بوابة الوفد:
2025-02-04@05:06:18 GMT

«بيت من ورق»

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

من أكثر الأعمال التى حرصت على متابعتها بكامل أجزائها؛ رائعة شبكة «نتفليكس - Netflix» مسلسل «بيت البطاقات- House of Cards»، الذى يكشف خبايا السياسة الأمريكية من الكونجرس إلى البيت الأبيض، فاضحاً مدى برجماتية السياسة الأمريكية، ومدى الشر الكامن فى كواليس تلك السياسة وفى نفوس هؤلاء الساسة.
ورغم دراماتيكية الأحداث فى المسلسل والتحولات التى يمكن وصفها بالـ«شكسبيرية» فى مسار بطل العمل «فرانك أندروود» الذى تم التراجع عن تعيينه وزيراً للخارجية فى بداية العمل ليعود لينتقم من الجميع حتى يصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مستخدماً فى ذلك جل وجميع الوسائل غير المشروعة والعنيفة.

ورغم خروج الأحداث فى سياق العمل الدرامى عن النطاق المألوف للتنافس السياسى وقواعد اللعبة السياسية المتعارف عليها، لكن على ما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية على موعد مع انتخابات أكثر سخونة، وأكثر دراماتيكية من مسلسل «بيت البطاقات- House of Cards»، رصاصة ماثيو كروكس، الذى حاول اغتيال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابى له فى بنسلفانيا. الرصاصة التى أخطأت رأس ترامب وستكون بمثابة لحظة مهمة فى التاريخ الأمريكى الحديث. أصابت الحزب الديمقراطى فى مقتل، وأصبح فى مأزق كبير، وبات الرئيس بايدن يمثل عبئاً ثقيلاً على الحزب فى الانتخابات المقبلة، على النحو الذى دفع قادة الحزب الديمقراطى وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى، التى كشفت عديد المصادر عن فحوى محادثة هاتفية أخبرت فيها بيلوسى الرئيس بايدن بأنه لا يستطيع هزيمة ترامب كما تشير استطلاعات الرأى، سواء على عموم الناخبين الأمريكيين، أو حتى الناخبين الديمقراطيين، حيث أشارت أحدث الاستطلاعات وفقاً لمركز AP-NORC إلى أن نحو 65% من الديمقراطيين والمستقلين ذوى الميول الديمقراطية يرون أن الرئيس الأمريكى جو بايدن «يجب أن ينسحب ويسمح لحزبه باختيار مرشح مختلف»، فى مقابل 35% فقط يرون أنه يجب أن يستمر فى الترشح للرئاسة. وعلى العكس من ذلك تماماً جعلت رصاصة «كروكس» الجمهوريين وقادتهم أكثر تماسكاً وأكثر التفافاً ودعماً لترامب. حتى مع الوضع فى الاعتبار أن محاولة الاغتيال ما هى إلا انعكاس لحالة استقطاب سياسى حاد اقترنت بعنف سياسى، زرعها ترامب بنفسه، واقترنت بتصاعد الإرهاب المحلى «المؤدلج» تحديداً ما بعد انتخاب الرئيس السابق ترامب 2016، وتزايدت حدة الاستقطاب السياسى ما بين اليسار واليمين المتطرف وتعميم المعتقدات المتطرفة، التى تعيد للأذهان اغتيال الرئيس ويليام ماكنلى عام 1901 وسلسلة من التفجيرات التى استهدفت شخصيات سياسية بارزة ورجال أعمال بين عامى 1914 و1920. كما لعبت حملة العنف التى قام بها المتطرفون اليساريون دوراً أساسياً فى إنشاء مكتب التحقيقات الفيدرالى الحديث ومهمته المبكرة فى مكافحة العنف السياسى. هذا الاستقطاب السياسى بلغت حدته الذروة ما قبل انتخابات 2020 وبعدها؛ حيث تشير التقديرات إلى زيادة كبيرة فى نسبة الحوادث الإرهابية المحلية فى المظاهرات فى المدن الأمريكية فى عامى 2020 و2021. وتجلت فى أسوأ صورها عقب انتخابات 2021 فى اقتحام الآلاف من مؤيدى الرئيس السابق ترامب مبنى الكابيتول خلال جلسة مجلسى النواب والشيوخ المشتركة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية 2020. هنا أتصور الإعلان عن إصابة الرئيس الأمريكى بفيروس كورونا محاولة بائسة لاكتساب تعاطف جزء بسيط من الناخبين، وفى الوقت ذاته إن لم تتحسن استطلاعات الرئيس فإعلان المرض يصبح تمهيداً للانسحاب من السباق الرئاسى، وتوفير شكل لائق لخروج الرجل العجوز. والبيت الأبيض لم يعد «بيت البطاقات» وألعاب السياسة، أصبح «بيتاً من ورق» قابلاً للاشتعال والاحتراق. 
وسواء استمر الرئيس أو انسحب؛ فالانتخابات الأمريكية على هذا النحو تعكس تراجعاً كبيراً فى الديمقراطية الأمريكية التى يمكن الوصف بأنها أصبحت ديمقراطية درامية تعانى الشيخوخة والوهن، وفقدت القدرة على تقديم مرشحين للانتخابات الرئاسية أكثر شباباً من كل من الجد بايدن والجد ترامب، هى ديمقراطية تحتضر، وعلى العالم أن يستعد لتداعيات ذلك الاحتضار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلسي النواب والشيوخ د وليد عتلم الولايات المتحدة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق

إقرأ أيضاً:

الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية ويشبهها بـ"الممارسات الفاشية"

في تصريح أثار جدلًا واسعًا، قارن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالممارسات الفاشية، متهمًا إياه بتجريم مجموعات سكانية بأكملها واستخدام الهجرة كورقة سياسية لكسب التأييد الشعبي.

اعلان

وخلال مقابلة صحفية، انتقد بيترو بشدة نهج ترامب في التعامل مع المهاجرين، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي ينظر إليهم كمذنبين بشكل جماعي، وهو ما وصفه بأنه مقاربة خطيرة.

وقال: "لا ينبغي لنا أن نجرّم مجموعات سكانية بأكملها. لا يمكنني القول إن كل أمريكي أبيض هو مستغل، لأن ذلك سيكون خطأً كبيرًا"، مشيرًا إلى أن السياسات التي تجرّم الهجرة الجماعية تحمل أوجه تشابه مع الأحداث التي وقعت في ألمانيا عام 1933، عندما استُهدفت مجموعة دينية بالكامل، ما أدى لاحقًا إلى إبادة ستة ملايين شخص. 

وأضاف بيترو أن المعاملة القاسية للمهاجرين في الولايات المتحدة تعكس توجهات فاشية قائمة على العنصرية، موضحًا أن هناك مداهمات تجري في شوارع المدن الأمريكية، حيث يتم استهداف الأشخاص بناءً على مظهرهم وليس بناءً على وثائقهم الرسمية.

مهاجرون كولومبيون مرحّلون من الولايات المتحدة داخل مطار الدورادو، عقب وصولهم إلى بوغوتا، كولومبيا، يوم الثلاثاء 28 يناير 2025. Fernando Vergara/ AP

وأردف: "لا يسألونك إن كنت تحمل أوراقًا ثبوتية، بل ينظرون إلى وجهك، وأي شخص لا يستطيع اجتياز اختبار العرق يتعرض للضرب". 

وعند سؤاله بشكل مباشر عمّا إذا كان يعتبر ترامب فاشيًا، أجاب بيترو: "إن تجريم مجموعات سكانية بأكملها لكسب تأييد الأغلبية هو بالضبط ما فعله هتلر عام 1933 تجاه اليهود والاشتراكيين"، في إشارة إلى استخدام أساليب القمع والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية. 

مواطنون يصطفون أمام السفارة الأمريكية في بوغوتا، كولومبيا، يوم الجمعة 31 يناير 2025، بانتظار استئناف خدمات معالجة التأشيرات.Fernando Vergara/ AP

وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها بيترو عن رفضه لممارسات الهجرة الأمريكية، اذ سبق أن وصف عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين بأنها "معسكرات اعتقال".

وقد تصاعدت التوترات بين كولومبيا والولايات المتحدة بسبب ترحيل المهاجرين الكولومبيين، وول يوم الثلاثاء 201 مهاجر غير نظامي إلى العاصمة بوغوتا على متن طائرتين، بعد أن تم ترحيلهم من الولايات المتحدة. 

Relatedكولومبيا: الصراع في كاتاتومبو يجبر ألف شخص على الفرار نحو فنزويلاأسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية ترامب يهدد كولومبيا بعقوبات صارمة لرفضها استقبال المهاجرين.. والأخيرة تخصص الطائرة الرئاسية لعودتهم

وفي تعليق على ذلك، نشر بيترو بيانًا عبر منصة "إكس"، قال فيه: "هؤلاء كولومبيون، أفراد أحرار وكرام، عادوا إلى وطنهم الحبيب. فالمهاجرون ليسوا مجرمين، بل أناس يريدون العمل ومواصلة حياتهم". 

وكان ترامب قد شدد في خطابه خلال حفل التنصيب على ضرورة التصدي للهجرة غير النظامية، واصفًا المهاجرين غير القانونيين بـ"المجرمين"، كما أعلن عن نشر قوات عسكرية لتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، في خطوة أثارت انتقادات حادة من قبل العديد من الدول والمنظمات الحقوقية.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يهدد كولومبيا بعقوبات صارمة لرفضها استقبال المهاجرين.. والأخيرة تخصص الطائرة الرئاسية لعودتهم اشتباكات دموية شمال شرق كولومبيا: 80 قتيلًا ونزوح جماعي للمواطنين كولومبيا تصهر أكثر من 23,000 سلاح لتعيد تحويلها إلى مواد بناء دونالد ترامبيهودألمانياالولايات المتحدة الأمريكيةالهجرةكولومبيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات المباني في جنين ونتنياهو في واشنطن وحزب الله يحدد موعدا لتشييع نصرالله يعرض الآنNext الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية يعرض الآنNext إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامب يعرض الآنNext طهران تكشف عن صاروخ "اعتماد" الباليستي الجديد.. قدرات متطورة بمدى 1700 كيلومتر يعرض الآنNext تشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله تُتخذ وفق تقديراته الخاصة اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية مباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل في ميناء غزة أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر توراغ في بنغلاديش شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسياحركة حماسالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوفولوديمير زيلينسكيداعشالسعوديةالضفة الغربيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • جناح «الإفتاء» في معرض الكتاب.. منصة لمعالجة قضايا العصر بمنظور شرعي
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي
  • المجموعة الاستشارية المعنية بالشئون السياسة للحكومة تثمن جهود الرئيس السيسى
  • الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية ويشبهها بـ"الممارسات الفاشية"
  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • ترامب وحلم السطوة
  • مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة
  • السياسة الأمريكية الجديدة