بوابة الوفد:
2024-11-23@03:48:09 GMT

خلف خطوط الذاكرة

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

كان صلاح عبدالصبور يقول إن الموت لا يقهره إلا الحجر والكلمة، وأن الكلمة أطول عمراً من الحجر وأصلب على الزمن، وأقدر على مغالبته. وقد يأكل الزمن المتطاول من الأهرامات حجراً فحجراً، ولكنه لن يسقط من كتاب الموتى كلمة واحدة. أما الدكتور خالد منتصر فيقول لنا إن الكتابة والكلمة هى أمضى سلاح لمواجهة الذاكرة المراوغة والتصدى لبخلها، والإمساك بتفاصيلها، قبل أن تذوى فى سراديب النسيان.

وفى كتابه «خلف خطوط الذاكرة» الصادر مؤخراً عن دار نشر ريشة، يركض خالد منتصر خلف ذاكرته ليسرد جانباً من سيرته الذاتية كواحد ممن يسميه «جيل الآمال المؤجلة» تيمناً بعنوان أول مقال صحفى ينشر له فى مجلة صباح الخير.
عاش خالد، سمى خالد بن الوليد، وخالد جمال عبدالناصر كما أخبره والده، طفولته وصباه فى قرية الشعراء فى دمياط. محافظة أسطوات صناع الأثاث المهرة الموهببين على امتداد تاريخها، قبل أن تضربها فى مقتل هزيمة يونيو، وتشيعها إلى مثواها الأخير سياسات الانفتاح وتلقى بتفردها وبحرفييها وسمعتها الدولية الناصعة، فى براثن محتكرى الاستيراد.
مأساتان كبيرتان شكلتا طفولته وطبعتا روحه بحزن مقيم، موت أخته الصغيرة الوحيدة غرقاً فى الترعة، وموت أمه الشابة بمرض القلب، ليصبح يتيماً وحيداً وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره، لاسيما بعد الزواج الثانى لأبيه الموظف الكبير فى أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعى بوزارة العدل، وسفره للعمل كخبير فى مجاله إلى ليبيا. وفى رعاية عمه وخاله فى قرية الشعراء، التى عشق كل تفاصيلها ونجح فى التعامل مع مناخها الاجتماعى المحافظ، صارت القراءة ملاذاً للونس ورفيقاً لوحدته وساحة لتفوقه الدراسى. وأنقذته صدفة عابرة من الإصابة بمرض البهارسيا عندما فشل فى تعلم السباحة. وساعدته الوحدة على اكتساب فضيلة التأمل فى الأمراض الاجتماعية التى أسفرت عن ظواهر التدين الشكلى التى أشاعها التيار الدينى، وتم ربطها بسيل من الخرافات، بينما هدفها النهائى هو السعى للهيمنة، للمتاجرة وجنى الثروات.
يقدم الكتاب تجربة المؤلف الفريدة بكل ما رافقها من شقاء وألم ومحبة وصدق، وهو بجانب ذلك يروى سيرة للأماكن التى عاش فيها وارتادها وهو يحاور بعين الدهشة ماضيه، ويتساءل بقلقل حاضره، وعينه شاخصة نحو المستقبل. من القرية إلى الجامعة التى سيطرت عليها الجماعة الإسلامية, إلى كلية الطب التى غرقت فى التقييمات العبثية للترقى الوظيفى، وباتت تقييمات تحفل بالأمزجة والمجاملات والفساد. وتدنت نحو المشاعر الطائفية، حين حظرت على الطلاب المسيحيين الالتحاق ببعض أقسامها.
يكشف الكتاب عن مفاتيح شخصية مؤلفه العنيدة، التى تؤكد أن الإنسان يستطيع أن يصل إلى ما يريد بقوة إرادته. ففى طفولته يتمسك بالبقاء فى مصر وعدم السفر مع والده إلى ليبيا وينجح فى مسعاه. وفى شبابه يلتحق بكلية الطب، ربما تعويضاً لفشل والده فى الالتحق بها، رغم عشقه للكتابة وللعمل الصحفى، لكنه بالمثابرة والتراكم الثقافى والمعرفى ينجح فى الجمع بين الحسنيين: المهنة والهواية. وإذ ينهى خالد منتصر كتابه، يعمد إلى استثارة وحب استطلاعنا بالإيحاء إلينا بجزء آخر لتلك السيرة، ليدخلنا فى شغف الانتظار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة خلف خطوط الذاكرة أمينة النقاش الأهرامات مجلة صباح الخير

إقرأ أيضاً:

تيموثي وياه لاعب يوفنتوس يأمل في تكرار ذكريات والده في مواجهة ميلان بالدوري الإيطالي

 

أعرب تيموثي وياه، مهاجم يوفنتوس، عن أمله في التسجيل في ملعب "سان سيرو" هذه المرة أمام الفريق الذي سبق لوالده اللعب له ميلان.

تيموثي وياه لاعب يوفنتوس يأمل في تكرار ذكريات والده في مواجهة ميلان بالدوري الإيطالي

ويحل يوفنتوس ضيفا على ميلان غدا السبت، ومن المرجح أن يشارك وياه في هجوم الفريق في غياب هدافه المصاب دوسان فلاهوفيتش.

الشارقة ينفرد بصدارة الدوري الإماراتي بعد الفوز على النصر بثلاثية نظيفة فيندت لاعب مونشنجلادباخ السابق يعتزل كرة القدم

وتعرض فلاهوفيتش، الذي سجل تسعة أهداف هذا الموسم، للإصابة خلال مشاركته مع منتخب بلاده صربيا وغاب عن رحلة الفريق إلى ميلان إلى جانب كل من جيلسون بريمر ونيكو جونزاليس وأركاديوش ميليك ودوجلاس لويز وخوان كابال وفاسيلي أدزيتش.

وكان اللاعب الدولي الأمريكي، والذي عادة ما يشارك في الجناح الأيمن، قد شارك كمهاجم صريح مع المدرب تياجو موتا في مباراة ودية للفريق أمام فريق الناشئين بيوفنتوس لأقل من 17 عاما، وسجل هدفين.

وسيكون من المهم بالنسبة للاعب أن يشارك في هذا المركز، وفي ملعب "سان سيرو" خاصة وأن ذلك مركز والده، وهو اللاعب الذي سبق له التتويج بجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم، جورج وياه.

وقال موتا عن تيموثي وياه: "يعجبني كل شيء يخصه في الوقت الحالي، كل شيء فعله، أحب أن يسجل الأهداف وهذا مهم جدا بالنسبة للاعبين".

وأضاف: "إنه لاعب مثير للاهتمام، لأنه يمنحك الكثير من الحلول الإضافية، يمكنه اللعب على الجهة اليمنى وعلى الجهة اليسرى وهو رائع ويتحلى بالمسؤولية، يفهم احتياجات الفريق ويعطي كل ما لديه، نحن سعداءء لأنه معنا ويجب عليه المواصلة بنفس الطريقة".

 

مقالات مشابهة

  • تيموثي وياه لاعب يوفنتوس يأمل في تكرار ذكريات والده في مواجهة ميلان بالدوري الإيطالي
  • لاعب يوفنتوس يحلم بتكرار ذكريات والده أمام ميلان!
  • من المشرط للريشة.. «سمر» جمعت بين طب الأسنان واحتراف الرسم
  • أبناء مشاهير هوليوود يرفضون إرث آبائهم: تمرد أم بحث عن هوية مستقلة؟ ( تقرير)
  • الأمير تركي يقدم نصيحة حفظها عن والده الملك فيصل رحمه الله .. فيديو
  • لم يتقبل الخسارة.. ركل منافسه في وجهه وأفقده الذاكرة
  • استشاري نفسي: اضطرابات النوم والسكريات تتسببان في إضعاف الذاكرة
  • 4 خطوط عريضة توضح سياسة ترامب تجاه إسرائيل
  • 41 مليار دج لإعادة تأهيل وتجديد خطوط السكة الحديدية
  • ضبط 37 ميكروباصًا لتقسيم الطريق على خطوط الهرم وفيصل وأكتوبر