البداية فلسطين والنهاية فلسطين
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
آخر تحديث: 20 يوليوز 2024 - 8:57 ص بقلم: فاروق يوسف عُمْرُ “أخي جاوز الظالمون المدى” من عُمْرِ إسرائيل. منذ ذلك الزمن ولا يفعل الظالمون سوى أن يتجاوزوا المدى. ولكن أين يقع ذلك المدى؟قبل هذا هل يليق بالمظلوم أن يبقى مظلوما دائما؟ لقد سخرت الأقدار منا كثيرا. من المؤكد أن ذلك لم يكن حقيقيا دائما. غير أن المؤكد أننا قوم نحب البكاء على الأطلال.
كانت لدينا قاهرة المعز وقبلها بغداد الرشيد وقبلهما دمشق عبدالملك. لا تزال الأندلس تحمل بصماتنا العامرة بجمال خالد. قيل إن ساعة الرشيد خطفت قلب شارلمان.تقول الوقائع إن بغداد سقطت قبل أن يدخلها المغول، حتى أن هولاكو بقي يتفرج عليها بعد أن سمح لجنوده باستباحتها أياما قبل أن يموت ابن العلقمي كمدا.ولم يجلس ابن خلدون في خيمة تيمورلنك لولا أنه عرف أن الخطب عظيم وأن فقهاء السياسة الذين كذبوا كثيرا قد هُزموا ولم يعد إعلامهم قادرا على إخفاء الحقيقة.ما يحدث في غزة اليوم هو نوع من الاحتكار الإيراني لفكرة الهزيمة العربية في فلسطين وهو ما استفادت منه إيران يوم اخترعت المقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله ما الذي كان العرب يفعلونه قبل سقوط أندلسهم؟ كانوا يتآمرون، بعضهم على البعض الآخر. يستعين الأخوة الأعداء بجيوش أعدائهم في حروب الطوائف.في 1948 يوم كتب علي محمود طه قصيدته التي تبدأ بـ“أخي جاوز الظالمون المدى” هل هزمت العصابات الصهيونية الجيوش العربية حقا؟لو حدث ذلك فعلا فسيكون علينا إعادة النظر في تاريخنا. لم تكن هناك دول ولم تكن لنا جيوش. هناك مقبرة لشهداء الجيش العراقي في فلسطين. مَن قتلهم؟ يُقال إنه في اليوم الذي قررت فيه بريطانيا سحب قواتها من فلسطين وهو اليوم الذي أعلن فيه اليهود قيام دولتهم لم يذهب عرب فلسطين إلى مكاتبهم في ما ذهب اليهود.كانت الهزيمة مبيتة وكان علينا أن نُهزم.ثلاثة ملوك عرب هُزموا في حرب صورية. اهتز عرشان. الأول في مصر عام 1952 والثاني في العراق عام 1958. أما الثالث وهو عرش الأردن فقد ظل صامدا لأن بريطانيا كانت هناك ولأن الأردن كان قد خُطط له أن يكون الحاضنة لأكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين سيطرقون أبوابه بعد حوالي عشرين سنة وقد تم تطبيع مواطنتهم. اختفت “أخي جاوز الظالمون المدى” من الإذاعات العربية. ولكن اللحن الذي وضعه كمال الطويل لأغنية “والله زمن يا سلاحي” عام 1956 صار نشيدا وطنيا لمصر والعراق.كان يجب أن ننسى المظلوم من أجل ألاّ يعيث الظالم في الأرض فسادا. مجرد فكرة لم تنفع “ابن يقولك يا بطل” التي غناها عبدالحليم حافظ في تجسيدها واقعيا.لست بصدد تعداد هزائمنا في العصر الحديث وإلا صرت واحدا من الباكين على الأطلال. فالشيء الذي يبعث على الأسى أن العرب ازدادوا فرقة في طريقة نظرهم إلى ما كانوا يسمّونها قضيتهم المركزية.
أسوأ ما نملكه هنا أن نفكر في الطرف الأكثر خطورة من الآخر. في حين علينا أن نفكر في الأسباب التي جعلتنا نخضع لقدر من ذلك النوع، لم يعودوا يختلفون على أساليب معالجة تلك القضية ولا الفضاء الدولي الذي يمكن أن يحتكموا إليه من أجل حلها بل إنهم يختلفون في ما إذا كانت تلك القضية قضيتهم أم لا.ولا أبالغ إذا ما قلت إن الفلسطينيين قد مهدوا لذلك الاختلاف حين صار البعض منهم واجهة لإيران في مشروعها التوسعي. فلا فلسطين إلا من خلال ولاية الفقيه.
هكذا انتهينا إلى هزيمة من شأنها أن تؤكد كل هزائمنا السابقة هي من صنعنا. كانت فلسطين بين أيدينا غير أننا أهملنا الذهاب إلى مكاتبنا.ولا أعتقد أن الجيوش العربية عام 1948 كانت قد حاربت على خارطة معدة سلفا. لقد هُزمت لأنها لم تكن على دراية بالأرض التي تحارب عليها. ما يحدث في غزة اليوم هو نوع من الاحتكار الإيراني لفكرة الهزيمة العربية في فلسطين وهو ما استفادت منه إيران يوم اخترعت المقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله.لقد تم نسف الانتصار المصري في أكتوبر عام 1973 بتحرير الجنوب اللبناني عام 2000. وهي عملية أُريد من خلالها استبدال الحضور العربي بالوصاية الإيرانية.لقد انتصر حزب الله يومها على إسرائيل وهو ما يعني أن إيران انتصرت. كان على العرب أن يدفعوا الثمن الذي لم تدفعه إسرائيل.ولكن ما الفرق بين إسرائيل وإيران؟ذلك هو السؤال الذي يشكل المساحة التي يتحرك فيها الوعي السياسي العربي. أسوأ ما نملكه هنا أن نفكر في الطرف الأكثر خطورة من الآخر. في حين علينا أن نفكر في الأسباب التي جعلتنا نخضع لقدر من ذلك النوع.المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
لماذا بدأ "حزب الله" في استخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد إسرائيل؟
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن "حزب الله" اللبناني يسعى لاستهداف إسرائيل بمزيد من الصواريخ بعيدة المدى والتي تصل إلى تل أبيب ومحيطها، موضحة أن ذلك يحقق هدفاً جديداً للتنظيم بأنه لا يزال موجوداً ولم يُهزم بعد.
وقالت "جيروزاليم بوست" تحت عنوان "حزب الله يسعى لاستهداف إسرائيل بمزيد من الصواريخ بعيدة المدى.. ماذا يعني هذا؟" أن حزب الله أكد في بياناته الأخيرة بشأن هجماته أنها جزء من سلسلة عمليات خيبر، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام المؤيدة له، والإيرانية، ووسائل الإعلام التابعة للحوثيين أيضاً، وجاء ذلك بعد حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كيفية هزيمة التنظيم.
خلاف مفاجئ يهدد الاتفاق المُحتمل بين لبنان وإسرائيلhttps://t.co/6YtzDS4oaH pic.twitter.com/EeoK1vcNHt
— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2024 رسالة حزب اللهورأت الصحيفة أن "حزب الله" يهدف من ذلك إلى توجيه رسالة بأنه لم يُهزم، وأنه قادر على زيادة هجماته على إسرائيل، وأن هذا جزء من سلسلة أكبر من الهجمات التي تنفذها الجماعات المسلحة من العراق واليمن، والتي يبدو أن إيران تقف وراءها.
وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن الحوثيين زعموا أنهم استخدموا صاروخاً جديداً اسمه "فلسطين 2" ضد إسرائيل يوم الإثنين الماضي، بالإضافة إلى إعلان حزب الله أنه أطلق صواريخ فاتح، وهي صواريخ إيرانية الصنع.
وأعلن حزب الله أنه "شن هجوماً جوياً باستخدام سرب من الطائرات المسيرة الهجومية على قاعدة كيرياه، وهي مقر وزارة الدفاع والأركان العامة الإسرائيلية، وأصاب الأهداف بدقة"، وهذا أيضاً ما نقلته قناة محسوبة على الحوثيين، فيما علقت "جيروزاليم بوست" بأنه ليس هناك دليل على أن ذلك حدث بالفعل، حيث لم تنطلق صفارات الإنذار في إسرائيل آنذاك.
كما قال الحوثيون، المدعومون من إيران، إنه تم استهداف قاعدة لوجستية للفرقة 146 التابعة للجيش الإسرائيلي شرق نهاريا، والفرقة 146 هي واحدة من عدة فرق تابعة للجيش الإسرائيلي التي تقاتل في لبنان.
كما تم الادعاء باستهداف قاعدة بالقرب من العفولة، التي اُشير إليها باسم "قاعدة عاموس"، حيث أعلن حزب الله أن "قاعدة عاموس المستهدفة تستخدم للنقل في المنطقة الشمالية، كما أنها محور مركزي في استعداد فرقة التكنولوجيا الإسرائيلية".
وتقول جيروزاليم بوست، إن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية كررت نفس البيانات، ونقل تقرير نُشر بالفارسية عن كيفية مهاجمة حزب الله للمرة الأولى لقاعدة "كيرياه" في تل أبيب.
صحيفة أمريكية تكشف هدية نتانياهو لترامب.. فهل تنتهي حرب #غزة ولبنان؟https://t.co/ffvEvjnK3A
— 24.ae (@20fourMedia) November 14, 2024 لا دليل على الهجماتوأكدت الصحيفة الإسرائيلية، أنه لم يكن هناك أي دليل على أن هذا الهجوم وقع في إسرائيل، مشيرة إلى أن حزب الله يولي اهتماما وثيقاً بردود الفعل الإسرائيلية.
بيان حزب اللهوكان حزب الله، أعلن أمس الأربعاء، أنه شنّ هجوماً بالطائرات المسيرة على قاعدة عسكرية جنوب تل أبيب، وأفاد بأنه "شنّ الهجوم وأن المسيّرات أصابت أهدافها بدقة"، وأنه تم مهاجمة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي بتل أبيب.
وحذر التنظيم في وقت سابق الإسرائيليين، الذين تم إنذارهم بضرورة إخلاء بلداتهم، من عدم العودة إليها، كونها تحولت إلى أهداف عسكرية، وفي المقابل، شنّ الطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي، أمس، غارات استهدفت عدداً من المناطق في جنوب لبنان وفي البقاع شرق لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "الطيران الحربي الاسرائيلي بدأ تنفيذ عدوانه على الضاحية الجنوبية مستهدفاً بغارة منطقة حارة حريك".