ماليزي ينهي إضرابا عن الطعام احتجاجا على صفقة مع شركة داعمة لإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
كوالالمبور– أنهى الناشط الماليزي من أصل هندي مايثيار إضرابا عن الطعام استمر 200 ساعة، احتجاجا على عزم الحكومة الماليزية إبرام صفقة لبيع 30% من شركة المطارات الماليزية لشركة بلاك روك الأميركية، في إطار برنامج خصخصة اعتمدته الحكومة.
وقال مايثيار للجزيرة نت إن الإضراب عن الطعام -الذي كان قد بدأه في 10 يوليو/تموز الجاري- حقق الرسالة التي أرادها، وهي أن الصفقة تشكل تهديدا لأمن ماليزيا، ودعما لشركة ضالعة في جرائم إبادة جماعية ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وأضاف بأن احتجاجه ينبع من حرصه على أمن وطنه وشعبه، ورفضا لأي أشكال التواطؤ مع جرائم الإبادة الجماعية.
واعتبر أن إعلان الحكومة عقد صفقة مع شركة أميركية تزود الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والمال تسبب له ولكثيرين من الشعب الماليزي بصدمة كبيرة، مشيرا إلى أن المشاهد اليومية للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين على مدى نحو 10 أشهر تعزز قناعتنا برفض الكيان الإسرائيلي ومقاطعة الشركات التي تتعامل معه.
ووصف الناشط الماليزي في مجال حقوق الإنسان الاتفاق مع شركة تزود إسرائيل بالسلاح بأنه "جلبٌ للشر إلى البلاد وخذلان للشعب الفلسطيني وأنصار الحرية وحقوق الإنسان في العالم".
كما اعتبر نية الحكومة المضي قدما في الصفقة تنكرا للجهود التي تبذلها مؤسسات وأحزاب كثيرة لإقناعها بالعدول عن الصفقة، وهو ما جعله يعتقد أن الإضراب عن الطعام لإسماع صوته، خيار لا مفر منه.
وقرر مايثيار البالغ من العمر 46 عاما إنهاء إضرابه بعد نصيحة النشطاء في المنظمات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي بناء على توصية الأطباء الذين عاينوه، وقالوا إن الاستمرار في الإضراب قد يؤدي إلى شل بعض أعضائه الحيوية.
وينتمي مايثيار إلى العرقية التاميلية، وهو ناشط في منظمة سكرتارية التضامن مع فلسطين.
وكانت الحكومة الماليزية قد أشارت إلى أن الصفقة المذكورة ستكون مع شركة غلوبال إنترناشيونال بارتنر (جي آي بي)، وهو ما اعتبرته منظمة سكرتارية التضامن، بأنه محاولة للتهرب من المسؤولية الأخلاقية، حيث إن جي آي بي مملوكة بالكامل لشركة بلاك روك إحدى أكبر صناع السلاح في العالم والمستثمرين في إسرائيل.
وقالت الأمينة العامة في سكرتارية التضامن مع فلسطين فروينا فاروق، إن المجال ما زال مفتوحا لإلغاء الصفقة ما لم توقع الحكومة عليها رسميا.
وأضافت فروينا المعروفة بنشاطها في مجال القضية الفلسطينية أن صفقة تخصيص 39 مطارا ماليزيا تضع الحكومة على المحك لإثبات صدقيتها في ترجمة أقوالها في دعم القضية الفلسطينية إلى أفعال.
وقالت في حديث للجزيرة نت إنه إذا كانت الحكومة تريد حقا إنقاذ الشعب الفلسطيني من المذابح فينبغي أن تبعث برسالة واضحة للإدارة الأميركية والفرصة مواتية الآن لوقف الصفقة.
أما عضو البرلمان السابق تيان تشوا فقال للجزيرة نت إن إنهاء الإضراب عن الطعام لا يعني وقفا للحملة الرافضة للتعامل مع شركة بلاك روك، وأشاد بما وصفه تضحية مايثيار وصبره على الجوع لأكثر من أسبوع، مشيرا إلى أن الإضراب عن الطعام يأتي ضمن الجهود المتواصلة لوقف الصفقة، وأن الحملة سوف تستمر بأساليب مختلفة.
وفي مايو/أيار الماضي، بدأت مجموعة من هيئات المجتمع المدني البارزة في ماليزيا احتجاجا على عرض تقدم به تحالف، يضم شركة قد تستحوذ عليها بلاك روك الأميركية، لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة وذلك وسط حملات مقاطعة ضد بعض الشركات الأميركية، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأصدرت نحو 22 منظمة بيانا مشتركا يحث الحكومة على إعادة النظر ومنع مشاركة بلاك روك في الصفقة التي تبلغ قيمتها حوالي 2.6 مليار دولار لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة قائلين إن شركة بلاك روك لها علاقات مع إسرائيل.
وأعلن تحالف بقيادة صندوق الثروة السيادية الماليزي (خزانة) وصندوق ادخار الموظفين للتقاعد في 15 مايو/أيار الحالي عن عرض لشراء الحصص المتبقية من أسهم مطارات ماليزيا القابضة التي لا يملكها بالفعل.
ويضم التحالف أيضا شركة "غلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز" لإدارة الاستثمار في البنية التحتية وجهاز أبو ظبي للاستثمار.
وأعلنت شركة بلاك روك في يناير/كانون الثاني الماضي أنها ستشتري شركة "غلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز" مقابل 12.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتم عملية الاستحواذ في الربع الثالث.
وفي رسالة إلى إدارة صندوق ادخار الموظفين أمس الخميس، حثت منظمات المجتمع المدني، ومنهم المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الإسلامية ومنظمة تحيا فلسطين-ماليزيا، صندوق التقاعد على وقف العلاقات مع شركة بلاك روك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإضراب عن الطعام شرکة بلاک روک مع شرکة
إقرأ أيضاً:
الآلاف يتظاهرون في إسطنبول احتجاجا على سجن أكرم إمام أوغلو
احتشد الآلاف من أنصار المعارضة التركية في ساحة مال تبه في الجزء الآسيوي من مدينة إسطنبول للتنديد باعتقال رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو بتهم تتعلق بالفساد ودعم الإرهاب.
وتدفق الآلاف رافعين الأعلام التركية واللافتات إلى ساحة التجمع المطلة على البحر في مال تبه للمشاركة في "تجمع الحرية لإمام أوغلو"، الذي نظمه حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.
وصدر حكم بحبس إمام أوغلو (53 عاما) -الذي تنظر له أحزاب في المعارضة التركية على نطاق واسع باعتباره أبرز منافس للرئيس رجب طيب أردوغان– على ذمة المحاكمة بتهمة الفساد يوم الأحد الماضي، قبل أن يتم نقله إلى سجن مرمرة الذي يعرف أيضا باسم "سيليفري" غربي إسطنبول.
وكان حزب الشعب قد دعا إلى تجمع كبير اليوم السبت احتجاجا على توقيف إمام أوغلو، متحديا ما أسماها "حملة القمع الشديدة التي تستهدف المتظاهرين والمعارضة بصورة عامة".
وقال الحزب إنه سينظم في الفترة القادمة مظاهرات ضخمة مماثلة في مختلف المدن التركية الكبرى كشكل جديد للاحتجاج على اعتقال إمام أوغلو بعد أن كانت قد أعلنت توقفها عن التظاهر أمام مبنى بلدية إسطنبول يوم الأربعاء الماضي.
موجة احتجاجاتوأثار توقيف إمام أوغلو يوم 19 مارس/آذار الجاري موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد عبر أنحاء تركيا، مع خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع كل مساء.
إعلانوشهدت بعض الاحتجاجات أعمال عنف وصدامات مع الشرطة واعتداء على مساجد تاريخية، كما تم توقيف أكثر من ألفي شخص، أودع 260 منهم السجن.
ويقول حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، وقوى غربية إن "القضية المرفوعة ضد إمام أوغلو هي محاولة مسيسة للقضاء على تهديد انتخابي محتمل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
في المقابل، تنفي الحكومة أي نفوذ لها على القضاء، وتؤكد استقلالية المحاكم.
ورفض الرئيس أردوغان الاحتجاجات ووصفها بأنها "استعراضية"، وحذر من العواقب القانونية على المتظاهرين.
وأكّد أردوغان أن تحقيقات فساد جديدة قد تطال حزب الشعب الجمهوري، وأنه لن يستسلم لما سماه "إرهاب الشوارع" مرارا.