لجريدة عمان:
2024-11-17@10:41:01 GMT

صناعة الخوف .. لماذا؟

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

هل الخوف صناعة فطرية؟ بمعنى: هل الخوف من الفطرة أم أننا نبالغ في إبداء المشاعر السلبية الجانبية «صناعة مخاوف»، حتى تتجسد على أشكال من القلق، فينقلنا إلى حاضنة الخوف؟ ولماذا نخاف في الأصل؟ وكم من الوقت الذي تستهلكه المخاوف منا، فتشغلنا عن إنجاز ما قد يبدد هذه المخاوف؟ وهل لذلك علاقة بدرجة الإيمان؟ مع أن الإيمان علاقة عضوية مرتبطة بين العبد وخالقه، وليس يسيرا إطلاقا تقييمها، مع أنها في تقدير آخر - علاقة كمية، بمعنى يمكن مقارنتها من خلال ما يقوم به الأشخاص من تفاعلات سواء مع أنفسهم حيث ينزلونها المنزلة المباركة من الأعمال الخيرة الحسنة، أو ينزلونها منازل الهلاك والردى، أو سواء مع الآخرين من حولهم، حيث تسمو العلاقة بينهم، أو تسوء إلى درجة الاقتتال.

هل صناعة الخوف أو حقيقة الخوف نفسه أمر معقد، يصعب تفتيته أو الدخول بين جزيئاته؟ قد تتوفر الإجابة أكثر عند المتخصصين في الطب السلوكي أكثر من غيرهم، ولكن لا يمنع غيرهم من جس نبض هذه الصناعة، والتفريق بين أن تكون صناعة فطرية، أو صناعة متعمدة «مع سبق الإصرار والترصد» والصناعة المتعمدة للخوف هذه نعيشها بأنفسنا كل يوم وفق مجريات حياتنا اليومية، فمن منا لا يقلق أو يساوره القلق طوال يومه فينقله إلى درجة الخوف، حيث يكفي أن ترى أحد أفراد أسرتك مريضا، ليرتفع عندك سهم القلق على حياته إلى مؤشرات قد تصبح خطيرة، إذا لازمك، مع أن المرض وأنت تدرك ذلك لا يعطيك الحق في أن تقول فيه كلمة الفصل في أنه سوف يستمر أو يغادر جسم هذه المريض الذي تراه أمام عينيك، ولا تقدر أن تعينه على تجاوز محنته، ويرتفع هذا المؤشر أكثر عندما يكون هذا المريض طفلا لا يملك حيلة نفسه، وما ينطبق على المرض، ينطبق على كثير مما تمارسه من سلوكيات، وما يحيطك من تفاعلات البيئة التي تعيش فيها، ففي بيئة العمل يحدث أن يترقى زميلك الذي يشاركك المكتب، وتتقاسم معه عمل المؤسسة اليومي، ما الذي دفع مسؤولك الأعلى لأن يميزه عنك، فيترقى، أو يكافأ، أو ينتدب لدورة تدريبية «دولية» أو ينقل عن مزاملتك إلى إدارة تخصصية أكثر أهمية، في كل هذه هل عليك أن تلبس نفسك بشيء من المخاوف، وما الذي يخيفك في الأساس هل سينقطع راتبك؟ هل ستحرم من ترقيتك؟ هل ستصلك ورقة إقالتك من وظيفتك؟ هل ستنقل إلى وظيفة أدنى مما أنت عليه الآن؟ يقينا أن كل ذلك لن يحصل، وتبقى درجة إيمانك في علاقتك مع ربك حيث الرضى بالقدر - وبتأكيد قدراتك المادية والمعنوية، وبمعرفتك لنفسك، وبتنقية حالتك من الزلات، كل ذلك سوف ينقلك من حالة المخاوف إلى الاطمئنان، ومن الصدام إلى الرضى، ومن تعظيم ما تمتلكه من قدرات وتوظيفها في ذوبان مجمل الشعور السلبي الذي كبلك في حالة ضعف من غير لا تدري.

لا أحد يمكنه أن يسلب حق أحد، ولا أحد يستطيع أن ينهي أجل أحد، ولا أحد يتمكن من الحيلولة دون وصول الآخر إلى مستوى معين من الحياة، ولا أحد تكون لديه القدرة القاهرة لتكون له كلمة الفصل في أمر قد قدره الله على أحد آخر، ومتى أدرك كل منا هذه الحقيقة المتخفية بين ستائر الضعف عند كل منا استطاع أن يتسامى على كل المخاوف التي نحسبها أنها مصدر قلقنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا أحد

إقرأ أيضاً:

اكتشف فوائد البرتقال: لماذا يجب أن تجعله جزءًا من يومك؟

اكتشف فوائد البرتقال: لماذا يجب أن تجعله جزءًا من يومك؟

مقالات مشابهة

  • المناطق الآمنة … لماذا و لمن ؟!
  • إيهود أولمرت: نتنياهو يحاول الحفاظ على سلطته بإثارة المخاوف من إيران
  • عبدالرقيب عبدالوهاب.. لماذا اغتيل بطل السبعين؟! (7)
  • تقرير: الحرب تزيد المخاوف من اندلاع أزمة طائفية في لبنان
  • المخاوف من سياسات ترامب تهوي بأسهم أوروبا
  • قلبي بيدق من الخوف .. ماذا يقلق درة بـ مهرجان القاهرة السينمائي
  • 5 آلاف نازح في القاع: الخوف من الموت برداً
  • السيد القائد: عندما تتحرك أمتنا ضد المشروع الصهيوني بالروح الجهادية وبوعي وبصيرة قرآنية تكون في مستوى المَنَعَة والقوة والعزة
  • اكتشف فوائد البرتقال: لماذا يجب أن تجعله جزءًا من يومك؟
  • مجتمع الميم عين.. هل تهدد عودة ترامب حقوقهم؟