خائف ومرحب.. عودة ترامب المحتملة تدفع زعماء العالم لدراسة سياساته الخارجية
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
يدرس زعماء العالم بين مترقب وخائف ومرحب، العودة المحتملة لدونالد ترامب وانعكاس ذلك على السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الملفات المشتعلة والهادئة حول العالم، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن المتحدثين في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بالولايات المتحدة، وعدوا باتخاذ موقف أكثر تشددا ضد الصين، وهاجموا انسحاب الرئيس جو بايدن من أفغانستان وأرجعوا الصراعات في أوكرانيا و"إسرائيل" إلى الضعف الأمريكي، وتعهدوا بشن حملة على المهاجرين غير الشرعيين وتعهدوا بإنهاء "الاستغلال المجاني" لأمريكا من حلفائها، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأضافت أن تشكيلة المتحدثين في المؤتمر، الأربعاء ، شكلت رؤية للسياسة الخارجية الأمريكية التي تميل بشكل أكبر إلى غرائز الرئيس السابق دونالد ترامب الشعبوية والانعزالية وتزيد من التخلص من وجهات نظر الجمهوريين القديمة.
وكان بقية العالم يراقب، حسب الصحيفة.
وذكرت أنه لعدة أشهر، فكر المسؤولون في جميع أنحاء العالم في إمكانية عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وفي بوينس آيرس والرياض وبودابست، من المتوقع أن يرحب به القادة. وفي لندن وسيول وبرلين، من المرجح أن يكون ذلك بمثابة اختبار إضافي للثقة في الاعتمادية الأميركية. وفي مكسيكو سيتي، وكييف، وبكين، يبدو أن القادة يجهزون أنفسهم استعدادا لاضطرابات محتملة والمزيد من التصدعات.
ومع استمرار تفوق ترامب في استطلاعات الرأي على بايدن، تتخذ بعض الحكومات خطوات ملموسة للتحضير لعودة الرئيس السابق المحتملة.
وتتسابق كوريا الجنوبية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع واشنطن بشأن تقاسم تكاليف إبقاء القوات الأمريكية في البلاد، وتتوقع أن يطالب ترامب بأن تدفع سيول المزيد. تدرس المكسيك كيفية حماية الملايين من مواطنيها الذين قد يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، وفقا للتقرير.
وفي أوكرانيا، يحاول القادة البقاء على الحياد قدر الإمكان في الحملة الرئاسية الأميركية، في حين يحشدون الدعم من الحلفاء الغربيين الآخرين.
أبدت أوروبا عرضا للتضامن في قمة ضمت أكثر من 40 زعيما أوروبيا يوم الخميس، استضافها رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر في قصر خارج أكسفورد. هناك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا "فشلت في خلق انقسام في أوروبا" ودعا إلى المزيد من الدفاعات الجوية وتقليل القيود على الأسلحة الغربية.
تحاول حكومة زيلينسكي في الوقت نفسه بناء الجسور مع معسكر ترامب. وقال زيلينسكي في كييف يوم الاثنين: "إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا، فسنعمل معه. أنا لست خائفا من ذلك"، وفقا للتقرير.
وبحسب الصحيفة، فإن حلفاء ترامب في الخارج يشعرون بثقة أكبر بشأن نفوذهم العالمي. قام فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر والحليف الأقوى لترامب في أوروبا، برحلات مكوكية إلى كييف وموسكو وبكين وواشنطن في الأسابيع الأخيرة، حيث نصب نفسه دبلوماسيا عالميا بشأن الحرب في أوكرانيا. واختتم رحلاته بلقاء مع ترامب في مارالاغو.
وأولئك الذين ينتمون إلى الدول التي واجهت هجمات ترامب أصبحوا بالفعل في موقف دفاعي.
انتقد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المتحدثين في المؤتمر الجمهوري لإلقاء اللوم في المشاكل الأمريكية على المهاجرين من أمريكا اللاتينية. وأشار يوم الأربعاء إلى أن المسؤولين الأمريكيين يتجاهلون المشكلة الخطيرة المتمثلة في تعاطي المخدرات بين الشباب.
وقال: "دعوهم يبحثون عن إجابة لذلك بدلا من النظر نحو الجنوب فقط".
وشدد المتحدثون في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري يوم الأربعاء على الدعم الأمريكي لإسرائيل، لكنهم لم يذكروا أوكرانيا إلا قليلا، وهي القضية التي أدت إلى انقسام الحزب. ويعكس هذا النهج المختلط برنامج الحزب الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر، والذي دعم فيه الجمهوريون إسرائيل بالاسم، لكنهم حذفوا كلمتي "الديمقراطية" أو "أوكرانيا"، وفقا للتقرير.
أثار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، غضب ترامب من خلال تهنئة بايدن بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2020، وهي خطوة اعتبرها ترامب غير مخلصة وأدت إلى توتر العلاقة بينهما. لكن كان للشخصين علاقات قوية خلال رئاسة ترامب الأولى، وكان من المتوقع أن تعود إمكانية عودة ترامب بالنفع على حكومة نتنياهو اليمينية، خاصة إذا امتدت الحرب في غزة إلى العام المقبل، حسب التقرير.
خلال فترة ولايته الأولى، نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وكان مهندسا للصفقات التاريخية التي شكلت علاقات دبلوماسية رسمية بين "إسرائيل" وثلاث دول عربية. وإذا فاز، فمن المتوقع أن يمضي قدما في جهود بايدن لصياغة ترتيب مماثل بين إسرائيل والسعودية.
وفي مختلف أنحاء الطيف، أكد المحللون والمسؤولون الأجانب على عدم القدرة على التنبؤ الذي ميز فترة ولاية ترامب الأولى. تشير بعض الدول إلى أن ترامب لا ينفذ دائما تهديداته العلنية.
وقال سيرغي سولودكي، النائب الأول لمدير مركز أوروبا الجديدة، وهو مركز أبحاث في أوكرانيا: "قد يقول شيئا علنا ويتصرف بشكل مختلف عندما يكون في السلطة".
وأضاف سولودكي إن ترامب، على سبيل المثال، خفف من معارضته للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، مما مكن بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس من التصويت لصالح الحزمة العسكرية بعد أشهر من المماطلة.
وتابع: "ترامب سياسي يمكنه أن يغير رأيه".
وذكرت الصحيفة، أن عدم القدرة على التنبؤ يقطع في الاتجاهين. وفي موسكو، ابتهج المسؤولون الروس بفوز ترامب بالرئاسة، ليجدوا إدارة مليئة بالجمهوريين الصقور المناهضين لروسيا، الذين دفعوا في بعض الأحيان إلى فرض جولات جديدة من العقوبات الروسية، والمساعدات الفتاكة لأوكرانيا، والانسحاب من اتفاقيات الحد من الأسلحة. بسبب احتجاجات ترامب.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا العام إنه يفضل فوز بايدن، مستشهدا بخبرة الرئيس وسلوكه المتوقع. لكن بعض المحللين الذين يتابعون الكرملين أشاروا إلى وجود دافع خفي في تعليقات بوتين، حيث يعلم الزعيم الروسي أن تأييده سيضر بأي مرشح بين الناخبين الأميركيين.
ولم يكن على زعماء العالم أن ينظروا إلى أبعد من اختيار ترامب لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيمس ديفيد فانس، من ولاية أوهايو، ليروا كيف يمكن أن تتغير السياسة الخارجية في ولاية ترامب الثانية، وفقا لما أورده التقرير.
وأشارت الصحيفة أن فانس، وضع نفسه كحامل لواء السياسة الخارجية المتحالفة تماما مع ترامب، على عكس الحزب الجمهوري الأكثر تقليدية. المناصب التي كان يشغلها نائب ترامب السابق، مايك بنس.
قاد فانس الحملة ضد المساعدات الإضافية لأوكرانيا في مجلس الشيوخ في وقت مبكر من هذا العام، وتبنى المعلقون المؤيدون للكرملين في موسكو ترشيحه هذا الأسبوع لمنصب نائب الرئيس ترامب.
خلال خطاب ألقاه في المؤتمر يوم الأربعاء، حذر فانس الحلفاء العسكريين للولايات المتحدة من أنه "لن يكون هناك المزيد من الاستفادة المجانية [من إمكانيات الولايات المتحدة]". واستهدف الصين، متعهدا "بمنع الحزب الشيوعي الصيني من بناء طبقته المتوسطة على أكتاف مواطنينا الذين يعملون بجد"، حسب التقرير.
ولفتت الصحيفة، فانس يدعم الدعم الأمريكي القوي لتايوان، لكن ترامب نفسه أعرب عن شكوكه بشأن جهود الأراضي الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي للدفاع عن نفسها. كما اتهم تايوان بجذب إنتاج أشباه الموصلات بعيدا عن الولايات المتحدة.
يتوقع خبراء السياسة الخارجية في الصين أن تبدو إدارة ترامب الثانية المحتملة مثل الإدارة الأولى، مع تزايد الاحتكاك بين بكين وواشنطن، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية. لكن إدارة بايدن اتخذت أيضا موقفا متشددا تجاه الصين.
وحتى أثناء تقييمهم للأيديولوجية الجمهورية، لاحظ المحللون في آسيا أهمية شخصية الرئيس السابق المضخمة.
خلال رئاسة ترامب، كان شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان السابق، ماهرا بشكل خاص في تطوير علاقة شخصية وثيقة مع الزعيم الأمريكي. واكتشف آبي، الذي اغتيل في عام 2022، كيفية تملق ترامب لتجنب المواجهات المباشرة حول مطالبة اليابان بدفع المزيد مقابل الدفاع، حسب التقرير.
وقال جيمس دي. براون، أستاذ العلوم السياسية في حرم جامعة تمبل بطوكيو: "سيكون هناك تقريبا دليل حول كيفية التعامل مع ترامب والكثير للتعلم من نجاحات آبي – وهو بأنه في الواقع فإن التملق أسلوب ناجح".
وفي جميع أنحاء العالم، بدأ هذا النهج بالفعل.
وفي دولة الإمارات، كان النقاد ورجال الأعمال المؤيدون للحكومة صريحين في مدحهم لترامب مؤخرا. ومن المرجح أيضا، وفقا للصحيفة، أن ترحب السعودية بعودة ترامب. وقبل أسبوعين، وقعت منظمة ترامب صفقة مع شركة عقارية في السعودية لبناء برج سكني شاهق هناك، مما وسع علاقات العائلة الوثيقة مع المملكة.
خلال فترة رئاسته، كان لدى ترامب علاقات دافئة بشكل خاص مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث دافع عنه بعد مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين في إسطنبول.
وقال ترامب عن ولي العهد السعودي في مقابلة مع بلومبرغ نُشرت هذا الأسبوع: "أعرفه جيدا، إنه رجل عظيم".
وعلى الرغم من أن رئيس الأرجنتين اليميني، خافيير مايلي، أخبر ترامب شخصيا أنه يريده أن يفوز، إلا أنه من المتوقع حدوث اضطرابات دبلوماسية في أماكن أخرى في أمريكا اللاتينية، مع استعداد الحكومات اليسارية في المكسيك والبرازيل وكولومبيا للاختلاف مع سياسات ترامب، وفقا للتقرير.
تستعد المكسيك لتقديم بدائل لتلك الإجراءات الحدودية القاسية التي وعد الجمهوريون بتطبيقها، بما في ذلك سياسة "البقاء في المكسيك"، وهي سياسة تتطلب من المهاجرين الانتظار في البلاد في مخيمات مترامية الأطراف على طول الحدود أثناء تقدمهم بطلب اللجوء في الولايات المتحدة.
وفي البرازيل، انتقد الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا مرارا ترامب علنا ودعم بايدن، معربا عن تقاربه مع الرئيس الأمريكي بعد أن وجد الرجلان أرضية مشتركة بشأن تجاربهما المشتركة كأهداف لليمين المتطرف، ومنكري الانتخابات. لكن على الرغم من تلك الصداقة، انتقد لولا السياسة الخارجية الأميركية، بما في ذلك ما يتعلق بأوكرانيا وإسرائيل وفنزويلا.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المحللين يعتقدون أن رئاسة ترامب من المرجح أن تدفع البرازيل بعيدا عن الولايات المتحدة وتقرب من الصين، على الأقل في عهد لولا. ويتوقعون حدوث ديناميكية مماثلة في كولومبيا، أحد أهم حلفاء واشنطن، والتي لديها رئيس يساري لأول مرة، معروف بغزارة التواصل على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة فی أوکرانیا فی المؤتمر من المتوقع ترامب فی فی وقت من هذا
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب لم يتعهد بنشر قوات أمريكية في غزة
قال البيت الأبيض، في بيانه مساء اليوم الأربعاء، إن الرئيس ترامب لم يتعهد بنشر قوات أمريكية في غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين مع شعوب المنطقة، مشيرًا إلى أن أمريكا لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، وفقًا لقناة العربية.
البيت الأبيض: الرئيس ترامب مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين مع شعوب المنطقة البيت الأبيض: أمريكا لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة
وانتشرت الانتقادات بعد إعلان «ترامب» أن الولايات المتحدة «ستسيطر على قطاع غزة». حيث وصف السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام الاقتراح بأنه «إشكالى»، مضيفًا أنه لا يعتقد أن ناخبيه سوف يكونون متحمسين لإرسال جنود أمريكيين للسيطرة على غزة. ووصف غراهام الاقتراح بأنه «إشكالى»، مضيفًا أنه لا يعتقد أن ناخبيه سوف يكونون متحمسين لإرسال جنود أمريكيين للسيطرة على غزة.
وقال جراهام: «سنرى ما سيقوله العالم العربى، ولكن كما تعلمون، فإن ذلك سيكون إشكاليا على العديد من المستويات».
وتعدد الوصف بين «مختل عقليًا» و«مثير للمشاكل» بين لمشرعين من الحزبين بشأن اقتراح «ترامب» بشأن غزة.
كما أثار الاقتراح غضبا فوريا بين المؤيدين الفلسطينيين. حيث قالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب على قناة إكس: «هذا الرئيس يدعو علانية إلى التطهير العرقى بينما يجلس بجوار مجرم حرب إبادة جماعية».
وأضافت طليب، عضو الكونجرس من أصل فلسطينى: «إن الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أى مكان. ولا يستطيع هذا الرئيس أن ينشر هذا الهراء المتعصب إلا بسبب الدعم الحزبى فى الكونجرس لتمويل الإبادة الجماعية والتطهير العرقى. لقد حان الوقت لكى يتحدث زملائى فى حل الدولتين».
فيما أضافت ليلى العبد، مؤسسة مجموعة النشطاء السياسيين غير الملتزمين وشقيقة طليب، فى بيان لصحيفة بوليتيكو: «أشعر بالحزن والغضب والخوف على مجتمعاتنا». ولقد كانت هناك موجة من الانتقادات داخل الولايات المتحدة.
وانتقد السيناتور تيم كين، الديمقراطى الاقتراح ووصفه بأنه «مختل» و«مجنون»، ووصف الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة بأنه «مغناطيس للمشاكل».
وأضاف «كين»، وهو عضو فى لجنة العلاقات الخارجية، «لا أعرف من أين جاء هذا، ولكن يمكننى أن أخبركم... أن هذا لن يحظى بالعديد من التعبيرات عن الدعم من الديمقراطيين أو الجمهوريين هنا».
وعلق كريس فان هولن، السيناتور الديمقراطى: إن اقتراح ترامب بدفع مليونى فلسطينى خارج غزة والاستيلاء على السلطة بالقوة إذا لزم الأمر، هو ببساطة تطهير عرقى تحت مسمى آخر. وأضاف «إن هذا الإعلان من شأنه أن يمنح إيران وغيرها من الخصوم ذخيرة، فى حين يعمل على تقويض شركائنا العرب فى المنطقة. وهو يتحدى عقوداً من الدعم الأمريكى الثنائى الحزبى لحل الدولتين... ويتعين على الكونجرس أن يتصدى لهذا المخطط الخطير والمتهور».
ولم يتردد السيناتور كريس مورفى، الديمقراطى من ولاية كونيتيكت، فى الرد على سؤال حول اقتراحات ترامب بشأن غزة: «لقد فقد عقله تماما».
«هل يريد غزوا أمريكيا لغزة، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى إزهاق أرواح الآلاف من الأمريكيين وإشعال النار فى الشرق الأوسط لمدة عشرين عاما؟»، تساءل النائب الديمقراطى من ولاية كونيتيكت. «إنه أمر مقزز».
وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وهى منظمة مناصرة للمسلمين، فى بيان: «غزة ملك للشعب الفلسطينى، وليس للولايات المتحدة، ودعوة ترامب لطرد الفلسطينيين من أرضهم أمر غير مقبول على الإطلاق».
وشدد المجلس على أنه حين تم طرد الشعب الفلسطينى بطريقة أو بأخرى من غزة، فإن هذه الجريمة ضد الإنسانية من شأنها أن تشعل صراعا واسع النطاق، وتضع المسمار الأخير فى نعش القانون الدولى، وتدمر ما تبقى من صورة أمتنا ومكانتها الدولية».
وأوضح بول أوبراين، المدير التنفيذى لمنظمة العفو الدولية فى الولايات المتحدة: «إن إبعاد كل الفلسطينيين عن غزة يعادل تدميرهم كشعب. غزة هى وطنهم. إن موت غزة وتدميرها هو نتيجة لقيام حكومة إسرائيل بقتل المدنيين بالآلاف، وغالباً بالقنابل الأمريكية».
ووصف الممثل الديمقراطى جيك أوكينكلوس الاقتراح بأنه «متهور وغير معقول» ودعا إلى فحص دوافع «ترامب»، التى قال إنها غالبًا ما تحتوى على «صلة محسوبية وأنانية».
كما سخر بعض الجمهوريين من الاقتراح. فقد أبدى جاستن أماش، العضو الجمهورى السابق فى الكونجرس والذى طردت القوات الإسرائيلية والده من منزله فى عام 1948، انزعاجه الشديد من الاقتراح. وقال: «إذا نشرت الولايات المتحدة قواتها لإبعاد المسلمين والمسيحيين بالقوة مثل أبناء عمى من غزة، فلن تتورط الولايات المتحدة فى احتلال متهور آخر فحسب، بل إنها ستكون مذنبة أيضاً بارتكاب جريمة التطهير العرقى. ولا ينبغى لأى أمريكى يتمتع بضمير حى أن يتسامح مع هذا».
وعلى صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ثمانية مواطنين خلال العدوان المتواصل على بلدة طمون جنوب طوباس.
وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ صباح اليوم ثمانية مواطنين وهم: محمد أسامة جميل بني عودة، ناصر علي حمد بني عودة، علي هايل علي حمد بني عودة، وسيم سليمان عبد الله بني عودة، إبراهيم طاهر بني عودة، محمد عمر اشتيوي، مصطفى برهان عادل مصطفى بشارات، علي باسم رشيد حمدان.
وأضاف أن قوات الاحتلال ما زالت تداهم منازل المواطنين في البلدة لليوم الرابع على التوالي، وتنفذ حالات اعتقال، فضلا عن عشرات حالات الاحتجاز والتحقيق الميداني.