ترجمات.. هرمن هيسه متمردًا.. وثائرًا.. عاشقًا للطبيعة فى روايته الأولى «بيتر كامينتسند»
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
هرمن هيسه.. أحد أبرز روائيى القرن العشرين، وواحد من أهم الأدباء الألمان منذ عصر النهضة. ونتيجة التحولات التي شهدها مطلع القرن العشرين حيث عايش الحربين العالميتين الأولى والثانية وبطش النازية في أوروبا، هرب هيسه إلى ذاته الداخلية أكثر، حيث غاص الروائى والشاعر والرسام هيسه في أعماق النفس البشريّة باحثًا عن «الوحدة الكونيّة الأولى».
أخبار متعلقة
ترجمات .. الكاتبة اليونانية «جولى هيل» تستعيد ذكرياتها فى كتاب «فى شمس الأصيل.. إسكندريتى»
ترجمات.. العاشق الصوفى «لويس ماسينيون».. وإعادة اكتشاف شخصية شهيد التصوف «الحلاج»
ترجمات.. بمناسبة رحيله.. محررة «لوموند» الفرنسية تصدر كتابًا عن «السيرة غير المعروفة لميلان كونديرا»
أصدر هيسه 12 ديوانًا شعريًا وقد وصفه توماس مان بـ«عندليب يبدع من لغتنا صورًا من أصفى الملامح وأرقّها». حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1946، «لإبداعه الشعرى الموحى، الذي يمثل تطورا جريئا وعميقا للمثل الإنسانية العليا الكلاسيكية، فضلا عن الفن العالى الذي تقدمه أعماله».. ومن أشهر رواياته: «لعبة الكريات الزجاجية» و«ذئب السهوب» و«سيدهارتا» و«داميان» و«رحلة إلى الشرق» وغيرها من الأعمال الروائية العظيمة. ترجمت إلى حوالى 60 لغة. يعتبر هيسه من أكثر الكتاب الألمان ترجمة إلى اللغة العربية، من هذه الأعمال رواية بيتر كامينتسند وهى الرواية الأولى لـهرمان هيسه، صدرت الطبعة الأولى 1968عن وزارة الثقافة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر. والطبعة الثانية 2011 صدرت عن الهيئة العامة للكتاب، في سلسلة الجوائز.
قام بترجمة رواية بيتر كامينتسند.. شيخ المترجمين عميد الدراسات الجرمانية في العالم العربى الدكتور مصطفى ماهر (1936 -2021)، فهو الذي أسس أول قسم للدراسات الألمانية في العالم العربى، حيث أسّس قسم اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، وترأسه عشرين عاما، فاستحقَّ ألقابًا عديدة، أشهرها: «عميد الدراسات الجرمانية»، و«أبوالألمانية». وهو أيضا شيخ مترجمى الألمانية، وأول من نقل عيون الأدب الألمانى إلى العربية مباشرة، ولم تقتصر جهود الدكتور ماهر على التأسيس والتعليم والترجمة من الألمانية إلى العربية (نحو ستين عملًا)، بل نقل إلى الألمانية نحو أربعين عملًا من الأدب والفكر العربى. ترجم العديد من الأَعمَال الأدبيَة والفلسفية من وإلى العربية والفرنسية والألمانية، ومنها مسرحيات وروايات من الأدب الألمانى والأدب الفرنسى، وَترجم القرآن الكريم كاملًا إلى الألمانية وهى الترجمة الوحيدة المعتمدة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة بمصر، صدرت الطبعة الثانيَّة مِنهَا عام 2007.
هيرمان هيسه.. هو كاتب سويسرى من أصل ألمانى ولد في 2 يوليو 1877 ببلدة صغيرة اسمها «كلف» على نهر الناجولد في ألمانيا، وتوفى في مونتانيولا تيسن عام 9 أغسطس 1962، كان والده مبشرًا، نشطًا في التبشير في الهند خاصة، فلما اعتلت صحته عاد من الهند إلى ألمانيا وتزوج بأرملة كان أبوها يحترف التبشير هو أيضا، عاشا معا في جو قاس من التدين المفرط، في هذا الجو خرج هرمن إلى الوجود، وقضى السنوات الأولى من حياته. وكان هرمن بطبيعته متمردًا ثائرًا، فثار كل شىء على أهله وعلى نظام حياتهم، على الجو الدينى القاسى في بيتهم، وعلى الثقافة كلها وعلى الناس. لم تكن سنوات هرمن في المدرسة إلا سنوات تمرد.
ولا شك أن أسلوب هرمن في الحياة، أسلوب الشاعر الفنان الحر، لم يكن بالأسلوب الذي يعجب أهله، وظن الأب أن المشكلة تنتهى إلى حل طيب وهو احتراف مهنة يكسب بها قوت يومه ويقيم على أساسها حياته المستقبلية، وهكذا أصبح ابن الثامنة عشرة موظفًا في مكتبة بـ «توبنجن». وفى عام 1899 أخرج هرمن هيسه كتابه الأول، وهو ديوان من الشعر اسمه «أغنيات رومانسية» لم يلق نجاحًا كبيرًا. ثم أتبع هذا الكتاب كتبًا أخرى منها «ساعة بعد منتصف الليل» وكلها لم تلق إلا القليل من النجاح. وانتقل هرمن من توبنجن إلى بازل بسويسرا، حيث قسم وقته بين العمل وبين التأليف حتى جاء عام 1904، وأخرج درته «بيتر كامينتسند» فجعلت اسمه على كل لسان. وظهرت لهيسه مؤلفات كثيرة بعد ذلك، نذكر منها: تحت العجلة، الدنيا، جيران، طرق ملتوية. ولكها كتب في اتجاه صرخة مدوية من حياته هو التي أطبقت عليها العزلة والكآبة، وفيها حنين إلى وحدة ثقافة لا يجدها فيما حولها. وفى عام 1911 سافر هرمن إلى الهند، وعاش هناك عدة سنوات، تبين بعدها أن المحنة التي يتعرض لها والتى ظن أن الظروف الخارجية هي المسؤولة عنها، محنة سببها في داخل الإنسان. وعاد إلى سويسرا وسكن مدينة برن، وأتم كتابه «ثلاث حكايات من حياة كنولب» 1915، واهتم بالدراسات النفسية وأخرج متأثرًا بها رواية دميان 1919، ثم انتقل بعد ذلك إلى السكن في مونتانيولا بمنطقة تيسين، وأكثر من التأليف ونخص من إنتاجه الضخم في هذه الفترة رواية ذئب البطاح 1927 ونارتسيس وجولدموند 1930.
عكف هيسه في الفترة من عام 1931 إلى عام 1943 على كتابة عمل حياته الرواية الخالدة «لعبة الكريات الزجاجية» التي وصل فيها إلى قمة عبقريته الأسلوبية والتشكيلية والفلسفية. وقد عاصر تأليف وخروج هذه الرواية عصر الظلام في ألمانيا، عصر الهتلرية النازية، الذي انتهى بنهاية الحرب العالمية في عام 1945. وفى عام 1946 نال هرمن هيسه جائزة نوبل. وتوالت عليه الجوائز وألوان التشريف والتكريم. وربما كان آخرها حصوله على لقب مواطن شرفى لمونتانيولا في عام 1962، وفى العام نفسه مات وقد بلغ من العمر الخامسة والثمانين، وبلغ ما قدمه إلى المكتبة الإنسانية نحو 200 رواية وديوان ومئات من المقالات والدراسات.
«بيتر كامينتسند».. رواية تربوية ألمانية تعد أول الأعمال الناجحة لهيسه نُشرت للمرة الأولى في عام 1904. حيث لم ينشر قبلها سوى مجموعتين من القصائد لقيتا استقبالًا سيئًا. في تلك الفترة الرواية أصبحت شعبية جدًا في ألمانيا، وجلبت الشهرة لهيسه، ومكنته من العيش ككاتب، واعتبرها سيجموند فرويد من أفضل الروايات عنده. احتوت الرواية على عدد من المواضيع التي ستظهر في أعماله اللاحقة.
ثقافة ترجمات هرمن هيسه رواية لعبة الكريات الزجاجيةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين ثقافة ترجمات زي النهاردة ة الأولى
إقرأ أيضاً:
سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” (1-4)
الدكتور ضيو مطوك ديينق وول
بتاريخ 5 فبراير 2025 بالقاهرة تم تدشين رواية "إعدام جوزيف " وهي عملٌ إنساني، كُتِبَ بدارجةٍ سودانيةٍ، وكنتُ أخشي أنْ يجدَ النقادُ المصريون صعوبةً في التعاملِ معها، خاصةً الحواراتِ التي جرتْ بالعاميةِ السودانية داخلَ الكتابِ، لكنِّي تاكدتُ أنَّ الشعبَ في وادي النيلِ مُتَدَاخلٌ، يتمتعُ بمشتركاتٍ كثيرةٍ نتيجةً لأواصرِ التاريخِ والجغرافيا والحضارةِ الممتدةِ، ولذلك يستطيعُ أنْ يتعاملَ مع مفرداتِ اللغةِ بمحيطِ وداي النيل.
وأنا أبتدر هذا السجال الودي، لابد من التحيةُ والشكرُ للذين ساهموا في إخراج هذا العمل الأدبي وعلي رأسهم الأستاذان أسماءِ الحسيني ونبيل نجم الدين، لِجُهْدِهما في إقامةِ مناسبةِ التدشين والمناقشة والتوقيع علي الكتاب.
الشكرُ موصولٌ لمركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية والمنتدي الثقافي المصري لاستضافتِهِما هذا اللقاءِ المتميزِ، خاصة البروفيسور مدحت حماد الأستاذ بكلية الآداب بجامعة طنطا والأمين العام للمنتدي الثقافي المصري .
الشكرُ ممتدٌ لكلِ من شاركَ في مناقشة الكتاب وتقديم آراء ثرة، أعطت الرواية قيمتها الأدبية؛ النُقادِ، الدبلوماسين، الإعلاميين، أساتذةِ الجامعات والجمهورِ خاصةً أبناءِ جَنَوبِ السودان والسودان، بجمهورية مِصْرِ العربية وعلي رأسهم رئيس بعثة جنوب السودان بجمهورية مصر العربية السفير كوال نيوك والدكتور عبدالحميد موسي كاشا رئيس مركز كاشا لدراسات السلام والدكتور محمد عيسي علوة نائب حاكم إقليم دارفور والدكتورة إشراقة مصطفي الكاتبة والباحثة في القضايا السودانية والدبولماسي المصري السفير محمد النقلي وآخرين .
كما شهدت الفعاليات تكريم الكاتب من قبل اعضاء مجموعة مناصرة اللاجئين السودانيين برئاسة البروفسور صديق تلور عضو المجلس السيادي السوداني السابق، لدوره في دعم المبادرة.
ايضا شارك في التدشين، اعضاء المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق و الحريات برئاسة الاستاذ الصادق علي حسن المحامي.
شكرٌ خاصٌ لأستاذِنا أسامة إبراهيم رئيسِ مجلسِ إدارةِ ومديرِ دارِ النخبة العربيةِ، الذي كان من الأوائلِ الذين قرؤوا الروايةَ، ودفعوني إلى نشرِها، وَقَبِل تحدي كتابةِ المقدمةِ عندما طلبتً منه ذلك، وهي الآن تشكلُ جزءًا من النَقْدِ الذي تَضَمَّنَتْهُ الروايةُ بمفرداته الجميلةِ.
لابدَّ من شُكْرِ الدورِ الذي قام به البروفيسور قاسم نسيم حماد، أستاذُ الأدبِ والنقدِ بجامعةِ إفريقيا العالميةِ، والأستاذُ الصحفي غبريال جوزيف شدار، والأستاذُ الصحفي مثيانق شريلو، الذين قراءوا المخطوطةَ، وقدموا إرشاداتٍ مُهِمَّةٍ، ساهمت في إخراجِ الروايةِ بهذا الشَّكْلِ.
الشكرُ أخصُّه لأساتذتنا الذين قَبِلُوا دعوتَنا للمشاركةِ في التدشين، وتقديمِ آراء نقدية، وأدبية للرواية، وأخصُّ بالشكرِ الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس ورئيس ملتقي السرد العربي، و الأستاذَ نادر السماني نقيبَ الصحفيين السودانيين والأستاذَ الكاتبَ الصحفي ديفيد داو أروب كوات وكل من قرأ الرواية ونشر رأيه في وسائط الإعلام المختلفة. أقولُ لهم جميعا: إنَّ آراءكم ستكونُ محلَّ تقديرِنا.
هذا السجال الودي عبارة عن تفاعل مع الكتاب الذين قدموا جهداً عظيمًا لتعطير الرواية ومنحها روحاً جديدةً تستطيع بها أن تدخل الواقع المعاش، وتساهم في معالجة قضايا سياسية و اجتماعية ليس للسودان فقط ولكن العالم أجمع. الأستاذ الصحفي أسامة إبراهيم رئيسِ مجلسِ إدارةِ ومديرِ دارِ النخبة العربيةِ كان من الأوئلِ الذين أكدوا هذا الأمر، ولخصَّ الروايةَ تحت عنوانٍ جديدٍ "اغتيالُ العدالةِ"وهذا الوصفُ يحملُ كثيرًا من المعاني في عالمنِا المُعَاصرِ، حيثُ إنَّ غيابَ العدالةِ يجردُنا من الإنسانيةِ، ويضعُنا في مقامِ أمَّةٍ غيرِ متحضرةٍ لا تحترمُ حقوقَ الإنسانِ وتتعاملُ مع البشريةِ بعقليةٍ وحشية.
الأستاذُ دينق ديت أيوك الناقدُ الأدبي، وهو أيضًا كاتبٌ صحفيٌ من جنوب السودان، ينظر لهذه القضيةِ بأنَّها نتاجٌ للإسلامِ السياسيِ في السودان، وهو رأيٌ تساندُه كثيرٌ من الأحداث التي جرتْ في السودانِ قَبْلَ و بعد استيلاء الإسلاميين علي مقاليدِ السلطةِ عام 1989 .
أجد نفسي متفق مع الأستاذ دينق ديت فيما ذهب إليه من اعتقاد لأن الأحزابِ السياسيةِ الكبيرةِ التي تقلدت السلطةَ بعدَ خروجِ المستعمرِ كانتْ قياداتُها من بيوتاتٍ إسلاميةٍ يتخذون العروبة كايدويولجية للدولة السودانية، تاركين القومية السودانية خلفهم ، سواء كان ذلك عند حزبِ الأمةِ بزعامةِ الإمامِ الراحل الحبيب الصادق المهدي أم الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ولاحقا الجبهة الاسلامية القومية بقيادة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي.
هذه التنظيمات السياسية لم تستفد من تجربة المستعمر البريطاني الذي حاول جاهدًا إيجاد معادلٍ مرضٍ لأهل السودان بخلق المناطق المقفولة حفاظا للتراث المحلي بعد شعورهم بتعرض هوية السكان الأصليين لطمس متعمد من قبل العروبة والإسلام. هذا الفعل تعززه توجههات رجال الاستقلال الذين وعدوا جنوب السودان بتطبيق النظام الفيدرالي بعد خروج المستعمر وعادوا ليصفوا المطالبة بالفيدرالية بالخيانة العظمي. لا نريد الخوض في هذا الاتجاه في هذه العجالة بحيث أرغب في كتابة مذكراتي وسأتطرق لهذا الجانب باستفاضة.
الكثيرُ من النقادِ الذين سنحت لهم فرصةُ قراءةِ الروايةِ وعلي رأسهم أستاذُنا حمدي الحسيني الإعلامي والكاتب الصحفي المصري الذي قال: إن هذا العمل "يكافح العنصرية والتمييز في السودان" أصابَ الهدفَ بهذا التلخيصِ، هذا يجسدُ واقعنا لأكثرَ من قرنين، حيث كانت حملاتُ الرقِ في مناطق الدينكا، وكاتب هذه الرواية واحدٌ من ضحايا هذه الحملات، حيثُ تَمَّ اختطافُ جدته ومعها توأم إلي اتجاه دارفور، لا أحدَ يعرفُ عنهم شيئًا إلى يومنا هذا. لكن من المؤسف أن يستمر هذا الوضع حتي الآن بحيث نشهد يوميا استهداف الأبرياء بسبب لون بشرتهم أو ديانتهم أو لغتهم. يجب على السياسيين السودانيين أن يستفيدوا من دروس تاريخهم الغني وينقذوا ما تبقي من الأمة بايقاف الاستهداف الممنهج علي أسس التمييز العنصري.
كما ذهب كثيرون، فإنَّ الروايةَ تشخصُ المشكلةَ السودانيةَ وتؤكدُ أنَّها مصطنعةٌ من الساسةِ وليس من قبل الشعبِ الذي يتمتعُ بمكارم الأخلاقِ، يحبُ الكرمَ ويخافُ من الخالقِ. فالشعبُ السوداني، شعبٌ مميزٌ يحبُ الخيرَ لغيرِه، وله إرثٌ اجتماعيٌ كبيرٌ في المسامحةِ والمواساةِ والتصالحِ والضيافةِ والتعايشِ السلمي مع الآخرين، إلا أنَّ الساسةَ الذين حكموا هذا البلدَ العظيمَ منذ استقلالِه من المستعمرِ البريطاني كانوا سببًا في إشعالِ الحروبِ العبثيةِ، وتقسيمُ المجتمعَ علي أساسِ العرقِ والدينِ والجغرافيا وحتي القبيلةِ. قد شهدنا هذا الأمرَ في أحداثِ الراويةِ، خاصةً مأساة الرقيب سانتو الذي خَدَمَ الجنديةَ بإخلاصٍ في الهجانة بالأبيض، لكنْ بسببِ ديانتِه ونسبةً لسياسات الحكوماتِ في الخرطومِ وجدَ نفسه عدوًا لمهنة أحبها منذ الصغر، وأصبحَ ضحيةً لاعتناقِ الديانةِ المسيحيةِ، كما جاء في أحداث الفصل الثاني. فالرقيب سانتو دخلَ في صدامٍ مع قائدِ الدفاع الشعبي- بالجبهة الغربية لعدم مشاركتِه المسلمين في صلاةِ الفجرِ، وكاد أنْ يُودي ذلك بحياتِه لولا تدخل الجندي محمد آدم الذي يسكنُ معه في ثُكنات الجيشِ.
جوزيف جون باك أُعدمَ بسببِ أنَّه جنوبي رغم أنّه لم يكنِ القاتل وهذا العملُ يثيرُ كثيرًا من الشكوك فيما نقومُ به بشكلٍ يومي من تطبيقٍ للعدالةِ داخل المجتمعات، وهل فعلًا نحن كبشرٍ حقا منصفين لبعضنا؟ ولذلك هذه الروايةُ تريدُ أنْ تُرسلَ رسالةً خاصةً مفادها أنَّ الموسسات العدلية في السودان تحتاج لإصلاح لما أصابها من تسيسٍ وانحرافٍ عن مسارها وأصبحت أدواتٍ للانتقامِ في قضايا وهميةٍ لم يكنْ لها وجود أصلًا وقد لحظنا ان المقالات التي كتبها أستاذنا الصادق علي حسن ركزت علي هذا الجانب وسناتي إليها لاحقا.
aromjok@gmail.com