تتكشف حقائق وتتوالى تباعاً لما كان يحاك لليمن في الخارج قبيل أحداث عام 2011، لتؤكد بأن الأحداث التي شهدتها اليمن خلال الفترة التي لحقت نكبة فبراير ما كانت إلا تنفيذاً لأجندة خارجية.

وسبق للرئيس الزعيم علي عبدالله صالح أن حذر خلال أحداث عام 2011 اليمنيين من الانجرار وراء الأجندة الخارجية، حيث كان يقول إن الاحتجاجات والفوضى التي تبناها الإخوان تحت مسمى "الربيع العربي" كانت تدار من غرف عمليات في "تل أبيب".

ولعل آخر هذه الحقائق والشواهد هي التصريحات الأخيرة للرئيس الأسبق علي ناصر محمد التي أفاد فيها بأن رئاسة اليمن عرضت عليه في لندن من خلال وفد أمريكي وتحديدا في أغسطس 2010، لتؤكد هذه التصريحات أن ما حدث في عام 2011 لم يكن عملاً وطنياً كما كان يدعي الإخوان، بل تنفيذ لأجندة خارجية كان يهمها إزاحة الرئيس صالح من المشهد السياسي.

هذه التصريحات لم تكن صادمة لمن كان يتابع خطابات الزعيم صالح وتحذيراته المستمرة من عدم الانجرار في ما يسمى الربيع العربي، بل ستكون شاهدة على العصر وصادمة لمن غرر بهم من الشباب اليمني.

علي ناصر محمد يقر يقيناً ويتبع تصريحاته باليمين بأن أمريكا عرضت عليه دعمه بالانقلاب أو الانتخاب على الرئيس علي عبدالله صالح.

وما حدث في اليمن من بعد تاريخ هذا اللقاء يؤكد بأن ما حدث لليمن كان مخططاً له خارجياً، لهذا جاء الدعم الخارجي للاحتجاجات والفوضى في العام 2011م بما يسمى الربيع العربي في اليمن الذي قام به الإخوان المسلمون والحوثيون فيما أسموه إسقاط النظام.

وقد يكون هذا الوفد الذي التقى الرئيس علي ناصر وصل إلى أطراف أخرى وافقت على العرض بازاحة صالح ولم ترفض كما رفض علي ناصر، فقامت الجهات البديلة بتنفيذ المخطط الخارجي والمهمة بتفاصيلها ليقف الشعب اليمني على حقائق ظل يحذر منها الزعيم الشهيد صالح على الدوام.

تتكشف هذه الحقائق لتثبت أن أحداث نكبة فبراير وما لحقها في اليمن من فوضى، إنما كانت تتم عبر من نفذ مخططات وأجندة أجنبية وكانوا يتظاهرون بأنهم يقدموا للشعب عملا وطنيا؛ لكن انكشف الغطاء ووضحت النوايا والدوافع للإخوان والحوثيين.

شهادة الرئيس علي ناصر المصحوبة باليمين تظهر جلياً للجميع بأن الانقلاب الذي حصل على الرئيس صالح لم يكن إلا تنفيذاً لمخطط خارجي تبناه الإخوان عبر ما أسموها ثورة الشباب في يناير 2011 وانضم لهم الحوثيون ليكتمل المشهد بتنفيذ مخططات خارجية باليمن عبر محاولة إسقاط النظام الجمهوري ودولة الدستور والقانون.

تحدث الرئيس الأسبق علي ناصر بتصريحات اعتبرها مراقبون بأنها لخصت ما مرت به اليمن بداية من أحداث 2011 مروراً بالأحداث التي تلتها وصولاً إلى اغتيال الشهيد الصالح.

ولعل هذه التصريحات الأخيرة لعلي ناصر فضحت كل من تصدر نكبة فبراير والذين كانوا يتشدقون بالوطنية بينما الوقائع أثبت أنهم كانوا مجرد أداة لجهات خارجية كانت تحيك الخطط والمؤامرات لما كانت تقول عنه شرق أوسط جديد ووجدت من ينفذها باليمن.

هذا التورط الخارجي بالتخطيط لإزاحة الرئيس صالح من المشهد اليمني، أكده كذلك مسؤول دبلوماسي رفيع في الخارجية البريطانية، وذلك بحصول بلاده على معلومات مسبقة من كبار القيادات الحوثية تفيد بعزمها القضاء على الرئيس اليمني الزعيم علي عبدالله، قبل استشهاد في ديسمبر 2017م.

وأكد السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، الخميس، أنه أجرى محادثات مع كبار قادة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، أخبروه -مسبقًا- بعزمهم القضاء على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.

وجاء حديث السفير البريطاني السابق، خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت الخميس الماضي، نظمها مشروع مكافحة التطرف (CEP) -الذي يعمل مشستشارا أول له-، لتقديم تقرير حول “تحويل الحوثيين للمساعدات الإنسانية في اليمن”.

وعمل “براون” كسفير للمملكة المتحدة في اليمن، خلال الفترة 2015 وحتى 2017، وباشر عمله بعد نحو 5 أشهر من سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

الإقرارات البريطانية بعلم المملكة المتحدة المسبق بعزم مليشيا الحوثي (المدعومة بشكل مباشر من إيران)، لم تكن الوحيدة بالنسبة للدول الأوروبية وإيران وإن تحفظت كثيراً خشية فضيحة التورط بالجريمة، حيث سبقها تصريح دبلوماسي أمريكي أقر حصول بلاده على معلومات مسبقة بمساعي الحوثيين اغتيال الزعيم صالح.

تحريض وتخطيط أمريكي

لم تستبعد مصادر سياسية يمنية مشاركة بريطانيا لواشنطن المعلومات الواردة إلى سفير الأولى لدى اليمن، سيما وهناك تحالف متين عسكري واستخباراتي بين واشنطن ولندن.

إلى ذلك، ذكر -ضمنياً- ناطق مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام، في تغريدة على موقع (إكس)، أن السفير الأمريكي ماثيو تولر، حرضهم بشكل غير مباشر على اغتيال الزعيم صالح، رداً على حروب صعدة الست، وذلك أثناء عقد مشاورات الكويت التي دُشنت في أبريل 2016 بين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية.

التحريض الضمني لدى "تولر"، جاء صريحاً بالنسبة للسفير الأمريكي جيرالد فايرستاين، وواضحاً في حوار أجراه برنامج بلا حدود بقناة الجزيرة، أواخر أغسطس 2017م.

وقال السفير السابق "فايرستاين"، إن بلاده ارتكبت خطأ بالسماح للزعيم صالح بالبقاء والاستمرار في ممارسة العمل السياسي والحياة العامة داخل اليمن.

وسبق ذلك التحريض ضغوط أمريكية عديدة ومخططات تطالب صالح بمغادرة اليمن، إلا أنها الضغوط التي فشلت أمام إصرار "صالح" بعدم تخليه عن وطنه وشعبه والوقوف إلى صفه حتى يوافيه الأجل، الأمر الذي أزعج واشنطن كثيراً ودفعها لمضاعفة ضغوطها والتآمر مع طهران ومليشياتها في اليمن، وأطراف دولية أخرى بينها عربية.

تورط إيراني مباشر

وأقرت قيادات إيرانية عديدة تورط طهران، وإصدارها توجيهات مباشر لمليشياتها في اليمن "الحوثيين" باغتيال صالح.

ففي اليوم الثاني من استشهاد صالح، ظهر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، معلناً -ضمنياً- اضطلاع إيران باغتيال الزعيم صالح، بقوله إن ما أسماها "المؤامرة بالانقلاب على "الحوثيين" فى اليمن تم إخمادها فى مهدها"، في إشارة إلى انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017.

جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية عبر حسابها الرسمى على "تويتر" جدد خلالها "جعفري" التأكيد على تقديم الدعم للحوثيين.

إلى ذلك، كشف كتاب بعنوان "قائد الظل" تناول السيرة الذاتية لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والولايات المتحدة وطموحات إيران العالمية، توجيهات "سليماني" المباشرة بقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وأوضح مؤلف الكتاب "آراش عزيزي" في حوار أجراه معه مركز كارنيغي للشرق الأوسط أواخر ديسمبر 2020، رداً على سؤال كيف علم بأن سليماني أمر مباشرة بقتل الزعيم صالح: "لقد قال لي اثنان من فيلق القدس معنيان بوضع سياسة إيران تجاه اليمن هذا بشكل منفصل".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك لقد قال مصدر في قيادة الحوثيين إن هذا كان طلباً من سليماني، وقد وافق عليه الحوثيون أنفسهم".

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر باليمن، فإن مشاركة إيران هي أكثر من مجرد ذراع. ولها عنصران أساسيان: محاولة مساعدة الحوثيين على أن يصبحوا أكثر تطوراً عسكرياً. ومحاولة منحهم أساساً أيديولوجياً أقوى".

وتزعم المكاشفة الغربية بالحصول على معلومات مسبقة بشأن المخطط (الإيراني- الحوثي) اغتيال الرئيس الأسبق صالح، وارتكاب المليشيا العديد من الجرائم في تعز وغيرها، سوف تضغط على الأخيرة للقبول بوصول مزيد من المساعدات إلى الشعب اليمني في ظل العراقيل التي تنصبها المليشيا آخرها اعتقال موظفين في المنظمات الدولية.

للمزيد..

- فيديو| علي ناصر محمد يكشف عن تلقيه عرضا امريكيا للإطاحة بالزعيم صالح
- تورط أمريكي بريطاني إيراني.. سفير أوروبي سابق يكشف تقديم قيادات حوثية معلومات مسبقة عزمها اغتيال الرئيس الأسبق "صالح"

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی علی عبدالله الزعیم صالح على الرئیس علی ناصر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

شمسان يرأس أمنية تعز ويشدد على اليقظة والجاهزية لإفشال مخططات الحوثيين

شدد محافظ تعز نبيل شمسان، على ضرورة اليقظة والجاهزية الأمنية لإفشال المخططات التدميرية لجماعة الحوثي التي تستهدف المحافظة وابنائها على مختلف الاصعدة.

 

جاء ذلك خلال إجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة تعز برئاسة محافظ المحافظة نبيل شمسان، لمناقشة مختلف القضايا الأمنية وفي مقدمتها التصدي لمخططات جماعة الحوثي الهادفة لزعزعة الأمن والإستقرار ومحاولاتها المستميتة في إختراق الجبهة الداخلية.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن الاجتماع ناقش توجيهات الرئيس رشاد العليمي التي تناولت مختلف القضايا وبرمجتها وتزمينها، مهيبا بأعضاء اللجنة الأمنية الارتقاء إلى مستوى التحديات والعمل بكل تفاني وإخلاص وشحذ الهمم والوقوف أمام إي إختلالات تستهدف الحياة والسكينة العامة للمواطنين.

 

بدوره، تحدث رئيس اركان محور تعز، عن الاوضاع في الجبهات العسكرية واستمرار جماعة الحوثي في استهداف الاحياء السكنية والمدنيين والمواقع العسكرية، مؤكدا تصدي قوات الجيش الوطني لكل المحاولات.


مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: أولوياتنا إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة
  • خاص ورد للتو.. صنعاء تفاجئ الجميع وتكشف للشعب اليمني أسراراً جديدة وصادمة (تفاصيل)
  • خبير أرصاد: منخفض جوي قادم إلى اليمن والله وحده يعلم ما سيحدث
  • شمسان يرأس أمنية تعز ويشدد على اليقظة والجاهزية لإفشال مخططات الحوثيين
  • توقيت مباراة اليمن × عمان والقناة الناقلة
  • الدرقاش: البيدجا كان أحد الأعمدة التي تحمي فبراير
  • 1سبتمبر خلال 9 أعوام .. 218 شهيدا وجريحا في جرائم إبادة تهز ضمير الإنسانية بغارات العدوان على اليمن
  • التطبيع مع الفوضى والانقسام في اليمن
  • أحمر الناشئين يبحث عن بداية إيجابية أمام اليمن بغرب آسيا ..غدا
  • أحمر الناشئين يبحث عن بداية إيجابية أمام اليمن بغرب آسيا .. اليوم