خمسون عامًا على رهبنة البابا ثيودروس الثاني
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تحتفل بطريركية الروم الأرثوذكس، بمناسبة مرور خمسين عامًا على رهبنة البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، وتَكَرُّسَه للكنيسة، وذلك يوم 13 أغسطس 2023 في دير رقاد والدة الإله Agarathos تكريما لغبطته خلال زيارته لجزيرة كريت.
ومن المقرر أن يحضر الاحتفالية للبابا ثيودروس، أوجينوس رئيس أساقفة كريت ومتروبوليت البتراء وهيرونيسوس المطران جيراسيموس.
في هذا العام 2023 تمر خمسون عامًا على رهبنة البابا ثيودروس الثاني في دير رقاد والدة الإله Agarathos بجزيرة كريت. ففي عام 1972 طرق نيكولاوس شوريوتاكيس (بابا وبطريرك الإسكندرية الحالي ثيودورس الثاني) باب دير أغاراثوس في عمرِ الثامنة عشر عامًا طالبًا الترهب، والذي أصبح له ديرًا للتوبة.
يقع دير Agarathos على بعد 23 كم جنوب شرق مدينة هيراكليون بجزيرة كريت، وفقًا للتقاليد يعتبر دير أغاراثوس "الأول من نوعه" في الجزيرة. وهو من أغنى الأديرة في الجزيرة.
يرجع اسم Agarathos إلى نبات agarathia (Phlomis fruticosa)، والذي يقال إنه تم العثور تحته على أيقونة مريم العذراء المعجزة، في المكان الذي تم فيه بناء كاتدرائية في وقت لاحق.
يعود أقدم ذكر معروف للدير إلى عام 1504، عندما منحت عائلة كاليرجيس الدير المهجور للراهب نيوفيتوس نوتاراس، الذي حوله بسرعة كبيرة إلى مُجمع رهباني مزدهر.
ارتبطت العديد من الشخصيات العظيمة باسم دير أجاراثوس. كان من بينهم ميليتيوس بيجاس، وسيلفستروس، وثيودور الثاني (من باباوات وبطاركة الإسكندرية). وكيريلوس لوكاريس (البطريرك المسكوني). وجراسيموس بالايوكاباس (أسقف كريت وأستاذ في جامعة بادوا). واللاهوتي يوسيف فرينيوس.
سبق وزار البابا ثيودروس الدير عام 2015 بمناسبة مرور عشر سنوات من انتخابه على عرش القديس مرقص.
في ذلك اليوم قال غبطته في خطابه: "مرة أخرى أطرق باب ديري، الحاج الورع والأخ الموقر الذي لم ينس أبدًا مهد مكانته الكهنوتية".
يوجد في الدير قاعة تحوي ما تبرع به غبطته للدير من أشياء كنسية وصور فوتوغرافية. وكذلك الهدايا التي تلقاها خلال مسيرته الرائعة حتى اليوم، من الشخصيات التي تركت تاريخ، وأصبحت الآن معروضة لعامة الناس.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني
مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.
نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.
كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.
هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.
ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.