الثورة نت:
2024-12-18@10:37:37 GMT

اليمن الجريء يقصف ويهدّد “تل أبيب”

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

 

اشهد يا تاريخ ودوّن يا قلم، اليمن بفضل الله وتضحيات مجاهديه وجرأة قائده وحكمته وشجاعته، يضع “تل أبيب” على خط التصعيد الناري ويغرس خنجرًا يمنيًا جديدًا في جسد الكيان المؤقت، ضمن معركة الإسناد لغزة وعلى طريق التحرير الكبير والشامل، لتحرير المقدسات وإعادة الأرض العربية إلى أهلها.

اليمن بشعبه وقدراته المتنامية هو الإضافة النوعية لمحور الجهاد والمقاومة، والتي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، بما يجسد الانتماء الإيماني ويؤكد وحدة الساحات التي تضع الصراع مع الكيان أمام تحول كبير في مساره ووسائله وجبهاته المتعددة.

بسرعة الصاروخ الفرط صوتي، يحجز اليمن مكانته كقوة فاعلة ومؤثرة في الإقليم، يحاصر كيان العدو ويقصف موانئه، وها هو اليوم يقصف يافا “تل أبيب” بطائرة مسيّرة أطلق عليها اسم “يافا”، في هجوم هو الأهم والأكثر تأثيرًا على أمن كيان العدو منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى.

الانفجار كان قويًا للغاية لدرجة أنّه كان بالإمكان سماعه على بعد أميال، ما اضطر رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى تأجيل سفره إلى الولايات المتحدة، وفق إعلام العدو.

في بيانها الرسمي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن مهاجمة هدف مهم في “تل أبيب” بطائرة جديدة قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها، وشدّدت على أنّ المدينة المحتلة غير آمنة وستكون هدفًا أساسيًا في مرمى أسلحتها.

الرسائل والدلالات الاستراتيجية لهذه العملية النوعية كبيرة ومتعدّدة، بدءًا من نوع السلاح والأيادي التي صنعته وجهزته وأطلقته إلى أبعد مدى كان يتطلع له الشعب اليمني للدفاع عن فلسطين الأرض والإنسان.

إطلاق اسم “يافا” على الطائرة له دلالاته المهمة لناحية تذكير العالم والعرب على وجه الخصوص بهوية المدينة الفلسطينية المحتلة، وإشعار العدو بأنّ الحق الطبيعي والمشروع في تحرير واستعادة كل المدن الفلسطينية والعربية لن يسقط بالتقادم، والمسألة مسألة وقت.

العملية منذ لحظاتها الأولى، هزّت قادة الكيان وأربكت وسائل إعلامه التي تحدثت عن مقتل مستوطن وجرح عشرة آخرين، بما أسموه موجة انفجار الطائرة في الجو وتطايُر شظاياها، ولو افترضنا صحة المزاعم هذه، فكيف سيكون الحال إذا ما انفجرت الطائرة في هدفها المحدّد أو وسط تجمع صهيوني؟

عمدة تل أبيب، أعلن عن حالة تأهب قصوى في المدينة المحتلة، وأكد أن الحرب قائمة وصعبة ومؤلمة قبل اعتراف جيش العدو في تحقيقاته الأولية أن الطائرة كبيرة ومداها بعيد، معْزِياً عدم إطلاق صفارات الإنذار إلى خطأ بشري، وهو ادعاء ضعيف، لأنّ كيان العدو في حالة حرب ويفترض بدفاعاته الجوية أنها في حالة استعداد وجهوزية دائمة.

“الإسرائيلي” الذي اكتفى بتحريض ودفع الأمريكي والبريطاني والغرب الكافر للدفاع عن ملاحته التجارية في البحر، لن يكون بمقدوره فعل شيء في مواجهة التصعيد اليمني في العمق المحتل، لأن من يقاتلون عنه بالنيابة، فشلوا جميعهم في تقويض القدرات اليمنية ومنع استهداف العدو وهي قوى عظمى لا ينكر أحد قدراتها وإمكاناتها في شتّى المجالات، كذلك صراخ مندوب الكيان في مجلس الأمن من العمليات البحرية لن يقدم أو يؤخر، ولن يغير من الواقع المفروض شيئاً.

إدخال تل أبيب على خط المواجهة ربما تكون نهاية مرحلة التصعيد الرابعة وبداية الخامسة، لا سيما وأن العدو يُصعد في جرائم حرب الإبادة في غزة، والأمريكي ليس في وارد إنهاء المأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني على مدى عشرة أشهر والمسألة لن تقتصر على أهداف في مركز قرار الكيان، فثمة أهداف اقتصادية وحيوية تنتظر دورها ونصيبها من صواريخ اليمن وقدراته.

عملية استهداف تل أبيب من شأنها أن توهن كيد العملاء الخونة الذين يشكّكون في قدرات اليمن ومحور المقاومة وتُحرج مشغليهم أيضًا، كما أن من شأنها أن تزيد التلاحم الشعبي في اليمن والاصطفاف خلف قيادته وقواته المسلحة.

في التوقيت ثمة رسائل غاية في الأهمية يجب على السعودي أن يتلقفها سريعًا، أولاها: أن المساندة اليمنية لغزة لن تتوقف مهما كان أثر الخطوات الاقتصادية العدائية على صعيد المعاناة كمحاولة نقل البنوك وعرقلة الرحلات من مطار صنعاء، والرسالة الأخرى أن من يقدر ويملك القوة والجرأة لقصف تل أبيب، لن يتراجع عن قصف الرياض لتثبيت معادلة البنوك بالبنوك والمطار بالمطار.

في الأفق ثمة ما يشير إلى انفراجة في ملف المطار، لكن ذلك لن يكفي لمنع التصعيد اليمني ضد السعودية، وكيان العدو لوقف عشرة أشهر من الحرب والإبادة في غزة وعشر سنين من العدوان على اليمن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

 

– عبر تاريخ الحضارة الإسلامية، بتعدد مذاهبكم وأطيافكم وبلدانكم، وحتى دياناتكم! فلم تكن شخصية المجاهد، والبطل، حكرًا على مكوّن دون غيره، تمامًا كما لم تكن شخصية الخائن حكرًا على مكون دون غيره.
– في سقوط الأندلس أو سقوط بغداد، القدس أو القاهرة، فقد كان السقوط عاقبة التشرذم، والفتنة، والانشغال عن العدو الحقيقي بالعداوات الجانبية التي لا تفعل شيئًا، باستثناء تفتيت وإضعاف مجموع المستهدفين، الذين لا يمكنهم أن يواجهوا العدو إلا بالوحدة صفًّا، لا الفُرقة أشتاتا؛
فكيف إذا أضافوا إلى ضعف التشتت والانقسام، غباء التناحر البيني الذي يقزّم المنتصر، وينهكه، ويدفع المهزوم لأن يستنصر العدو الحقيقيّ على أخيه، ليتناوب المهزومون عار العمالة، وكلٌّ يعتقد أن الآخر هو الخائن، وأنّ لعمالته- في المقابل- ما يبررها.
– العدو- في المقابل- يستهدف كل مقاوم، بمنأى عن تصنيفاتنا؛ الفصائل الفلسطينية السنية كما حزب الله الشيعي، وتمامًا كما حركة أنصار الله التي لا يمكن تصنيفها مذهبيًّا، إذ تجمع الشافعي مع الزيدي، وحتى مع بعض الأقليات اليمنية الأخرى.
– ليبقى المؤكد أن العدو يستهدف الكافة، وحتى من رحبوا به، وفتحوا له الأبواب، وقدموا له فروض الطاعة، فإنه يستخدمهم أحذيةً إلى حين، ويتخلص بعدها من كلّ من استوفى مهمته.
– من هذه الناحية فكل انتصارٍ للعدو المركزي على الأمة مؤلم، وأما صراعاتنا البينية فمهما بلغت، فلا تبرر الخيانة. ليبقى كل انتصار على العدو المركزي انتصارٌ لكلّ الأمة.
– مصلحتنا في الوحدة، في المقابل، تجسّد روح الإسلام الحقيقي، لا العكس.
ودولة الإسلام عبر تاريخها لم تكن دولةً للمسلمين فقط، وإنما جمعت غير المسلمين أيضًا، وكفلت حقوقهم، وفقهيًّا فقد كفلت لكلّ ملةٍ قوانين ملّتها، وليمتد الأمان حتى للمستأمنين.
– وأما من يتم التغرير عليه بأحكام الردة، على اختلاف الفقهاء عبر التاريخ بشأنه، فهي من حيث المبدأ لا تنطبق على مخالفيك في المذهب، لأنهم لم يبدّلوا في الأصل دينهم، والغالب الآن أن الشيعي (على اختلاف فرق الشيعة) نشأ على فهمٍ بأنه على الدين الحق، تمامًا كما أن السّني (على اختلاف فرق السنة) نشأ على فهمٍ بأنه على الدين الحق!
ولم يتسنى لكل الأطراف قراءة حتى كتب المذاهب التي تخالفهم ويخالفونها! وحتى لو تصورت بأن مذهبك هو الحق، فأنت لم تستكمل واجب البلاغ! وحتى بعد واجب البلاغ فتبقى قاعدة:
« وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا»!
وإذا كنت لا تملك الحق على إجبار أهل الكتاب، وهم الأبعدين عن دينك، باعتناق الإسلام! فأنت لا تملك الحق بإجبار الأقربين إليك على اعتناق مذهبك، ومن باب أولى.
– وبشأن أهلنا في سوريا، على سبيل المثال:
لقد كان أن تحالف العلوي صالح العلي، مع السني عزالدين القاسم، في مواجهة عدوٍّ مركزي واحد.
– وقد سمعت من يقول بأن سوريا منهكة، وأقول فوقها: كل الأمة منهكة. وكلها لا تستطيع مواجهة الكيان القذر، ما لم تتجاوز الخلافات إلى الوحدة! وشئت أم أبيت فإضعاف حزب الله يجرّ على فصائل المقاومة في فلسطين ضعفًا مؤكدا، وضعفهم جميعًا يضعف سوريا، والعكس صحيح!
تمامًا كما أن التوغل الصهيوني في سوريا يُضعف الأردن والسعودية والعراق وإيران ومصر وتركيا، فيما لن يصمد أحدٌ منكم في مواجهة الكيان الملعون وحده!
يا أيها النعاج الذين تنتظرون دوركم بغباء ماشية، ولعلكم تمارسون الشماتة بمن طالته السّكين قبل أن تطالكم، فإذا ما حان دوركم أسلمتم الرقبة، بلا حراكٍ لأنكم المخزيّون؛
ولأنّكم تشعرون بالإنهاك،
إذ استهلكتم في المناطحات البينية كل عوامل القوة،
فها أنتم؛ إذ حان وقت المواجهة الأحق، والأصدق، والأولى: قلتم لا طاقة لكم اليوم بنتنياهو وجنوده!
ويا له من عذرٍ أقبح من ذنب!
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • “لقاء الأربعاء”
  • العدو الصهيوني يقصف منزلًا شمال قطاع غزة: 15 شهيدًا في يوم واحد
  • شاهد بالفيديو .. قصة الأغنية التي حققت 375 مليون مشاهدة على اليوتيوب “ارفع يديك فوق”
  • اليمن يقصف تل أبيب إسناداً لغزة..وإسرائيل تخطط لرد عنيف
  • “أنصار الله” تعلن استهداف منشأة عسكرية في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي
  • قوات صنعاء تعلن قصف هدف عسكري إسرائيلي في “تل أبيب”
  • إصابات وإعلان حالة الاستنفار بعد سلسلة هجمات يمنية هزّت “تل أبيب” 
  • هجوم يمني واسع يستهدف “تل أبيب”
  • “تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: المجازرُ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزةَ لم يحدُثْ مثلُها في القرن الـ 21