محللان سياسيان: إسرائيل في معضلة والضغوط ستزداد على نتنياهو لوقف الحرب
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
يرى محللان سياسيان تحدثا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن إسرائيل تواجه معضلة حقيقية، بعد استهداف الحوثيين لتل أبيب بطائرة مسيّرة، ورجحا أن تزداد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الحرب في قطاع غزة.
وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى سريع أعلن صباح اليوم الجمعة -في بيان متلفز- أن سلاح الجو المسيّر التابع للجماعة نفذ ما وصفها بعملية نوعية في تل أبيب التي قال إنها ستكون هدفا رئيسيا.
وذكر الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن الهجوم على تل أبيب يؤكد تآكل الردع الإسرائيلي وفشل الحكومة والمؤسسة العسكرية وحتى جهاز الاستخبارات، مشيرا إلى أن ضرب تل أبيب أعاد إلى أذهان الإسرائيليين عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال.
وأشار إلى أن ضرب تل أبيب يكرّس معادلة مختلفة بالنسبة للإسرائيليين، لأنها تمثل العصب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وتسكنها شرائح تعودت على الرفاهية والعيش في أمن واستقرار.
ولذلك هناك نقاش يجري داخل إسرائيل -يضيف مصطفى- حول كيفية التعامل مع هجوم الحوثيين، وقال إن هناك من يرى بضرورة الرد المباشر على الضربة هذه المرة وعدم ترك الأمر للأميركيين.
مخاوف إسرائيلية
غير أن بعض الإسرائيليين يتخوفون من أن يؤدي الرد على الحوثيين بشكل مباشر إلى دفعهم أكثر لتكثيف هجماتهم، بالإضافة إلى إشعال جبهات أخرى، وخاصة مع حزب الله اللبناني، لا يكون بمقدور إسرائيل واستخباراتها وجيشها مواجهتها.
وخلص الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد"- إلى أن قادة الاحتلال يواجهون معضلة حقيقية اليوم، فإذا ردوا على الحوثيين سيشعلون المنطقة، وإذا لم يردوا سيكرسون حالة الضعف لديهم.
ورجح مصطفى أن تمارس المؤسسة العسكرية المزيد من الضغوط على نتنياهو من أجل وقف الحرب في غزة والذهاب إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية، لعلمها أن وقف الحرب في غزة سيوقف التصعيد على الجبهات الأخرى.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، علي حيدر إن ضرب تل أبيب هو عينة لما قد يحصل للاحتلال في حال تطور الصراع مع جبهة جنوب لبنان، إذ ستسقط عليه مئات المسيّرات والصواريخ التي بحوزة المقاومة اللبنانية.
ورجح حيدر أن تبادر إسرائيل بنفسها إلى الرد على هجوم الحوثيين في اليمن حفاظا على صورتها ولاعتبارات داخلية، لكنه أشار إلى أن مثل هذه الخطوة ستحفز الحوثيين لتكثيف ضرباتهم على الاحتلال.
وتحدث ضيف برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" عن أهمية الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الصراع الحالي، وقال إن هذه الجبهة تحولت إلى جبهة قتال رئيسية، بفعل تطور الوسائل القتالية ومعادلات القوة.
كما أكد وجود تكامل وتنسيق بين جبهات الإسناد، لبنان واليمن والعراق، وهو ما تؤكده طبيعة الأهداف والوسائل القتالية المستخدمة، مبرزا أنه ليس من المصادفة أن ينفذ الحوثيون هجومهم على تل أبيب في ظل التطورات التي تشهدها الحرب في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحرب فی تل أبیب فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والعودة إلى الحرب
لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.
وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.
مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً.
التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.
ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.
من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.
ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه.
ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.