الخليج الجديد:
2024-11-19@00:40:49 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

عن أوهام التفاؤل الأميركي

المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً.

إما أن بلينكن يروج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا.

سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً رغم قوافل الشهداء والدمار والجوع والعطش والمرض والمأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

عن أي اندماج إسرائيلي يتحدث الأميركي؟ هذا أمر خطير لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد تكهنات وآمال، متحدثا عن دول عربية وكثرتها.

يتحدث بلينكن كأن موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى مصالحة يتحدث عنها واندماج في المنطقة كأن حرباً لا تجري، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد.

تفاؤل أميركي كأن مقدساتنا لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام.

* * *

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، يدعو إلى الحيرة والاستغراب، والريبة بالخصوص. فقد أكد أن هناك "فرصة استثنائية في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة، مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها"، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، من دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".

كلام خطير كأنه يحيل على عوالم غامضة لا نعرفها، كأنه يتحدث عن عالم موازٍ لعالمنا، فيه فلسطين أخرى، وإسرائيل أخرى، وعرب آخرون.

يتحدث المسؤول الأميركي وكأن هناك موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى هذه المصالحة التي يتحدث عنها، الاندماج في المنطقة، كأن حرباً لا تجري الآن، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد، كأن مقدسات لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام، بأي طريقة كانت.

عن أي اندماج لإسرائيل يتحدث الوزير الأميركي؟ هذا أمر خطير، لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد رغبات أو تكهنات أو آمال، وهو يتحدث عن دول عربية ويُلمح إلى كثرتها، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون بصدد ترويج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا، كما حدث دائماً في الواقع.

ولكن إن صح هذا فسيكون إيذاناً بنيران ستشتعل في أكثر من مكان في الوطن العربي، فالشعوب على فوّهة بركان، تغلي من القهر والعجز إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولعل هذا، إن حدث لا قدر الله، سيخرجها من صمتها العاجز، وقد يحررها ويدفعها أخيراً إلى التعبير عن شعارها الأبدي "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

في الأثناء، نحمد الله أن المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط في تضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وهو ما يعني أن سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً، رغم قوافل الشهداء، ورغم الدمار المتواصل، رغم الجوع والعطش والمرض، رغم كل المأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بلينكن التطبيع اندماج إسرائيل فلسطين غزة سقف المقاومة التفاؤل الأميركي الإبادة الجماعية الوقف الكامل للعدوان التفاؤل الأمیرکی فی المنطقة یتحدث عن

إقرأ أيضاً:

رونالدو يتحدث عن موعد اعتزاله.. فمتى؟

شمسان بوست / متابعات:

قال قائد فريق النصر السعودي كريستيانو رونالدو: إن موعد اعتزاله لعب كرة القدم بشكل نهائي قد يكون خلال عام أو عامين، وذلك بعدما حقق العديد من الإنجازات طوال مسيرته الكروية.

وقدم النجم البرتغالي أداء مميزا في مباراة فوز البرتغال على بولندا بنتيجة 5-1 أمس الجمعة، بدوري الأمم الأوربية، إذ سجل هدفين أحدهما من مقصية وصفها الجمهور بالمذهلة.

وقال رونالدو في تصريحات إعلامية عقب مباراة أمس، إن الدافع هو الذي سيحدد ما إذا كان سيعتزل أم لا.
وأوضح رونالدو: “التخطيط للاعتزال إذا كان يجب أن يحدث فقد يكون خلال عام أو عامين، لا أعلم سأبلغ الأربعين قريبا أريد حقا أن أستمتع وطالما شعرت بالدافع سأستمر في اليوم الذي لا أشعر فيه بالدافع سأعتزل”.

وأصبح رونالدو أكثر اللاعبين تحقيقا للفوز في المباريات الدولية برصيد 132 فوزا ويليه سيرجيو راموس قائد منتخب إسبانيا السابق برصيد 131 فوزا.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث عن تفاصيل قرار اغتيال حسن نصر الله
  • نتنياهو يتحدث عن ضرب جزء من برنامج إيران النووي
  • تقرير لـThe Hill يتحدث عن تحرير لبنان.. هذا ما كشفه
  • البابا يتحدث عن إبادة جماعية في غزة للمرة الأولى
  • الصرامي يتحدث عن أداء اللاعبين السابقين والحاليين
  • عبدالمنعم: إسرائيل لجأت إلى تجنيد الحريديم نتيجة خسائرها الكبيرة في غزة ولبنان
  • والي شمال دارفور: الإعلام المضلل يتحدث عن سقوط المدينة لكنها لن تسقط
  • راصد جوي يتحدث عن تأثر غزة بالمنخفض الجوي
  • رونالدو يتحدث عن موعد اعتزاله.. فمتى؟
  • عاجلٌ جداً.. هجمات كل ساعتين في لبنان وهذا ما قررته إسرائيل!