بوابة الوفد:
2024-09-03@23:38:29 GMT

حروب الإعلام باسم التاريخ

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

يعرف العمل الإعلامى بأنه رسالة.. لذا يعتبر تحديد الهدف من هذه الرسالة، والجمهور المستهدف، وتوقيت النشر أو البث من بديهيات ذلك العمل.. فعنصر التوقيت أمر لا يمكن تجاهله.. وتشهد منطقتنا الآن.. العديد من الأزمات ما بين دول تنهار.. وحروب أهلية.. واقتصادات تكافح من أجل النهوض.. وأخرى أقسمت ألا تنهض.. وكذلك حرب إبادة للفلسطينيين فى غزة.

. وبدايات اعتداء جديد على الجنوب اللبنانى.. والأهم أعداد الاحتلال للاستيلاء الكامل على القدس الأسير وهدم ثالث الحرمين.. والسؤال هنا ما الجدوى من بث برنامج يشكك فى التاريخ الدينى للمنطقة العربية خاصة الأراضى المحتلة.. ما الهدف أو الرسالة التى أرادتها قناة إخبارية مثل سكاى نيوز.. من حلقة كاملة مع الباحث العراقى فاضل الربيعى.. ليعيد إثارة البلبلة التى سبق أن أثارها الباحث كمال الصليبى قبل نصف قرن.. عبر أطروحته البائسة التى تطعن فى التاريخ الجغرافى للرسالات السماوية.. وهى باختصار تزعم أن القدس ليست القدس التى نعرفها الآن.. وأن قصة سيدنا يوسف بكاملها وامرأة العزيز لم تكن على أرض مصر.. وأن التوراة نزلت فى جنوب الجزيرة العربية وليس على جبل سيناء.. وأن أحداث قصة سيدنا موسى وبنى إسرائيل وفرعون.. تمت برمتها فى جنوب الجزيرة العربية.. بل إن مصر المذكورة فى القرآن التى كانت تجرى من تحتها الأنهار ليست مصر.. بل هى قرية بائسة فى شعاب جبال الجزيرة العربية.. حتى إن رحلة العائلة المقدسة لم تكن على أرض مصر.. بل كانت فى تلك المنطقة البائسة.. الأطروحة نفسها سبق الرد عليها ودحضها بالمنطق والتاريخ والدليل العلمى والدينى من القرآن والتوارة والإنجيل.. لكن ما الجديد الذى قدمه الربيعى فى البرنامج.. فى أى شىء اختلفت أطروحته القديمة عن سابقه الصليبى.. حتى تفرد له قناة إخبارية كل هذا الوقت.. ليجد جمهورها نفسه محاصراً بأشباح فكرية لا وجود لها.. ويدخل فى جدل عقيم.. حول غثاء؟!.. فهل هذا الجمهور ينقصه إلهاء أو تعتيم أو تغييب.. لتفتح أمامه ساحات جديدة من التراشق والجدال حول اللاشىء.. وهل استفدنا مما قرأناه فى تاريخنا المثبت.. لنبحث فى مساحات يظنها البعض غير مثبتة.. هل وعينا تاريخنا الحديث.. لنبدأ الجدل فى وقائع قبل ٣ آلاف سنة؟!. 
حقيقة ليس بينى وبين أى باحث فى التاريخ أية مشكلة.. بل بالعكس أكن له كل احترام وتقدير.. فذلك القلق.. الرافض للتلاعب بعقله حتى لو كان ذلك فى وقائع حدثت قبل آلاف السنين.. عملة نادرة فى هذا الزمان.. فمنهم من قدم قراءات واقعية للتاريخ لا تخلو من المنطق والعقل.. لكن ألا يتم الاحتفاء إلا بالغثاء.. أن يبحث أحدهم ويبحث ثم يخرج.. باللاشىء.. بأوهام وأطروحات شاذة لا دليل عليها من عقل أو دين أو لغة.. كأن يقول أحدهم إن أورشليم القدس.. هى مضارب خيام آل شريم فى الجزيرة العربية.. ويجد من يحتفى به أو يقدمه على غيره من الباحثين الجادين.. فهذا هو الأمر المريب حقًّا.
الخلاصة أن الأمة بأكملها فى حاجة للنقاش والدراسة.. لكن لواقعها الأليم.. ولماذا تخلفنا.. أين الثغرة.. نحن فى حاجة لدراسة الواقع وإعادة صياغته.. لا التاريخ الذى لم ولن نتعلم منه شىء.. ولم نستفد منه أكثر من النوم على أمجاد الماضى التى صنعها غيرنا قبل آلاف السنين.. والرضا بواقع مهين ومرير.. فحال الأمة لم ولن ينصلح قبل تغيير واقعها.. وقبل الدفع بالعقول والمواهب الحقيقية إلى الصدارة.. وليس طردها وتهميشها.. حال الأمة لن ينصلح إلا بالعمل الجاد.. والعمل من أجل الوطن لا الأشخاص.. لا الثرثرة والاختلاف والتناحر.. مستقبل الأمة فى أيدينا اليوم إما أن نغيره.. وإما الرضا بالبقاء فى الذل والمهانة والتخلف والفقر لعقود طويلة قادمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله العمل الإعلامي الجزیرة العربیة

إقرأ أيضاً:

صنعاء القديمة تستجدي سكانها

 

تعرضت العديد من المباني والبيوت التاريخية في صنعاء القديمة للانهيارات والتهدم بسبب الأمطار الغزيرة التي منّ الله بها على بلادنا خلال الإيام الماضية، ولازال هطولها مستمراً.
مدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي، والتي تعد من أقدم المدن التي سكنها الإنسان على وجه الأرض.
هذه المدينة التاريخية والتي تعد رمزاً لعراقة الإنسان اليمني، والتاريخ والحضارة اليمنية، وعنواناً لصمود وثبات الإنسان اليمني، والتي كانت ومازالت عاصمة اليمن الكبير..
مدينة سام بن نوح، وآزال ذات التاريخ العريق، والتي يحيط بها سورها من جميع الجهات، ولها سبعة أبواب، والتي لم يتبق منها سوى باب اليمن.
عندما تدخلها من هذا الباب تعود بك الحياة إلى الوراء آلاف السنين، وأنت تمشي في شوارعها، وأزقتها وتطوف بأسواقها، وحاراتها تشعر وكأنك تعيش حضارة اليمن القديمة التي نقرأها في كتب التاريخ والسير، والأساطير القديمة.
ولما تدخل مساجدها ومنها الجامع الكبير، تحس بالطمأنينة، والوقار، وتزداد إيمانا، أسواقها تكتظ بالباعة والحركة التجارية، مهما سكنت الحياة وتوقف الزمن، ففي صنعاء القديمة تجد الحركة وعجلة التاريخ لا تتوقف.
كل هذا لم يشفع لمدينة صنعاء القديمة، والتي للأسف الشديد باتت مبانيها مهدده بالاندثار، وهنا نوجه سؤالاً لمن ننتظر ومن سيأتي لإنقاذ صنعاء القديمة؟
فالحقيقة التي علينا أن نعيها وندركها هي أن المعني الأول بالحفاظ على مباني صنعاء القديمة، والاهتمام بها وصيانتها، هم أصحاب البيوت وساكنوها، فلا ننتظر منظمات خارجية، ولا مساعدات لتأتي لترمم، وتعيد تأهيل وإصلاح تلك المباني، علينا نحن اليمنيين أن نبادر ونعيد بناء ما تهدم بسبب الأمطار، وفي المقدمة أبناء صنعاء القديمة، عليهم أن يتعاونوا ويتكاتفوا ويبادروا إلى إنقاذ بيوتهم ومنازلهم، والعمل على صيانتها، وكذلك رجال المال والأعمال من أبناء صنعاء القديمة عليهم المبادرة والتحرك لإنقاذ صنعاء، وكل هذا يكون إلى جانب الجهود الرسمية.
فصنعاء درة المدن اليمنية وتاجها، والحفاظ عليها واجب علينا جميعا وفي المقدمة ساكنوها، فلا تهملوا بيوتكم، ولا تنتظروا من يحافظ عليها ويرممها، فكما حافظت عليكم وآوتكم، عليكم أن تحافظوا عليها وتهتموا بها…

مقالات مشابهة

  • سلام هش في ظل آليات ردع غير مستقرة
  • عاجل - ليلى عبد اللطيف تُصدم العالم: عواصف وثلوج تضرب مصر والدول العربية.. وشتاء 2025 سيكون الأعنف في التاريخ
  • عبد الله آل حامد يزور مقر شبكة الإذاعة العربية : قيادتنا الرشيدة تدعم وتُعزز الإعلام شريكاً أساسياً في التنمية والتطوير
  • المنيا تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة
  • أبكاني رحيله
  • صنعاء القديمة تستجدي سكانها
  • إيران: التاريخ يشهد ظهور هتلر آخر
  • مدير «شئون البيئة» بالجامعة العربية: التحول الأخضر يخلق سوق عمل جديدة بخبرات تكنولوجية
  • نزوى.. مدينة التاريخ والحاضر
  • "نيويورك تايمز": لماذا تخوض إسرائيل حروبًا متعددة في غزة ولبنان والضفة الغربية؟