أحمد عاطف (القاهرة، تونس)

أخبار ذات صلة مقاتلات عراقية تقصف أوكاراً لـ«داعش» شمالي بغداد إحباط هجوم إرهابي جنوبي روسيا

بدأت تونس تطوير استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب تجمع بين الجهود الأمنية والتربوية والثقافية، وتعتمد على تعاون متعدد الأطراف محلياً ودولياً.
وقال خبراء ومحللون إن الحكومة التونسية تسعى لتحصين المجتمع ضد التطرف ومواجهة الإرهاب من خلال نهج شامل ومتكامل.


وقد تم إطلاق «حملة اتصالية متكاملة للتعريف بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب للأعوام الخمسة المقبلة»، في محاولة لتعريف كل المتدخلين في القضايا التي لديها علاقة بـ«التطرف العنيف والإرهاب» بمضامين هذه الاستراتيجية وأولوياتها.
وأوضح الخبير الاستراتيجي التونسي فيصل الشريف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تونس بدأت بناء استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب منذ عام 2016، حينما تشكلت لجنة داخل رئاسة الحكومة تضم مختلف الوزارات المعنية، وأكدت التقارير حينها أن الظاهرة الإرهابية ليست ملفاً أمنياً فقط، بل تمتد إلى المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وأضاف الشريف أنه رغم نجاح الجهود الأمنية في القضاء على العديد من الإرهابيين في مناطق عدة، وعبر عمليات استخباراتية محكمة، فإن المقاربة الأعمق والأطول مدى ما تزال غائبة، ما دفع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب لأن تقدم خريطةَ طريق تمتد إلى عام 2030، كي تكون مقاربةً تشاركيةً متعددةَ الأبعاد تشمل الطفولة والشباب والتعليم والثقافة والتعليم الديني وبرامج تثقيفية عبر وسائل الإعلام.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان إن تونس نجحت في وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، بعد تعطيلٍ استمر لسنوات بسبب محاولات بعض الأطراف السياسية منع تحقيق ذلك، موضحاً أن المسألة ليست فقط ذات بعد أمني أو عسكري في التصدي للإرهاب، بل تتعلق أيضاً بتحصين المجتمع عبر مشاركة جميع الأطراف في كل مؤسسات الدولة، بهدف التصدي للجماعات الإرهابية وأيضاً بغية تفكيك الفكر المتطرف.
وبيّن ترجمان لـ«الاتحاد» أن الإرهاب قبل أن يكون عملاً إجرامياً أو عسكرياً يستهدف تدمير البلاد، هو مجموعة من الأفكار المتطرفة التي تحاول بعضُ الجماعات نشرها عبر التلاعب بالنصوص الدينية، وهذا معروف منذ تأسيس حركة «الإخوان» الإرهابية، المنبع الأول لكل الجماعات الإرهابية التي انتشرت في العالم.
إلى ذلك، أوضح المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت، أن استراتيجية مواجهة الإرهاب في تونس تقوم على عدة ثوابت أساسية، بينها معالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية إلى عمليات الاستقطاب داخل المجتمع، بما في ذلك الحصول على تعليم شامل، كما ترتكز على نظام أمني يشمل المراقبة والترصد والاستباق لضرب الشبكات الإرهابية، وتبادل المعلومات مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
وقال ثابت في تصريحات لـ«الاتحاد» إن تونس تسعى أيضاً لمكافحة عمليات غسل الأموال، وقد نجحت بشكل كبير في تقليص مصادر تمويل الإرهاب، وهذا يعكس التخصص الأمني الذي تتمتع به الأجهزة الأمنية، التي تركز جهودَها الكاملة في مواجهة الإرهاب ومراقبة العائدين من بؤر التوتر والتحقيق في الشبكات الإرهابية المحتملة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مكافحة الإرهاب الإمارات الحكومة التونسية مكافحة التطرف مكافحة التطرف والإرهاب لمکافحة الإرهاب لـ الاتحاد

إقرأ أيضاً:

اللواء سعد معن .. قصة كفاح

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

شق طريقه بصعوبة منذ كان في البدايات الأولى وتحمل وجع الأيام وتحديات الوضع الأمني الصعب حين وقع والده شهيداً على يد عصابات الإرهاب بعد سقوط النظام . فتح عينيه كضابط شاب في غمرة الإرهاب والتفجيرات حيث المفخخات تجوب بغداد في كرخها والرصافة تنتظر الإذن لتنفجر وتمزق أشلاء الفقراء والعمال وطلاب الجامعات والموظفين والباعة والمتسوقين وعابري السبيل . كان لرجال الأمن من عناصر الجيش والشرطة النصيب الوافر من تلك المفخخات والمتفجرات والأحزمة الناسفة والإغتيالات التي هدفت لتقويض الأوضاع ونشر الفوضى وتعطيل حركة الحياة وإفشال العملية السياسية الناشئة التي تحملت أن تكون تحت وطأة جملة من التحديات بدأت في ظل وجود عسكري غربي غير مسبوق بزعامة الولايات المتحدة ومجموعات سياسية لا تمتلك الخبرة بينما دوائر ومؤسسات دولة معطلة أو مخربة وكان لتدخلات دول خارجية أثر سلبي كبير في تأخير إنجاز مهام بناء الدولة القائمة على أنقاض دولة كانت الدكتاتورية عنوانها الكامل لعقود من الزمن . وبين الفوضى وتحديها بزغت شمس الآمال من خلال رجال سياسة أصلاء تحملوا التشويه وردات الفعل المعاكسة من الرافضين للعملية السياسية والذين لا يريدون للتغيير أن يكون سمة المرحلة ومع تطور مؤسسات الدولة البسيط ومنها المؤسسة الأمنية كان هناك ضباط أكفاء لديهم الرغبة في السهر على حماية المكتسبات ومنع الإرهاب الأسود من أن يسيطر ويحكم المشهد ويخرب ذلك الحلم . كانت لتضحيات الضباط والمراتب في المؤسسة الأمنية الأثر البالغ في تمكن العراق من عبور واحدة من أصعب مراحل وجوده كدولة شهدت تحولات وإنتقالات كان لها دور في تحديد شكل المراحل التالية لتلك الدولة التي كان قدرها أن تعيش التجارب القاسية وتعبر منها إلى المستقبل بالرغم من إنه مستقبل محفوف بالإحباط والخوف والتردد .
كان الضابط الشاب سعد معن يشق طريقه بتأن وبتحد وبإصرار في تلك المؤسسة العريقة وزارة الداخلية التي كانت في مواجهة النيران والموت وكان واحداً من الضباط الشجعان الذين عايشوا مرحلة التحدي الصعبة بين رغبة تثبيت الأركان وترسيخ الوجود وبين المواجهة مع الإرهاب الذي كان هدفه منع قيام الدولة . تدرج سعد معن دراسياً وفي الرتب التي يستحق وكان قريباً لوسائل الإعلام ورجلاً في الميدان وواحدا من ضمن جيل عسكري شجاع حرص على مواكبة عملية بناء الدولة والسهر عليها والتضحية في ذلك السبيل فخسرنا المئات من الضباط والمراتب الذين إرتقوا شهداء سعداء من أجل الوطن ووجوده ومستقبله المأمول الذي يستحق التضحية والعمل والتفكير ووضع الخطط والبرامج وعدم اليأس والإنكسار فأي تردد من شأنه وأد مشروع الدولة ونهاية ذلك الحلم . لقد كان اللواء سعد معن وهو يتدرج في الرتبة والمسؤولية على مستوى من الأهلية والشجاعة ويمارس دوره كما ينبغي في مختلف المهام التي كلف بها وكان شجاعاً في مواجهة التحديات الصعبة وعايش مراحل من الإنتقال وكان فاعلاً في إنجاز المهام الموكلة إليه فقد عايش فترة التفجيرات والإرهاب والمخاطر في الشارع والميدان ولم يتردد وكان شاهداً على التحول الكبير من حالة المواجهة والقتال إلى حالة الإستقرار والهدوء التي نشهدها اليوم وهي نتاج تلك التضحيات والأعمال البطولية والدماء التي سالت .
وكأي ناجح ومتفوق وحقيقي ومنتج واجه اللواء سعد معن حسد الحاسدين وأعداء النجاح والمتربصين الذين كانوا يريدونه بعيداً عن مكانه ومسؤوليته ودوره الوطني العالي فبدأوا يؤلبون عليه ويكيدون له ويلفقون التهم الباطلة والبعيدة عن الواقع والهدف هو التشهير وإظهاره بصورة المتهم في أمور لاصلة لها بالواقع ، فقط لأنهم شعروا أنه مهني وقام بدوره كما ينبغي وخدم في المؤسسة الأمنية بطريقة مهنية وشجاعة ومسؤولة ولم تغير منه الظروف الصعبة والتحديات وسيبقى هو كما عهدناه الرجل الناجح والمسؤول وصاحب قصة كفاح إستثنائية لم تنته بل بدأت للتو مع هذا الضابط الشجاع والحقيقي غير المزيف . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

مقالات مشابهة

  • تضامن الشرقية: مبادرة "بداية" تستهدف بناء الإنسان وتحسن جودة الحياة
  • أوقاف أبوظبي تتبنى آليات استراتيجية لتطوير إدارة الأوقاف وتعزيز المشاركة المجتمعية
  • تحصين 242 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالفيوم
  • اللواء سعد معن .. قصة كفاح
  • تحصين 242712 رأس ماشية ضد مرضي الحمى القلاعية والوادي المتصدع بالفيوم
  • أهالي غزة يشيدون بدعم إمارات الخير لمكافحة شلل الأطفال
  • محمد بن راشد يعتمد استراتيجية الإمارات لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وانتشار التسلح
  • تحصين الانتقال المدني والتحول الديمقراطي القادم في السودان من الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية
  • خبراء: إضراب الهستدروت يعكس الانقسام حول الحرب ويزيد الضغط على نتنياهو
  • خبير دولي: مصر تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ومعالجة الصراعات والنزاعات