دائما ما تطفو لحظات الأمل على سطح أحلامنا، تعصف بساعات الإحباط إذا ما حاولت هزيمتنا، هكذا جبل الإنسان على التشبث بالسعادة والأمان مهما ضعفت أحبالهما، لربما استطاع أن يقضي ما بقي له من عمر في بعض طمأنينة يرجوها.
ولأن حلم السعادة يراودنا منذ آلاف السنين، فقد اعتدنا أن نحلم، حتى إذا ما طل علينا من يداعب ذلك الحلم ويلوح بتحقيقه، صدقناه، ورحنا نفترش الأماني طريقا.
هكذا حلمت وحلم الكثيرون معي، بأن يحين اليوم الذي تحقق فيه الحكومة ما نصبو إليه، وتخلصنا من كابوس تخفيف الأحمال، علنا نفيق لنتخلص من كوابيسنا وأزماتنا الأخرى، حلمنا بأن نستخدم الطاقة الشمسية بديلا عن الكهرباء، ورحت أنا أستدرك وأستطرد في تفاصيل الحلم، داعية كل من يهمه الأمر لتحقيقه، ولاقى حلمي ودعوتي صدى واسعا ما كنت أظنه يلقاه، ومنذ أيام صحوت على خبر، بل بشرى، يؤكد بدء تعاون مصر والشقيقتين الإمارات والسعودية في مجال الطاقة المتجددة، وهو خبر لو تعلمون عظيم...
ذلك أن هذا التعاون الثلاثي بين مصر والإمارات والسعودية في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي بالمنطقة، خاصة مع السعودية بقدرة 3000 ميجاوات، إنما يعد خطوة استراتيجية هامة في تحقيق استدامة الطاقة وتنمية قطاع الكهرباء في المنطقة. فتلك الشراكة تهدف إلى تعزيز الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والماء، وتحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الكهرباء والتحديات البيئية والاقتصادية.
ويعد هذا المشروع ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لربط عربى فى المستقبل، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادى والتنموى.
يتكون المشروع من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ، الأولى في شرق المدينة بالسعودية والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.
ورحت أستمع بسعادة لتأكيدات الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة، لوجود رؤية واضحة تشمل خطة شاملة ومتكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة وعملية للأزمة الحالية، وضرورة رفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود وإيجاد حلول عملية للفاقد فى شركات التوزيع، وإنهاء مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، وتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد فى مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادى للشبكة.
ورغم قرار تخفيف الأحمال الذي تم تطبيقه منذ شهور، إلا أن حجم استهلاكنا من الطاقة مازال ضخما، فقد تخطت مصر خلال الأيام الماضية حجم استهلاك يومي 37.3 جيجا في اليوم، مما يستدعي ضرورة الإسراع في تنفيذ تلك الشراكة، وهو ما أكده رئيس الوزراء من أن هناك تعاونا مع الجانب الإماراتي، بهدف العمل على دخول نحو 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة على الشبكة اعتبارا من الصيف المقبل.
ربما يؤرقني ويؤرق غيري سؤال ملح: ألا تستطيع مصر وحدها أن تنفذ مشروع الطاقة الشمسية، بعيدا عن أي شراكات؟ خاصة أن لدينا قرية بأكملها هي قرية البسايسة تعتمد بشكل كامل على الطاقة الشمسية، كما أن لدينا أكبر محطة طاقة شمسية بأفريقيا، في بنبان، ورغم تمتعنا بشمس وهاجة، بما يؤكد إمكانية إنتاج قدر هائل من الطاقة وتحويلها إلى طاقة كهربائية يمكن بكل بساطة استخدامها في المنازل والشوارع والمصانع والسيارات وكافة سبل الحياة...
لكن.. ربما كان الأمر أكثر ضخامة مما نتصور بما يستلزم معه تلك الشراكات، التي تشمل أنواعا عدة من الطاقة المتجددة، وربما مهد لنا المستقبل القريب أرضا
خصبة لتحقيق أحلامنا، ربما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم الطاقة المتجددة من الطاقة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: محطة "أبيدوس1" للطاقة الشمسية بأسوان بقدرة 500 ميجاوات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم؛ اجتماع الحكومة الأسبوعي، وذلك بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم مناقشة واستعراض عدد من ملفات العمل المهمة والحيوية.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى ما شهده هذا الأسبوع من نشاط مكثف لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على المستويين الخارجي والداخلي، وذلك عقب عودة فخامته من جولة أوروبية ناجحة شملت زيارة دولة إلى مملكة الدنمارك، وزيارتين رسميتين إلى مملكة النرويج، وجمهورية أيرلندا.
وخلال ذلك، أشار رئيس الوزراء إلى أن النشاط الخارجي للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، شهد عقد العديد من اللقاءات وإجراء الاتصالات الهاتفية مع عدد من القادة والمسئولين الدوليين، حيث تم بحث سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، هذا إلى جانب مناقشة واستعراض موقف تطورات عدد من القضايا والأوضاع الإقليمية وتأثيراتها وانعكاساتها على المنطقة، مع التأكيد على أهمية استمرار التواصل والجهود التي من شأنها أن تضمن تحقيق الاستقرار والأمن والأمان لمختلف شعوب دول الإقليم.
وانتقل رئيس الوزراء، للحديث عن نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، الداخلي وما شهده من عقد لقاء موسع مع كبار قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة والسادة المحافظين، لافتا إلى ما تضمنه هذا اللقاء من تأكيد فخامته على عدد من الرسائل المهمة، والتي من بينها أن امتلاك مصر القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها، هذا إلى جانب التأكيد على استمرار جهود مصر المضنية للعمل على إنهاء مختلف الأزمات والصراعات بالمنطقة، وذلك انطلاقا من ثوابت الدولة المصرية السياسية القائمة على التوازن والاعتدال في التعامل مع مختلف الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، وبما يضمن تحقيق الاستقرار والأمان ووحدة وسلامة أراضي مختلف دول المنطقة، ويحافظ على حقوق شعوبها.
واستكمالا لحديثه عن الشأن الداخلي، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، استمرار جهود الدولة في تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية لمختلف القطاعات الواعدة على أرض مصر، تعظيماً لما نمتلكه من المقومات والإمكانات في العديد من المجالات والقطاعات، وفي مقدمتها قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، لافتا في هذا الصدد إلى مشاركته في الاحتفالية التي أقيمت مؤخراً لتدشين محطة "أبيدوس1" للطاقة الشمسية بصحراء كوم أمبو، بمحافظة أسوان، بقدرة 500 ميجاوات، والتي نفذتها شركة "إيميا باور" الإماراتية، وكذا الإعلان عن بدء الأعمال الهندسية بمشروع محطة "أبيدوس 2" للطاقة الشمسية بقدرة انتاجية تبلغ 1 جيجاوات من الكهرباء النظيفة، والتي يتم تنفيذها أيضاً من جانب الشركة الإماراتية، منوهاً إلى أن هذا التدشين وغيره من الخطوات والإجراءات التي تتخذها الدولة إنما يأتي في إطار الخطة المتكاملة والعاجلة لتوفير الطاقة الكهربائية، وتأمين وتلبية مختلف الاحتياجات من الطاقة، وبما يسهم فى عدم اللجوء لإجراءات تخفيف الأحمال مرة أخرى.
من ناحية أخرى، ثمن الدكتور مصطفى مدبولي خلال الاجتماع؛ المشاركة الواسعة التي تشهدها الدورة الحالية لمعرض المنتجات والحرف اليدوية والتراثية "تراثنا 2024"، والتي تمتد حتى 21 ديسمبر الجاري، من مختلف الدول والجهات المعنية بالحفاظ على التراث وتشجيع ريادة الأعمال وتمكين الشباب على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما أشاد بجودة المعروضات التي تميزت بالتنوع والثراء الفني، ليشكل معرض "تراثنا" كعادته منصة مهمة لعرض وتسويق المُنتجات الفنية المُميزة للحرف اليدوية والتُراثية، تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية بإعادة إحياء تلك الحرف والصناعات، التي تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، بما يُعزز من فرص تطورها، ورعاية ودعم صانعيها.