لا يختلف عاقل مع عاقل أننا وصلنا ببلادنا إلى الهاوية وأننا افتقدنا القرار الوطني وأن شعبنا صار يعاني ليس الفقر بل الجوع المدقع والحاجة والعوز وانعدام الأمن والأمان خوف ورعب من المستقبل ويأس من الحلول فالطريق مظلم والهاوية التي قادتنا لها الأحداث سحيقة ومرعبة وصار أمرنا بيد غيرنا سفهاء محليا ونازيين على المستوى الدولي.
هذا المشهد المرعب لا يجب أن يقودنا إلى اليأس والإحباط وأن ينزوي الوطنيين والشرفاء وأن يستسلموا للسفهاء محليا أ أن يخشوا النازية الدولية بل يجب أن يضاعفوا الجهد وأن ينتظموا وأن يتجاوزوا صغائر الأمور والبحث عن توافه الأشياء فلابد أن يكون لهم موقف وطني يسعى لإنقاذ الوطن ووضع أسس للتعايش ودستور نتحاكم إليه في حراكنا لمصلحة الوطن فلابد أن يكون حوارنا وخلافنا الناعم ضمن دائرة الفكر والحراك السياسي والسعي لتعظيم أرباح الوطن وليس أرباح جيوبنا ومصالحنا الشخصية.
لقد تابعت باهتمام بعض اللقاءات الذي عقدت بالداخل والخارج أكدت جميعها على أهمية التطلع للمستقبل وضرورة الحوار وعقد مؤتمر تأسيسي والتأكيد على حرية الليبيين في اختيار حكامهم ودعم الحراك السياسي ضمن الأحزاب والنشاط المدني والسعي لدولة القانون والمؤسسات واعتبار الماضي ماضي ولن يعود بتفاصيله والحرص الشديد بضرورة التخلص من التدخل الأجنبي ببلادنا.
حقيقة لو أن النظام السابق أخذ بآراء بعض الشخصيات السياسية الوطنية ما خرج الناس ضده أبدا ولما أتيح للقوى النازية الدولية أن تجد مبررات لتتواجد بأرضنا ولنتجاوز الماضي ذما ومدحا فلن يستفيد وطننا من تقييم الماضي إلا أن يتم دون حقد وملاعنة لنتجنب أخطائه ونتمسك بإيجابياته.
للأسف هناك من يرى بالضرورة العودة للماضي وهؤلاء مشروعهم عدمي لا يقيم للوطن وزنا ويرون أنهم سيرثون الليبيين كقطيع وسينتقمون من كل مخالفيهم فهم أصوت ناعقة لا قيمة لها ولن تنجح ألا في إثارة الفتن والتي سيتصدى لها الجميع.
علينا أن ننسى الماضي وننظر إلى المستقبل ونعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات والعدالة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
تقرير: ليبيا غارقة في عدم الاستقرار السياسي وسط صراعات داخلية وتدخلات أجنبية
ليبيا – تقرير: ليبيا غارقة في عدم الاستقرار السياسي وسط صراعات داخلية وتدخلات أجنبية تفكك سياسي وصراع على السلطةتناول تقرير تحليلي لموقع “إيفيريم أغاجي” التركي، الذي يتخذ من كندا مقرًا له، الأزمة المتفاقمة التي تعيشها ليبيا منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، مشيرًا إلى أن البلاد لاتزال غارقة في عدم الاستقرار السياسي العميق، حيث تتنافس الفصائل المختلفة على السيطرة والنفوذ، في ظل تدخلات أجنبية تعقد المشهد السياسي.
الميليشيات المسلحة وتعقيد المشهد السياسيوبحسب التقرير، لا تزال حالة التشرذم السياسي والتنافسات الراسخة تهيمن على البلاد، حيث تعمل الميليشيات المسلحة القوية على فرض سيطرتها في ظل حكومة الدبيبة، مما يعزز حالة الفوضى وعدم الاستقرار، مع استمرار الخصومات المحلية بين القوى السياسية والمسلحة.
التدخلات الأجنبية وتأجيج الأزمةوأكد التقرير أن التدخلات الخارجية من قبل جهات دولية ذات مصالح استراتيجية في المنطقة لم تسهم في حل النزاع، بل على العكس زادت من تفاقم الصراع الداخلي، مما أدى إلى تعميق انعدام الثقة بين الليبيين بمستقبلهم السياسي.
تدهور الوضع الإنساني والمعيشيوتطرق التقرير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في ليبيا، حيث عانت البنية التحتية من أضرار جسيمة بسبب سنوات الصراع، مما ترك العديد من المواطنين دون الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
عجز الجهود الدولية أمام العنف المستمروأضاف التقرير أن جهود الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تسعى إلى تكثيف الدعم الإنساني تواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار العنف، مما زاد من حالة اليأس بين المواطنين، الذين يطالبون بمحاسبة القادة والمسؤولين عن استمرار الأزمة والصراع على السلطة.
ترجمة المرصد – خاص