لجريدة عمان:
2024-12-19@04:56:53 GMT

صناعة الخوف .. لماذا؟

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

هل الخوف صناعة فطرية؟ بمعنى: هل الخوف من الفطرة أم أننا نبالغ في إبداء المشاعر السلبية الجانبية «صناعة مخاوف»، حتى تتجسد على أشكال من القلق، فينقلنا إلى حاضنة الخوف؟ ولماذا نخاف في الأصل؟ وكم من الوقت الذي تستهلكه المخاوف منا، فتشغلنا عن إنجاز ما قد يبدد هذه المخاوف؟ وهل لذلك علاقة بدرجة الإيمان؟ مع أن الإيمان علاقة عضوية مرتبطة بين العبد وخالقه، وليس يسيرا إطلاقا تقييمها، مع أنها في تقدير آخر - علاقة كمية، بمعنى يمكن مقارنتها من خلال ما يقوم به الأشخاص من تفاعلات سواء مع أنفسهم حيث ينزلونها المنزلة المباركة من الأعمال الخيرة الحسنة، أو ينزلونها منازل الهلاك والردى، أو سواء مع الآخرين من حولهم، حيث تسمو العلاقة بينهم، أو تسوء إلى درجة الاقتتال.

هل صناعة الخوف أو حقيقة الخوف نفسه أمر معقد، يصعب تفتيته أو الدخول بين جزيئاته؟ قد تتوفر الإجابة أكثر عند المتخصصين في الطب السلوكي أكثر من غيرهم، ولكن لا يمنع غيرهم من جس نبض هذه الصناعة، والتفريق بين أن تكون صناعة فطرية، أو صناعة متعمدة «مع سبق الإصرار والترصد» والصناعة المتعمدة للخوف هذه نعيشها بأنفسنا كل يوم وفق مجريات حياتنا اليومية، فمن منا لا يقلق أو يساوره القلق طوال يومه فينقله إلى درجة الخوف، حيث يكفي أن ترى أحد أفراد أسرتك مريضا، ليرتفع عندك سهم القلق على حياته إلى مؤشرات قد تصبح خطيرة، إذا لازمك، مع أن المرض وأنت تدرك ذلك لا يعطيك الحق في أن تقول فيه كلمة الفصل في أنه سوف يستمر أو يغادر جسم هذه المريض الذي تراه أمام عينيك، ولا تقدر أن تعينه على تجاوز محنته، ويرتفع هذا المؤشر أكثر عندما يكون هذا المريض طفلا لا يملك حيلة نفسه، وما ينطبق على المرض، ينطبق على كثير مما تمارسه من سلوكيات، وما يحيطك من تفاعلات البيئة التي تعيش فيها، ففي بيئة العمل يحدث أن يترقى زميلك الذي يشاركك المكتب، وتتقاسم معه عمل المؤسسة اليومي، ما الذي دفع مسؤولك الأعلى لأن يميزه عنك، فيترقى، أو يكافأ، أو ينتدب لدورة تدريبية «دولية» أو ينقل عن مزاملتك إلى إدارة تخصصية أكثر أهمية، في كل هذه هل عليك أن تلبس نفسك بشيء من المخاوف، وما الذي يخيفك في الأساس هل سينقطع راتبك؟ هل ستحرم من ترقيتك؟ هل ستصلك ورقة إقالتك من وظيفتك؟ هل ستنقل إلى وظيفة أدنى مما أنت عليه الآن؟ يقينا أن كل ذلك لن يحصل، وتبقى درجة إيمانك في علاقتك مع ربك حيث الرضى بالقدر - وبتأكيد قدراتك المادية والمعنوية، وبمعرفتك لنفسك، وبتنقية حالتك من الزلات، كل ذلك سوف ينقلك من حالة المخاوف إلى الاطمئنان، ومن الصدام إلى الرضى، ومن تعظيم ما تمتلكه من قدرات وتوظيفها في ذوبان مجمل الشعور السلبي الذي كبلك في حالة ضعف من غير لا تدري.

لا أحد يمكنه أن يسلب حق أحد، ولا أحد يستطيع أن ينهي أجل أحد، ولا أحد يتمكن من الحيلولة دون وصول الآخر إلى مستوى معين من الحياة، ولا أحد تكون لديه القدرة القاهرة لتكون له كلمة الفصل في أمر قد قدره الله على أحد آخر، ومتى أدرك كل منا هذه الحقيقة المتخفية بين ستائر الضعف عند كل منا استطاع أن يتسامى على كل المخاوف التي نحسبها أنها مصدر قلقنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا أحد

إقرأ أيضاً:

القليل من الخوف يمكنه أن يخفض مستويات الالتهاب المرتفعة

يقال: إن الضحك هو أفضل دواء، لكن القليل من الخوف قد يكون منافسًا قويًا، حيث يبدو أن التعرض للخوف في منزل مسكون يخفض مستويات الالتهاب لدى الناس، وهو ما وجده مارك أندرسن من جامعة آرهوس في الدنمارك وزملاؤه، حيث قاموا بفحص 113 شخصًا قضوا ساعة واحدة في منزل مهجور في مدينة فايل في الدنمارك، وقاموا بسحب الدم من المشاركين مباشرة قبل وبعد شق طريقهم عبر غرف المنزل الخمسين، التي كانت مليئة بالمهرجين والزومبي والجزارين الذين يرتدون أقنعة الخنازير ويحملون المناشير، كما أخذ الباحثون عينات دم بعد ثلاثة أيام.

وركز الفريق البحثي على المشاركين البالغ عددهم 22 الذين يعانون من مستوى التهاب مرتفع -تم قياسه بمستويات علامة تسمى البروتين التفاعلي سي (CRP)- قبل دخول المنزل المسكون، وبعد ثلاثة أيام من الزيارة، كان لدى 18 من هؤلاء الأشخاص مستويات منخفضة من البروتين التفاعلي سي.

يقول أندرسن: «نعلم أن الالتهاب منخفض الدرجة في شكله المزمن غير صحي»، لذا فإن تقليله قد يكون مفيدًا، ولم تتحكم الدراسة في الإجهاد أو استهلاك الكحول أو مرحلة الحيض، التي يمكن أن تؤثر على مستويات البروتين التفاعلي سي.

ويقول إريك شاتوك من جامعة ولاية فلوريدا في تالاهاسي: «أتردد في القول إنه إذا شاهدت أفلامًا مخيفة، يمكنك إطالة عمرك»، ومع ذلك، يقول: إن المحفزات الاجتماعية التي تثير الرعب، مثل أفلام الرعب، قد تخفض الالتهاب مؤقتًا.

ويضيف شاتوك: إن هذا قد يفسر جزئيًا سبب استمتاع بعض الأشخاص بمثل هذه التجارب، لكن هذا ربما يكون مرتبطًا باندفاع الأدرينالين الذي يختبرونه.

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم الخوف من الكلاب في المنام.. حسب النوع واللون
  • آيات حفظ الإنسان من الخوف والغم والمكر أوصى بها الإمام جعفر الصادق
  • رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به «هيئة تحرير الشام» يثير بعض المخاوف
  • القليل من الخوف يمكنه أن يخفض مستويات الالتهاب المرتفعة
  • الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـتهدئة التوترات بين تركيا وقسد بسوريا
  • خطوات سهلة تساعدك في السيطرة على الخوف من المستقبل
  • د. حسن البراري يكتب .. الطغاة يجلبون الغزاة
  • احذر.. هذه العادة في استخدام الهاتف تزيد القلق
  • مسيحيو سوريا يتمسكون بأمل هش رغم المخاوف
  • التطمينات لا تهدئ المخاوف..أجسام غامضة في سماء الولايات المتحدة تثير الحيرة والقلق