المؤتمر العالمي لمناهضة عنصرية إسرائيل يدعو لمقاطعتها ويحشد لدعم فلسطين
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
تبنّى المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري من أجل فلسطين – الذي استضافته مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا مؤخرًا – إعلانًا بشأن الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والفصل العنصري والإبادة الجماعية.
ودعا المؤتمر، الذي انعقد في الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار، إلى إطلاق حركة عالمية تهدف إلى تفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وحضر المؤتمر، أكثر من 400 مشارك من 32 دولة، وأشرفت على تنظيمه اللجنة التسييرية لمناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وقف دائم لإطلاق الناروصدر عن المؤتمر بيان وقّع عليه ممثلو الدول المشاركة بكافة معتقداتهم الدينية، ومن مختلف الآراء السياسية والأيديولوجية، وتعهدوا جميعًا بالعمل على وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار؛ لإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ورفع الحصار عنه، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وكذلك إنهاء إرهاب المستوطنين.
وجاء في البيان أن هذا المؤتمر العالمي الأول لمناهضة الفصل العنصري من أجل فلسطين بدأ عملية حشد واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم؛ لتصعيد التضامن الفلسطيني، وبناء حركة مناهضة للفصل العنصري.
وحث البيان الشعوب والمنظمات على مستوى العالم على توسيع وتصعيد الإجراءات؛ تضامنًا مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير؛ لإنهاء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري "من النهر إلى البحر".
ويأتي المؤتمر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما خلف نحو 40 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة نحو 80 ألفًا، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.
وأدان المؤتمرون الحكومات التي تصر على دعم النظام الصهيوني الذي يمارس الإبادة الجماعية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك تلك التي تلتزم الصمت.
إنشاء كيانات شعبيةوشن برنامج عمل الحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري ضد إسرائيل ومن أجل فلسطين، الصادر عن المؤتمر، هجومًا لاذعًا على حكومات تلك الدول، وأكد الحاضرون أنهم على يقين من أنها ستُدان بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في أعقاب القرارات الأخيرة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما انتقد البيان الولايات المتحدة التي قال إنها تجاوزت غيرها من الدول لسماحها لإسرائيل باستخدام رصيفها "الإنساني" لشن، ما وصفه البيان، واحدة من أسوأ المذابح ضد الفلسطينيين، ولعرضها قواتها الخاصة "الفتاكة" للمساعدة في ارتكاب جرائم حرب، وبسبب توفيرها.
وتعهد المشاركون في المؤتمر بدعم وتعزيز كل أشكال المقاطعة لإسرائيل، وشجعوا – في برنامج العمل – على إنشاء كيانات شعبية ناشطة في كل بلد؛ لوقف الإبادة الجماعية والإفراج عن السجناء، وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حق العودة إلى وطنهم وإنهاء الاحتلال، والضغط على إسرائيل لدفع تعويضات عن الدمار الهائل والجرائم التي ارتكبتها.
وتوجز الجزيرة نت فيما يلي بعض النقاط الرئيسة التي وردت في برنامج العمل:
وقف تسليح الإبادة الجماعيةدعا البرنامج حركة التضامن العالمية إلى التعبئة من خلال العمل المباشر، والقواعد الشعبية والنقابات من أجل الضغط على الحكومات والبرلمانات والشركات لفرض حظر عسكري على إسرائيل على الفور إزاء ارتكابها الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال المشاركون إن تلك الجهود يجب أن تشمل كذلك ما تقوم به إسرائيل من بيع ونقل للأسلحة والمعدات العسكرية والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، وتدريب قوات الشرطة والأجهزة الأمنية لبعض الدول، والسعي لإيقاف التمويل العسكري الأميركي، وحظر استيراد الأسلحة وبرامج التجسس الإسرائيلية، والمشاريع العسكرية والأمنية المشتركة.
لا تجارة مع الفصل العنصرييدعم المؤتمر الدعوات الفلسطينية للحملة الدولية التي تقف وراءها حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات والتجارة مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (بي دي إس).
وأيد فرض حظر دولي على تزويد إسرائيل بالطاقة، ووقف جميع صادرات الفحم والغاز والنفط إلى دولة الفصل العنصري.
ودعا أيضًا للضغط على البرلمانات والحكومات لرفض التشريعات المناهضة لمقاطعة إسرائيل، وتشجيع إصدار تشريعات مؤيدة لمقاطعتها.
مقاطعة رياضية وثقافيةجاء في بيان المؤتمر أن إسرائيل تستخدم مشاركتها في الفعاليات الرياضية الدولية والتبادلات الثقافية أدوات للتطبيع. ولفت إلى أنه كان للمقاطعة الرياضية والثقافية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تأثير نفسي قوي، وعلى العلاقات العامة لنظامها العنصري الذي كان سائدًا قبل تولي السود مقاليد الأمور في دولتهم. ويطلق الفلسطينيون نفس الدعوة ضد التطبيع وعزل إسرائيل العنصرية.
وقال المؤتمرون، في بيانهم، إنه من غير المعقول أن تظل إسرائيل قادرة على المشاركة في الأحداث الرياضية العالمية، مثل: الألعاب الأولمبية، وكأس العالم لكرة القدم، وغيرها من المسابقات الدولية.
وطالبوا بتعليق عضوية إسرائيل وحرمانها من المشاركة في البطولات والألعاب الدولية، بما في ذلك اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حتى تنهي انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، ولا سيما حكمها العنصري وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة.
وقف تدمير دور العلمدعا المؤتمر حركة التضامن إلى دعم المقاطعة الشاملة والمتسقة لجميع المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل، وما يستوجبه ذلك من الامتناع عن التعاون في المجالات الأكاديمية والثقافية، أو في المشاريع المشتركة.
وأشار البيان إلى أن دولة الاحتلال ما تزال تواصل تعمدها استهداف نظام التعليم الفلسطيني، واصفًا ما يحدث بأنه إبادة منهجية متعمدة حيث تعتقل وتقتل أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس، وتدمر البنية التحتية التعليمية، مما حال دون حصول 625 ألف طالب مدرسي، و90 ألف طالب جامعي على التعليم. كما قتلت 8600 طالب، و497 معلمًا وإداريًا، و98 أستاذًا جامعيًا، و4 رؤساء جامعات، والعديد منهم مع عائلاتهم.
وضع حدّ للإبادة الجماعية الإنجابيةمنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تزايدت بشكل كبير الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في غزة، من خلال العنف المنهجي، والاستهداف المتعمد للنساء والأطفال، وفق البيان الذي أضاف أن حالات الاعتقال التعسفي والقتل خارج نطاق القضاء للأطفال في الضفة الغربية قد ارتفعت هي الأخرى.
وفي هذا الصدد، أوصى البيان بتعزيز الحقوق الأساسية للفلسطينيين في الاستقلال الجسدي والسلامة والعدالة الإنجابية من خلال نشر المواد التي توضح مفهوم الإبادة الجماعية الإنجابية، وتأثيرها المدمر. ودعا، كذلك، إلى التعاون مع دعاة العدالة الإنجابية على مستوى العالم من خلال المسيرات والاحتجاجات والمظاهرات العامة؛ للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإنهاء العنف في غزة.
إبادة البيئة الطبيعيةاتهم البيان محاولات الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، منذ تأسيسه، "تبييض" جرائم النكبة من خلال زراعة غابات غير أصلية في البلدات الفلسطينية المهجورة والمدمرة، وإتلاف النظم البيئية المحلية، واقتلاع أشجار الزيتون القديمة، وسرقة المياه من طبقات المياه الجوفية الفلسطينية، وغير ذلك كثير.
وغمرت القوات الإسرائيلية مؤخرًا أنفاق غزة بمياه البحر، مما يعرض إمدادات المياه في القطاع للخطر لأجيال قادمة. وكان للهجوم العسكري الإسرائيلي آثار هائلة على النظم البيئية، والتنوع البيولوجي.
وشدّد المؤتمرون على التزامهم بإبلاغ منظمات العدالة المناخية ونشطاء البيئة بحجم "الإبادة" التي تعرضت لها النظم البيئية. وكشفوا عن أن إسرائيل أسقطت 85 ألف طن من المتفجرات – أي ما يعادل قوة 3 قنابل نووية – على منطقة مكتظة بالسكان تبلغ مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا.
وحمَّلوا إسرائيل وحلفاءها – الذين يزوّدونها بالغطاء الدبلوماسي والأسلحة- مسؤولية ضمان استعادة بيئة غزة، ومواردها المائية، وإزالة الأنقاض والمواد الخطرة التي لُوثت بها غزة.
الرواية الفلسطينية في مواجهة آلة الدعاية الصهيونيةدعا المؤتمر إلى تنفيذ حملات تثقيفية وعامة في وسائل الإعلام الرئيسية والبديلة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تقوية الإعلام الفلسطيني ليكون قادرًا على مواجهة ما يسمى بالعبرية (الهاسبارا)، وتعني الدعاية الإسرائيلية.
وفي سبيل ذلك، يتطلب الأمر وصف إسرائيل، على الدوام، بأنها دولة عنصرية يحكمها نظام فصل عنصري استعماري واستيطاني يتبنى التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني. ولا بدّ، أيضًا، من فضح الممارسات الإسرائيلية غير القانونية، ودعم المبادرات القانونية والدبلوماسية الرامية لمحاسبة إسرائيل بموجب القانون الدولي.
دعم الأسرى الفلسطينيين وأسرهملا تزال إسرائيل تمارس أبشع الجرائم في حق السجناء الفلسطينيين، إذ تُعد السجون الإسرائيلية – وفق البيان- بؤرًا للتعذيب الجسدي والنفسي والعاطفي لا يسلم منه الأطفال والمسنون.
ومن أجل ذلك، يدعو البيان إلى إنشاء صندوق فلسطيني للدفاع القانوني عن السجناء وأسرهم، واعتماد "مبادئ نيلسون مانديلا" التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، والمتضمنة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء وإدارة المؤسسات العقابية.
حشد المجتمعات الدينيةغالبًا ما يساء استخدام الدين مسوغًا وأداة للقمع، كما كان الحال في نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكما هو عليه الآن مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، مما يلقي مسؤولية خاصة على عاتق المجتمعات الدينية للرد على مثل هذه التصرفات.
ويقترح البيان أن يتولى أتباع الديانات المختلفة، في إطار الحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري من أجل فلسطين، تشكيل فريق عمل مشترك للتنسيق فيما بينهم لمواجهة هذه الظاهرة. وتتضمن هذه الإجراءات أيضًا، العمل على دحض الفكرة القائلة إن الصهيونية واليهودية مترادفان، وإن انتقاد إسرائيل هو معاداة للسامية.
ويتعيّن، في هذا الخصوص، بناء علاقات بين الطوائف الدينية المختلفة لتطوير حركة عالمية مناهضة للصهيونية والفصل العنصري، ومناصرة فلسطين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لمناهضة الفصل العنصری نظام الفصل العنصری الإبادة الجماعیة فی جنوب أفریقیا والفصل العنصری من أجل فلسطین من خلال
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في التاريخ.. أكثر من نصف الديمقراطيين في أمريكا يؤيدون فلسطين ضد إسرائيل
أظهرت أحدث استطلاعات مؤسسة "غالوب - Gallup" المتخصصة في التحليل والاستشارات، أن نسبة الأمريكيين الذين يتعاطفون مع الاحتلال الإسرائيلي انخفضت إلى 46 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ 25 عامًا، بينما ارتفعت نسبة التعاطف مع الفلسطينيين إلى 33 بالمئة، بزيادة قدرها 6 نقاط مقارنة بالعام الماضي.
وتظهر النتائج انقساما حزبيا واضحا، إذ يميل الجمهوريون إلى دعم الإسرائيليين بنسبة تصل إلى 83 بالمئة مقارنةً بـ33 بالمئة فقط لدى الديمقراطيين، بينما يؤيد الديمقراطيون الفلسطينيين بنسبة تفوق الدعم للإسرائيليين بحوالي ثلاثة إلى واحد.
وكان دعم الديمقراطيين للفلسطينيين قد ازداد تدريجيًا منذ عام 2022، ليصل إلى نصيب الأغلبية لأول مرة بين هذه الفئة، فيما لا تزال آراء المستقلين قريبة من المتوسط الوطني.
رقم غير مسبوق
يتبع تعاطف الحزبيين الأمريكيين مع وضع الشرق الأوسط نمطًا مشابهًا لتقييماتهم الإيجابية لكل من الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، أي أن الجمهوريين يتعاطفون بشكل عام مع الإسرائيليين بنسبة تصل إلى 75 بالمئة على الفلسطينيين بنسبة 10 بالمئة فقط، بينما يتعاطف الديمقراطيون مع الفلسطينيين على الإسرائيليين بنسبة تقارب 3 إلى 1 (59 بالمئة مقابل 21 بالمئة) وتتشابه تعاطفات الشخصيات المستقلة.
ودعم الجمهوريون والمستقلون "إسرائيل" باستمرار منذ عام 2001، رغم أن دعم المستقلين للإسرائيليين الآن عند أدنى مستوياته في استطلاعات الشؤون العالمية بانخفاض نقطة واحدة.
وكان الديمقراطيون يؤيدون الإسرائيليين حتى عام 2022، حيث كانت نسب التعاطف متساوية تقريبا، لكنهم أصبحوا منذ ذلك الحين يدعمون الفلسطينيين.
وفي البداية، بدا أن انخفاض تعاطف الديمقراطيين مع الإسرائيليين نتيجة لرفضهم للقيادة اليمينية تحت راية رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، إلا أنه انخفض أكثر خلال العامين الماضيين.
وفي شباط/ فبراير 2023 (حتى قبل حرب الإبادة)، انخفض تعاطف الديمقراطيين مع الإسرائيليين إلى 38 بالمئة، بينما ارتفع تعاطفهم مع الفلسطينيين بمقدار 11 نقطة ليصل إلى 49 بالمئة، مما يمثل المرة الأولى التي يتفوق فيها التعاطف مع الفلسطينيين بين هذه الفئة.
وبعد ثمانية أشهر، ومع بدء عملية طوفان الأقصى والإبادة الجماعية ضد قطاع غظة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انخفض تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين بمقدار 6 نقاط في شباط/ فبراير 2024.
وبعد عام، ومع استمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ارتفع تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين بمقدار 16 نقطة، مما يمثل المرة الأولى التي يصل فيها التعاطف إلى مستوى الأغلبية (50 بالمئة).
ومن الجهات الداعمة للقضية الفلسطينية في الحزب الديموقراطي كانت "الفرقة - The Squad"، وهي تحالف غير رسمي تقدمي ويساري في مجلس النواب، وتشكل جزءًا من الكتلة الديمقراطية، جميع أعضائها أعضاء في الكتلة التقدمية في الكونغرس.
تألفت الفرقة في البداية من أربعة أعضاء انتُخبوا في انتخابات مجلس النواب الأمريكي لعام 2018 وهن: ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، ورشيدة طليب.
وتوسعت الفرقة إلى ستة أعضاء بعد انتخابات مجلس النواب الأمريكي لعام 2020، بانضمام جمال بومان، ووكوري بوش، ومن ثم نمت إلى تسعة أعضاء مع انضمام جريج كاسار، وسمر لي، وديليا راميريز.
بعد انتخابات عام 2024 وسيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب والشيوخ وحتى الرئاسة، انخفض عدد المجموعة إلى سبعة أعضاء، حيث هُزم بومان وبوش في الانتخابات التمهيدية وغادرا في بداية الكونغرس 119.
وتوصف الفرقة بأنها تُمثل مناصرة السياسات التقدمية التي تدعمها شريحة واسعة من جيل الشباب السياسي، مثل الرعاية الصحية للجميع، والصفقة الخضراء الجديدة، والجامعات المجانية، والتي قد لا تدعمها قيادة الحزب.
وأطلقت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز اسم "الفرقة" في منشور على إنستغرام بعد أسبوع من انتخابات 2018، وانتشرت الصورة، التي التُقطت في فعالية VoteRunLead حيث تحدث الأعضاء المؤسسون الأربعة، على نطاق واسع، ومنذ ذلك الحين، اعتمدت المجموعة هذا الاسم رسميًا من خلال إطلاق "صندوق انتصار الفرقة"، وهي لجنة عمل سياسي.
View this post on Instagram A post shared by Alexandria Ocasio-Cortez (@aoc)
أغلبية الديمقراطيين والمستقلين
أكد استطلاع "غالوب" أنه نظرا لتعاطفهم مع الفلسطينيين، يُستنتج أن الديمقراطيين يؤيدون أيضًا قيام دولة فلسطينية مستقلة بشكل عام، وحوالي ثلاثة أرباع الديمقراطيين، وتحديدا 76 بالمئة منه يؤيدون هذه الدولة، مقارنةً بـ 53 بالمئة من المستقلين، وهي حالة غالبية لدى كلا الجهتين.
ويؤيد 41 بالمئة فقط من الجمهوريين قيام دولة فلسطينية، بينما يعارضها 49 بالمئة.
ويشهد دعم الديمقراطيين للدولة الفلسطينية اتجاهًا تصاعديًا منذ عام 2021، بينما ظل دعم المستقلين ثابتًا نسبيًا خلال الفترة نفسها، وقد ارتفع دعم الجمهوريين بمقدار 15 نقطة مئوية بعد انخفاض حاد في العام الماضي.
ويعد بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ، من أبرز السياسيين المستقلين الذين يُعبِّرون عن دعمهم للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وهو الذي يُعرف بمواقفه التقدمية ودفاعه عن حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين.
وفي أيلول/ سبتمبر 2024، دعا ساندرز إلى وقف ما وصفه بالتواطؤ بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في الحرب على الشعب الفلسطيني.
وأكد أن "المذبحة في غزة تُنفذ بمعدات عسكرية أميركية"، مستنكرا أن تتواطأ بلاده في هذه الكارثة الإنسانية، وأشار إلى أن "إسرائيل تستخدم الأسلحة الأميركية بشكل ينتهك القانون الدولي في غزة".
ويُذكر أن أنغوس كينغ، عضو مجلس الشيوخ المستقل، يتبنى مواقف معتدلة تدعم الحريات وحقوق الإنسان، رغم أن صوته حول القضية الفلسطينية ليس بنفس حدة ساندرز.
ويشتهر كينغ بمواقفه المعتدلة والمستقلة التي تدعو إلى تبني حلول دبلوماسية وسطية للصراعات الدولية، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويدعم كينغ حل الدولتين ويؤكد على أهمية الحوار والتفاوض لتحقيق سلام دائم في المنطقة، مع التركيز على حماية حقوق الإنسان والعدالة لجميع الأطراف، داعيا إلى مراجعة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط لتجنب التدخلات العسكرية المفرطة وتعزيز الجهود الدبلوماسية.
فجوة قياسية
وفي استطلاع آخر نشرته مؤسسة "غالوب" في أواخر شباط/ فبراير الماضي، حطّم الفارق البالغ 50 نقطة بين إيجابية الجمهوريين والديمقراطيين تجاه "إسرائيل" الرقم القياسي السابق البالغ 30 نقطة والذي سُجِّل العام الماضي.
ويعود ذلك أساسًا إلى انخفاض قدره 14 نقطة في تقييم الديمقراطيين الإيجابي تجاه "إسرائيل"، كما أن الفجوة الحالية أكبر بثلاث مرات تقريبًا من متوسط الفارق البالغ 18 نقطة الذي كان قائمًا بين عامي 2001 و2023.
وخلال هذه الفترة، لطالما نظر الجمهوريون إلى "إسرائيل" بإيجابية أكبر من نظرائهم الديمقراطيين.
ويُرجَّح أن تعكس هذه الفجوة الحزبية الآخذة في الاتساع معارضة الديمقراطيين لأفعال "إسرائيل" في الحرب ضد قطاع غزة، وقد يكون ذلك أيضًا رد فعل على دعم ترامب القوي للاحتلال.
وظهر هذا الدعم غير المسبوق بوضوح في لقائه برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في وقت سابق من الشهر الماضي، والذي تضم الكشف عن أول مرة لمخطط أمريكي للسيطرة على غزة وتهجير سكانها.
وتدهورت آراء المستقلين السياسيين تجاه "إسرائيل" أيضا بشكل ملحوظ منذ بدء حرب الإبادة في 2023، ويُمثل هذا العام المرة الأولى التي تحظى فيها أي مجموعة حزبية بتقييمات سلبية على مستوى الأغلبية تجاه "إسرائيل"، حيث أعرب 60 بالمئة من الديمقراطيين عن هذا الرأي.
وأعرب أيضا 44 بالمئة من السياسيين المستقلين عن رأي سلبي تجاه "إسرائيل".
وأدى تراجع آراء الديمقراطيين والمستقلين تجاه "إسرائيل" إلى انخفاض نسبة تأييدها بين جميع الأمريكيين إلى ٥٤ بالمئة، وهو أدنى معدل لها منذ كانون الثاني يناير من عام 2000، عندما كانت 54 بالمئة.
وكانت آخر مرة تراجعت فيها آراء الأمريكيين تجاه إسرائيل بنسبة ٤٨ مؤيدة في شباط/ فبراير 1992، وكان أدنى مستوى على الإطلاق 45 بالمئة مؤيدة مقابل مثلها معارضة، وذلك في عام 1989.