالم متعدد الأقطاب، حيث تصبح التحالفات الاقتصادية والسياسية القديمة أقل استقرارا، سيكون التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وجاريها الوحيدين أمرا حاسما للحفاظ على قوة أميركا.
وتخلص روبيو-ماركيز إلى أن على ترامب أن يتذكر هذه الحقيقة، وفي السنوات المضطربة القادمة، قد يكون على المكسيك أن تذكره بها.