بوابة الوفد:
2025-04-30@12:50:43 GMT

دور المسلمين فى السياسة البريطانية

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

أظهرت الانتخابات البريطانية التقارب المستمر بين أنماط التصويت بين البيض والأقليات العرقية. والأقليات تاريخياً تفضل حزب العمال فى خياراتها السياسية.
لقد أدى نجاح المرشحين المستقلين الذين يخوضون الانتخابات على قوائم مؤيدة للفلسطينيين فى بريطانيا، والذين تم انتخاب أربعة منهم، إلى نقاش حول دور المسلمين فى السياسة البريطانية.

ومن ناحية أخرى، هناك جماعات إسلامية متطرفة، بما فى ذلك منظمة التصويت الإسلامى (TMV)، وهى تحالف من المنظمات التى تسعى إلى تعظيم التأثير الانتخابى للمسلمين. وأعلنت المنظمة بعد الانتخابات أن المسلمين أرسلوا «بفضل الله تعالى» رسالة إلى «الأحزاب السياسية الرئيسية» مفادها أن «أغلبية المسلمين فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ستكون مهددة». وعلى الجانب الآخر هناك الذين يخشون صعود «التصويت الطائفى».
المسلمون هناك يعتبرون الصراع فى غزة إحدى القضايا الخمس الأكثر أهمية، إلى جانب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وتكاليف المعيشة، والاقتصاد، والإسكان. وفى الحقيقة أن دعم حزب العمال بين المسلمين انخفض بمقدار الربع منذ عام 2019، تصنيف تفضيل كير ستارمر بين أولئك من أصل باكستانى أو بنجلاديشى هو نصف التصنيف بين الأقليات الأخرى.
الناخبون المسلمون هم فى الغالب من الطبقة العاملة ويعيشون فى بعض الدوائر الانتخابية الأكثر حرماناً فى البلاد. كما كانت الدوائر الانتخابية الأكثر حرماناً هى التى شهدت أكبر تحول بعيداً عن حزب العمال فى الانتخابات التى ضمنت فوزاً ساحقاً لحزب العمال. وتعكس مخاوف المسلمين من الطبقة العاملة مخاوف الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين يؤيدون خروج بريطانيا أو الإصلاح - شعور بالتخلى عنهم، بل حتى الخيانة من قبل الأحزاب والمؤسسات السائدة.
إن غزة تشكل قضية مهمة بالنسبة لهؤلاء الناخبين. وهى أيضاً بمثابة صاعق لشعور أوسع نطاقاً بالاستياء. وكما هى الحال مع العديد من الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء، إن فشل الأحزاب الرئيسية، وخاصة حزب العمال، فى التعامل بجدية مع مخاوفهم سمح لأولئك الذين يدفعون بالمظالم الهوياتية بتشكيل هذا الاستياء.
إن الطائفية الإسلامية ليست جديدة ولا هى مستوردة ببساطة من الخارج. وتعود جذورها إلى حد كبير إلى قضية سلمان رشدى، ومحاولات حظر روايته « آيات شيطانية» التى صدرت عام 1988، والتى ساعدت على تشكيل سياسات الهوية الإسلامية وسمحت للإسلاموية بترسيخ وجودها فى هذا البلد.
إن العديد من المنظمات داخل حركة TMV لها جذور إسلامية، مثل رابطة المسلمين فى بريطانيا التى ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين ومنظمة المشاركة والتنمية الإسلامية (MEND). وقد أعربت شخصيات بارزة فى الحملة عن دعمها لحركة حماس وخطف الرهائن، ونشرت معاداة السامية.
ما لا يعتبر طائفياً هو الإيمان بالأهمية السياسية لغزة، ومعارضة الهجوم الإسرائيلى، والمطالبة بوقف إطلاق النار، ودعم الحرية الفلسطينية. إن خلط الدعم السياسى لفلسطين بالطائفية الدينية يعكس حجج الإسلاميين، ويلقى بالتضامن فى صورة غير شرعية، ويغير معنى الطائفية، ويضعف المعركة ضدها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهجوم الإسرائيلي د مصطفى محمود الأحزاب السياسية الرئيسية غزة حزب العمال حركة حماس من الطبقة العاملة المسلمین فى حزب العمال

إقرأ أيضاً:

فيلم "صبيان وبنات" يعود بعد 30 عامًا ويثير الجدل: هل فضح يسري نصر الله واقع الطبقة الكادحة قبل الأوان؟


عاد فيلم "صبيان وبنات" للمخرج يسري نصر الله إلى الواجهة بعد ما يقرب من 30 عامًا على إنتاجه، بعدما انتشر مقطع منه على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر بدايات الفنان باسم سمرة حين كان لا يزال مدرسًا بإحدى المدارس الصناعية، قبل أن يحلم بدخول عالم التمثيل.

 أعاد هذا المشهد البسيط، الذي ظهر فيه سمرة ووالدته في حوار تلقائي داخل منزلهم، النقاش حول العمل الوثائقي الذي مرّ مرور الكرام عند عرضه الأول، لكنه اليوم يُقرأ بعيون مختلفة ويُستقبل بتفاعل لافت.

الفيلم الذي أُنتج عام 1995 لا يُعد مجرد تسجيل لحياة شاب يحلم بالتمثيل، بل وثيقة بصرية تكشف الكثير عن مصر في التسعينات، من خلال عدسة تسائل وتنتقد وتُحلل، بعيدًا عن الزخرفة الفنية. المدهش أن نصر الله آنذاك لم يلجأ لممثلين محترفين أو سيناريو تقليدي، بل قرر أن يترك الكاميرا تلتقط الحياة كما هي، فكان باسم سمرة هو نفسه، وأسرته هم أنفسهم، والطموح والألم والحيرة على وجوههم لم تكن تمثيلًا بل واقعًا صارخًا.

وإن كانت تجربة "صبيان وبنات" قد بدت حينها محاولة فنية خاصة لجمهور نخبوي، فإن الزمن أعاد لها قيمتها الحقيقية. رواد مواقع التواصل وجدوا أنفسهم أمام مشاهد تصف واقعهم اليومي رغم مرور السنوات، بل اعتبر البعض أن يسري نصر الله سبق عصره حين أضاء على المهمّشين قبل أن يصبح ذلك تيارًا دارجًا في السينما.

اللافت أن الفيلم، رغم جرأته، لم يحظَ حينها بتقدير نقدي واسع ولا توزيع جماهيري ملائم، وهو ما دفع البعض اليوم للتساؤل: هل كان الوسط الفني والجمهور مستعدًا حينها لتلقّي عمل يكشف بواقعية مؤلمة هشاشة الحلم في بيئة قاسية؟ وهل قدّمت السينما التجارية لاحقًا بديلاً حقيقيًا لهذا النوع من التوثيق الصادق؟

يعيد "صبيان وبنات" فتح النقاش حول دور السينما في توثيق الحياة، لا تجميلها، ويضع الضوء على بداية نجم مثل باسم سمرة، الذي انطلق من الشارع الحقيقي، لا من ورشة تمثيل أو مكتب إنتاج. كما يرسّخ موقع يسري نصر الله كمخرج لا يخشى كسر القوالب، حتى لو كان الثمن التهميش المؤقت.

 

مقالات مشابهة

  • مصر تؤجل احتفالا رسميا يحضره السيسي بسبب ظروف طارئة بالبلاد
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)
  • الاحتلال يعتقل 5 مواطنين ويحتجز العشرات في الطبقة جنوب غرب الخليل
  • فيلم "صبيان وبنات" يعود بعد 30 عامًا ويثير الجدل: هل فضح يسري نصر الله واقع الطبقة الكادحة قبل الأوان؟
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • زيارة البرهان إلى مصر: محاولة لالتقاط أنفاس السياسة وسط ركام الحرب
  • كيف انتزعت الطبقة العاملة السودانية حق التنظيم النقابي؟
  • أبو العينين يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال: إنجازات ملموسة لصالح الطبقة العاملة
  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد