العُملة على خطى الجواز.. خطورة التراجع عن قرارات البنك المركزي
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
مع غياب أي بيان أو تصريح رسمي، يتواصل الغموض حول حقيقة تراجع أو تجميد مجلس القيادة الرئاسي للقرارات الصادرة خلال الأسابيع الماضية من قبل إدارة البنك المركزي بالعاصمة عدن، مع وجود موقف شعبي وحزبي يحذر من خطورة التراجع عنها.
وفي حين كشف "نيوزيمن" في وقت سابق نقلاً عن مصادر حكومية باتخاذ مجلس القيادة الرئاسي، قراراً غير معلَن بالموافقة على طلب المبعوث بتعليق قرار البنك بشأن سحب تراخيص البنوك الستة، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادرها بتراجع مجلس القيادة الرئاسي عن جميع قرارات البنك وليس تجميد القرارات المتعلق بالبنوك المخالفة.
ومع عدم وجود تأكيد رسمي لذلك، إلا أن مواقف شعبية وحزبية لافتة حذرت خلال الأيام الماضية من خطورة التراجع عن هذه القرارات، وكان لافتاً التحذير الصادر عن الأحزاب والقوى السياسية المنضوية في إطار الشرعية في بيان لها من أن أي تراجع عن القرارات التي اتخذها البنك المركزي سيكون له "عواقب وخيمة على المركز القانوني للدولة.. وحرمان السلطة الشرعية من مصادر شرعيتها الدستورية والقانونية، السياسية والشعبية والأخلاقية".
تحذير الأحزاب من خطورة التراجع عن قرارات البنك على "المركز القانوني للدولة"، يُعيد التذكير بالسبب الرئيسي الذي دفع إدارة البنك إلى إصدار هذه القرارات الهادفة إلى فرض سلطتها على القطاع المصرفي في اليمن بشكل كامل ووقف عبث مليشيات الحوثي الإرهابية، على عكس ما يجري تصويره حالياً واختصار الأمر بالبنوك الستة.
فقرارات البنك وخطواته الأخيرة التي دشنها مطلع أبريل الماضي، جاءت كردة فعل على الخطوة غير المسبوقة التي أقدمت عليها مليشيات الحوثي الإرهابية منتصف شهر مارس الماضي بسك عملة معدنية من فئة الـ100 ريال، وهي خطوة اعتبرتها إدارة البنك المركزي في عدن بأنها "تجاوز لكل الخطوط الحمراء".
وهو ما أكدت عليه بيانات البنك وتصريحات محافظه أحمد غالب المعبقي منذ اليوم الأول، لتوضيح ملابسات وأسباب اتخاذها لهذه القرارات، حيث كانت تُشير دائماً الى سلسلة الممارسات العبثية التي مارستها مليشيات الحوثي بحق القطاع المصرفي منذ قرار نقل إدارة البنك المركزي إلى عدن منتصف عام 2016م، إلا أنها تشدد أن قرار سك العملة المعدنية من قبل المليشيا مثل تجاوزاً لكافة الخطوط الحمراء، ويجب أن لا تمر.
حيث ترى إدارة البنك المركزي بأن القبول بخطوة المليشيا في سك عملة محلية يمثل نسفاً لأهم سلطة دستورية وقانونية يحتكرها البنك المركزي في أي دولة بالعالم المتمثل بحق إصدار وسك العملة المحلية ومنحها شرعية التداول والقبول محلياً وخارجياً.
وما يضاعف من خطورة الأمر، هو التهديد الذي أطلقته إدارة البنك المركزي في صنعاء التابعة لجماعة الحوثي عقب سكها للعملة المعدنية بأنها تدرس خيار طباعة عملات ورقية من العملة المحلية المتداولة بمناطق سيطرتها خلال الفترة المقبلة.
وهو ما دفع بمحافظ البنك المركزي بعدن أواخر مايو الماضي إلى إصدار قرار لا يقل أهمية عن قرار البنوك التجارية والمتعلق بدعوة المؤسسات والأشخاص إلى إيداع العملة المحلية المطبوعة قبل عام 2016م وهي العملة المتداولة بمناطق الحوثي خلال ستين يوماً تنتهي بنهاية يوليو الجاري، تمهيداً لإلغائها.
وترى إدارة البنك المركزي في عدن بأن استمرار تحكم المليشيا الحوثية بالقطاع المصرفي في اليمن من خلال بقاء مقرات أهم البنوك التجارية وشبكات التحويل الداخلية ووكلاء شبكات الحوالات الخارجية في صنعاء، يمكن المليشيا من شرعنة أي عملات محلية ستقوم بطباعتها.
وكان واضحاً في هذا السياق قرارات البنك المركزي بعدن الخاصة بإلغاء شبكات التحويل المحلية وإلزام كافة البنوك وشركات ومنشآت الصرافة بالربط عبر شبكة الأموال الموحدة التي يشرف عليها، وكذا قراره بفرض الحصول على ترخيص منه لوكلاء الحوالات الخارجية.
وتتثمل كارثية شرعنة طباعة العملة المحلية لمليشيا الحوثي بمنحها مصدرا هاما لتمويل حربها الداخلية ضد اليمنيين، كما أنه سيعمق من انهيار العملة المحلية ذات الطبعة الجديدة بالمناطق المحررة، مع بقاء وضع الانقسام المشوه للعملة المحلية.
حيث تستمر المليشيا الحوثية بحظر التعامل مع العملة المحلية الصادرة عن البنك المركزي بعدن في مناطق سيطرتها، في حين لا تزال العملة القديمة متداولة بالمناطق المحررة وإن كان نظرياً إلا أنها تظل رقماً بالكتلة النقدية في المناطق المحررة في ظل بقاء النظام المصرفي موحداً.
وهنا تبرز خطورة التراجع عن قرارات البنك المركزي من خلال منح الضوء الأخضر لمليشيا الحوثي بطباعة كميات كبيرة من العملة المحلية، وما يعني ذلك من تنازل مجاني وكارثي يُشكل ضربة جديدة نحو المركز القانوني للدولة التي يمثلها مجلس القيادة الرئاسي وحكومته.
وهو ما يعيد التذكير بخطوة سابقة أقدم عليها المجلس بالتنازل الخطير المتمثل بشرعنة جوازات السفر الصادرة عن مليشيات الحوثي بضغوط أممية ودولية تحت مبرر "الدواعي الإنسانية" وتحت لافتة تسهيل تنفيذ بند فتح مطار صنعاء الخاضع لسيطرة المليشيا وهو أحد بنود الهدنة الأممية التي تم الإعلان عنها مطلع أبريل من عام 2022م.
وتجسدت خطورة هذا التنازل، مؤخراً من خلال ما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية أواخر الشهر الماضي باختطاف 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية للضغط على الحكومة الشرعية والتحالف بفتح كامل لمطار صنعاء والمطارات الخاضعة لسيطرتها.
وهي خطوة لم تكن المليشيا لتقدم عليها في حالة عدم انتزاعها شرعنة جوازات السفر الصادرة عنها، وتضغط اليوم نحو تكرار سيناريو الجسر الجوي الذي أقامته بين مطار صنعاء وبين مطارات إيرانية عقب سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014م.
تجربة تضع اليوم الحكومة والرئاسي أمام صورة واضحة لخطورة التماهي مع المطالب أو الضغوط الأممية والدولية في تقديم المزيد من التنازل التي تهدد المركز القانوني للدولة تحت ذرائع "الدواعي الإنسانية"، في حين أن ضررها الحقيقي على الواقع الإنساني لليمنيين أكبر بكثير من ضرر رفض هذه التنازلات وفرض سلطة الشرعية في مواجهة عبث المليشيا.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی إدارة البنک المرکزی البنک المرکزی فی ملیشیات الحوثی العملة المحلیة قرارات البنک من خطورة عن قرار
إقرأ أيضاً:
«التنمية المحلية»: قطاع المخلفات الصلبة شهد نقلة نوعية خلال السنوات الماضية
وضعت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، حجر الأساس للمحطة الوسيطة بقرية المرصفا الخاصة بإعادة تدوير المخلفات الصلبة، في إطار تطوير منظومة إدارة المخلفات الصلبة في محافظة القليوبية، ومنظومة المخلفات المتكاملة بالقاهرة الكبرى، وذلك بتمويل من البنك الدولي، ضمن أنشطة مشروع ادارة تلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى التابع لوزارة البيئة.
وأكدت فؤاد أن تنفيذ هذه المحطة، يساهم في تحسين البيئة من أجل حياة أفضل للمواطن المصري، كنموذج يربط بين ملفات إدارة المخلفات وخفض نسب التلوث في مناطق حيوية مثل القاهرة الكبرى، حيث تعد أحد مدخلات البنية التحتية لإدارة المخلفات، وتسهم في تقليل نسب تلوث الهواء من خلال تقليل الحرق المكشوف للمخلفات التي تنتج غازات مثل الميثان أحد غازات الاحتباس الحراري.
تعزيز المشاركة المجتمعيةوشددت على أن الإنسان لا بد أن يكون هو الهدف الرئيسي من العمل على أي ملف بيئي، لذا تحرص وزارة البيئة على تنفيذ حملات التوعية وتعزيز المشاركة المجتمعية، وخاصة مع النشء في المدارس، بهدف تغيير السلوك نحو إعادة الاستخدام والاستفادة المثلى من المخلفات، وثمّنت دعم البنك الدولي فنيًا والتخطيط الاستراتيجي للمنظومة والتدخلات في البنية التحتية لإدارة المخلفات في محافظات «القليوبية والقاهرة ومدينة العاشر من رمضان»، وأيضا دور وحدة المخلفات بوزارة التنمية المحلية، مشيرة إلى التطلع قريبا للانتهاء من المحطة وبدء تشغيلها، حيث ستحل مشكلة كبيرة من خلال القضاء على تراكم المخلفات والمقالب العشوائية، وستكون إحدى حلقات الوصل مع المدينة المتكاملة للمخلفات في العاشر من رمضان.
ومن جهتها، أشارت الدكتورة منال عوض إلى أننا نشهد اليوم خطوة جديدة نحو تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على بيئتنا، من خلال وضع حجر الأساس لإنشاء محطتين وسيطتين في منطقتي المرصفا والخانكة بمحافظة القليوبية، لافتة إلى أن قطاع إدارة المخلفات الصلبة في مصر، شهد نقلة نوعية كبيرة خلال السنوات الماضية، وذلك بفضل رؤية القيادة السياسية التي وضعت هذا الملف ضمن أولوياتها، إيمانًا بأهمية تطوير البنية التحتية البيئية، والارتقاء بجودة الحياة للمواطنين.
وأضافت أن وزارة التنمية المحلية عملت بالتنسيق مع وزارة البيئة على تنفيذ المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات، التي تشمل إنشاء محطات وسيطة ومدافن صحية ومصانع لتدوير المخلفات في مختلف المحافظات، بهدف تحسين كفاءة إدارة المخلفات والحد من التلوث ، بالإضافة إلى رفع كفاءة عمليات الجمع والنقل وإدخال التكنولوجيا الحديثة في الإدارة والتشغيل وتعزيز الاستثمارات في مشروعات إعادة التدوير والاقتصاد الدائري.
وقالت إن المنظومة تهدف كذلك إلى تمكين العاملين في مجال إدارة المخلفات من خلال برامج تدريبية متخصصة، وتعزيز القدرات المؤسسية لضمان استدامة المنظومة ووضع وتحديث التشريعات والسياسات الداعمة لإدارة المخلفات، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.
وأشارت إلى أنه جرى ضخ الاستثمارات في مشروعات منظومة المخلفات الصلبة منذ عام 2019 وحتى الآن، في إطار خطة طموح تستهدف رفع كفاءة منظومة إدارة المخلفات، وتحقيق تحول ملحوظ في هذا القطاع الحيوي، لافتة إلى أنه في إطار الجهود المبذولة لتحسين جودة الهواء ومكافحة تغير المناخ، جرى التعاون لتنفيذ مشروع «إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى» بتمويل قدره 200 مليون دولار من البنك الدولي.
وأضافت وزيرة التنمية المحلية أن المشروع يهدف إلى تقليل انبعاثات ملوثات الهواء، من خلال تنفيذ استراتيجيات للحد من الانبعاثات في القطاعات الحيوية، وتعزيز القدرات المؤسسية لدعم التخطيط والإدارة الفعّالة لجودة الهواء، وتحسين إدارة المخلفات الصلبة من خلال تطوير البنية التحتية وتعزيز الممارسات المستدامة.
ويتضمن المكون الثاني من المشروع، تنفيذ عدد من المشروعات الهامة بنطاق محافظة القليوبية، تتمثل في تخصيص مساحة 353 فدانا بمجمع العاشر من رمضان لأعمال التدوير والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة البلدية، وكذلك إغلاق المقلب العشوائي بأبو زعبل، وإنشاء محطتين وسيطتين بتكلفة 5 ملايين دولار، ضمن الجهود المبذولة لتحسين إدارة المخلفات الصلبة.