الخليج الجديد:
2024-09-05@15:39:48 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

عن أوهام التفاؤل الأميركي

المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً.

إما أن بلينكن يروج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا.

سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً رغم قوافل الشهداء والدمار والجوع والعطش والمرض والمأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

عن أي اندماج إسرائيلي يتحدث الأميركي؟ هذا أمر خطير لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد تكهنات وآمال، متحدثا عن دول عربية وكثرتها.

يتحدث بلينكن كأن موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى مصالحة يتحدث عنها واندماج في المنطقة كأن حرباً لا تجري، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد.

تفاؤل أميركي كأن مقدساتنا لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام.

* * *

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، يدعو إلى الحيرة والاستغراب، والريبة بالخصوص. فقد أكد أن هناك "فرصة استثنائية في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة، مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها"، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، من دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".

كلام خطير كأنه يحيل على عوالم غامضة لا نعرفها، كأنه يتحدث عن عالم موازٍ لعالمنا، فيه فلسطين أخرى، وإسرائيل أخرى، وعرب آخرون.

يتحدث المسؤول الأميركي وكأن هناك موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى هذه المصالحة التي يتحدث عنها، الاندماج في المنطقة، كأن حرباً لا تجري الآن، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد، كأن مقدسات لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام، بأي طريقة كانت.

عن أي اندماج لإسرائيل يتحدث الوزير الأميركي؟ هذا أمر خطير، لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد رغبات أو تكهنات أو آمال، وهو يتحدث عن دول عربية ويُلمح إلى كثرتها، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون بصدد ترويج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا، كما حدث دائماً في الواقع.

ولكن إن صح هذا فسيكون إيذاناً بنيران ستشتعل في أكثر من مكان في الوطن العربي، فالشعوب على فوّهة بركان، تغلي من القهر والعجز إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولعل هذا، إن حدث لا قدر الله، سيخرجها من صمتها العاجز، وقد يحررها ويدفعها أخيراً إلى التعبير عن شعارها الأبدي "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

في الأثناء، نحمد الله أن المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط في تضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وهو ما يعني أن سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً، رغم قوافل الشهداء، ورغم الدمار المتواصل، رغم الجوع والعطش والمرض، رغم كل المأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بلينكن التطبيع اندماج إسرائيل فلسطين غزة سقف المقاومة التفاؤل الأميركي الإبادة الجماعية الوقف الكامل للعدوان التفاؤل الأمیرکی فی المنطقة یتحدث عن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتحدث عن فشل تحرير الأسرى الستة.. ويتمسك بـفيلادلفيا

اعترف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، بالفشل في عملية تحرير الأسرى الستة أمس، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال إعادة جثامينهم من أحد الأنفاق الموجودة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وجدد نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، تمسكه بإبقاء الجيش الإسرائيلي على الحدود الفلسطينية المصرية، أو ما تعرف بـ"محور فيلادلفيا"، مشددا على أن "الحرب الحالية هي مصيرية، والعدو يريد تدميرنا جميعا دون استثناء".

وتابع قائلا: "قلبي ينفطر وأنا أتحدث هاتفيا مع عائلات المختطفين الستة القتلى"، مضيفا أننا "كنا قريبين من تحرير المختطفين الستة، لكننا لم ننجح في تحريرهم".

وتوعد نتنياهو بأن تدفع حركة حماس "ثمنا باهظا"، فيما شدد على أن الخروج من "محور فيلادلفيا كان بمثابة فتح الطريق لدخول الأسلحة وغيرها لحماس (..)، فالمحور هو أنبوب الأكسجين لحماس ويجب قطعه".

وأردف قائلا: "خروجنا من المحور جعل غزة مصدر تهديد كبير لنا"، مشيرا إلى أنه خاض ثلاثة حروب للقضاء على الكثير من "الأعداء"، لكنه لم يحظ بدعم دولي لإعادة احتلال غزة.



وانتقد خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون، قائلا: "عندما قرر مغادرة قطاع غزة، لم أوافق أبدا على إخلاء محور فيلادلفيا"، مدعيا أنه "عندما دخلن إلى المحور شعرنا بتغيير لصالحنا في الوضع العسكري".

وشرح نتنياهو أهمية "محور فيلادلفيا" عبر عرض خرائط له في المؤتمر الصحفي، مشيرا إلى أن دخول المحور أجبر حماس على تغيير موقفها في المفاوضات.

ورفض المطالبات التي تنادي بالخروج من المحور لمدة 42 يوما، مؤكدا أنني "أقول إذا فعلنا ذلك فلن نعود إليه ولو بعد 42 سنة (..)، وموقفنا ثابت بشأن المحور ولن يتغير، ولن أبدي أي مرونة في أمور حساسة ومحورية تتعلق بأمننا".

وتابع بقوله: "أنا حريص على إنجاز اتفاق، لكن لم نر أي إيجابية من حماس باتجاه إبرام الصفقة"، مستدركا: "أي مرونة نبديها تحت الضغط الحالي ستكون بمثابة إذعان لإرهاب حماس".

وزعم نتنياهو أنه اقترب كثيرا من القضاء على حماس، وبعد مقتل الأسرى الستة لن يقبل بتقديم تنازلات، معربا عن استيائه من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلا: "لا أصدق أن الرئيس بايدن قال اليوم ما نقل عنه".

مقالات مشابهة

  • بوتين ينتقد الموقف الأميركي غير المحايد تجاه فلسطين
  • لوان بيريرا: «دعوة إلى التفاؤل» في الشارقة
  • رئيس بيراميدز يتحدث عن الفوز بكأس مصر
  • لابورتا يتحدث عن رحيل جوندوجان وكانسيلو وفيليكس
  • بيرجوين يتحدث عن الساعات الأخيرة في مفاوضاته مع الاتحاد
  • الحوثي يتحدث عن المهمة الرئيسية لايزنهاور
  • نتنياهو يتحدث عن فشل تحرير الأسرى الستة.. ويتمسك بـفيلادلفيا
  • صفقة الأسرى.. بايدن ينتقد نتنياهو وسط صدمة تل أبيب وارتياح حماس
  • ترامب يتحدث عن حقه في انتخابات 2020
  • ليفاندوفسكي يتحدث عن الفارق بين تشافي وفليك