كوالالمبور– أنهى الناشط الماليزي من أصل هندي مايثيار إضرابا عن الطعام استمر 200 ساعة، احتجاجا على عزم الحكومة الماليزية إبرام صفقة لبيع 30% من شركة المطارات الماليزية لشركة بلاك روك الأميركية، في إطار برنامج خصخصة اعتمدته الحكومة.

وقال مايثيار للجزيرة نت إن الإضراب عن الطعام -الذي كان قد بدأه في 10 يوليو/تموز الجاري- حقق الرسالة التي أرادها، وهي أن الصفقة تشكل تهديدا لأمن ماليزيا، ودعما لشركة ضالعة في جرائم إبادة جماعية ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وأضاف بأن احتجاجه ينبع من حرصه على أمن وطنه وشعبه، ورفضا لأي أشكال التواطؤ مع جرائم الإبادة الجماعية.

واعتبر أن إعلان الحكومة عقد صفقة مع شركة أميركية تزود الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والمال تسبب له ولكثيرين من الشعب الماليزي بصدمة كبيرة، مشيرا إلى أن المشاهد اليومية للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين على مدى نحو 10 أشهر تعزز قناعتنا برفض الكيان الإسرائيلي ومقاطعة الشركات التي تتعامل معه.

ووصف الناشط الماليزي في مجال حقوق الإنسان الاتفاق مع شركة تزود إسرائيل بالسلاح بأنه "جلبٌ للشر إلى البلاد وخذلان للشعب الفلسطيني وأنصار الحرية وحقوق الإنسان في العالم".

كما اعتبر نية الحكومة المضي قدما في الصفقة تنكرا للجهود التي تبذلها مؤسسات وأحزاب كثيرة لإقناعها بالعدول عن الصفقة، وهو ما جعله يعتقد أن الإضراب عن الطعام لإسماع صوته، خيار لا مفر منه.

وقرر مايثيار البالغ من العمر 46 عاما إنهاء إضرابه بعد نصيحة النشطاء في المنظمات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي بناء على توصية الأطباء الذين عاينوه، وقالوا إن الاستمرار في الإضراب قد يؤدي إلى شل بعض أعضائه الحيوية.

وينتمي مايثيار إلى العرقية التاميلية، وهو ناشط في منظمة سكرتارية التضامن مع فلسطين.

ماليزيون يحتجون ضد استثمار شركة "بلاك روك" الأميركية في إدارة مطارات البلاد بسبب دعمها إسرائيل (الجزيرة) الظرف مناسب لإلغاء الصفقة

وكانت الحكومة الماليزية قد أشارت إلى أن الصفقة المذكورة ستكون مع شركة غلوبال إنترناشيونال بارتنر (جي آي بي)، وهو ما اعتبرته منظمة سكرتارية التضامن، بأنه محاولة للتهرب من المسؤولية الأخلاقية، حيث إن جي آي بي مملوكة بالكامل لشركة بلاك روك إحدى أكبر صناع السلاح في العالم والمستثمرين في إسرائيل.

وقالت الأمينة العامة في سكرتارية التضامن مع فلسطين فروينا فاروق، إن المجال ما زال مفتوحا لإلغاء الصفقة ما لم توقع الحكومة عليها رسميا.

وأضافت فروينا المعروفة بنشاطها في مجال القضية الفلسطينية أن صفقة تخصيص 39 مطارا ماليزيا تضع الحكومة على المحك لإثبات صدقيتها في ترجمة أقوالها في دعم القضية الفلسطينية إلى أفعال.

وقالت في حديث للجزيرة نت إنه إذا كانت الحكومة تريد حقا إنقاذ الشعب الفلسطيني من المذابح فينبغي أن تبعث برسالة واضحة للإدارة الأميركية والفرصة مواتية الآن لوقف الصفقة.

أما عضو البرلمان السابق تيان تشوا فقال للجزيرة نت إن إنهاء الإضراب عن الطعام لا يعني وقفا للحملة الرافضة للتعامل مع شركة بلاك روك، وأشاد بما وصفه تضحية مايثيار وصبره على الجوع لأكثر من أسبوع، مشيرا إلى أن الإضراب عن الطعام يأتي ضمن الجهود المتواصلة لوقف الصفقة، وأن الحملة سوف تستمر بأساليب مختلفة.

تبلغ قيمة الصفقة -التي تتضمن خصخصة 39 مطارا ماليزيا- حوالي 2.6 مليار دولار (الفرنسية) احتجاجات أخرى

وفي مايو/أيار الماضي، بدأت مجموعة من هيئات المجتمع المدني البارزة في ماليزيا احتجاجا على عرض تقدم به تحالف، يضم شركة قد تستحوذ عليها بلاك روك الأميركية، لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة وذلك وسط حملات مقاطعة ضد بعض الشركات الأميركية، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأصدرت نحو 22 منظمة بيانا مشتركا يحث الحكومة على إعادة النظر ومنع مشاركة بلاك روك في الصفقة التي تبلغ قيمتها حوالي 2.6 مليار دولار لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة قائلين إن شركة بلاك روك لها علاقات مع إسرائيل.

وأعلن تحالف بقيادة صندوق الثروة السيادية الماليزي (خزانة) وصندوق ادخار الموظفين للتقاعد في 15 مايو/أيار الحالي عن عرض لشراء الحصص المتبقية من أسهم مطارات ماليزيا القابضة التي لا يملكها بالفعل.

ويضم التحالف أيضا شركة "غلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز" لإدارة الاستثمار في البنية التحتية وجهاز أبو ظبي للاستثمار.

وأعلنت شركة بلاك روك في يناير/كانون الثاني الماضي أنها ستشتري شركة "غلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز" مقابل 12.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتم عملية الاستحواذ في الربع الثالث.

وفي رسالة إلى إدارة صندوق ادخار الموظفين أمس الخميس، حثت منظمات المجتمع المدني، ومنهم المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الإسلامية ومنظمة تحيا فلسطين-ماليزيا، صندوق التقاعد على وقف العلاقات مع شركة بلاك روك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإضراب عن الطعام شرکة بلاک روک مع شرکة

إقرأ أيضاً:

90 أسيرة وطفلا فلسطينيا بقائمة أولى للتبادل مع إسرائيل.. ونائل البرغوثي يأمل أن تشمله الصفقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى اليوم /الأحد/ أن القائمة الأولى من أسماء الأسرى والمحررين في المرحلة الأولى لعملية التبادل التي ستتم مع الجانب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار؛ تتضمن 90 من الأسيرات والأطفال.. في وقت أعرب فيه عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي عن أمله في أن يكون اسمه مدرجا ضمن صفقة التبادل.
ويبلغ إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال - حاليا - 10 آلاف و400 أسير وأسيرة؛ من بينهم 84 أسيرة (من بينهن 3 فتيات أقل من 18 عاما و21 معتقلة إداريا) و320 طفلا وفتى وأكثر من 3400 معتقل إداري، وهذا العدد في ازدياد بسبب استمرار سياسة الاعتقالات الإسرائيلية بحق الفلسطينين..حسبما أفادت مصادر فلسطينية معنية بشؤون الأسرى.
أما فيما يتعلق بأعداد معتقلي غزة؛ فقد أعلن الاحتلال - بعد ضغوط مؤسسات حقوقية إسرائيلية– أن أعدادهم تبلغ 3500 معتقل بعد السابع من أكتوبر لعام 2023 لكن الجانب الفلسطيني يقدر أعدادهم بأكثر من 4000 معتقل.
أما أعداد حالات المؤبد في سجون الاحتلال تبلغ حوالي 600 حالة من بينهم الأسير عبدالله البرغوثي المحكوم عليه بالسجن لمدة 67 مؤبدا، أما الأسرى القدامي المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو يبلغ عددهم 21 أسيرا والذين تم إعادة اعتقالهم من صفقة (وفاء الأحرار) كان يبلغ قبل الحرب على قطاع غزة 48 أسيرا ارتفع حاليا إلى 52 أسيرا أقدهم الأسير نائل البرغوثي.
وفي السياق، أعرب عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي اليوم عن أمله في أن يكون اسمه مدرجا ضمن صفقة التبادل التي ستتم مع الجانب الإسرائيلي والتي ستتم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
جاء ذلك في رسالة وجهها البرغوثي عبر محامي هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية الذي زاره في سجن (شطة).. قائلا: "آمل أن يكون اسمي مدرجا في صفقة التبادل القريبة".
ووزعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الرسالة المصورة على وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية؛ والتي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منها اليوم، وتضمنت صورة للبرغوثي وهو كهل حاملا صورته في الشباب في رسالة مفاداها أن الاحتلال يقضي على الشباب الفلسطيني المناضل في سجونه ويوصلهم في الأسر إلى الكهولة والضعف.
ويتعرض الأسرى وقادة الحركة الأسيرة - منهم القائد البرغوثي منذ السابع من أكتوبر 2023 - لعمليات تنكيل وعزل وسلب وتعذيب واعتداءات غير مسبوقة بكثافتها، فقد تعمدت منظومة السجون ترسيخ كل ما تملك من أدوات لاستهداف أسرانا، وسلب حقوقهم، وما تمكنوا من تحقيقه بالدم والتضحية، وقد تعرض البرغوثي (الذي يقبع في سجن شطة) إلى جانب رفاقه لعمليات نقل وتنكيل متكررة.
يذكر أنه تم الإعلان يوم الأربعاء - 15 يناير2025 - عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام، ينفذ على ثلاث مراحل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من اليوم الأحد (19 يناير).
ويتم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق، انسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
وتتضمن المرحلة الأولى - أيضا - تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وادخال مستلزمات إيواء النازحين الذي فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
 

مقالات مشابهة

  • تحرك عاجل من الحكومة لدعم برامج التغذية المدرسية
  • القدس للدراسات: صفقة تبادل الأسرى تهدد نتنياهو.. «وصمة عار في جبينه»
  • شحنة جرافات عسكرية أمريكية لإسرائيل.. محتجزة منذ 10 أشهر
  • «حماس هزمتنا».. قادة إسرائيل يبكون حزنًا على إبرام صفقة في غزة 
  • 90 أسيرة وطفلا فلسطينيا بقائمة أولى للتبادل مع إسرائيل.. ونائل البرغوثي يأمل أن تشمله الصفقة
  • استقالة بن غفير وأعضاء حزبه من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على اتفاق غزة
  • وزراء حزب بن غفير يستقيلون من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على صفقة التبادل
  • وسائل إعلام عبرية: بن جفير ووزراء حزبه قدموا استقالتهم من الحكومة
  • صفقة الرهائن ومصير حماس
  • صفقة غير مسؤولة..بن غفير يجدد التهديد بالاستقالة بسبب وقف إطلاق النار في غزة