لبنان ٢٤:
2025-01-23@15:23:37 GMT

هذا ما تسعى إليه إيران في المنطقة

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

هذا ما تسعى إليه إيران في المنطقة

إسرائيل تدّك غزة وجنوب لبنان بقذائف وصواريخ أميركية الصنع. وحركة "حماس" و"حزب الله" يردّان على الاعتداءات الإسرائيلية بسلاح إيراني. هذا في العلن. أمّا ما يدور من مفاوضات بين واشنطن وطهران فحديث آخر. فهي تتعثّر حينًا، وتسجّل بعض التقدّم أحيانًا أخرى. وما بين التعثّر والتقدّم يواصل الطرفان حربهما غير المباشرة في غزة وفي الجنوب اللبناني، مع فارق يعتبره البعض كبيرًا، وهو أن الولايات المتحدة الأميركية ترفض من حيث المبدأ ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة، وما ترتكبه من مجازر يومية في حق الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال، فيما لا تجد إيران أي حرج في تأييد ما تقوم به كل من "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية من عمليات، وما تنزله "المقاومة الإسلامية" من خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تعطيل الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر، وما تقوم به الحركات الجهادية في العراق ضد القواعد الأميركية.


فقد تصاعدت في الآونة الأخيرة العمليات العسكرية الحوثية المرتبطة بالتجارة البحرية كمًّا ونوعًا منذ إعلان الحركة في 3 أيار 2024، عن دخول عمليات "المرحلة الرابعة" بتوسيع استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط، بما يُشير إلى أن إيران تحاول فرض تصور حول قدرتها وقدرة حلفائها على التأثير في بيئة البحر المتوسط. وهذا يعني بالمفهوم الإيراني لـ "وحدة الساحات" ربط مصالحها في المنطقة بالسيطرة الكاملة أو الجزئية على البحرين الأحمر بواسطة الحوثيين، والبحر الأبيض المتوسط بواسطة "حزب الله". ولا يستبعد المراقبون أن يكون التحذير الذي أطلقه الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله ضد قبرص من ضمن المخطط الذي تسعى إليه ايران.
وقد لا تكون مهمة "هدهد1"، الذي عاد بمسح جوي لمناطق عسكرية وأمنية وموانئ بحرية ومطارات إسرائيلية في مدينة حيفا، بالإضافة إلى مواقع لم يُحددها المقطع ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة في البحر، بعيدة عمّا تهدف إليه إيران من الوصول إلى المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط بشقه الشرقي، الذي يعتبر البوابة الرئيسة لحركة التجارة الإسرائيلية والملاحة البحرية، ويتضمن منشآت إسرائيل الاستراتيجية سواء تلك الموجودة على سواحل البحر مثل ميناء حيفا أو المناطق الصناعية والعسكرية ومنشآت التخزين والطاقة، أو تلك الموجودة في المياه الإقليمية مثل حقل "كاريش" للنفط والغاز الطبيعي.
إن محاولات إيران دفع حلفائها لزيادة نشاطهم في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط لا تتعلق بمجريات الحرب في قطاع غزة فحسب، أو في التصعيد المرافق للحرب في الساحات الثانوية، بقدر ما تسعى إلى خلق تصور عام حول قدرتها على التأثير في مختلف المناطق الاستراتيجية والممرات المائية المحيطة في الشرق الأوسط، مع ما ينطوي ذلك من تداعيات استراتيجية على المصالح الاقتصادية والسياسية للدول الإقليمية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك على حركة الملاحة والتجارة الدولية، خصوصًا أنها أظهرت سابقًا قدرًا لا يستهان به من زعزعة الاستقرار في مضيق هرمز عبر الحرس الثوري الإيراني، وفي البحر الأحمر عبر الحوثيين، وصولاً إلى اختبار قُدرتها وقدرة حلفائها على العمل في البحر الأبيض المتوسط.
مع ذلك، فإن "حزب الله" قد يكون الجهة الوحيدة بين أطراف "وحدة الساحات" القادرة على تهديد المنشآت الإسرائيلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط أو تهديد الملاحة فيه، إلا أن ذلك يترافق مع تداعيات بالغة الخطورة، خصوصًا في رد الفعل الإسرائيلي والأميركي، والذي قد يستدعي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في لبنان، إلى جانب المخاطرة المتمثلة بعمليات اغتيال تطال قادة كبارًا في الحزب أو البنى التحتية الاستراتيجية له، في ضوء الانكشاف الاستخباراتي الواسع للحزب أمام إسرائيل.
إلاّ أن قدرة إيران وحلفائها لا تزال محدودة للعمل والتأثير في البحر الأبيض المتوسط، ويُمكن قراءة الاهتمام الإيراني المتزايد في تلك المنطقة بأنه اختبار لقدرتها وللاستجابة الإقليمية والدولية لتلك التهديدات، خصوصًا أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التمدّد الإيراني المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط فی البحر

إقرأ أيضاً:

مستشار ترامب: أوقفنا حرب غزة.. وسنبعد النفوذ الإيراني من المنطقة

كشف جبرائيل صوما، مستشار رئيس الولايات المتحدة الأمريكي دونالد ترامب، عن أول قرارات الرئيس الأمريكي الجديد، مشيرا إلى أن ترامب سيصدر قرارات بشأن الهجرة غير القانونية.

ابقوا في المكسيك.. ترامب يعلن الحـ.ـرب على المهاجرين غير الشرعيينفي يوم تنصيبه.. ترامب يتحدث عن نجاته من الاغتيال


وأضاف جبرائيل صوما مستشار رئيس الولايات المتحدة الأمريكي دونالد ترامب، في مداخلة هاتفية لبرنامج “الأخبار”، المذاع عبر قناة "تن، مساء اليوم الإثنين، أن دونالد ترامب كان جزءا من مفاوضات الهدنة في غزة، متابعا أن لولى وصول ترامب البيت الأبيض لما كان تم وقف اطلاق النار في قطاع غزة بين الإسرائيليين وحماس.

وتابع جبرائيل صوما مستشار رئيس الولايات المتحدة الأمريكي دونالد ترامب، أن ترامب يريد إبعاد النفوذ الإيراني من المنطقة؛ بهدف حدوث استقرار في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • خبير في الشؤون الأفريقية: مصر تسعى لحماية أمن واستقلال الصومال بعدة وسائل
  • عراقتشي: إيران لن تسعى أبدًا وتحت أي ظرف لإنتاج أو امتلاك أسلحة نووية
  • طنجة المتوسط يعزز مكانته كأكبر ميناء في البحر المتوسط
  • «عالم الشاي».. الذي ينتسب إليه 90% من سكان العالم
  • النائب العام يستدعي مدير شركة البحر الأبيض المتوسط – دبي
  • عبدالعاطي: التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي أمراً حيوياً من أجل استقرار وأمن المنطقة
  • البحر الأحمر تسعى لتنشيط الصناعة.. خطة جديدة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • الجيش الإيراني يجري مناورات قرب حدوده مع العراق
  • لميس الحديدي: ترامب عاد للبيت الأبيض بموقف واضح ضد من أساءوا إليه
  • مستشار ترامب: أوقفنا حرب غزة.. وسنبعد النفوذ الإيراني من المنطقة