هرمن هيسه.. أحد أبرز روائيى القرن العشرين، وواحد من أهم الأدباء الألمان منذ عصر النهضة. ونتيجة التحولات التي شهدها مطلع القرن العشرين حيث عايش الحربين العالميتين الأولى والثانية وبطش النازية في أوروبا، هرب هيسه إلى ذاته الداخلية أكثر، حيث غاص الروائى والشاعر والرسام هيسه في أعماق النفس البشريّة باحثًا عن «الوحدة الكونيّة الأولى».

كان يرى هيسه الطبيعة هي المرجع الأول والأخير لكينونة الإنسان، كما شغلته التناقضات في النفس الإنسانية وعبر عنها دائمًا في رواياته الشهيرة.

أخبار متعلقة

ترجمات .. الكاتبة اليونانية «جولى هيل» تستعيد ذكرياتها فى كتاب «فى شمس الأصيل.. إسكندريتى»

ترجمات.. العاشق الصوفى «لويس ماسينيون».. وإعادة اكتشاف شخصية شهيد التصوف «الحلاج»

ترجمات.. بمناسبة رحيله.. محررة «لوموند» الفرنسية تصدر كتابًا عن «السيرة غير المعروفة لميلان كونديرا»

أصدر هيسه 12 ديوانًا شعريًا وقد وصفه توماس مان بـ«عندليب يبدع من لغتنا صورًا من أصفى الملامح وأرقّها». حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1946، «لإبداعه الشعرى الموحى، الذي يمثل تطورا جريئا وعميقا للمثل الإنسانية العليا الكلاسيكية، فضلا عن الفن العالى الذي تقدمه أعماله».. ومن أشهر رواياته: «لعبة الكريات الزجاجية» و«ذئب السهوب» و«سيدهارتا» و«داميان» و«رحلة إلى الشرق» وغيرها من الأعمال الروائية العظيمة. ترجمت إلى حوالى 60 لغة. يعتبر هيسه من أكثر الكتاب الألمان ترجمة إلى اللغة العربية، من هذه الأعمال رواية بيتر كامينتسند وهى الرواية الأولى لـهرمان هيسه، صدرت الطبعة الأولى 1968عن وزارة الثقافة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر. والطبعة الثانية 2011 صدرت عن الهيئة العامة للكتاب، في سلسلة الجوائز.

قام بترجمة رواية بيتر كامينتسند.. شيخ المترجمين عميد الدراسات الجرمانية في العالم العربى الدكتور مصطفى ماهر (1936 -2021)، فهو الذي أسس أول قسم للدراسات الألمانية في العالم العربى، حيث أسّس قسم اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، وترأسه عشرين عاما، فاستحقَّ ألقابًا عديدة، أشهرها: «عميد الدراسات الجرمانية»، و«أبوالألمانية». وهو أيضا شيخ مترجمى الألمانية، وأول من نقل عيون الأدب الألمانى إلى العربية مباشرة، ولم تقتصر جهود الدكتور ماهر على التأسيس والتعليم والترجمة من الألمانية إلى العربية (نحو ستين عملًا)، بل نقل إلى الألمانية نحو أربعين عملًا من الأدب والفكر العربى. ترجم العديد من الأَعمَال الأدبيَة والفلسفية من وإلى العربية والفرنسية والألمانية، ومنها مسرحيات وروايات من الأدب الألمانى والأدب الفرنسى، وَترجم القرآن الكريم كاملًا إلى الألمانية وهى الترجمة الوحيدة المعتمدة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة بمصر، صدرت الطبعة الثانيَّة مِنهَا عام 2007.

هيرمان هيسه.. هو كاتب سويسرى من أصل ألمانى ولد في 2 يوليو 1877 ببلدة صغيرة اسمها «كلف» على نهر الناجولد في ألمانيا، وتوفى في مونتانيولا تيسن عام 9 أغسطس 1962، كان والده مبشرًا، نشطًا في التبشير في الهند خاصة، فلما اعتلت صحته عاد من الهند إلى ألمانيا وتزوج بأرملة كان أبوها يحترف التبشير هو أيضا، عاشا معا في جو قاس من التدين المفرط، في هذا الجو خرج هرمن إلى الوجود، وقضى السنوات الأولى من حياته. وكان هرمن بطبيعته متمردًا ثائرًا، فثار كل شىء على أهله وعلى نظام حياتهم، على الجو الدينى القاسى في بيتهم، وعلى الثقافة كلها وعلى الناس. لم تكن سنوات هرمن في المدرسة إلا سنوات تمرد.

ولا شك أن أسلوب هرمن في الحياة، أسلوب الشاعر الفنان الحر، لم يكن بالأسلوب الذي يعجب أهله، وظن الأب أن المشكلة تنتهى إلى حل طيب وهو احتراف مهنة يكسب بها قوت يومه ويقيم على أساسها حياته المستقبلية، وهكذا أصبح ابن الثامنة عشرة موظفًا في مكتبة بـ «توبنجن». وفى عام 1899 أخرج هرمن هيسه كتابه الأول، وهو ديوان من الشعر اسمه «أغنيات رومانسية» لم يلق نجاحًا كبيرًا. ثم أتبع هذا الكتاب كتبًا أخرى منها «ساعة بعد منتصف الليل» وكلها لم تلق إلا القليل من النجاح. وانتقل هرمن من توبنجن إلى بازل بسويسرا، حيث قسم وقته بين العمل وبين التأليف حتى جاء عام 1904، وأخرج درته «بيتر كامينتسند» فجعلت اسمه على كل لسان. وظهرت لهيسه مؤلفات كثيرة بعد ذلك، نذكر منها: تحت العجلة، الدنيا، جيران، طرق ملتوية. ولكها كتب في اتجاه صرخة مدوية من حياته هو التي أطبقت عليها العزلة والكآبة، وفيها حنين إلى وحدة ثقافة لا يجدها فيما حولها. وفى عام 1911 سافر هرمن إلى الهند، وعاش هناك عدة سنوات، تبين بعدها أن المحنة التي يتعرض لها والتى ظن أن الظروف الخارجية هي المسؤولة عنها، محنة سببها في داخل الإنسان. وعاد إلى سويسرا وسكن مدينة برن، وأتم كتابه «ثلاث حكايات من حياة كنولب» 1915، واهتم بالدراسات النفسية وأخرج متأثرًا بها رواية دميان 1919، ثم انتقل بعد ذلك إلى السكن في مونتانيولا بمنطقة تيسين، وأكثر من التأليف ونخص من إنتاجه الضخم في هذه الفترة رواية ذئب البطاح 1927 ونارتسيس وجولدموند 1930.

عكف هيسه في الفترة من عام 1931 إلى عام 1943 على كتابة عمل حياته الرواية الخالدة «لعبة الكريات الزجاجية» التي وصل فيها إلى قمة عبقريته الأسلوبية والتشكيلية والفلسفية. وقد عاصر تأليف وخروج هذه الرواية عصر الظلام في ألمانيا، عصر الهتلرية النازية، الذي انتهى بنهاية الحرب العالمية في عام 1945. وفى عام 1946 نال هرمن هيسه جائزة نوبل. وتوالت عليه الجوائز وألوان التشريف والتكريم. وربما كان آخرها حصوله على لقب مواطن شرفى لمونتانيولا في عام 1962، وفى العام نفسه مات وقد بلغ من العمر الخامسة والثمانين، وبلغ ما قدمه إلى المكتبة الإنسانية نحو 200 رواية وديوان ومئات من المقالات والدراسات.

«بيتر كامينتسند».. رواية تربوية ألمانية تعد أول الأعمال الناجحة لهيسه نُشرت للمرة الأولى في عام 1904. حيث لم ينشر قبلها سوى مجموعتين من القصائد لقيتا استقبالًا سيئًا. في تلك الفترة الرواية أصبحت شعبية جدًا في ألمانيا، وجلبت الشهرة لهيسه، ومكنته من العيش ككاتب، واعتبرها سيجموند فرويد من أفضل الروايات عنده. احتوت الرواية على عدد من المواضيع التي ستظهر في أعماله اللاحقة.

ثقافة ترجمات هرمن هيسه رواية لعبة الكريات الزجاجية

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين ثقافة ترجمات زي النهاردة ة الأولى

إقرأ أيضاً:

اليوم نرفع راية استقلالنا (1)

تعود ذكری الاستقلال من داخل البرلمان، وبلادنا تخوض حرب الكرامة لكن ذلك لا يمنعنا من الذكری فالذكری تنفع المٶمنين.

يحُقّ لأهل السودان أن يَتَباهوا علی ساٸر أهل أفريقيا طُرَّاً، وعلی كثيرٍ من أهل الدول العربية، بأنهم قد عرفوا سُبُل الحضارة قبلهم، وخَبِروا أساليب الحكم قديمها وحديثها، منذ عهودٍ موغلة فی القِدَم، بل منذ نشأة البشرية علی كوكب الأرض!!

وقد أثبت علماء التاريخ والآثار ذلك فی دراسات كثيرة، تنوء بها أرفف المكتبات القديمة، وتتداولها وساٸط الإعلام الحديثة، ويحتفي بها أُولو العزم من الدارسين، وقد ينكرها بعض المتعصبين من أصحاب الغرض، والغرض مرض !!

وقد يقول قاٸل (هب إن إنسان السودان كان أقدم البشر، وكان هو الإنسان الأول، وأن الجميع جاءوا من نسلهم – من لدن أبينا آدم عليه السلام وحتی يرث الله الأرض ومن عليها- !! فأين هو السودان، وإنسان السودان، وحكومات السودان من ذلك؟؟؟)

– منذ أن نال السودان استقلاله من دولتي الحكم (الثناٸی) -إنجلترا/مصر- فی الأول من يناير عام 1956م ، جَرَّب (ثلاثة) أنواع من الحكومات، فصلت بينها (ثلاث) ثورات شعبية وتخللتها (ثلاث) فترات إنتقالية۔

حكومة حزبية منتخبة۔حكومة يأتی بها إنقلاب عسكری ۔حكومة إنتقالية۔

ويمكن الحديث شيٸاً ما ولو شكلياً، عن نظام (حكم ملكي) فُرِضَ علی السودان الذي كانت تستعمره انجلترا (الملكية)، بالٕاشتراك مع مصر (الملكية) أيضاً، يديره حاكم عام إنجليزي تختاره (ملكة) إنجلترا ويُصدر (الخديوی) فی مصر فرماناً بتعيينه، وفي خِضَم التنازُع بين دولتي (الحكم الثناٸی)، نُودي ب (الملك فاروق ملكاً علی مصر والسودان) مع كون مصر نفسها كانت مستعمرة بريطانية حينذاك !!

تسلمت أول حكومة وطنية مقاليد الحكم من الإستعمار ، وكانت حكومة حزبية منتخبة برٸاسة السيد الأستاذ إسماعيل الأزهری، بعدما ذاب مٶتمر الخريجين – طليعة الوطنيين المنادين بإستقلال السودان – فی الحزبين الكبيرين، أو فی الطاٸفتين الكبيرتين علی وجه الدِّقة، فمٶتمر الخريجين الذی أنشِٸَ علی غرار حزب المٶتمر الهندی- القاٸم إلی يوم الناس هذا – وجد نفسه أمام (إنتخابات عامَّة) تتطلب ميزانيات ضخمة، ومعينات كثيرة، وتجربة جديدة كليَّاً، لا قِبَل له بها، خاصة بعد المعركة الإنتخابية عام 1943م لاختيار الهيٸة الستينية للمٶتمر والتی أدت لانقسام حاد، بين مجموعتين الأولی بزعامة الأزهري يساندهم الأبروفيون، والثانية مجموعة الشوقيين بزعامة محمد علی شوقي ومجموعة من أبناء الأنصار يساندهم بطبيعة الحال السيد عبد الرحمن المهدی، ووسط جماهير تدين بالولاء للسيدين الكبيرين، السيد (السير) علي الميرغنی زعيم طاٸفة الختمية، وسليل العترة النبوية !! والسيد عبد الرحمن المهدی زعيم طاٸفة الأنصار، ونجل السيد الإمام محمد أحمد المهدی مُفجر الثورة المهدية، الذی خاض غمار حرب ضروس ضد المستعمر وحرر البلاد من ربقة الإستعمار بحد السيف (حرفياً) بمساندة واسعة من جماهير الشعب السوداني الذی بذل الغالي والنفيس في سبيل نيله حريته. فقد كان من المحتم علی عضوية مٶتمر الخريجين أن ينضووا تحت عباءة أحد السيدين ربما تُقيةً، لكنه ليس عن قناعة حتماً، وعندها تفرق مٶتمر الخريجين أيدي سبأ، وحُرم السودان من تجربة حديثة لبناء دولة ديمقراطية حديثة، ونالت البلاد إستقلالها، بعد سودنة جميع الوظاٸف فی الدولة، وكانت السودنة هی الشرارة التي أطلقت التمرد فی جنوب السودان من عقاله، في اْغسطس 1955م، قُبيل إعلان الإستقلال إحتجاجاً علی إبدال الإنجليز الرحماء!! بالعرب القساة تجار الرقيق !! كما قالت بذلك الدعاية الإستعمارية (رمتني بداٸها وانْسَلَّتِ)، والذی أفضی في نهاية الأمر – بعد حرب أهلية هی الأطول فی القارة الأفريقية – إلی انفصال جنوب السودان بعد الإستفتاء الذی أقرته إتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) الموقع فی نيروبی يناير 2005م۔ وأدت ل(ثناٸية) جديدة !!

ونواصل إن أذِن الله لنا بالعودة.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.

-الخِزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟
  • أول صورة للمُجرم الذي دهس الدراج في بيروت.. شاهدوها
  • «عاشق سارح في الملكوت».. «قلوب بيضاء» يتفوق على 41 فرقة عالمية في الفنون الشعبية
  • وزارة الخارجية: المملكة تدين حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغديبورغ الألمانية وتؤكد موقفها في نبذ العنف
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • رواية جديدة لفرار الأسد.. هرب بمدرّعة روسية واصطحب معه 3 أشخاص
  • دعاء يوم الجمعة الذي يغير الأقدار للأفضل
  • ريم بسيوني ترصد مسيرة الإمام أبو حامد الغزالي في رواية «الغواص»
  • مئة عام من العزلة رواية مدهشة ومسلسل يختزل أحداث 7 أجيال
  • إعلامي : إصابة عمر كمال بها جانب خفي .. وتبقى رواية النادي الرسمية هي الأساس