خبير عسكري: مستويات فشل عديدة كشفها استهداف الحوثيين تل أبيب
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن نجاح جماعة أنصار الله (الحوثيين) في استهداف قلب مدينة تل أبيب بطائرة مسيّرة، كشف مستويات متعددة من فشل الاحتلال الإسرائيلي أبرزها وجود ضعف واضح في منظومة الدفاع الجوي لديه.
وأظهر مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام إسرائيلية استهداف تل أبيب بطائرة مسيّرة أعلنت جماعة الحوثي في اليمن عن إطلاقها في ما وصفتها بـ"العملية النوعية" التي أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
وفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا لمعرفة سبب عدم اعتراض المسيّرة وسط تضارب في البيانات العسكرية واتهامات من المعارضة لحكومة بنيامين نتنياهو بالفشل في حماية إسرائيل.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري في المنطقة- أن هذا الاستهداف أظهر فشل الاحتلال في صد الهجمات النوعية القادمة من خارج الأراضي المحتلة، وكشف ضعف منظومة الدفاع الجوي لديه، خاصة أن ذلك لم يكن أول خرق لأجوائه الجوية.
كما لفت الخبير العسكري إلى أن هذا الاستهداف بعث برسالة واضحة بأن ما لدى الحوثيين من إمكانات هو أكبر مما هو معلن سابقا، وأن المدى الذي وصلت له هذه المسيّرة يعد انتقالة كبيرة في القدرات العسكرية لديهم.
الخطأ في التقدير
ويرى الفلاحي أن من مستويات الفشل الإسرائيلي التي كشفها هذا الاستهداف، عدم القدرة على الرصد والخطأ في التقدير، حيث جاء تصريح الجيش الإسرائيلي بأن الطائرة المستخدمة هي "صماد 3" رغم أن مدى الأخيرة لا يتجاوز 1700 كيلومتر في حين تتجاوز مسافة الاستهداف 2000 كيلومتر.
ويتابع بأن ذلك يعني امتلاك الحوثيين أنواعا أخرى من الطائرات الأكثر تطورا، مرجحا أن تكون هذه المسيّرة من نوع "صماد 4" التي يتجاوز مداها 2000 كيلومتر.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الطائرات تطلق موجات قصيرة المدى، يصعب معها اكتشافها من قبل الرادارات، كما أنها تطير على مستويات منخفضة يزيد من صعوبة رصدها من قبل منظومات الدفاع الجوي المتوفرة لدى الاحتلال.
ولفت الفلاحي في سياق استدلاله على فشل الاحتلال في الرصد والمراقبة، إلى نجاح حزب الله اللبناني في إطلاق طائرتي الهدهد التي جابت أجواء الأراضي المحتلة ونجحت في تصوير مساحات شاسعة قبل العودة دون رصدها من قبل الاحتلال.
ويرى الفلاحي أن تلك المستويات من الفشل ظهرت مع الاستهداف بطائرة مسيّرة واضحة، وهو الأمر الذي يمكن أن يتضاعف ويصل إلى مستويات كبرى من الفشل في حال نفذت عمليات إغراق صاروخي وبالطائرات المسيّرة من جبهات متعددة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.