محمد بن زايد والبرهان بحثا سبل وقف الحرب في السودان .. الجانبان ناقشا مقترحاً من آبي أحمد للتوسط
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
محمد بن زايد والبرهان بحثا سبل وقف الحرب في السودان
مصادر دبلوماسية قالت إن الجانبين ناقشا مقترحاً من آبي أحمد للتوسط
الشرق الاوسط:
في خطوة وجدت صدى كبيراً، قالت مصادر دبلوماسية إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أجريا اتصالاً هاتفياً ناقشا خلاله مقترحاً من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للتوسط من أجل إنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ 15 شهراً.
وهذا هو أول اتصال علني بين الزعيمين منذ أن بدأ الجيش السوداني في انتقاد الإمارات صراحة بسبب ما قيل عن دعمها «قوات الدعم السريع» شبه العسكري، وهو ما نفته الإمارات مراراً.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، الخميس، أن الشيخ محمد بن زايد أكد خلال الاتصال «حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد، وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه، ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء».
وشدد رئيس دولة الإمارات على الحوار السلمي، وتغليب صوت الحكمة للحفاظ على أمن واستقرار السودان، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة دعمها الجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني.
وذكرت مصادر دبلوماسية سودانية أن البرهان وبن زايد ناقشا مقترحاً من آبي أحمد الذي زار السودان في وقت سابق من هذا الشهر، للتوسط لإنهاء الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 بسبب خلافات على خطط الانتقال إلى حكم مدني.
وفي السودان، كثرت التحليلات والتأويلات حول مغزى الاتصال، وأثار الكثير من الجدل والتساؤلات، بعد يوم من التصريحات الساخنة التي أطلقها مساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، متهماً فيها قادة دولتي الإمارات وتشاد بدعم «قوات الدعم السريع» عسكرياً في حربها ضد الجيش.
وفي حين يرى فريق أن الاتصال الذي جاء بعد قرابة عام ونصف العام من اندلاع الحرب في السودان خطوة إيجابية تعزز من فرص إنهاء الحرب في السودان، ذهب أنصار النظام المعزول من «الإخوان المسلمين» إلى مهاجمة قائد الجيش السوداني.
وتقدم السودان في يونيو (حزيران) الماضي بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي يتهم فيه الإمارات بإمداد «قوات الدعم السريع» بالأسلحة في العدوان الذي تشنه على الجيش السوداني، وهو ما نفته الإمارات.
وقال قيادي في «قوى الحرية والتغيير» إن المحادثة الهاتفية لم تكن مفاجئة بالنسبة لهم، مضيفاً: «كنا نعلم أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى بورتسودان، تأتي بتنسيق تام بين القوى الإقليمية والدولية لإقناع قادة الجيش السوداني بالتوجه إلى مسار الحل السلمي المتفاوَض عليه».
وأضاف المصدر القيادي الذي طلب حجب اسمه: «ندرك تماماً أن هناك تياراً داخل الجيش السوداني تؤثر عليه الحركة الإسلامية، يضع العراقيل أمام أي مساعٍ لوقف الحرب من أجل العودة إلى السلطة مرة أخرى، وعمل على إفشال ما جرى التوصل إليه في منبر جدة والمفاوضات التي جرت في العاصمة البحرينية المنامة».
وفقاً للقيادي، فإن كل التحركات التي تجري لوقف الاقتتال في السودان سواء على المستوى الأفريقي أم دول الجوار العربي تجري بتنسيق كامل مع المجهودات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي وأميركا. ورأى المحلل السياسي الجميل الفاضل أن «الإمارات قد تحركت في أكثر من جبهة لمزيد من التدخل الدبلوماسي في الشأن السوداني، من خلال توصلها إلى وثيقة مع 12 دولة تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان».
وأضاف المحلل السياسي أن الاتصال الهاتفي بين القيادة في البلدين جاء لتخفيف حدة التوتر في أعقاب التصعيد «اللفظي» الذي صدر عن مساعد قائد الجيش ياسر العطا، ضد قيادة دولة الإمارات بشكل شخصي.
وأشار الفاضل إلى أن زيارة قائد أركان الجيش الإثيوبي برفقة القائد الثاني لـ«قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم حمدان دقلو، إلى جنوب السودان ولقاءهما بالرئيس سلفاكير ميارديت، يمكن أن يُفهما في سياق تحركات الإمارات مع الحلفاء الإقليميين لإحكام الحصار على حكومة قادة الجيش في بورتسودان.
وقال إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين البرهان وبن زايد يهدف إلى تقليل حدة التوتر وعواقبه، مشيراً في هذا الصدد إلى ما نقلته وكالة الأنباء الإمارتية (وام) عن البرهان، والذي أثنى فيه على الأدوار التي يمكن أن تلعبها الإمارات في الأزمة السودانية، وهذا يعطي مؤشراً إيجابيا لإمكانية التحول في العلاقات بين البلدين، وقبول مبدأ إشراك الإمارات في منبر «جدة» الموسع، على أساس أن لها تأثيراً على الطرف الآخر «الدعم السريع»، وفقاً للمزاعم المتداولة بدعمها.
ورأى المحلل السياسي أن المكالمة الهاتفية بين البرهان وبن زايد سيكون لها ما بعدها، بتقبُّل الإمارات جزءاً من المعادلة ضمن المساعي الإقليمية والدولية، وهذا ما يفسر توجس تنظيم «الإخوان المسلمين» وهجوم الموالين له على قائد الجيش السوداني، لقطع الطريق أمامه لأي محاولة منه لإعطاء الإمارات دوراً في وقف الحرب.
وقال الفاضل إن «التنظيم الإخواني» لا يثق بالبرهان، ولا يرغب في أي تواصل مع الإمارات التي يرى أنها تقف ضده، متوقعاً أن يشن حملة شرسة ضد قائد الجيش للتراجع عن أي خطوة يمكن أن تقود إلى حل تفاوضي لوقف الحرب.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قائد الجیش السودانی قوات الدعم السریع الحرب فی السودان محمد بن زاید وقف الحرب آبی أحمد
إقرأ أيضاً:
في القيادة العامة .. رئيس هيئة الأركان السوداني يستقبل وفد اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية
استقبل رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين بمكتبه بالقيادة العامة في الخرطوم الاربعاء أعضاء اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية برئاسة اللواء الركن عبدالرحمن عبدالحميد ابراهيم، بحضور ممثلين للجنة الاستنفار والمقاومة بولاية الخرطوم.وأثنى الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين على جهود اللجنة القومية ولجان الولايات في قيادة العمل الشعبي وإسنادها للقوات المسلحة عسكريًا ومدنيًا. وأشار إلى أن كل المتحركات بالسودان بها مستنفرين، وأن معركة الكرامة تاريخ ليس للقوات المسلحة والاجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين فحسب، بل لكل السودانيين. مبشرًا بأن الحرب لن تطول وستعود الحياة لطبيعتها قريبًا.وقدم اللواء الركن عبدالرحمن عبدالحميد، رئيس اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية، التهنئة لرئيس هيئة الأركان، نيابة عن كل مستنفري السودان، بمناسبة الانتصارات وصمود قوات القيادة العامة. وأكد أن هذا الانتصار يمثل تاريخًا جديدًا سيبني عليه مستقبل السودان، وأن القوات المسلحة ستكونون أيقونة ورمزًا لكل جيوش العالم.وتواصلت الزيارة إلى مقر سلاح الإشارة في بحري، حيث كان في استقبالهم اللواء الركن عبدالعزيز محمد أبكر، الذي أكد على تلاحم المتقاعدين عسكريًا والذين لا زالوا في الخدمة، خدمة لانسان السودان، ووقال أن المقاومة سند وعون لهم. مشيرًا إلى أن صمودهم في منطقة بحري لم يكن من فراغ، إنما نتاج لقسم أديناه أن نكون خلف القائد تحقيقًا لتطلعات الشعب السوداني.كما زار الوفد مقر جهاز الأمن والمخابرات العامة ، حيث كان في استقبالهم العقيد أمن سامي العبيد محمد والذي أكد أن بحري الآن خالية تمامًا من المليشيا، وأن دور المستنفرين واضح منذ بداية الحرب. وأشار إلى أن فترة ما بعد الحرب سيتعاظم دورهم في عملية البناء وإعادة التعمير.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب