طرح محلل إسرائيلي سيناريوهات عدة للمواجهة مع حزب الله اللبناني، مشددا في الوقت ذاته على أنه "يمكن الخروج منها منتصرين، بما في ذلك الصيغة البسيطة للنصر".

وأوضح المحلل جاكي خوجي في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "إذا تدهورت إسرائيل إلى مواجهة عسكرية أوسع مع حزب الله في الأسابيع القادمة أو لبضعة أيام قتالية تترافق مع سفك دماء خطير، فإنه يجدر بنا أن نعرف منذ الآن أنه كان بوسعنا أن نعفي أنفسنا من هذا".



وتابع قائلا: "هذه الأيام هي أيام حساسة على نحو خاص في الجبهة الشمالية، أيام يمكن فيها أن تتسع المواجهة (..)، أما إذا كانت تنشب أم لا فهذا منوط بقدر كبير بإسرائيل".

الحرب الواسعة
وذكر أن هناك ثلاثة سيناريوهات لإسرائيل في هذه الأيام حيال حزب الله، الأولى هي فتح حرب واسعة، وهي تلبي تطلعات بعض من وزراء الحكومة وقسم من جمهور الإسرائيليين، مبينا أنه "سيتم وفق هذا السيناريو تنفيذ ضربة ساحقة هدفها ضربهم حتى الرماد، ويدخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى عمق لبنان، في مشهد يذكرنا بعام 1982، وسيهدفون إلى إبعاد حزب الله عن الحدود".

ولفت إلى أنه "في هذه الأيام لا يوجد في القيادة الأمنية ولا حتى لدى رئيس الوزراء رغبة في تحقيق هذا السيناريو، فالجيش الإسرائيلي مستنزف من الحرب الأطول في تاريخه، وجيش الاحتياط مضرور من كل ناحية ممكنة، ومخزون الذخيرة محدود، والمجتمع الإسرائيلي هو الآخر ليس مبنيا لهذا الحمل، ولا الاقتصاد أيضا".

وأشار خوجي إلى أن السيناريو الثاني يتمثل في مواصلة صيغة القتال الحالية، من خلال الاستهداف الجوي لعناصر حزب الله ومخازن الذخيرة التابعة له، مستدركا: "حتى متى؟ حتى تنتهي الحرب في غزة، وعندها حزب الله يضع السلاح بمبادرته".



وأردف قائلا: "من أكبر القادة في حزب الله وحتى آخر مطلقي الصواريخ، كلهم هذه الأيام في بؤرة استهداف الجيش الإسرائيلي، فهم مكشوفون مثلما في ميدان التدريب على إطلاق النار"، على حد زعمه.

ونوه إلى أن "هذا قتال استخباري من الأكثر دقة في التاريخ العسكري، بتواتر عال جدا، وإن لم يكن له ترويج ومعظم الإسرائيليين لا يعرفون به"، معتبرا أنه من "الناحية العسكرية فهذا نصر إسرائيلي لامع".

وشدد على أن "هذين السيناريوهان، سيصعبان على إسرائيل الخروج بأرباح واضحة وبالتأكيد ليس النصر المطلق. ومن شأنها حتى أن تجد نفسها مرضوضة. صحيح أن الجيش الإسرائيلي سيخرب مزيدا من القرى التي لم تخرب بعد، ويقتل عشرات او مئات المطلوبين، ممن لم تصلهم بعد ذراعها الطويلة، لكن الضربة للجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون ملموسة وقاسية. فهي ستمحو التفوق العسكري الإسرائيلي الذي اكتسبه الجيش بكد وبعقل وتضيف إلى فقدان حياة الانسان".

نقطة الخروج
وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث، أوضح المحلل الإسرائيلي أن "تل أبيب أمامها طريق آخر، يتمثل في الخروج الآن من اللعبة بحكمة وبتخطيط متشدد، والإعلان عن النصر"، مضيفا أنه "صحيح أن حزب الله سيواصل الهجوم، لأنه ملتزم تجاه حماس، لكن هجمات ستنخفض قوتها".

وتابع: "لا مجال للتخوف، فهم لن يصعّدوا، فمنذ بضعة أشهر وهم يلمحون بجملة أشكال وطرق عن رغبتهم في أن يتخذوا بضع خطوات إلى الوراء (..)".



وذكر أن "السياسة الإسرائيلية درجت على الانجرار إلى الواقع، وبقدر أقل المبادرة إليه، لذلك نحتاج حملة إعلامية مخطط لها متعددة المنظومات ومثابرة توضح للجميع أن إسرائيل منتصرة، ويوجد الكثير مما يمكن عمله (..)، وصحيح أن إسرائيل بادرت إلى حملات وعي في هذه الحرب، لكنها تكتيكية وخفية عن العين".

وبيّن أن هذه الحملات تتم لأغراض أمنية من قبل هيئات استخباراتية وأيديها الخفية، واحدة كهذه مثلا هي الجهد للإظهار بأن الجمهور في قطاع غزة يعارض حماس، والآن مطلوب حملة من نوع آخر، للتغطية على تصريحات نصر الله".

وبحسب خوجي، "ينبغي الاعتراف بأن وضعنا في هذا المجال ليس لامعا، فوزارة الخارجية تقرر دوما على مدى السنين وجهازها الإعلامي غير معتاد على ذلك في حملات الحرب النفسية"، مستدركا: "الجيش الإسرائيلي يتخذ حملات وعي، لكن هذه المهمة كبيرة عليه".

وختم قائلا: "كل السيناريوهات السابقة سواء الحرب الشاملة أو مواصلة القتال بصيغته الحالية، هو سير على الحافة، فالأول ليس قابلا للتنفيذ حتى الآن، والثاني لن يحسن وضعنا في اليوم التالي على الحدود اللبنانية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سيناريوهات اللبناني حزب الله الحرب لبنان حزب الله الاحتلال الحرب سيناريوهات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی هذه الأیام حزب الله

إقرأ أيضاً:

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يترك منصبه

القدس المحتلة-رويترز

قال الجيش الإسرائيلي اليوم إن دانيال هاجاري المتحدث العسكري، وهو أحد الوجوه العامة الرئيسية خلال الحرب في قطاع غزة والذي واجه انتقادات من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، سيترك دوره كمتحدث باسم الجيش ويتقاعد.

وقال الجيش إن الأميرال هاجاري، الضابط السابق في القوات الخاصة، سيترك منصبه في نهاية فترة خدمته بعد أن عمل "في وقت واحدة من أكثر الحروب تعقيدا في تاريخ إسرائيل، بطريقة مهنية ومخلصة".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد اللفتنانت جنرال إيال زامير منع ترقية كانت متوقعة وإن رحيل هاجاري كان نتيجة لعلاقاته المتوترة مع كبار الوزراء.

ووجه رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي توبيخا رسميا لهاجاري في ديسمبر كانون الأول لتجاوزه سلطته كمتحدث عندما انتقد جزءا من تشريع مقترح من شأنه أن يجرم تمرير معلومات عسكرية سرية إلى رئيس الوزراء.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن تعليقات هاجاري كانت "انحرافا كاملا عن سلطته".

وأصدر هاجاري اعتذارا، لكنه تعرض لمزيد من الضغوط عندما وجه كاتس انتقادا لهاليفي بسبب ما قال إنه فشل في التعاون بشكل كامل مع تحقيق يجريه مراقب الدولة في الإخفاقات خلال الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تعليقات من المتحدث باسم كاتس ينتقد فيها هاجاري بعد أن أصدر الجيش بيانا قال فيه إنه يتعاون مع التحقيق.

وكان هاجاري وجها مألوفا على شاشات التلفزيون الإسرائيلي منذ بداية الحرب، إذ قدم إحاطات بشكل متكرر بالإضافة إلى بيانات بالفيديو من غزة ومواقع أخرى.

واستقال هاليفي نفسه من قيادة الجيش هذا الأسبوع بعد قبول المسؤولية عن الإخفاقات حول هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة لداخل غزة.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتدمير معظم مناطق القطاع، مما اضطر معظم السكان للاحتماء في المباني أو الخيام التي تعرضت للقصف.

ودخل وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ في 19 يناير كانون الثاني بموجب اتفاق بوساطة مصرية وقطرية وبدعم من الولايات المتحدة. وأطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة تايلانديين مقابل نحو ألفين سجين ومعتقل فلسطيني.

وانتهت المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوما دون التوصل إلى اتفاق حول حكم غزة بعد الحرب ومستقبل الحركة المسلحة نفسها.

 

مقالات مشابهة

  • العاشر من رمضان.. ذكري انتصارات الجيش المصري علي العدو الإسرائيلي
  • الخميس.. عرض نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي في إخفاقات 7 أكتوبر
  • كاتب إسرائيلي: محظور علينا الخروج إلى مغامرة في سوريا
  • يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي في أزمة غير مسبوقة
  • مصادر إسرائيلية: الجيش هاجم موقعا عثر فيه لاحقا على جثث 6 أسرى بغزة
  • جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله
  • خطط إسرائيلية جديدة للضغط على حماس وتعليمات بالاستعداد لعودة الحرب
  • المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يترك منصبه
  • بحماية الجيش الإسرائيلي.. مستوطنون يزورون قبر حاخام يهودي جنوبي لبنان
  • المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يستقيل احتجاجاً على رفض ترقيته