المملكة المتحدة تستأنف تمويل وكالة أغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
يوليو 19, 2024آخر تحديث: يوليو 19, 2024
المستقلة/- أعلن وزير الخارجية البريطاني أن بريطانيا ستعيد تمويل وكالة أغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، في أول خروج كبير لحزب العمال عن موقف الحكومة السابقة تجاه أزمة الشرق الأوسط.
و قال ديفيد لامي للنواب يوم الجمعة إنه قرر إلغاء تجميد التمويل، الذي تم تعليقه في يناير بعد أن زعمت إسرائيل أن موظفي الأونروا متورطون في هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس.
و يمثل قرار لامي انقسام نادر بين المملكة المتحدة و الولايات المتحدة بشأن السياسة تجاه غزة، مما يترك الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الوحيدة التي لم تستعد التمويل.
و قال لامي لمجلس العموم: “لقد روعتني المزاعم القائلة بأن موظفي الأونروا متورطون في هجمات 7 أكتوبر. لكن الأمم المتحدة أخذت هذه الادعاءات على محمل الجد… نحن مطمئنون أنه بعد المراجعة المستقلة التي أجرتها كاثرين كولونا، تعمل الأونروا على ضمان تلبية أعلى معايير الحياد و تعزيز إجراءاتها بما في ذلك التدقيق.”
و أضاف: “لقد تحركت الأونروا. و قد تحرك الآن شركاء نشطون مثل اليابان و الاتحاد الأوروبي و النرويج. هذه الحكومة سوف تتحرك. أستطيع أن أؤكد للمجلس أننا قمنا بإلغاء تعليق تمويل الأونروا”.
ستقدم المملكة المتحدة الآن تمويل بقيمة 21 مليون جنيه إسترليني للأونروا، ليتم إنفاقه على الغذاء و المأوى الطارئ و الخدمات الأساسية الأخرى لملايين الأشخاص في غزة و الضفة الغربية.
و جاء قرار لامي بعد ضغوط منسقة من شخصيات بارزة في حزب العمال لإلغاء حظر التمويل.
و في وقت سابق من هذا الأسبوع، قدم أصدقاء إسرائيل في حزب العمل إحاطة لأعضاء البرلمان الذين دعوا إلى رفع تجميد الأموال، قائلين إنه من الضروري تخفيف المعاناة الإنسانية على المدى القصير. في هذه الأثناء، كانت مجموعة من نواب حزب العمال تستعد لطرح تعديل على خطاب الملك يدعو الوزراء إلى القيام بذلك.
زار لامي إسرائيل و الأراضي الفلسطينية المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، بينما تحدث كير ستارمر مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، و محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، منذ أن أصبح رئيس للوزراء.
و قال وزير الخارجية إنه قرر إعادة تمويل الأونروا لأسباب منها الحظر الذي فرضته إسرائيل على دخول المساعدات إلى غزة. و قال: “وعدت إسرائيل بتقديم طوفان من المساعدات في أبريل/نيسان الماضي، لكنها تفرض قيود مستحيلة و غير مقبولة”.
و دافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس و أدان هجوم الطائرات بدون طيار على تل أبيب خلال الليل. لكنه قدم أيضاً دفاعاً متحمس عن الدولة الفلسطينية، قائلاً: “المدنيون في غزة محاصرون في الجحيم على الأرض. لقد ظل الشعب الفلسطيني في عذاب لعقود من الزمن، محروم من الدولة التي هي حقه غير القابل للتصرف.”
لكن لامي لم يقل ما إذا كانت الحكومة ستتخلى الآن عن جهودها لتأخير قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن ما إذا كانت ستصدر مذكرة اعتقال ضد نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
و كانت الحكومة السابقة قد أبلغت المحكمة الجنائية الدولية بأنها تعتزم تقديم استئناف للطعن في اختصاص المحكمة على المواطنين الإسرائيليين. و كشفت صحيفة الغارديان الأسبوع الماضي أنه من غير المرجح أن تستمر الحكومة في هذا الاستئناف، مما يسمح للمحكمة بالمضي قدماً في قرارها، لكن الوزراء لم يؤكدوا بعد موقفهم بشأن هذه القضية.
كما رفض وزير الخارجية الإفصاح عما إذا كان ينوي نشر المشورة القانونية للحكومة بشأن الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة. و قال لامي: “سأسعى إلى اتخاذ قراري بمساءلة و شفافية كاملة”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
قرار إسرائيل حظر الأونروا في القدس يدخل حيز التنفيذ
دخل قرار سلطات الاحتلال حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية حيز التنفيذ اليوم الخميس.
وغادر الموظفون الدوليون في الوكالة مدينة القدس الشرقية لانتهاء مفعول تصاريحهم الإسرائيلية فيما لم يتواجد الموظفون المحليون في مقار الوكالة.
وكانت سلطات الاحتلال أمرت الأونروا بإخلاء جميع منشآتها في القدس الشرقية ووقف عملياتها فيها بحلول اليوم.
وجاء القرار في رسالة وجهها الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يوم 24 يناير/ كانون الثاني الجاري.
ومنذ ذلك الحين أخلت "الأونروا" مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح الذي تتواجد فيه منذ العام 1951 وعيادة بالبلدة القديمة في المدينة ومدارس في المدينة بما فيها مركز تدريب مهني.
هجمات وعنف واعتقالاتوقالت الأونروا في تصريح مكتوب "تعمل الأونروا في جميع أنحاء القدس الشرقية المحتلة منذ خمسينيات القرن الماضي. وتوفر الوكالة الرعاية الصحية الأولية لما مجموعه 70 ألف مريض إلى جانب 1150 طالبا وطالبة في مدارس وعيادات الأونروا".
وأضافت "المقر الرئيسي للأونروا في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، حيث تتواجد الوكالة منذ أكثر من 70 عاما، هو مركز عمليات الوكالة في الضفة الغربية المحتلة التي تشمل القدس الشرقية".
إعلانوتابعت "مجمع قلنديا هو مركز تدريب مهني لما مجموعه 350 طالبا وطالبة (تتراوح أعمارهم بين 15-19 سنة)، ويقع على أرض أتاحتها الحكومة الأردنية للأونروا".
وأردفت "على مر السنين، كانت هناك محاولات متكررة لإجبار الأونروا على إخلاء المبنى في الشيخ جراح، بوسائل عدة بما في ذلك من خلال هجمات الحرق المتعمد والاحتجاجات من قبل المتطرفين ورسائل الإخلاء. وقد تعرض موظفو الأونروا للعنف والاعتقالات".
جيش الاحتلال دمر عددا من مقرات ومدراس تابعة للأونروا في غزة (الفرنسية) طرد إسرائيليوقال المتحدث باسم وكالة "الأونروا" جوناثان فاولر لموقع الأمم المتحدة، الأربعاء "تم تقصير مهلة التأشيرات للموظفين الدوليين لتنتهي يوم 29 يناير/ كانون الثاني، وهو ما يعادل الطرد. لذا، أنا وبقية الزملاء الدوليين الذين كانوا في مقر الأونروا في القدس اليوم، انطلقنا إلى عمان (الأردن)، وقد وصلت للتو إلى الأردن".
وأضاف "التزامنا بالامتثال للقرار ينشأ من حقيقة أن أي شخص يعمل لصالح الأمم المتحدة في أي مكان لابد وأن يحصل على تأشيرة من البلد أو السلطات التي يعمل بها. ونحن لا نمارس عملنا في ظل انتهاك للقانون حتى لو كان يعني أن نفعل ذلك مكرهين، وهذا يعادل إعلاننا كأشخاص غير مرغوب فيهم. كان لزاما علينا الامتثال، ولم يكن لدينا أي خيار آخر".
وتابع "الموظفون الدوليون في المقر الرئيسي نقلوا إلى مكان آخر حتى يتسنى لنا استئناف عملنا، والذي بالطبع ليس لدينا أي رؤية بشأنه".
وأردف "أما الموظفون المحليون – الذين يشكلون بالطبع الأغلبية بين موظفينا – لن يكونوا موجودين في المجمع بسبب المخاطر التي يمكن أن يواجهونها، خاصة عندما تكون هناك مظاهرات تنظمها حركات إسرائيلية مختلفة حول المقر في القدس الشرقية".
تتعرض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين باستمرار للتحريض الإسرائيلي (غيتي) مخطط استيطانيوكان نائب رئيس بلدية القدس الغربية اليميني المتطرف أرييه كينغ دعا من خلال منصة "إكس"، أمس الأربعاء، للتجمع قبالة مقر "الأونروا" بالشيخ جراح والاحتفال بمناسبة إخراج الوكالة الأممية من مدينة القدس.
إعلانوسبق لكينغ أن أعلن في الأشهر الماضية إعداد مخطط لبناء 1440 وحدة استيطانية مكان مقر الأونروا في الشيخ جراح البالغة مساحته عدة آلاف متر مربع.
وكانت الأمم المتحدة دعت إسرائيل مرارا للتراجع عن القرار ولكن بدون جدوى.
وردت المحكمة العليا الإسرائيلية، مساء الأربعاء، التماسا قدمه المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" لإصدار أمر قضائي مؤقت بوقف الإجراءات ضد "الأونروا".
وقال مركز عدالة (غير حكومي) في تصريح مكتوب "رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلبًا بإصدار أمر قضائي مؤقت تقدمت به مؤسسة عدالة مع التماسها ضد قانونين يهدفان إلى وقف عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".
وأضاف " قدم مركز عدالة الالتماس في 16 يناير/ كانون الثاني الجاري نيابة عن عشرة لاجئين فلسطينيين سيتأثرون بشدة بالقوانين، بالتعاون مع مركز غيشا – المركز القانوني لحرية الحركة" وهي مؤسسة إسرائيلية غير حكومية.
وذكر مركز عدالة إن " قرار المحكمة العليا جاء بعد أن قدمت الدولة والكنيست ردودهما على طلب الأمر القضائي المؤقت، حيث أصرا على التنفيذ الفوري للقوانين، المقرر أن تدخل حيز التنفيذ غدًا (اليوم)، مع تجاهل العواقب الإنسانية الكارثية".
قصفت قوات الاحتلال عدة مدارس تابعة للأونروا كانت تؤوي نازحين (الأناضول)
ولفت إلى أنه يخشى من تأثير القرار الإسرائيلي ليس فقط على عمل "الأونروا" في القدس الشرقية وإنما أيضا في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست نهائيا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل إسرائيل وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.
إعلانوتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.
وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أميركي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى أكثر من 15 شهرا.