محمد بن زايد والبرهان بحثا سبل وقف الحرب في السودان
مصادر دبلوماسية قالت إن الجانبين ناقشا مقترحاً من آبي أحمد للتوسط

الشرق الاوسط:

في خطوة وجدت صدى كبيراً، قالت مصادر دبلوماسية إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أجريا اتصالاً هاتفياً ناقشا خلاله مقترحاً من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للتوسط من أجل إنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ 15 شهراً.



وهذا هو أول اتصال علني بين الزعيمين منذ أن بدأ الجيش السوداني في انتقاد الإمارات صراحة بسبب ما قيل عن دعمها «قوات الدعم السريع» شبه العسكري، وهو ما نفته الإمارات مراراً.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، الخميس، أن الشيخ محمد بن زايد أكد خلال الاتصال «حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد، وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه، ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء».

وشدد رئيس دولة الإمارات على الحوار السلمي، وتغليب صوت الحكمة للحفاظ على أمن واستقرار السودان، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة دعمها الجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني.

وذكرت مصادر دبلوماسية سودانية أن البرهان وبن زايد ناقشا مقترحاً من آبي أحمد الذي زار السودان في وقت سابق من هذا الشهر، للتوسط لإنهاء الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 بسبب خلافات على خطط الانتقال إلى حكم مدني.

وفي السودان، كثرت التحليلات والتأويلات حول مغزى الاتصال، وأثار الكثير من الجدل والتساؤلات، بعد يوم من التصريحات الساخنة التي أطلقها مساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، متهماً فيها قادة دولتي الإمارات وتشاد بدعم «قوات الدعم السريع» عسكرياً في حربها ضد الجيش.

وفي حين يرى فريق أن الاتصال الذي جاء بعد قرابة عام ونصف العام من اندلاع الحرب في السودان خطوة إيجابية تعزز من فرص إنهاء الحرب في السودان، ذهب أنصار النظام المعزول من «الإخوان المسلمين» إلى مهاجمة قائد الجيش السوداني.

وتقدم السودان في يونيو (حزيران) الماضي بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي يتهم فيه الإمارات بإمداد «قوات الدعم السريع» بالأسلحة في العدوان الذي تشنه على الجيش السوداني، وهو ما نفته الإمارات.

وقال قيادي في «قوى الحرية والتغيير» إن المحادثة الهاتفية لم تكن مفاجئة بالنسبة لهم، مضيفاً: «كنا نعلم أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى بورتسودان، تأتي بتنسيق تام بين القوى الإقليمية والدولية لإقناع قادة الجيش السوداني بالتوجه إلى مسار الحل السلمي المتفاوَض عليه».

وأضاف المصدر القيادي الذي طلب حجب اسمه: «ندرك تماماً أن هناك تياراً داخل الجيش السوداني تؤثر عليه الحركة الإسلامية، يضع العراقيل أمام أي مساعٍ لوقف الحرب من أجل العودة إلى السلطة مرة أخرى، وعمل على إفشال ما جرى التوصل إليه في منبر جدة والمفاوضات التي جرت في العاصمة البحرينية المنامة».

وفقاً للقيادي، فإن كل التحركات التي تجري لوقف الاقتتال في السودان سواء على المستوى الأفريقي أم دول الجوار العربي تجري بتنسيق كامل مع المجهودات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي وأميركا. ورأى المحلل السياسي الجميل الفاضل أن «الإمارات قد تحركت في أكثر من جبهة لمزيد من التدخل الدبلوماسي في الشأن السوداني، من خلال توصلها إلى وثيقة مع 12 دولة تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان».

وأضاف المحلل السياسي أن الاتصال الهاتفي بين القيادة في البلدين جاء لتخفيف حدة التوتر في أعقاب التصعيد «اللفظي» الذي صدر عن مساعد قائد الجيش ياسر العطا، ضد قيادة دولة الإمارات بشكل شخصي.

وأشار الفاضل إلى أن زيارة قائد أركان الجيش الإثيوبي برفقة القائد الثاني لـ«قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم حمدان دقلو، إلى جنوب السودان ولقاءهما بالرئيس سلفاكير ميارديت، يمكن أن يُفهما في سياق تحركات الإمارات مع الحلفاء الإقليميين لإحكام الحصار على حكومة قادة الجيش في بورتسودان.

وقال إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين البرهان وبن زايد يهدف إلى تقليل حدة التوتر وعواقبه، مشيراً في هذا الصدد إلى ما نقلته وكالة الأنباء الإمارتية (وام) عن البرهان، والذي أثنى فيه على الأدوار التي يمكن أن تلعبها الإمارات في الأزمة السودانية، وهذا يعطي مؤشراً إيجابيا لإمكانية التحول في العلاقات بين البلدين، وقبول مبدأ إشراك الإمارات في منبر «جدة» الموسع، على أساس أن لها تأثيراً على الطرف الآخر «الدعم السريع»، وفقاً للمزاعم المتداولة بدعمها.

ورأى المحلل السياسي أن المكالمة الهاتفية بين البرهان وبن زايد سيكون لها ما بعدها، بتقبُّل الإمارات جزءاً من المعادلة ضمن المساعي الإقليمية والدولية، وهذا ما يفسر توجس تنظيم «الإخوان المسلمين» وهجوم الموالين له على قائد الجيش السوداني، لقطع الطريق أمامه لأي محاولة منه لإعطاء الإمارات دوراً في وقف الحرب.

وقال الفاضل إن «التنظيم الإخواني» لا يثق بالبرهان، ولا يرغب في أي تواصل مع الإمارات التي يرى أنها تقف ضده، متوقعاً أن يشن حملة شرسة ضد قائد الجيش للتراجع عن أي خطوة يمكن أن تقود إلى حل تفاوضي لوقف الحرب.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قائد الجیش السودانی قوات الدعم السریع الحرب فی السودان محمد بن زاید وقف الحرب آبی أحمد

إقرأ أيضاً:

وزير العدل ونظيره الفرنسي يبحثان التعاون ومكافحة الجرائم العالمية

التقى عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، جيرارد دارمانان، وزير العدل في الجمهورية الفرنسية، والوفد المرافق له في مكتبه بديوان وزارة العدل في أبوظبي.
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في مجال تنسيق الجهود في مكافحة الجرائم العالمية ، في ما يخص الأمور المالية والفساد، وملف تسليم المجرمين في إطار الاتفاقيات العديدة الموقعة بينهما.
وأكد الجانبان ـ في بيان مشترك ـ العلاقات الوطيدة الراسخة بين البلدين والتي تتميز بالثقة والصداقة وبالالتزام العميق المشترك بتعزيز التعاون في كافة المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وأكد الجانبان أن هذه الزيارة تعد جزءاً من الالتزام والإيمان المشترك الراسخ بتعزيز التعاون الدولي وأهمية تبادل الخبرات، حيث جرى مناقشة تعزيز الشراكة في العديد من الجوانب.
وأشار عبدالله النعيمي إلى أنّ دولة الإمارات تلتزم بأفضل الممارسات الدولية الخاصة بإجراءات مكافحة التمويل غير المشروع، والتعاون البناء مع الشركاء الدوليين في مواجهة أي تهديدات لسلامة وأمن النظام المالي العالمي، مشيراً إلى التعاون الوثيق مع فرنسا في هذه الجهود.
ومن جانبه، أكد دارمانان، أهمية الشراكة بين فرنسا ودولة الإمارات في مجال مكافحة الجريمة المنظمة.(وام)

مقالات مشابهة

  • وزير العدل ونظيره الفرنسي يبحثان التعاون ومكافحة الجرائم العالمية
  • محمد بن زايد ووزير الداخلية الأفغاني يبحثان دعم الإعمار والاستقرار في أفغانستان
  • السودان (الجحيم الذي يسمي وطن)!!
  • محمد بن راشد: «كتاب الشاهد» قصة رجل من الإمارات حمل قيم زايد
  • السيادة السوداني: قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد البرهان كيدي ويستهدف وحدة السودان
  • مساعد قائد الجيش السوداني: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • حميدتي والبرهان في مرمى العقوبات الأميركية.. واشنطن تضغط على قادة طرفي الصراع في السودان
  • القنصل السوداني بأسوان يشيد بدور مصر في أزمة الحرب
  • عقوبات على حميدتي والبرهان.. إلى ماذا تهدف أميركا في السودان؟
  • د. عنتر حسن: الطبيب السوداني الذي قتل في جوبا !!!