ثلاثة أهداف رئيسيّة لتصعيد المحور من اليمن والعراق ولبنان
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": لم يكن التصعيد من جبهة اليمن وحسب، بل كان لافتاً بحسب مصادر متابعة استهداف قاعدة "عين الأسد" الأميركية في محافظة الأنبار غربي العراق بواسطة طائرتين مسيرتين يوم الأربعاء الماضي، مشيرة الى أن عودة العمل العسكري لفصائل المقاومة في العراق، يشكل رسالة إيرانية واضحة الى الاميركيين.
يعد الهجوم على قاعدة "عين الأسد" الهجوم الأول منذ أشهر على القوات الأميركية في العراق، بعد توقف الهجمات في شهر شباط الماضي، إثر الهجوم الكبير الذي تسبب بمقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، وهذا أيضاً بحسب المصادر رسالة بالغة الاهمية من المحور لمن يعنيهم الامر في أميركا واسرائيل على أبواب زيارة نتانياهو الى أميركا، ووضع الحزب الديموقراطي الصعب في الانتخابات الرئاسية، واحتمال نجاح نتانياهو بتمديد الحرب حتى العام المقبل.
بحسب المصادر فإنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال فصل تصعيد فصائل المقاومة في المنطقة، عن ذلك التصعيد الذي تقوم به إسرائيل في المرحلة الراهنة، وتهرّب نتانياهو من مفاوضات وقف الحرب، خصوصاً أن الجميع يترقب نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث القلق من إمكانية أن يبادر إلى خطوة تصعيدية بعد هذه الزيارة، خصوصاً إذا حصل على غطاء أميركي لذلك، أو حتى على شبه موافقة أميركية على تصعيد ما في لبنان.
من حيث المبدأ، الأنظار تتجه بشكل أساسي إلى جبهة جنوب لبنان، حيث التقديرات بأن أي تصعيد إسرائيلي كبير من المفترض أن يكون على هذه الجبهة، وهو ما يدفع تلك الفصائل إلى تصعيد يسبق هذه الزيارة، بهدف إرسال مجموعة من الرسائل إلى "تل أبيب"، تبدأ من تأكيد حزب الله الإستعداد لكافة الإحتمالات، ولا تنتهي عند تصعيد فصائل أخرى، بهدف التشديد على أنها لن تبقى على الحياد، بل تشمل أيضاً الرسائل العالية السقف التي تبعث بها طهران.
وترى المصادر أن نتانياهو سيستمر في حركة التفاوض القائمة اليوم لوقف اطلاق النار في غزة، ولكنه سيسعى الى تضييع الوقت خلال الأيام المقبلة التي تفصله عن زيارة اميركا، وبالتالي فإن المحور قرر التصعيد لاجل ثلاثة أهداف:
- الأول: وضع المزيد من الضغوط على الاسرائيليين لدفعهم للقبول بشروط الفلسطينيين على طاولة التفاوض، خاصة أن أطراف المحور تعتبر أن الوضع الاسرائيلي الداخلي بات صعباً للغاية، وأن المزيد من الضغوط قد يؤدي الى نتيجة.
- الثاني : رسالة الى الاميركيين بأن منح نتانياهو ما يُريد سيعني تهديد مصالحهم وتوسع الحرب.
- الثالث : أن المحور سيتحرك بكامله بحال قرر الاسرائيليون شنّ حرب على لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الحرب في لبنان .. تصعيد إسرائيلي رغم جهود التهدئة الأميركية
تصعيد غير مسبوق شهدته الضاحية الجنوبية لبيروت خلال اليومين الماضيين، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ أكثر من ثلاثين غارة على مواقع لحزب الله في المنطقة.
الغارات أسفرت عن تدمير عدد من المباني السكنية، وذلك لاشتباه الجيش الإسرائيلي بوجود مخازنِ سلاحٍ ومقارَ تابعةٍ لحزب الله تحتها، فيما تضرر العشرات في المنطقة التي تعتبر المعقل الرئيس لتنظيم حزب الله، يأتي ذلك في وقت أعلن خلاله الجيش الإسرائيلي استمرار التحرك البري في جنوب لبنان.
هذا التصعيد أثار العديد من الاسئلة حول أسباب استمرار القصف الإسرائيلي بالتزامن مع بوادرِ حلٍّ سياسي يلوح في الأفق، وكيف تنظر واشنطن للمشهد الحالي في لبنان؟
ميتشل باراك المستشار السياسي والخبير في استطلاعات رأي من القدس قال لقناة الحرة إن هناك مفاوضات تجري، بعضها عبر الولايات المتحدة وهناك خطط على الطاولة لوقف اطلاق النار، لكن بينما يتم الحديث على هذه الجهود، أطلق حزب الله خلال هذه الفترة أكثر من 200 صاروخ سقطت بعضها في إسرائيل وأسفرت عن مقتل عدد من المدنيين.
وأضاف باراك أن إسرائيل سوف لن تكون مهتمة بوقف اطلاق النار "عندما يكون الطرف الآخر مستمر في هجماته الصاروخية" موضحا أن التهدئة مرهونة بالقضاء على قدرات حزب الله.
جيفري أرونسون خبير سياسي واستراتيجي ومديرسابق لمؤسسة السلام في الشرق الأوسط من واشنطن ذكر من جهته لقناة الحرة أن هناك تعقيدات في الرؤية الأميركية خلال هذه الفترة مع قرب مغادرة إدارة بايدن، وتسنم ترامب المنصب في يناير المقبل.
هذه الفترة الانتقالية، يقول أرونسون، تحجم من قدرات أي مسؤول أميركي لفرض سلطة ونفوذ الولايات المتحدة على أطراف النزاع في الشرق الأوسط، متوقعا استمرار "ديناميكية الحرب" بين إسرائيل ولبنان لفترة من الوقت.
الحرب تكبّد لبنان 8.5 مليار دولار.. التداعيات وفرص التعويض أدت الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل إلى تفاقم الأزمات في لبنان، إذ زادت الضغوط على الاقتصاد المتدهور منذ سنوات، مما أثر سلبا على مختلف القطاعات الحيوية، وأدى إلى تعميق المعاناة الاجتماعية.وذكرت صحيفة واشنطن بوست، الأربعاء، أن مساعدا مقربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قال للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، هذا الأسبوع، إن إسرائيل تسارع إلى المضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين إن الهدف من السعي الإسرائيلي هو "تحقيق فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب".
يذكر أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، زار ترامب في فلوريدا في جولته الأميركية الأخيرة، قبل التوجه إلى البيت الأبيض للقاء مسؤولين في إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، بشأن الملف اللبناني.
وللضاحية الجنوبية في بيروت أهميةٌ خاصة بالنسبة لحزب الله، حيث كانت قبل الحرب المعقلَ الرئيسي له، إذ كانت تلك المنطقة الصغيرة البالغُ حجمها ثمانية وعشرين كيلومترا مربعا، تضم مليون نسمة أغلبهم من الطائفة الشيعية، من مؤيدي التنظيم الموالي لإيران الذين نزحوا خلال العقود الماضية من الجنوب والبقاع.