هذا ما تسعى إليه إيران في المنطقة
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
إسرائيل تدّك غزة وجنوب لبنان بقذائف وصواريخ أميركية الصنع. وحركة "حماس" و"حزب الله" يردّان على الاعتداءات الإسرائيلية بسلاح إيراني. هذا في العلن. أمّا ما يدور من مفاوضات بين واشنطن وطهران فحديث آخر. فهي تتعثّر حينًا، وتسجّل بعض التقدّم أحيانًا أخرى. وما بين التعثّر والتقدّم يواصل الطرفان حربهما غير المباشرة في غزة وفي الجنوب اللبناني، مع فارق يعتبره البعض كبيرًا، وهو أن الولايات المتحدة الأميركية ترفض من حيث المبدأ ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة، وما ترتكبه من مجازر يومية في حق الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال، فيما لا تجد إيران أي حرج في تأييد ما تقوم به كل من "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية من عمليات، وما تنزله "المقاومة الإسلامية" من خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تعطيل الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر، وما تقوم به الحركات الجهادية في العراق ضد القواعد الأميركية.
فقد تصاعدت في الآونة الأخيرة العمليات العسكرية الحوثية المرتبطة بالتجارة البحرية كمًّا ونوعًا منذ إعلان الحركة في 3 أيار 2024، عن دخول عمليات "المرحلة الرابعة" بتوسيع استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط، بما يُشير إلى أن إيران تحاول فرض تصور حول قدرتها وقدرة حلفائها على التأثير في بيئة البحر المتوسط. وهذا يعني بالمفهوم الإيراني لـ "وحدة الساحات" ربط مصالحها في المنطقة بالسيطرة الكاملة أو الجزئية على البحرين الأحمر بواسطة الحوثيين، والبحر الأبيض المتوسط بواسطة "حزب الله". ولا يستبعد المراقبون أن يكون التحذير الذي أطلقه الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله ضد قبرص من ضمن المخطط الذي تسعى إليه ايران.
وقد لا تكون مهمة "هدهد1"، الذي عاد بمسح جوي لمناطق عسكرية وأمنية وموانئ بحرية ومطارات إسرائيلية في مدينة حيفا، بالإضافة إلى مواقع لم يُحددها المقطع ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة في البحر، بعيدة عمّا تهدف إليه إيران من الوصول إلى المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط بشقه الشرقي، الذي يعتبر البوابة الرئيسة لحركة التجارة الإسرائيلية والملاحة البحرية، ويتضمن منشآت إسرائيل الاستراتيجية سواء تلك الموجودة على سواحل البحر مثل ميناء حيفا أو المناطق الصناعية والعسكرية ومنشآت التخزين والطاقة، أو تلك الموجودة في المياه الإقليمية مثل حقل "كاريش" للنفط والغاز الطبيعي.
إن محاولات إيران دفع حلفائها لزيادة نشاطهم في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط لا تتعلق بمجريات الحرب في قطاع غزة فحسب، أو في التصعيد المرافق للحرب في الساحات الثانوية، بقدر ما تسعى إلى خلق تصور عام حول قدرتها على التأثير في مختلف المناطق الاستراتيجية والممرات المائية المحيطة في الشرق الأوسط، مع ما ينطوي ذلك من تداعيات استراتيجية على المصالح الاقتصادية والسياسية للدول الإقليمية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك على حركة الملاحة والتجارة الدولية، خصوصًا أنها أظهرت سابقًا قدرًا لا يستهان به من زعزعة الاستقرار في مضيق هرمز عبر الحرس الثوري الإيراني، وفي البحر الأحمر عبر الحوثيين، وصولاً إلى اختبار قُدرتها وقدرة حلفائها على العمل في البحر الأبيض المتوسط.
مع ذلك، فإن "حزب الله" قد يكون الجهة الوحيدة بين أطراف "وحدة الساحات" القادرة على تهديد المنشآت الإسرائيلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط أو تهديد الملاحة فيه، إلا أن ذلك يترافق مع تداعيات بالغة الخطورة، خصوصًا في رد الفعل الإسرائيلي والأميركي، والذي قد يستدعي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في لبنان، إلى جانب المخاطرة المتمثلة بعمليات اغتيال تطال قادة كبارًا في الحزب أو البنى التحتية الاستراتيجية له، في ضوء الانكشاف الاستخباراتي الواسع للحزب أمام إسرائيل.
إلاّ أن قدرة إيران وحلفائها لا تزال محدودة للعمل والتأثير في البحر الأبيض المتوسط، ويُمكن قراءة الاهتمام الإيراني المتزايد في تلك المنطقة بأنه اختبار لقدرتها وللاستجابة الإقليمية والدولية لتلك التهديدات، خصوصًا أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التمدّد الإيراني المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط فی البحر
إقرأ أيضاً:
تغييرات في تشكيلة «الأبيض» أمام إيران
معتز الشامي (أبوظبي)
يبدأ منتخبنا الوطني معسكره المغلق بمنطقة جبل علي في دبي مساء اليوم، وذلك لبدء الاستعداد والتحضير لمباراتي إيران وكوريا الشمالية 20 و25 مارس الجاري، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال 2026»، لحساب المجموعة الأولى، التي يحتل فيها «الأبيض» الترتيب الثالث برصيد 10 نقاط، خلف إيران المتصدر «16 نقطة»، وأوزبكستان الوصيف «13 نقطة».
ويملك المنتخب فرصة سانحة لتضييق الفارق مع «المتصدرين»، ومحاولة التقدم في الترتيب، حال تعثر «الأوزبكي»، ونجاح «الأبيض» في الخروج بنتيجة إيجابية خلال مواجهتي إيران وكوريا الشمالية، وتقام المباراة الأولى 20 مارس في طهران، بينما يعود المنتخب للقاء كوريا الشمالية 25 من الشهر نفسه، في استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض.
ويسعى الجهاز الفني بقيادة باولو بينتو لإجراء تغييرات عدة في تشكيلة المنتخب، لاسيما في «مركز الهجوم» و«قلب الدفاع»، بعد تألق العديد من عناصر المنتخب مؤخراً، بينما يملك «الأبيض» أوراقاً رابحة في القائمة التي أعلن عنها المدرب البرتغالي، خاصة بعد انضمام كايو لوكاس ولوان بيريرا هدافي الشارقة، بالإضافة إلى كارلوس بيمنتا قلب دفاع الوحدة، حيث يعد مهاجما الشارقة من أبرز اللاعبين الذين اقتنع بهم الجهاز الفني، بالإضافة إلى المدافع بيمنتا الذي سبق وأن انضم إلى قائمة «الأبيض» في «خليجي 26» بالكويت، ولكنه لم يشارك أساسياً.
ويريد بينتو منح الفرصة للوجوه الجديدة، خاصة في مواجهتي إيران وكوريا الشمالية، رغبة من الجهاز الفني في إيجاد حلول هجومية قادرة على اختراق الدفاعات الإيرانية، ولكن يبقى عامل الانسجام والتجانس بين العناصر الجديدة للمنتخب مع اللاعبين القدامى في التشكيلة الأساسية، هو أكثر ما يحاول الجهاز الفني الوصول إليه.
ولعل ذلك هو سبب تمسك جهاز المنتخب بضرورة بدء التجمع الحالي مبكراً، من دون 14 لاعباً من شباب الأهلي والشارقة والوصل والنصر، بسبب ظروف مشاركة تلك الأندية قارياً وخليجياً، على أن يلتحقوا بالمنتخب الجمعة المقبل.
والهدف من التجمع المبكر تعويد اللاعبين الجدد على أجواء المعسكر، بالإضافة إلى تكثيف التدريبات التكتيكية والبدنية، بما يسهم في زيادة الانسجام والتجانس بينهم وبين بقية عناصر المنتخب، لحين انضمام بقية اللاعبين، واكتمال الصفوف الأسبوع المقبل.
ويمثل وجود كايو لوكاس مع لوان بيريرا، إلى جانب فابيو ليما، ويحيى الغساني، وحارب عبد الله، مع تقدم ميلوني للضغط على المنافسين، ما يمكن وصفه بقوة هجومية جديدة تضيف الكثير من الخطورة على أداء المنتخب.
وتضم قائمة المنتخب خالد عيسى، حمد المقبالي، خالد توحيد، علي خصيف، محمد العطاس، لوكاس بيمنتا، كوامي كويدو، خليفة الحمادي، علاء الدين زهير، زايد سلطان، خالد الظنحاني، ماركوس ميلوني، عبدالله إدريس، يحيى نادر، ماكينزي هانت، عبدالله رمضان، طحنون الزعابي، عصام فايز، يحيى الغساني، حارب عبدالله، فابيو دي ليما، جوناتاس سانتوس، لوان بيرارا، برونو أوليفيرا، كايو لوكاس، سلطان عادل، وكايو كانيدو.