تُعد المناسبات الدينية، كرمضان والعيدين والحج والمولد النبوي، ركائز أساسية في حياة الشعوب العربية والإسلامية، فلا تقتصر أهميتها على كونها شعائر دينية فحسب، بل تمتد لتشمل دورًا هامًا في استنهاض هذه الشعوب وتحصينها من الغزو الخارجي، مهما تنوعت أشكاله من ثقافي وسياسي وعسكري واقتصادي واجتماعي؛ ولكن هل نستغلها حقًا في استنهاض أمتنا العربية والإسلامية وتحصينها من المخاطر التي تحيط بها؟

للأسف، غالبًا ما نرى هذه المناسبات تنحصر في الشعائر والطقوس دون أن نُدرك قوتها الحقيقية في استنهاض الأمة، كما نشهد ضعفًا في فهم الدور الحقيقي لهذه المناسبات، ونرى استغلال بعض الجهات لها لأغراض سياسية، بدلًا من التركيز على جوهرها الديني والاجتماعي.

الدور الحقيقي للمناسبات الدينية:

1.استنهاض الأمة:

تُمثل المناسبات الدينية فرصة لترسيخ قيم التكافل، التراحم، الصبر، العدل، التضحية، والوحدة، كلها قيم تُساهم في بناء مجتمعات قوية ومترابطة، تُذكّرنا هذه المناسبات بتاريخ أمتنا المجيد، وتُلهمنا روح التحدي للبناء والتقدم ومواجهة التحديات، وتُتيح هذه المناسبات فرصة لنشر الوعي بمختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولإيقاظ الضمير الإنساني والمسؤولية الاجتماعية.

وتُشجع المناسبات الدينية على التكافل والمُساعدة للفقراء والمُحتاجين، وتعزز روح العطاء والخدمة للآخرين.

2. تحصين الأمة من الغزو الخارجي:

تُساهم المناسبات الدينية في نشر الوعي بخطورة الغزو الخارجي في جميع أشكاله، من غزو ثقافي، سياسي، عسكري، اقتصادي، وتُحذر من آثاره المدمرة على الهوية والثقافة والأمن الوطني.

كما أنها تساهم في تعزيز الهوية العربية والإسلامية، وتحافظ على التراث الثقافي والاجتماعي، مما يُساهم في صدّ الغزو الثقافي الذي يُهدد قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.

وتُذكّر المناسبات الدينية أيضاً بالوحدة والتمسك بقيم الإسلام العدالة والإخاء، مما يُساهم في صدّ التدخلات السياسية الخارجية التي تهدف إلى إضعاف أمتنا وتقسيمها، وتُشجع المناسبات الدينية على التضحية في سبيل الدين والوطن، وتُنمي روح الجهاد والمقاومة والشجاعة في صدّ العدوان الخارجي.

وتُساهم المناسبات الدينية في تشجيع الاقتصاد الإسلامي، وتُحث على التكافل والمسؤولية الاجتماعية في مواجهة الفقر والبطالة، مما يُساهم في صدّ الاستغلال الاقتصادي الخارجي.

إن التمسك بقيم الإسلام الحنيف هو الحصن الأقوى للحفاظ على هوية أمتنا وحمايتها من التحديات المُعاصرة. فالإسلام دين التسامح والعدل والإخاء، وهو دين يُشجع على العلم والعمل والتطور والمُساهمة في بناء مجتمع مستقر ومُزدهر.

ويُجب علينا مُحاربة التعطيل والتشويه للقيم الإسلامية، وإعادة الفهم الصحيح للدين بكل أبعاده، لأن هذا هو الأساس لبناء مستقبل أفضل لأمتنا.

ختاما: إن المناسبات الدينية هي فرصة للاستفادة من مُحتواها الحقيقي في استنهاض الأمة وتحصينها من شتى أنواع الغزو الخارجي، ويُجب علينا أن نُدرك قوتها، وأن نُحارب التعطيل والتشويه، وأن نُركز على جوهرها الديني والاجتماعي، ففي ذلك خير للأمة ومستقبلها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس النواب: المادة 128 تكفل حقوق العاملين في الإجازات الدينية

رفض مجلس النواب طلب مقدم من النائبة نرمين بدراوي، بإضافة نص بمشروع قانون العمل بأن حصول المسيحيين على الإجازات في الأعياد لا يعد تمييزًا، وذلك ضمن نص المادة الخامسة بمشروع القانون، والتي تنص على أنه: يحظر كل عمل أو سلوك أو إجراء يكون من شأنه إحداث تمييز أو تفرقة بين الأشخاص في التدريب، أو الإعلان عن الوظائف أو شغلها، أو شروط أو ظروف العمل، أو الحقوق والواجبات الناشئة عن عقد العمل، بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو النقابي أو الجغرافي أو أي سبب آخر يترتب عليه الإخلال بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.

كما تنص على: "ولا يعتبر تمييزا محظورا كل ميزة أو أفضلية أو منفعة أو حماية تقرر بموجب أحكام هذا القانون والقرارات واللوائح المنفذة له للمرأة أو للطفل أو للأشخاص ذوي الإعاقة والاقزام، كلما كانت مقررة بالقدر اللازم لتحقيق الهدف الذي تقررت من أجله، وتعمل الوزارة المختصة على وضع السياسات والخطط اللازمة لدمجهم في سوق العمل وتوفير الحماية اللازمة لهم في بيئة العمل وذلك بالتنسيق مع الوزارة المختصة بالتضامن الاجتماعى والمجالس القومية المتخصصة المعنية.

مجلس النواب يبدأ مناقشة مشروع قانون العمل الجديدانطلاق الجلسة العامة لمجلس النواب لاستكمال مشروع قانون العمل الجديدمحافظ قنا يبحث مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ملفات خدمية وتنمويةوزير الإسكان يعقد اجتماعه الدوري مع أعضاء مجلسي “النواب والشيوخ”

من جانبه، رد النائب عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن الإجازات لغير المسلمين تم إقرارها من مجلس الوزراء، ولا يوجد مبرر لإضافتها.

من ناحيته، قال المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، إن هذا الحق وارد في المادتين 128 من مشروع القانون.

وتنص المادة 128 من مشروع القانون على أنه للعامل الحق في إجازة بأجر في العطلات والأعياد والمناسبات التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص، وتسري بالنسبة للأعياد الدينية لغير المسلمين أحكام قرار مجلس الوزراء الصادر في هذا الشأن.

ولصاحب العمل تشغيل العامل في هذه الأيام، إذا اقتضت ظروف العمل ذلك، ويستحق العامل في هذه الحالة بالإضافة إلى أجره عن هذا اليوم مثلي هذا الأجر أو أن يمنح العامل يوماً آخر عوضاً عنه بناء على طلب كتابي من العامل يودع بالملف الخاص به.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: روبيو: نقف مع الأقليات الدينية والعرقية في سوريا
  • رئيس مجلس النواب: المادة 128 تكفل حقوق العاملين في الإجازات الدينية
  • فورة المناسبات..السوداني يدعو إلى تشريع قانون رعاية الطفل
  • سفير أميركي جديد في بيروت والرياض تدعم مسيرة استنهاض الدولة
  • بخاري: السعودية ستبقى داعمة لمسيرة استنهاض لبنان
  • سان جيرمان يسحق رين ويعزز صدارته
  • نشرة التوك شو| رسائل الرئيس السيسي للداخل المصري والعالم الخارجي خلال لقائه طلاب الأكاديمية العسكرية
  • حركة حماس: عدوان الاحتلال على المساجد إمعانٌ في حربه الدينية
  • “حماس”: عدوان الاحتلال على المساجد ٍ إمعانٌ في حربه الدينية
  • القيادات الدينية تؤكد الضرورة الأخلاقية للقضاء على الأسلحة النووية