نحو التعليم المنزلي لِيُكَمِّـل التعليم المدرسي

* د. الفاتح يس

على ما أعتقد تم فتح المدارس في كل ولايات السودان الآمنة، وإرهاصات مواعيد امتحانات الشهادة السودانية باتت قريباً، وبديهي سيكون هناك تكدس وازدحام في المدارس؛ بسبب أن النازحين يقيمون في بعض منها؛ ولهذا لابد من التفكير خارج الصندوق؛ لإيجاد وسيلة ناجعة تضمن لكل التلاميذ مواصلة تعليمهم رغم هذه الظروف الصعبة، وأعتقد أن منهجية التعليم المنزلي (HomeSchooling) نظام يمكن أن يساعد كثيراً في الحل.

في البداية لابد من التيقُن أن نظام التعليم المنزلي نظام مُجاز رسمياً من بعض وزارات التربية والتعليم في بعض الدول، ومُتبَع في دول متقدمة ليس بها حروب؛ فما بالك بالسودان الذي يعاني من ويلات الحروب والنزوح.

تم تشريع نظام التعليم المنزلي بعد أن تفشى خوف الوالدين على تأثر أبنائهم من مجتمع المدرسة (معلمون وتلاميذ) بسلوكيات تُنافي أخلاقهم ومعتقداتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، بجانب الخوف من التنمر والتحرش على أبنائهم.

منهجية التعليم عن بعد (المنزلي) لا يُغني بتاتاً عن التعليم المدرسي الرسمي؛ وإنما نظام مُكمِل له، ويعتمد على أن يدرس التلميذ في منزله بواسطة أحد والديه أو أحد أفراد الأسرة أو باستجلاب معلم مختص في المنزل، ودور الأسرة يكمن في توفير الكتب المدرسية.

نظام التعليم المنزلي يكون بنفس منهج المدرسة، وبين الحين والآخر يذهب التلميذ إلى المدرسة؛ ليُتابِع موقفه الأكاديمي من التحصيل الدراسي ويجلس للاختبارات والامتحانات.

نظام التعليم المنزلي فوائده عديدة على سبيل المثال لا الحصر؛ يعطي دافع للوالدين لمتابعة أطفالهم والوقوف على عملية تعليمهم وتقوية علاقاتهم والإلفة والاتصال والصداقة بين الطفل ووالديه؛ بجانب أن الوالدين سيكون لديهما دوافع للقراءة والإطلاع وأخذ العلم والمعرفة؛ حتى يستطيعوا مواكبة التطور والتكنولوجيا وتعليم أبنائهم أحسن تعليم؛ بجانب أنه يُعطي للوالدين فرصة لتعليم أبنائهم مهارات ومناهج متطورة غير موجودة في المنهج المدرسي الرسمي.

أضف إلى ذلك أن التعليم المنزلي؛ يُعطي إحصائية للمحليات والمعتمديات والأجهزه الأمنية؛ ليتعرفوا ويحصروا أعداد النازحين؛ لتقديم الدعم والمساعدات.

كل المطلوب من وزارة التربية والتعليم أن تجيز منهجية التعليم المنزلي وتُشَكِل لجنة للمتابعة الإدارية والأكاديمية ولتدريب أولياء الأمور وكل الراغبين بالانخراط في التعليم المنزلي، بجانب أن يوفر التجار أدواته من سبورات وأقلام وغيرها.

* أستاذ جامعي

Alfatihyassen@gmail.com

الوسومالأجهزة الأمنية التعليم المدرسي التعليم المنزلي الحرب السودان النازحين امتحانات الشهادة السودانية د. الفاتح يس وزارات التربية والتعليم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأجهزة الأمنية التعليم المدرسي التعليم المنزلي الحرب السودان النازحين امتحانات الشهادة السودانية د الفاتح يس التعلیم المدرسی

إقرأ أيضاً:

المسرح المدرسي ما له وما عليه.. في العدد الجديد لجريدة مسرحنا

أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، العدد الإلكتروني الجديد (914) من جريدة "مسرحنا"، برئاسة تحرير الكاتب والناقد محمد الروبي.

يستهل العدد الصادر بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بقسم المتابعات والأخبار، وخبر عن انطلاق تدريبات مشروع "ابدأ حلمك" بالإسماعيلية، وتكتب آلاء عاطف عن عرض "طريق بلا عودة" المقرر تقديمه على خشبة مسرح الحياة يوم 7 مارس.

وتكتب همت مصطفى عن ملتقى القاهرة الدولي للحكي المقرر إطلاقه في أبريل المقبل، وتسرد تفاصيل مهرجان "أيام القاهرة للمونودراما"، بعد مد فترة استقبال المشاركات بدورته الثامنة.
فيما تلتقي تغريد حسن مع المخرج عمرو حسان وفريق عرض "شارع 19" المقرر تقديمه بمركز الجيزة الثقافي، ضمن عروض الموسم الجديد لمسرح الثقافة الجماهيرية.

وفي قسم "الحوارات والتحقيقات" تجري رنا رأفت استطلاعا للرأي مع عدد من المتخصصين بعنوان "المسرح المدرسي ما له وما عليه"، وتجري صوفيا إسماعيل حوارا مع الكاتب أحمد فؤاد الدين، الفائز بجائزة ساويرس الثقافية، فرع الكتابة المسرحية عن نصه  "الباقي من عمري".

وفي قسم "رؤى" تكتب نورهان ياسر عن عرض "عايش إكلينيكيا.. حين يصبح الوجود موتا مؤجلا"، ونقرأ لناصر العزبي "بلاي.. بين الارتجال والمشاركة التفاعلية".

وفي قسم "نوافذ" يتجول بنا هشام عبد الرؤوف في شارع المسرح الإيراني، ويكتب محمد الروبي "بعض من حكايات العصفوري"، و يترجم أحمد عبد الفتاح الجزء الرابع من مقال "مساحات الوساطة ..استكشاف التهجين بين النص وعالم الجسم".

وفي ختام العدد، نقرأ للدكتور سيد علي إسماعيل، الجزء العاشر من سلسلة النقد المسرحي السري والمجهول في مصر بعنوان "نجيب محفوظ ومسرحيته المرفوضة".

جريدة "مسرحنا" الإلكترونية تصدر بشكل أسبوعي عن هيئة قصور الثقافة، وتضم هيئة التحرير، الكاتب إبراهيم الحسيني رئيس التحرير التنفيذي، والشاعر والكاتب أحمد زيدان رئيسا لقسم الأخبار والمتابعات، والمخرج حازم الصواف رئيسا لقسم التحقيقات والحوارات، تصوير مدحت صبري، والإخراج الفني وليد يوسف.

مقالات مشابهة

  • التربية: تمديد دعم صندوق التعليم لا ينتظر حتى 2026
  • التربية: تمديد دعم صندوق التعليم لا ينتظر حتى ٢٠٢٦
  • القطاع المالي في «التربية» يدعو «التعليم العام» لسداد كل المطالبات المستحقة للوزارة
  • هل هناك تحديات في تعزيز جودة التعليم المدرسي؟
  • مدير التربية بحلب يناقش مع وفد تركي واقع التعليم في المدينة
  • تفاقم الهدر المدرسي في الإعدادي يجر وزير التربية للمسائلة
  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • مديرية التخطيط والتعاون الدولي بوزارة التربية تواصل عملها لتحسين جودة التعليم ‏
  • الاحتلال يتعمد “إبادة المدارس” لتدمير نظام التعليم بغزة
  • المسرح المدرسي ما له وما عليه.. في العدد الجديد لجريدة مسرحنا