الثورة نت:
2025-03-04@01:31:26 GMT

من بيروت 1982 إلى غزة 2024

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

 

 

لم يكن في بيروت 1982 حركة مقاومة اسمها حماس، ولا حركة الجهاد، ولم يكن في لبنان في ذلك الوقت قائداً اسمه محمد الضيف أو يحيى السنوار أو زياد النخالة، كان في بيروت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة من قادة التنظيمات الفلسطينية، أخذت على عاتقها محاربة “إسرائيل”، والعمل على إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي”، وعودة اللاجئين، واتخذوا المقاومة طريقاً لتحقيق أهدافهم الوطنية والإنسانية.

ومع ذلك، تعرضت بيروت إلى الحصار والدمار، وأهالت الطائرات الإسرائيلية على المدنيين في بيروت مئات أطنان الصواريخ والقنابل الأمريكية، وظل الموت يطارد المدنيين، وظلت عمارات بيروت الجميلة تتهاوى تحت القصف الصهيوني لأكثر من شهرين، تعذب خلالها الشعب الفلسطيني واللبناني، وعانا المدنيون خلالها ويلات الإرهاب الصهيوني، حتى وصل الإرهاب حد ذبح المئات في مخيمات صبرا وشاتيلا.

وفي سنة 1986، لم يكن في الساحة الفلسطينية لا محمد الضيف ولا يحيى السنوار ولا هنية حين هاجم العدو الإسرائيلي العاصمة تونس، وانقض على المناضل صلاح خلف والعمري، ولم يكن زياد النخالة سنة 1988حين تسلل الصهاينة إلى قلب العاصمة التونسية، واغتالوا البطل أبو جهاد، وغيره من القادة الذين لاحقتهم القذائف الإسرائيلية والصواريخ في المدن الأوروبية.

ولم يكن في الساحة الفلسطينية محمد الضيف ولا خالد مشعل، حين اقترف الصهاينة المجازر في دير ياسين وقبية، وتسببوا في نكبة 48، ولم يكن يحيى السنوار قائداً، حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر في مصر، وذبحت مئات الطلاب على مقاعد الدرس، ولم يكن على رأس القيادة الفلسطينية إسماعيل هنية حين قتل الصهاينة آلاف الجنود المصريين في سيناء، بعد أن وقعوا أسرى في قبضة الجيش الإسرائيلي 1967، ولم يكن خالد مشعل مسؤولاً حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية بلدة قانا في الجنوب اللبناني، وقتلت وجرحت المئات من اللبنانيين، ولم يكن محمد الهندي في العراق حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي.

حرب الإبادة ضد أهل غزة ليست حديثة العهد بالإرهاب الصهيوني، ولا هي قرينة بوجود حركة حماس، ولم يكن السنوار هو السبب في تحريك شرطة بن غفير لذبح الأسرى في السجون، وتعذيب سكان الضفة الغربية، ولم يكن محمد الضيف هو السبب في جرجرة الجيش الصهيوني للاعتداء على مدن الضفة الغربية، وإقامة مئات الحواجز، وضم الكتل الاستيطانية، كما لم يكن المفتي الحاج أمين الحسيني هو السبب في تدمير يافا وحيفا والسبع واللد والرملة واسدود وبيت دراس وحمامة سنة 1948، ولم يكن محمد الضيف هو السبب في خطة الحسم للصراع الذي صاغها الإرهابي سموتريتش.

كانت الأطماع الإسرائيلية وما زالت هي المحرك للسياسة الإسرائيلية التي تقوم على ذبح الفلسطيني، بغض النظر عن اسمه، وبغض النظر عن انتمائه، ودون الالتفات لوظيفته، ودون تحديد جنسه ذكراً كان أم أنثى، فالهدف الصهيوني الأسمى هو القضاء على كل من يمت بصلة إلى فلسطين، سواء كان الحاج أمين الحسيني قبل نكبة 48، أو كان أبو عمار بعد ذلك، أو كان السنوار ومحمد الضيف في هذه الأيام، وذلك لأن المعركة بين العرب الفلسطينيين والصهاينة تجري على الأرض، وهذا ما ترجمته السياسة الإسرائيلية التي اعتمدت حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وهذا ما ترجمه الإعلام الإسرائيلي ومن يدور في فلكه من مرتزقة وعملاء، وهو يحملون قيادة الشعب الفلسطيني مسؤولية التدمير والخراب، ولهذا أدعى العدو الإسرائيلي أنه يحارب المفتي الحاج أمين الحسيني، ولا يحارب الشعب الفلسطيني، وادعى العدو أنه يحارب المخربين بقيادة أبو عمار، حرصاً منه على سلامة الشعب الفلسطيني، ويدعي العدو أنه يحارب السنوار والضيف ورجال حماس حرصاً من الصهاينة على مصلحة الشعب الفلسطيني!

ولما كانت حرب الإبادة ضد الشعب اللبناني والفلسطيني في بيروت تستهدف البندقية الفلسطينية، فإن حرب الإبادة ضد أهل غزة تستهدف البندقية الفلسطينية، وتشليح الفلسطيني من مقومات الوجود، وجعله كومة من الخرق البالية لا تصلح طعاماً للبهائم، وهذا ما لم يتحقق في غزة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

غزة صامدة حتى ولو دمرها العدو على رأس ساكنيها، يكفي أن يظل فلسطيني واحد، وبيدٍ واحدة ليرفع علم فلسطين، ويعلن الانتصار.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإغاثة الشعب الفلسطيني

وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول، اتفاقية تعاون مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بغرض تقديم دعم إضافي لمشروع دعم الاستجابة لحالات الطوارئ للسكان المتأثرين بالنزاع في غزة، وذلك على هامش أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع المنعقد بالرياض.

ووقّع الاتفاقية مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج المهندس أحمد بن علي البيز، والمدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كرينبول.

اقرأ أيضاًالمملكةإضافة خدمة شحن ملاحية بين المملكة وسوريا

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم دعم إضافي بقيمة مليون و 850 ألف دولار أمريكي من أصل 11 مليونًا و850 ألف دولار؛ بهدف مساندة جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة لتأمين وصول الإمدادات الطبية للمنشآت الصحية، وإسناد قطاع المياه والإصحاح البيئي.

ويأتي ذلك في إطار المشاريع الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، بالتعاون مع الجهات الدولية الإنسانية المعنية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • سفير مصر السابق بدولة الاحتلال: إسرائيل تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الصومال
  • مصر وتونس تؤكدان رفض اي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • الإعلام الحكومي: استئناف العدو حصار غزة استمرار لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني
  • الشرطة الإسرائيلية: تم تحييد منفذ عملية الطعن في حيفا
  • تظاهرة في السويد تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لمخططات التهجير
  • إغاثة الشعب الفلسطيني.. وصول قوافل سعودية جديدة إلى شمال غزة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإغاثة الشعب الفلسطيني
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإغاثة الشعب الفلسطيني
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية