الجزائر "العمانية": تعتبر شلالات واد البارد بولاية سطيف (شرق الجزائر)، وجهة للسياحة الجبلية، لكونها رائعة من روائع الطبيعة الربانية السّاحرة، وهي تقع شمال سطيف على سفوح جبال البابور الأشمّ، وفي أقصى نقطة من الطريق المؤدية إلى المنحدرات الجنوبية.

وتبعدُ شلالات واد البارد مسافة 40 كيلومترا عن مدينة سطيف، و16 كيلومترا عن بلدية تيزي نبشار، وهي تقع بإقليم بلدية واد البارد التي سُمّيت بهذا الاسم نسبة للوادي الذي يمرُّ عبرها، والذي ينبع من أعالي جبال البابور.

قبل الوصول إلى موقع الشلالات، يمكن للسائحين أو محبّي السياحة الجبلية الاستمتاعُ بالمناظر الطبيعية الفاتنة، وكلّما تمّ الاقتراب من موقع الشلالات، ازداد المكان متعة للعين، وحين الوصول إليها تتراءى هبة الخالق وهي تتجلّى في مجرى سريان الواد عبر السفوح والصخور الملساء ليشكّل ذلك لوحة طبيعيّة غاية في الجمال، ويُشكّل مجرى سريان الماء شلالات مختلفة يصبُّ بعضُها في برك مائية مُشكّلة مسابح طبيعيّة بين الصخور والأشجار والطبيعة الخضراء.

وتكفي فقط مغادرة منطقة تيزي نبشار (34 كلم شمال سطيف)، وقطع بعض عشرات الأمتار تجاه الجهة الشرقية للطريق الولائي رقم 137 (أ) عبر طريق متعرّج يربط البلدية المذكورة ببلدية واد البارد، للوقوف على جمال موقع يحبس الأنفاس، ثم سرعان ما تحلُّ المناظر الجبلية محلّ الاخضرار في صورة يُخيّل لزائر المكان بأنّ جبال بابور الضخمة تحرسُ شجيرات "الأوروفيت" التي هي عبارة عن نبات مستوطن خاصّ بالغابات الرطبة بهذه المنطقة.

وعلى بعد أكثر من عشرة كيلومترات من المنعطفات، تشير إحدى اللّوحات نحو اليسار إلى شلالات أولاد عياد، وهي عبارة عن موقع يقع على بعد 3 كيلومترات فقط عند سفح المنحدر الغربي لسلسلة بابور الجبلية، حيث لا يقطع الصمت الرهيب للمكان إلا ذلك الصوتُ المميّز لتدفق المياه المنحدرة نحو الأسفل والمنهمرة بشكل متقطّع على سفح جبل شديد الانحدار.

وفي الأسفل تظهر العديد من الصخور التي تتدفق وسطها مياه نقيّة، وهي تقريبا مجمّدة من برودتها الشديدة، حتى في ذروة فصل الصيف، والتي تنبع من القمم الجبلية لبابور مشكّلة بحيرات صغيرة رائقة لا يتردّد العديد من الشباب في الغطس فيها والاستمتاع بها خلال فصل الصيف.

وتتطلّبُ رؤية المكان من الأعلى عضلات قوية، لأنّ الوصول إلى المرتفع يستدعي من الراغبين في ذلك تسلُّق سلسلة من السلالم الموضوعة خصّيصًا لتسهيل عملية التسلُّق، وغالبا ما يجد عشّاق التنزُّه مشيًا على الأقدام، ومحبُّو الطبيعة، والرياضيُّون الذين ينشدون استنشاق هواء نقيّ، وكذا العائلات الباحثة عن لحظات للراحة والاسترخاء، مبتغاهم عند سفح شلالات أولاد عياد، إذ يُمتّعون أنظارهم ببانوراما طبيعيّة مُهدّئة للأعصاب.

ويؤكّد العديدُ من سكّان منطقة سطيف أنّ مياه واد البارد كانت، و حتى فترة الثمانينات من القرن الماضي، تزوّدُ مدينة سطيف والمناطق المجاورة لها بمياه الشرب لكونها عبارة عن مياه نقيّة وعذبة وذات جودة عالية.

ومع التوسُّع العمراني الكبير لمنطقة سطيف، لم يعد منبع واد البارد قادرًا وحده على الوفاء بالاحتياجات الهائلة للسكّان من المياه الصالحة للشرب، وهو ما دفع إلى إيجاد مصادر أخرى، وذلك بالاعتماد أكثر على مياه السدود والمياه الجوفية.

ولتنمية منطقة واد البارد، وجعلها منطقة توسُّع سياحيّ، بذلت بلدية واد البارد جهودا كبيرة لتسهيل وصول السّائحين إلى المكان، إذ تمّ تعبيد الطريق الرابط بين الطريق الولائي رقم 137 (أ)، والموقع المذكور، على مسافة 3 كيلومترات، ممّا ساهم في إزالة مخاوف سائقي المركبات الذين لطالما تردّدوا في استخدام هذا الطريق لصعوبته، كما تمّ تهيئة موقف للسيارات، وقام شباب المنطقة بتوفير خدمات للزوار، وتهيئة مساحة صغيرة لإعداد الشواء، ومقهى، وتهيئة شرفة مظللة مصنوعة من الخشب على ركائز متينة محمية بالخيزران.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مارين لوبان: سأفعل بالجزائر ما فعله ترامب مع كولومبيا (فيديو)

زنقة 20 . وكالات

قالت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان إنّه في حال وصولها إلى السلطة فستقوم بالتعامل مع الجزائر وبقية البلدان التي ترفض استعادة المهاجرين غير النظاميين “بالضبط كما فعل دونالد ترامب مع كولومبيا”.

وهاجمت لوبان الجزائر، متوعدة بتطبيق عقوبات قاسية عليها في حال توليها رئاسة فرنسا “تصل حدّ قطع جميع العلاقات الدبلوماسية إذا لزم الأمر”، وذلك رداً منها على موقفها من اضطراب العلاقات بين باريس والجزائر والتي ساءت أكثر مع قضية المؤثّرين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين أوقفتهم السلطات الفرنسية.

وأضافت “سيتم اتخاذ إجراءات انتقامية.. لا مزيد من التحويلات المالية ولا تأشيرة واحدة، بما في ذلك للمسؤولين” حسب تعبيرها.

وتساءلت لوبان في مقابلة مع تلفزيون LCI الفرنسي “لماذا نظهر هذا الضعف تجاه هذه الدول.. إنها مسألة احترام لفرنسا وسيادتها والقانون الدولي؟”.

وكانت السلطات الفرنسية الجزائرية قد أعادت المؤثر الجزائري على تيك توك “دولامن” إلى فرنسا بعد طرده منها في 9 يناير مما فاقم من الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وبقي المؤثر منذ ذلك الحين في مركز الاحتجاز الإداري، لكن محاميه أعلنوا بالفعل أنهم سيقدمون طلبًا للإفراج عنه لإخراجه في أقرب وقت ممكن، نقلا عن موقع “القدس العربي”.

 

من جهة أخرى، اعتبرت مارين لوبان أن استعمار الجزائر من قبل فرنسا لم يكن “مأساة”، وذلك في خضم التوترات الدبلوماسية المتواصلة بين فرنسا والجزائر.

وقالت “أستطيع أن أفهم أن الناس يريدون الحصول على الاستقلال ولكن أعتقد أن القول بأن الاستعمار كان مأساة بالنسبة للجزائر ليس صحيحاً”.

مقالات مشابهة

  • تغيرات جوية مفاجئة وسريعة في الساعات القادمة.. نصائح لمواجهة البرد وتقلبات الطقس
  • 3 سنوات سجنا نافذا لصاحب فندق في سطيف
  • سطيف: إنتشال جثة شخص من منحدر جبلي بحمام قرقور 
  • مارين لوبان: سأفعل بالجزائر ما فعله ترامب مع كولومبيا (فيديو)
  • وفاق سطيف يسرّح مولاي عبد العزيز
  • «الدراجات الجبلية» تنطلق في دبي
  • هذا موعد ليلة ترقب هلال شهر رمضان بالجزائر
  • ارتفاع حصيلة حريق شقة بالجزائر الوسطى إلى 5 مصابين
  • بالفيديو: حريق شقة بالجزائر الوسطى
  • "الشعبية" تنعى شهيدها إضاء السبعين خلال العدوان الإسرائيلي جنوب لبنان