في يومه العالمي.. من يمتلك القمر؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
وضعت العديد من الدول والشركات القمر نصب أعينها، في سابق من أجل البحث عن الموارد الطبيعية، والسيطرة على الفضاء فهل نحن جاهزون لعهد استكشافات القمر.
وصلت إلى الأرض هذا العام صور للعلم الصيني قائما على سطح القمر. وهذه هي المرة الرابعة التي تصل فيها الصين إلى هناك، وهي المرة الأولى في التاريخ التي تصل فيها مهمة استكشاف إلى الجانب البعيد من القمر وتجلب منه عينات إلى الأرض.
وخلال الـ 12 شهرا الماضية، حطت مركبات فضائية هندية وأخرى يابانية على سطح القمر. وفي شهر شباط، أصبحت شركة "أنتويتف مشينز" الأمريكية أول شركة من القطاع الخاص ترسل مركبة على سطح القمر. وهناك شركات أخرى في الطريق.
وفي الوقت نفسه تريد ناسا إرسال البشر مرة أخرى إلى القمر. ويستعد رواد الفضاء في برنامج أرتيميس للهبوط على سطح القمر بحلول عام 2026. وتقول الصين إنها سترسل البشر إلى القمر في عام 2030. وبدل الزيارة القصيرة، تعتزم إقامة قواعد دائمة هناك.
لكن تجدد الصراعات السياسية بين الدول الكبرى على الأرض قد يؤدي إلى تصدير هذا التوتر إلى سطح القمر.
وقال جاستن هولكوم، خبير علوم الأرض في جامعة كانساس: "علاقتنا بالقمر ستشهد تغيرا جذريا في القريب العاجل".
وأضاف، ان "سرعة استكشاف الفضاء فاقت القوانين التي نضعها".
هل يحق لأي دولة أن تملك القمر؟
ينص اتفاق الأمم المتحدة في 1967 على أنه "لا يحق لأي دولة أن تملك القمر". لكن معاهدة تحمل اسما غريبا هو معاهدة الفضاء الخارجي تقول إنه ملك للجميع، وإن أي استكشاف لابد أن يكون في خدمة البشرية، ولمصلحة جميع الأمم.
وعلى الرغم من أن معاهدة الفضاء الخارجي تبدو سلمية وتعاونية، فإن الهدف من ورائها لم يكن التعاون، بل التنافس السياسي، أثناء الحرب الباردة.
فقد أدى التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، بعد الحرب العالمية الثانية، إلى مخاوف من أن يتحول الفضاء إلى ساحة للمعارك العسكرية. فالجزء الأهم من المعاهدة كان من أجل الحيلولة دون إرسال الأسلحة النووية إلى الفضاء. وقد وقعت 100 دولة على تلك المعاهدة، لكن سباق الفضاء الحالي يختلف عن السباق في تلك الفترة.
والاختلاف الأكبر هو أن إرسال مهمات إلى القمر لم يعد يقتصر على الدول، بل إنه أصبح سباقا مفتوحا للشركات في القطاع الخاص أيضا.
ففي كانون الثاني، أعلنت مهمة تجارية أمريكية، من القطاع الخاص، أنها ستأخذ إلى القمر رفات بشرية، وعينات من الحمض النووي، ومشروبات رياضية. لكن تسربا للوقود منعها من الوصول إلى وجهتها المرسومة.
لكنها أثارت نقاشا بشأن نصوص معاهدة الفضاء الخارجي، وكيف يمكن لمثل هذه المهمة أن تكون في خدمة البشرية.
وقالت ميشال هانلون، المحامية المتخصصة في شؤون الفضاء، ومؤسسة منظمة "لجميع البشرية"، التي تعنى بحماية موقع رحلة أبولو على سطح القمر: "بدأنا نرسل أشياء إلى القمر، لمجرد أننا نستطيع فعل ذلك. ليس هناك أي نسق ولا أي سبب منطقي".
وأضافت، انه "أصبح القمر في متناولنا، وبدأنا نفسد فيه".
وعلى الرغم من تزايد البرامج الفضائية في القطاع الخاص، فإن الدول تبقى هي المسيطرة على هذا السباق. ويقول البروفيسور، سعيد مستشار، مدير معهد سياسة وقانون الفضاء، في لندن، إن أي شركة لابد أن تحصل على موافقة دولة للذهاب إلى الفضاء، وهو ما تحدده المعاهدات الدولية.
وهناك أيضا البحث عن المجد بالانضمام إلى نادي نخبة الدولة التي وصلت إلى سطح القمر. فبعد نجاح الهند واليابان في مهماتهما الفضائية، أصبح من حقهما اليوم أن يفتخرا بأنهما أصبحا من رواد الفضاء في العالم.
ويمكن للنجاح في الصناعة الفضائية أن يعطي دفعا لاقتصاديات الدول، عن طريق خلق مناصب عمل في مجال الابتكار، لكن السباق نحو القمر، يمنح جائزة أكبر، هي الموارد الطبيعية.
فعلى الرغم من أن سطح القمر يبدو قاحلا، فإنه يحتوي على معادن، من بينها التربة النادرة، والحديد والتيتانيوم، والهيليوم أيضا، التي تستعمل في صناعة كل شيء من الموصلات الفائقة القدرة إلى التجهيزات الطبية.
وحسب التقديرات فإن قيمة هذه الموارد كلها تترواح ما بين التريليونات إلى الكوادريليونات. وهذا يفسر لماذا ينظر البعض إلى القمر على أنه مكان يمكن الحصول فيه على الأموال الكثيرة. لكن ينبغي التوضيح أن هذا استثمار على الأمد الطويل جدا.
ولا تزال التكنولوجيا، التي تمكن الإنسان من استخراج هذه الموارد الطبيعية بعيدا جدا.
وفي عام 1979، أعلنت اتفاقية دولية أنه لا يحق لأي دولة أو منظمة أن تدعي امتلاك الموارد الطبيعية في القمر. لكن الاتفاقية لم تلق شعبية كبيرة، فلم تنضم إليها إلا 17 دولة فقط، ليس من بينها أي دولة وصلت إلى القمر، بما فيها ذلك الولايات المتحدة.
والواقع أن الولايات المتحدة أصدرت قانونا في 2015 يسمح لمواطنيها وشركاتها باستخراج واستعمال وبيع المواد الفضائية.
وتذكر ميشال هانلون أن هذا القانون أثار سخطا واسعا في المجتمع الدولي. لكن دولا أخرى حذت، تدريجيا، حذو الولايات المتحدة، وأصدرت "قوانين وطنية مشابهة"، من بينها لوكسمبورغ والإمارات، واليابان والهند، والمفاجأة أن المورد المطلوب أكثر هو الماء.
وتقول سارة راسل، أستاذة علوم الكواكب في متحف تاريخ الطبيعة: "عندما درس العلماء الصخور التي جلبها رواد الفضاء في مهمة أبولو، اعتقدوا أنها جافة تماما".
وتضيف: "ثم حدث نوع من الثورة، منذ 10 سنوات، فوجدنا أن فيها أثرا للمياه، داخل بلورات الفوسفات".
وفي قطب القمر يوجد المزيد من احتياطات المياه المجمدة، في حفر محجوبة عن الشمس باستمرار.
ويمكن للزوار أن يستعملونه للشرب. ويمكن استعماله لتوليد الأكسجين. ويمكن لرواد الفضاء أن يستعملوه لصناعة وقود الصواريخ، بفصل الهيدروجين عن الأوكسجين. ويسمح لهم ذلك بالسفر من القمر إلى المريخ، وما بعده.
وتحاول الولايات المتحدة وضع جملة من المبادئ توجه استكشاف واستغلال القمر. وتنص اتفاقيات أرميتيس على أن استخراج واستعمال الموارد على القمر، لابد أن يخضع لمعاهدة الفضاء الخارجي، لكنها تقول إن بعض القواعد الجديد قد تكون مطلوبة.
فقد وقعت أكثر من 40 دولة على هذه الاتفاقيات غير الملزمة. لكن الصين ليست من بين هذه الدول. ويقول البعض إن القوانين الجديدة المتعلقة باستغلال القمر لا ينبغي أن تضعها دولة معينة، بمفردها.
ويقول البروفيسور مستشار إن هذه المبادئ "كان ينبغي أن تضعها الأمم المتحدة، لأنها تمس جميع الدول، لكن الوصول إلى الموارد قد يؤدي إلى صدام جديد.
وعلى الرغم من أن مساحة القمر شاسعة، فإن الحفر التي تحتوي على الجليد هي أهم الموارد المطلوبة هناك. فما الذي سيحدث إذا وقع نظر كل واحد على المكان نفسه، لإقامة قاعدة فيه مستقبلا؟ وإذا أقامت دولة قاعدة لها في مكان معين، ما الذي يمنع دولة أخرى من إقامة قاعدة ملاصقة لها؟
وترى جيل ستيورات، الباحثة في سياسة وقانون الفضاء في مدرسة الاقتصاد في لندن، أن هذا الوضع فيه تشابه مع ما حدث بخصوص القطب الجنوبي". فقد نرى قواعد بحثية مقامة على سطح القمر، مثلما هو الأمر في القارة القطبية الجنوبية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الموارد الطبیعیة على سطح القمر القطاع الخاص الفضاء فی إلى القمر الرغم من أی دولة من بین
إقرأ أيضاً:
مصر والإمارات تكتبان فصلًا جديدًا في تاريخ الفضاء العربي
وجهت وكالة الفضاء المصرية خالص التهاني والتبريكات لقيادات وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وأخص بالتهنئة فريق عمل مركز محمد بن راشد للفضاء تحت قيادة المهندس سالم المري - مدير مركز محمد بن راشد للفضاء- كما أهنئ فريق عمل وكالة الفضاء الإماراتية تحت قيادة أخي العزيز المهندس سالم القبيسي -رئيس وكالة الفضاء الإماراتية - علي نجاح إطلاق القمر الصناعي محمد بن زايد من قاعدة فاندنبرج الجوية في كاليفورنيا، والذي تم تصميمه وتصنيعه بالكامل في دولة الإمارات العربية في مركز محمد بن راشد للفضاء. ويعد قمر محمد بن زايد إضافة نوعية للقدرات الفضائية التي تمتلكها الدول العربية والتي سوف تؤثر بشكل فعال في تنمية الوطن العربي وخدمة أهداف التنمية المستدامة.
ويتزامن إطلاق القمر الصناعي محمد بن زايد مع استكمال البنية التحتية لوكالة الفضاء المصرية وقرب بدء افتتاح وكالة الفضاء الأفريقية بمقرها الدائم في القاهرة، مما يلقي الضوء على الاهتمام البالغ للقيادة السياسية في الوطن العربي وفي القارة الأفريقية، وبالأخص في مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بعلوم وتكنولوجيا الفضاء ودعمها الكامل الذي بات محل أنظار العالم أجمع حيث تقلدت دولة الأمارات رئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في دورتها الخامسة والستون والسادسة والستون ثم تولت مصر رئاسة ذات اللجنة في دورتها الحالية، كما تناوبت كلٍ من مصر والإمارات العربية رئاسة المجموعة العربية للتعاون الفضائي والتي بادرت بتأسيسها دولة الإمارات العربية في عام٢٠١٧ وترأسها مصر حالياً.
وكالة الفضاء المصرية تهنئ الإمارات بنجاح إطلاق القمر الصناعي "محمد بن زايد"وكالة الفضاء المصرية تنظم برنامج التدريب الإفريقي الدورة الرابعةوزير الخارجية: حريصون علي دعم وكالة الفضاء المصرية وتعزيز دورهاوكالة الفضاء المصرية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة بدر بأسيوط
وبإطلاق القمر الصناعي محمد بن زايد يصل عدد الأقمار الصناعية التي تم إطلاقها من الدول العربية ٧٣ قمر صناعي والتي كان أولها القمر الصناعي المصري نايل سات ١٠١ الذي أطلق عام ١٩٩٨.
دقة التصوير العالية والجودة الفائقةوتَكْمُن أهمية القمر الصناعي محمد بن زايد في دقة التصوير العالية والجودة الفائقة للمرئيات الفضائية التي يتيحها، والتي يُمكِن استخدامها في العديد من التطبيقات الحيوية ومنها على سبيل المثال لا الحصر رسم الخرائط والتحليل، مراقبة البيئة، الملاحة، إدارة البنيةالأساسية وجهود الإغاثة من الكوارث الطبيعية وقياس شدتها، والمساعدة في جهود إعادة البناء، وذلك يعتبر إضافة ملموسة لقدرات التصوير داخل الوطن العربي، وبتكامله مع الموجودات المتاحة لدي الدولة المصرية والدول العربية الأخرى يكون هناك شبة اكتفاء ذاتي لمرئيات الأقمار الصناعية التي تدفع عجل التنمية الاقتصادية من خلال الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة لدى الوطن العربي.
وختاماً فإن إطلاق القمر الصناعي محمد بن زايد هو خطوه هامةنحو نوطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية في الوطن العربي، وبتضافر جهودنا جميعاً سوف تكون هذه بداية لنهضة حقيقية في مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء يستعيد بها الوطن العربي دوره الريادي عالمياً في مجال أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
وفي النهاية تتقدم وكالة الفضاء المصرية بخالص التهاني والتبريكات لدولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الإنجاز الرائع وإلى مزيد من التقدم والرقي الذي يعود بالنفع على البشرية جمعاء.