كشف استطلاع جديد أجرته شركة أليانز ريسيرش للتأمين أن الذكاء الاصطناعي يؤجج المخاوف بشأن فقدان الوظائف في ست دول أوروبية. وأظهرت النتائج أن 46% من المشاركين يتوقعون أن يقلل الذكاء الاصطناعي عدد الوظائف، بينما يعتقد 33% فقط أنه يمكن أن يوسع سوق العمل. شمل الاستطلاع نحو 6300 شخص بالغ من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبولندا والنمسا.



أشار الاستطلاع إلى أن 51% من المشاركين يرون أن الذكاء الاصطناعي يوسع فجوة المهارات وعدم المساواة، في حين أعرب 21% فقط عن تفاؤلهم بشأن الفوائد المحتملة لهذه التكنولوجيا. وقال الباحث آرني هولزهاوزن من شركة أليانز إن السكان في العديد من الدول الأوروبية يشعرون بالقلق من التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي، مما يجعلهم متشككين حيال تأثيراته.

رغم هذه المخاوف، يتوقع الخبراء أن يكون للذكاء الاصطناعي فوائد اقتصادية كبيرة. وأوضح هولزهاوزن أن الحل يكمن في استخدام الذكاء الاصطناعي لتكملة وتوسيع مهارات الموظفين، وليس استبدالهم. في ضوء التحديات الديموغرافية ونقص العمالة الماهرة في العديد من البلدان، يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لتحسين سوق العمل وتعزيز الإنتاجية.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

التعاون في الذكاء الاصطناعي بين الصين وإفريقيا

ترجمة - بدر بن خميس الظفري -

يجتمع القادة الصينيون والأفارقة هذا الشهر للمشاركة في الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وستكون مجموعة من القضايا، تتراوح من التجارة والاستثمار إلى الأمن والتنمية الاجتماعية، على جدول الأعمال.

ومن بين أهم القضايا التي من المرجح مناقشتها بالتفصيل نظرًا لأهميتها الاستراتيجية التعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية، والتي ظهرت في السنوات الخمس عشرة الماضية كمحرك للنمو الاقتصادي والتنمية. وهذه ليست قضية جديدة عندما يتعلق الأمر بالتعاون بين الصين وإفريقيا. فمنذ عام 2006، كان التعاون الرقمي ضمن خطط عمل منتدى التعاون الصيني الإفريقي، لكنه أصبح أكثر بروزًا في خطة عمل عام 2021. وقد اقترحت العديد من المبادرات، وهي مبادرة بناء مجتمع صيني إفريقي مشترك بمستقبل مشترك في الفضاء الإلكتروني، وبرنامج شراكة الابتكار الرقمي بين الصين وإفريقيا، لتعزيز التعاون في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى منتدى التعاون الرقمي بين الصين وإفريقيا الذي يسهل المناقشات حول التعاون الرقمي بين قمم منتدى التعاون الصيني الإفريقي.

علاوة على ذلك، تعهدت الصين بتنفيذ 10 مشاريع مساعدة رقمية في إفريقيا للمساعدة في تطوير البنية الأساسية الرقمية في إفريقيا. تعد الصين بالفعل واحدة من أبرز اللاعبين في القطاع الرقمي في إفريقيا، فقد تم التعاقد مع الشركات الصينية لبناء العمود الفقري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الوطنية في العديد من البلدان في جميع أنحاء القارة بما في ذلك أوغندا وتنزانيا وإثيوبيا والكاميرون ونيجيريا وغيرها. أظهر الكتاب الأبيض لعام 2021 الذي أصدرته الحكومة الصينية أن الشركات الصينية وضعت أكثر من 200000 كيلومتر من الألياف الضوئية التي ربطت ملايين الأشخاص بالإنترنت، ودخلت في شراكة مع 1500 شركة في إفريقيا في استراتيجيات التحول الرقمي الخاصة بها، وعملت مع 29 حكومة إفريقية في تطوير خدمات الحكومة الإلكترونية. علاوة على ذلك، تخوض الصين أيضًا سوق السحابة العامة في إفريقيا حيث تم التعاقد مع شركاتها لبناء مراكز بيانات في دول مثل السنغال وجنوب إفريقيا.

إن إنشاء البنية الأساسية الرقمية من شأنه أن يعزز قدرة إفريقيا على تسخير البيانات الضخمة وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على تحسين الإنتاجية والكفاءة الاقتصادية مما يؤدي إلى نتائج إيجابية في مجال التنمية. وتوقعت دراسات أجراها معهد ماكينزي العالمي أن الاستخدام الاستراتيجي للبيانات الضخمة من شأنه أن يضيف 13 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

وعلى هذا النحو، من الضروري لإفريقيا والصين استكشاف السبل لتسخير التكنولوجيا الرقمية من أجل نمو الاقتصاد في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة. وفي حين تمتلك القارة أكبر حصة (حوالي 60 في المائة) من الأراضي الصالحة للزراعة غير المزروعة في العالم، فإنها لا تزال تنفق حوالي 35 مليار دولار من العملات الأجنبية النادرة سنويًّا على واردات الغذاء. وعلاوة على ذلك، على الرغم من أن الزراعة هي أكبر قطاع اقتصادي في إفريقيا حيث تمثل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وأكبر جهة توظيف، إلا أنها لا تزال لا تنتج ما يكفي من الغذاء لإطعام شعبها. ويرجع هذا الوضع المزري للزراعة إلى حد كبير إلى عوامل عديدة بما في ذلك أنماط الطقس وعدم الاستقرار السياسي وسوء الإدارة واستخدام التكنولوجيا القديمة. إن استخدام البيانات الضخمة في الزراعة التي تُجمعُ من خلال تقنيات مثل أجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وغيرها من الأجهزة يمكن أن يحسن الكفاءة ويساعد المزارعين على اتخاذ قرارات أفضل. تجمع هذه التقنيات البيانات حول جوانب مختلفة من الزراعة بما في ذلك ظروف التربة وأنماط الطقس وصحة المحاصيل والاستخدام الأمثل للمدخلات.

يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات من أجل مساعدة المزارعين على اتخاذ قرارات مهمة حول موعد الزراعة وكمية المدخلات التي يجب استخدامها، وكذلك التنبؤ بأنماط الطقس. وبالتالي، فإن نشر البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في الزراعة الإفريقية يمكن أن يدفع الإنتاجية ويساعد في تخفيف المخاوف بشأن الأمن الغذائي. وباعتبارها رائدة عالمية في التكنولوجيا الرقمية ومع 24 مركزًا تجريبيًا للتكنولوجيا الزراعية في جميع أنحاء إفريقيا، فإن الصين في وضع جيد لمساعدة البلدان الإفريقية على تحسين الإنتاج الزراعي من خلال استخدام التقنيات الجديدة. يجب أن يخرج منتدى التعاون الصيني الإفريقي القادم باستراتيجيات عملية لكيفية القيام بذلك.

إنّ الإنتاج الصناعي في إفريقيا متأخر عن المناطق الأخرى، مما يعني أن القارة تفقد عملات أجنبية ثمينة، حيث يتعين عليها استيراد معظم المنتجات المصنعة التي تحتاجها. تبلغ حصة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا 13% فقط، بينما كانت حصته في التصنيع العالمي 2% فقط من عام 2012 إلى عام 2019. وكما هو الحال في الزراعة، يمكن استخدام تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لدفع الكفاءة والإنتاجية في قطاع التصنيع الإفريقي. وقد نشرت تقنيات مثل إنترنت الأشياء الصناعي وأنظمة تنفيذ التصنيع وأنظمة التحكم الصناعي في التصنيع لجمع ومعالجة وتحليل المعلومات التي تساعد في اتخاذ القرار وزيادة الإنتاجية. ويمكن للدول الإفريقية أن تعمل مع الصين لتسهيل نقل التقنيات الجديدة إلى قطاعاتها الصناعية.

ويمثل منتدى التعاون الصيني الإفريقي فرصة للطرفين لمناقشة ورسم الطريق للمضي قدمًا في دمج التكنولوجيا في القطاعات الحيوية للزراعة والتصنيع.

ديفيد مونياي أستاذ مشارك في العلاقات الدولية والعلوم السياسية ومدير مركز الدراسات الأفريقية الصينية في جامعة جوهانسبرغ.

عن موقع الصين اليوم

مقالات مشابهة

  • صعود الشعبويين في أوروبا عائد إلى فقدان الثقة بالحكومات
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الثاني لمجلس إدارة شركة إم جي إكس
  • التعاون في الذكاء الاصطناعي بين الصين وإفريقيا
  • كلية الذكاء الاصطناعي: قرار متسرع؟
  • «أبل» و« ميتا» تحجب منتجات الذكاء الاصطناعي عن أوروبا بسبب القيود
  • وظائف شاغرة في شركة أمن وحراسة بمرتب 5000 جنيه.. الشروط ورابط التقديم
  • الذكاء الاصطناعي أصبح زميلك في العمل.. هل يمكنك الوثوق به؟
  • «خبراء»: الوظائف الخضراء ترشد الطاقة وتحد من الغازات الدفيئة
  • سالي أحمد عاشور تكتب: مستقبل الوظائف.. تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا
  • هل تقودنا ثورة الذكاء الاصطناعي إلى رخاء أعظم ؟