الثورة نت:
2024-09-05@06:33:16 GMT

من بيروت 1982 إلى غزة 2024

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

 

 

لم يكن في بيروت 1982 حركة مقاومة اسمها حماس، ولا حركة الجهاد، ولم يكن في لبنان في ذلك الوقت قائداً اسمه محمد الضيف أو يحيى السنوار أو زياد النخالة، كان في بيروت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة من قادة التنظيمات الفلسطينية، أخذت على عاتقها محاربة “إسرائيل”، والعمل على إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي”، وعودة اللاجئين، واتخذوا المقاومة طريقاً لتحقيق أهدافهم الوطنية والإنسانية.

ومع ذلك، تعرضت بيروت إلى الحصار والدمار، وأهالت الطائرات الإسرائيلية على المدنيين في بيروت مئات أطنان الصواريخ والقنابل الأمريكية، وظل الموت يطارد المدنيين، وظلت عمارات بيروت الجميلة تتهاوى تحت القصف الصهيوني لأكثر من شهرين، تعذب خلالها الشعب الفلسطيني واللبناني، وعانا المدنيون خلالها ويلات الإرهاب الصهيوني، حتى وصل الإرهاب حد ذبح المئات في مخيمات صبرا وشاتيلا.

وفي سنة 1986، لم يكن في الساحة الفلسطينية لا محمد الضيف ولا يحيى السنوار ولا هنية حين هاجم العدو الإسرائيلي العاصمة تونس، وانقض على المناضل صلاح خلف والعمري، ولم يكن زياد النخالة سنة 1988حين تسلل الصهاينة إلى قلب العاصمة التونسية، واغتالوا البطل أبو جهاد، وغيره من القادة الذين لاحقتهم القذائف الإسرائيلية والصواريخ في المدن الأوروبية.

ولم يكن في الساحة الفلسطينية محمد الضيف ولا خالد مشعل، حين اقترف الصهاينة المجازر في دير ياسين وقبية، وتسببوا في نكبة 48، ولم يكن يحيى السنوار قائداً، حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر في مصر، وذبحت مئات الطلاب على مقاعد الدرس، ولم يكن على رأس القيادة الفلسطينية إسماعيل هنية حين قتل الصهاينة آلاف الجنود المصريين في سيناء، بعد أن وقعوا أسرى في قبضة الجيش الإسرائيلي 1967، ولم يكن خالد مشعل مسؤولاً حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية بلدة قانا في الجنوب اللبناني، وقتلت وجرحت المئات من اللبنانيين، ولم يكن محمد الهندي في العراق حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي.

حرب الإبادة ضد أهل غزة ليست حديثة العهد بالإرهاب الصهيوني، ولا هي قرينة بوجود حركة حماس، ولم يكن السنوار هو السبب في تحريك شرطة بن غفير لذبح الأسرى في السجون، وتعذيب سكان الضفة الغربية، ولم يكن محمد الضيف هو السبب في جرجرة الجيش الصهيوني للاعتداء على مدن الضفة الغربية، وإقامة مئات الحواجز، وضم الكتل الاستيطانية، كما لم يكن المفتي الحاج أمين الحسيني هو السبب في تدمير يافا وحيفا والسبع واللد والرملة واسدود وبيت دراس وحمامة سنة 1948، ولم يكن محمد الضيف هو السبب في خطة الحسم للصراع الذي صاغها الإرهابي سموتريتش.

كانت الأطماع الإسرائيلية وما زالت هي المحرك للسياسة الإسرائيلية التي تقوم على ذبح الفلسطيني، بغض النظر عن اسمه، وبغض النظر عن انتمائه، ودون الالتفات لوظيفته، ودون تحديد جنسه ذكراً كان أم أنثى، فالهدف الصهيوني الأسمى هو القضاء على كل من يمت بصلة إلى فلسطين، سواء كان الحاج أمين الحسيني قبل نكبة 48، أو كان أبو عمار بعد ذلك، أو كان السنوار ومحمد الضيف في هذه الأيام، وذلك لأن المعركة بين العرب الفلسطينيين والصهاينة تجري على الأرض، وهذا ما ترجمته السياسة الإسرائيلية التي اعتمدت حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وهذا ما ترجمه الإعلام الإسرائيلي ومن يدور في فلكه من مرتزقة وعملاء، وهو يحملون قيادة الشعب الفلسطيني مسؤولية التدمير والخراب، ولهذا أدعى العدو الإسرائيلي أنه يحارب المفتي الحاج أمين الحسيني، ولا يحارب الشعب الفلسطيني، وادعى العدو أنه يحارب المخربين بقيادة أبو عمار، حرصاً منه على سلامة الشعب الفلسطيني، ويدعي العدو أنه يحارب السنوار والضيف ورجال حماس حرصاً من الصهاينة على مصلحة الشعب الفلسطيني!

ولما كانت حرب الإبادة ضد الشعب اللبناني والفلسطيني في بيروت تستهدف البندقية الفلسطينية، فإن حرب الإبادة ضد أهل غزة تستهدف البندقية الفلسطينية، وتشليح الفلسطيني من مقومات الوجود، وجعله كومة من الخرق البالية لا تصلح طعاماً للبهائم، وهذا ما لم يتحقق في غزة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

غزة صامدة حتى ولو دمرها العدو على رأس ساكنيها، يكفي أن يظل فلسطيني واحد، وبيدٍ واحدة ليرفع علم فلسطين، ويعلن الانتصار.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن يُدين استمرار جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة والعدوان على الضفة الغربية

الثورة نت|

أدانت الجمهورية اليمنية بأشد العبارات استمرار جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة والعدوان على العديد من مدن ومخيمات الضفة الغربية في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السفير وحيد الشامي أن استمرار آلة القتل الصهيونية في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة يأتي في ظل خفوت الصوت العربي وتزايد الدعم الأمريكي وهو ما شجع هذا الكيان على التوسع في جرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية ولم يسبق لها مثيل في التاريخ، مشيراً إلى أن التصعيد في الضفة الغربية يهدد بتقويض الأمن والسلم في المنطقة والعالم.

ولفت إلى أن المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان ويحاضر الآخرين حولها لم يحرك ساكنا إزاء ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حين يقيم الدنيا ولا يقعدها لو ارتكبت جريمة واحدة في مكان آخر من العالم الأمر الذي يعكس ازدواجية المعايير ونفاق المجتمع الدولي.

ودعا الناطق الرسمي المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والضغط لوقف العدوان والحصار المفروض على غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يعد أطول احتلال في العصر الحديث.

كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى الاضطلاع بدورها ومسؤوليتها الأخلاقية لنصرة الشعب الفلسطيني.

وجدد التأكيد على وقوف الجمهورية اليمنية قيادة وحكومة وشعباً مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات مشابهة

  • جامعة صنعاء تشهد مسيرة حاشدة نصرةً لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني
  • كاريكاتير.. أمريكا تقتل الشعب الفلسطيني وتمشي في جنازته
  • جمال أبوالفتوح: مصر تخوض حرب دبلوماسية وسياسية لحماية أمنها القومي ودعم الشعب الفلسطيني
  • الرئاسة الفلسطينية: التصريحات الإسرائيلية مرفوضة ومدانة
  • محافظ بيت لحم: حكومة نتنياهو تواصل سياستها لتهجير الشعب الفلسطيني
  • التصعيد ضد الشعب الفلسطيني.. مسؤولية الضحية أم جلادها؟
  • اليمن يُدين استمرار جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة والعدوان على الضفة الغربية
  • الصهيونية: سياسة التوسع والعنصرية التي تدمر حلم السلام في فلسطين
  • قراءة في السيكولوجية الإسرائيلية
  • أستاذ علوم سياسية: فشل الاحتلال في تهجير الفلسطينيين سببا لاقتحام الضفة الغربية