بوابة الوفد:
2025-03-18@05:43:13 GMT

حروب الإعلام باسم التاريخ

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

يعرف العمل الإعلامى بأنه رسالة.. لذا يعتبر تحديد الهدف من هذه الرسالة، والجمهور المستهدف، وتوقيت النشر أو البث من بديهيات ذلك العمل.. فعنصر التوقيت أمر لا يمكن تجاهله.. وتشهد منطقتنا الآن.. العديد من الأزمات ما بين دول تنهار.. وحروب أهلية.. واقتصادات تكافح من أجل النهوض.. وأخرى أقسمت ألا تنهض.. وكذلك حرب إبادة للفلسطينيين فى غزة.

. وبدايات اعتداء جديد على الجنوب اللبنانى.. والأهم أعداد الاحتلال للاستيلاء الكامل على القدس الأسير وهدم ثالث الحرمين.. والسؤال هنا ما الجدوى من بث برنامج يشكك فى التاريخ الدينى للمنطقة العربية خاصة الأراضى المحتلة.. ما الهدف أو الرسالة التى أرادتها قناة إخبارية مثل سكاى نيوز.. من حلقة كاملة مع الباحث العراقى فاضل الربيعى.. ليعيد إثارة البلبلة التى سبق أن أثارها الباحث كمال الصليبى قبل نصف قرن.. عبر أطروحته البائسة التى تطعن فى التاريخ الجغرافى للرسالات السماوية.. وهى باختصار تزعم أن القدس ليست القدس التى نعرفها الآن.. وأن قصة سيدنا يوسف بكاملها وامرأة العزيز لم تكن على أرض مصر.. وأن التوراة نزلت فى جنوب الجزيرة العربية وليس على جبل سيناء.. وأن أحداث قصة سيدنا موسى وبنى إسرائيل وفرعون.. تمت برمتها فى جنوب الجزيرة العربية.. بل إن مصر المذكورة فى القرآن التى كانت تجرى من تحتها الأنهار ليست مصر.. بل هى قرية بائسة فى شعاب جبال الجزيرة العربية.. حتى إن رحلة العائلة المقدسة لم تكن على أرض مصر.. بل كانت فى تلك المنطقة البائسة.. الأطروحة نفسها سبق الرد عليها ودحضها بالمنطق والتاريخ والدليل العلمى والدينى من القرآن والتوارة والإنجيل.. لكن ما الجديد الذى قدمه الربيعى فى البرنامج.. فى أى شىء اختلفت أطروحته القديمة عن سابقه الصليبى.. حتى تفرد له قناة إخبارية كل هذا الوقت.. ليجد جمهورها نفسه محاصراً بأشباح فكرية لا وجود لها.. ويدخل فى جدل عقيم.. حول غثاء؟!.. فهل هذا الجمهور ينقصه إلهاء أو تعتيم أو تغييب.. لتفتح أمامه ساحات جديدة من التراشق والجدال حول اللاشىء.. وهل استفدنا مما قرأناه فى تاريخنا المثبت.. لنبحث فى مساحات يظنها البعض غير مثبتة.. هل وعينا تاريخنا الحديث.. لنبدأ الجدل فى وقائع قبل ٣ آلاف سنة؟!. 
حقيقة ليس بينى وبين أى باحث فى التاريخ أية مشكلة.. بل بالعكس أكن له كل احترام وتقدير.. فذلك القلق.. الرافض للتلاعب بعقله حتى لو كان ذلك فى وقائع حدثت قبل آلاف السنين.. عملة نادرة فى هذا الزمان.. فمنهم من قدم قراءات واقعية للتاريخ لا تخلو من المنطق والعقل.. لكن ألا يتم الاحتفاء إلا بالغثاء.. أن يبحث أحدهم ويبحث ثم يخرج.. باللاشىء.. بأوهام وأطروحات شاذة لا دليل عليها من عقل أو دين أو لغة.. كأن يقول أحدهم إن أورشليم القدس.. هى مضارب خيام آل شريم فى الجزيرة العربية.. ويجد من يحتفى به أو يقدمه على غيره من الباحثين الجادين.. فهذا هو الأمر المريب حقًّا.
الخلاصة أن الأمة بأكملها فى حاجة للنقاش والدراسة.. لكن لواقعها الأليم.. ولماذا تخلفنا.. أين الثغرة.. نحن فى حاجة لدراسة الواقع وإعادة صياغته.. لا التاريخ الذى لم ولن نتعلم منه شىء.. ولم نستفد منه أكثر من النوم على أمجاد الماضى التى صنعها غيرنا قبل آلاف السنين.. والرضا بواقع مهين ومرير.. فحال الأمة لم ولن ينصلح قبل تغيير واقعها.. وقبل الدفع بالعقول والمواهب الحقيقية إلى الصدارة.. وليس طردها وتهميشها.. حال الأمة لن ينصلح إلا بالعمل الجاد.. والعمل من أجل الوطن لا الأشخاص.. لا الثرثرة والاختلاف والتناحر.. مستقبل الأمة فى أيدينا اليوم إما أن نغيره.. وإما الرضا بالبقاء فى الذل والمهانة والتخلف والفقر لعقود طويلة قادمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله العمل الإعلامي الجزیرة العربیة

إقرأ أيضاً:

سقطرى.. جزيرة التاريخ والأساطير الساحرة

أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «أبوظبي للغة العربية».. باقة فعاليات مجتمعية خلال شهر القراءة الوطني واشنطن تعلن مقتل العديد من قادة «الحوثيين» وتؤكد استمرار الضربات

صدر عن مشروع كلمة للترجمة، بمركز أبوظبي للغة العربية، كتاب «سقطرى – جزيرة الجن والأساطير» للكاتب والرحالة الإسباني جوردي استيفا، وترجمة الدكتور طلعت شاهين.
ينتمي كتاب سقطرى من مؤلفات أدب الرحلات، وفي هذا الكتاب يحكي المؤلف والرحالة الإسباني، تفصيلاً رحلته لجزيرة سقطرى في اليمن، والتي تقع بين المحيط الهندي وبحر العرب. والذي يصفها المؤلف في العنوان الفرعي لكتابه، بأنها جزيرة الجن والأساطير.
قام المؤلف بخمس رحلات للجزيرة ما بين عامي 2005 و2011، سجل من خلالها ملاحظاته وقصصه التي نشرها في هذا الكتاب، وصنع فيلماً تسجيلياً مهماً بعنوان (سقطرى.. جزيرة الجن)، إضافة إلى مئات الصور الفوتوغرافية الفريدة التي تسجّل هذا الواقع الأسطوري الذي بدأت تهب عليه رياح التغيير. فيسلط المؤلف الضوء على تلك الجزيرة الغامضة والساحرة أو المسحورة على حد قوله، ليضعها مجدداً على خريطة الواقع المعاصر، إنه يرسم بكلماته خريطتها البشرية وتضاريسها الجغرافية، وعادات سكانها القدامى.
وقد قسّم المؤلف رحلته إلى عناوين جذابة، على هيئة أربعة وعشرين قصة مترابطة ومسلسلة، تصف الجزيرة والمعتقدات السائدة عنها، وأهم المعالم والمواقع بها، وأشهر الأشجار والنباتات التي تنمو فيها، والأساطير التي تدور حول الجزيرة.
وأكد المؤلف من خلال رحلته أن الجزيرة لا تزال بكراً، وأن عزلتها جعلتها تحتفظ بمواردها الطبيعية من نباتات وحيوانات، وبحياة أهلها التقليدية، فهي لا تزال منعزلة عن العالم، لم تطلها يد التغيير، لها عاداتها الخاصة ولغتها الخاصة وموقعها المتفرد، ورغم أن السنوات الأخيرة قد شهدت تواصلاً بين أهل الجزيرة والعالم المتقدم، إلا أن الجزيرة لا تزال تحتفظ بخصوصيتها وهويتها.
ويذكر في حكاياته عن الجزيرة أن سقطرى هي موطن طائر الرخ الأسطوري، الذي ورد ذكره في حكايات ألف ليلة وليلة ورحلات السندباد البحري، وأساطير زيوس، ويذكر الثعابين المجنحة التي تحمي أشجار البخور، وإلى جانب الأساطير، يستعرض المؤلف عالماً من السحر في تلك الجزيرة.
 ويستعرض المؤلف بعض الأحداث التاريخية التي مرت بالجزيرة. وذكر الرحالة بعض الأساطير عن الجزيرة، ومنها أسطورة (الصبار السقطري) الذي كان اليونانيون يجلونه كثيراً لنجاحه في شفاء جروح الحروب، فقيل إن الإسكندر الأكبر بتشجيع من أرسطو، قام بغزو الجزيرة للحصول على الصبار.
وسرد المؤلف تفاصيل رحلته في جزيرة سقطرى، والأحداث التي تعرض لها أثناء الرحلة، ووصف الجبال وأشكالها والصخور والأشجار والطيور والأنهار والبحيرات.  
 ثم عرض المؤلف لحكاية السندباد البحري، والتي ذكرت في كتاب ألف ليلة وليلة، وقصته مع جزيرة سقطرى وطائر الرخ والذي يسمونه في سقطرى (البشوش)، والثعابين العملاقة.

مقالات مشابهة

  • سقطرى.. جزيرة التاريخ والأساطير الساحرة
  • حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • كلنا مدعوون لنصرة اليمن في وجه العدوان الصهيو – أمريكي
  • وزير الثقافة يطمئن على صحة العلامة المطاع
  • نيوكاسل يصنع التاريخ ويُتوج بكأس الرابطة الإنكليزية على حساب ليفربول
  • سحر البيان في تناسب آي القرآن
  • دار المخطوطات العراقية.. أنامل تحافظ على التاريخ بعناية (صور)
  • تأمل التاريخ
  • طريق البخور في العُلا .. شريان التجارة والتاريخ في الجزيرة العربية
  • تداعيات سقوط سوريا