محكمة روسية تدين مراسل وول ستريت جورنال بالتجسس وتسجنه 16 عاما
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
قضت محكمة روسية بالسجن 16 عاما للصحفي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش الذي يعمل مراسلا لصحيفة "وول ستريت جورنال" في روسيا بتهمة التجسس لمصلحة الولايات المتحدة.
وكان جهاز أمن الدولة الروسي اعتقل غيرشكوفيتش في 29 مارس/آذار من العام الماضي في مدينة يكاترينبورغ، بدعوى جمع معلومات سرية عن أنشطة إحدى شركات المجمع الصناعي العسكري الروسي، وذلك بناء على تعليمات من الحكومة الأميركية وفق جهاز الأمن الروسي.
وجاء النطق بالحكم خلال جلسة عقدت أمس الجمعة، في محكمة سفيردلوفسك الإقليمية بمدينة يكاترينبرغ، وسط روسيا. وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للمحكمة الروسية بأن غيرشكوفيتش (32 عاما) رفض التهمة الموجهة إليه.
ولم تعلن موسكو عن إثباتات على اتهام غيرشكوفيتش بالتجسس، ورفض الكرملين مجددا الجمعة تقديم تفاصيل عن التهمة. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف "إن اتهامات التجسس أمر حساس جدا، ولا يمكننا الإدلاء بمزيد من التعليقات، والمحاكمة مستمرة".
ويعدّ غيرشكوفيتش أول صحفي غربي يُدان بالتجسس في روسيا. وفي حال لم يستأنف هو أو الادعاء الحكم خلال أسبوعين، فسيُنقل إلى السجن، وهي عملية قد تستغرق أياما أو حتى أسابيع عدة.
لم تستغرق محاكمة الصحافي الأميركي بعد 16 شهرا من الاحتجاز سوى 3 جلسات منذ 26 يونيو/حزيران الماضي، كما فُرضت السرية على كامل الإجراءات ولم يتسرب أي شيء من الجلسات المغلقة.
وتعدّ إدانته بمنزلة شرط لتبادل محتمل للسجناء مع واشنطن، فموسكو لا تبادل المحتجزين إلا في حالة إدانتهم.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وبعض كبار المسؤولين طالبوا بالإفراج الفوري عن الصحفي الذي كان يملك اعتمادا من الخارجية الروسية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "نعمل بلا كلل للإفراج عن إيفان، وسنواصل فعل ذلك". وأضاف أن غيرشكوفيتش "استهدفته السلطات الروسية لأنه صحافي وأميركي".
وفي نهاية يونيو/حزيران، ندد البيت الأبيض بما وصفه بأنه محاكمة "صورية"، مكررا أن غيرشكوفيتش "لم يعمل قط لمصلحة الحكومة الأميركية".
من جانبه، هاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منافسه الرئيس جو بايدن، مدّعيا أنه على عكس الرئيس الديمقراطي، سينجح في إخراج غيرشكوفيتش من السجن "فورًا" بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، من دون أي مقابل. ولم يحدد المرشح الجمهوري كيف ينوي تحقيق ذلك.
وأقرّت موسكو بأنها تفاوضت على إطلاق سراحه، وتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه إلى قضية فاديم كراسيكوف، المسجون في ألمانيا في قضية اغتيال نُسبت إلى الأجهزة الخاصة الروسية.
وتحتجز روسيا عددا من الأميركيين الآخرين بينهم الصحافية الروسية الأميركية ألسو كورماشيفا التي اعتقلت عام 2023 بتهمة انتهاك قانون "العملاء الأجانب"، والجندي السابق في البحرية بول ويلان الذي يقضي حكما بالسجن 16 عاما بتهمة التجسس التي ينفيها.
وتحاكم الروسية الأميركية كسينيا كاريلينا منذ 20 يونيو/حزيران في إيكاترينبورغ أيضا، بتهمة الخيانة العظمى من طريق التبرع بالمال لجمعية تدعم أوكرانيا.
وحُكم على أميركي آخر هو مايكل ترافيس ليك الخميس في موسكو بالسجن 13 عاما بتهمة تهريب المخدرات.
تنديدوإثر صدور الحكم على غيرشكوفيتش نددت "وول ستريت جورنال" به ووصفته بأنه إدانة "فاضحة". وقال مسؤولون في الصحيفة -في بيان- إن هذه الإدانة "تأتي بعدما قضى إيفان 478 يوما في السجن، محتجزا ظلما، بعيدا عن عائلته وأصدقائه… كل ذلك لأنه أدى عمله بصفته صحافيا". وتعهدت الصحيفة مواصلة النضال لإطلاقه.
كذلك رأت مديرة الحملات في منظمة "مراسلون بلا حدود" ريبيكا فنسنت أن "الإدانة… هي نتيجة محاكمة لا يمكن في أي حال اعتبارها عادلة أو حرة. ينبغي إلغاء هذا الحكم فورا".
وأثار سجن غيرشكوفيتش منذ مارس/آذار العام الماضي موجة تضامن واسعة في وسائل الإعلام العالمية، كما أثار استياء القادة الغربيين.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الجمعة أن إدانة المراسل "حقيرة".
ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن هذه الإدانة "جزء من دعاية بوتين الحربية".
وأعلنت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا أن غيرشكوفيتش ضحية "محاكمة صورية ذات دوافع سياسية"، معتبرة أن الحكم الصادر بحقه "نقيض للعدالة".
ورأت الأمم المتحدة أن الحكم على غيرشكوفيتش يثير "قلقا كبيرا" على حرية التعبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
النهضة تدين أحكام السجن الظالمة بحق الغنوشي وسياسيين وإعلاميين
أدانت حركة "النهضة" التونسية، الأربعاء، أحكام السجن التي أصدرها القضاء بحق رئيسها راشد الغنوشي وعدد من السياسيين والصحفيين والمدوّنين، ووصفتها بالأحكام "القاسية والظالمة".
واعتبرت حركة "النهضة" أن "ما حصل محاكمة سياسية ظالمة تأتي في سياق مزيد التشفي والاعتداء على أبسط الحقوق والحريات، وعلى أبسط أسس دولة القانون والحريات".
وقالت إن هذه المحاكمة "تمثل اعتداء صارخا على استقلالية القضاء وحياديته وتسييسا فاضحا لإجراءاته وأحكامه".
وأضافت أن هذه الأحكام "تتناقض بشكل تام مع حاجة البلاد للحوار والوحدة الوطنية في مجابهة التحديات الخطيرة" التي تمر بها المنطقة.
وأصدرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس الأربعاء، أحكاما بالسجن تراوحت بين 5 أعوام و54 عاما بحق 41 من السياسيين والصحفيين والمدونين ورجال الأعمال في القضية المعروفة إعلاميا باسم "أنستالينغو".
وشملت الأحكام الصادرة، التي تعد غير نهائية وقابلة للطعن، رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 22 عاما.
وتعود القضية إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حين أوقفت السلطات موظفين في شركة "أنستالينغو" وحققت مع صحفيين ومدوّنين ورجال أعمال وسياسيين بتهم بينها "ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة قيس سعيد، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والجوسسة".
ومفندة الأحكام، قالت حركة "النهضة" إن "شركة انستالينغو مختصة بإنتاج المحتوى الإعلامي والصّحفيّ بما في ذلك الترجمة، وتقدّم خدمات إعلاميّة متنوّعة شمل بعضها المشاركة في الحملات الانتخابية لعدد من المترشّحين للحملات الانتخابية الرّئاسيّة لسنة 2019، وليس من بينهم مرشح حركة النهضة في تلك الانتخابات".
وأضافت أن "هذه القضية شملت عددا من السياسيين وأعضاء الحكومات السابقين وموظفي الدولة والصحفيين والمدونين لا علاقة لعدد منهم ببعضهم البعض، ولم تثبت المحكمة هذه العلاقة بينهم".
ولفتت إلى أن "إجراءات هذه القضية شابتها منذ يومها الأول إلى صدور الحكم اخلالات وتجاوزات لا تكاد تحصى، مثل منع المحامين من الترافع عن بعض المتهمين، أو الادعاء على بعضهم دون دليل مادي أو معنوي".
ووفق وكالة الأنباء التونسية الرسمية، شملت الأحكام الصادرة بالقضية اليوم، السجن 54 عاما لمؤسس شركة "أنستالينغو" سالم الكحيلي، و35 عاما لكل من رئيس الحكومة الأسبق هشام المشيشي، ونجل الغنوشي معاذ الغنوشي.
إضافة إلى السجن 34 عاما لوزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، و28 عاما لمدير شركة "أنستالينغو" هيثم الكحيلي، و27 عاما للصحفية شهرزاد عكاشة، و25 عاما لنجلة الغنوشي سميّة الغنوشي.
و18 عاما ليحي الكحيلي شقيق مؤسس شركة "أنستالينغو"، و15 عاما للقيادي الأمني السابق لزهر لونغو، و13 عاما لكل من الناطق الأسبق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، والقيادي بحزب حركة النهضة السيد الفرجاني.
و12 عاما للمدون سليم الجبالي، 10 أعوام للضابطة السابقة بوزارة الداخلية سامية صبابطي، و8 أعوام للمسؤول الأمني الأسبق توفيق السبعي وزير الاستثمار والتعاون الدولي الأسبق والقيادي بحركة النهضة رياض بالطيب، و6 أعوام للمدون أشرف بربوش، و5 أعوام للصحفية شذى الحاج مبارك.
وتضمنت الأحكام للبعض غرامات مالية كبيرة ومصادر الأملاك والمنع من الترشح للانتخابات لفترات تصل لـ10 سنوات.
فيما حوكم البعض منهم غيابيا باعتبارهم فارين من العدالة ومنهم: شهرزاد عكاشة، وهيثم الكحيلي، وهشام المشيشي، ومعاذ الغنوشي، وسميّة الغنوشي.
يذكر أن المحكمة الابتدائية بمدينة سوسة تولت الفصل بهذه القضية في البداية، قبل أن يقرر قاضي التحقيق أواخر العام الماضي التخلي عنها وإحالتها إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.