بوابة الوفد:
2024-09-03@22:41:08 GMT

الشك واليقين فى عالمنا المعاصر 2-2

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

ألم تتذكروا (حوار مع صديقى الملحد)، ألم تتذكروا إمامنا الغزالى رحمه الله، أليست الشكوك كادت تعصف به لولا أن أدركته عناية الله تعالى، وحولت شكه إلى يقين معرفى، وغيره كثير فى واقعنا المعاصر، ألم يتحول الكثير من الباحثين من ممارسة الشك من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإلحاد، ألم يتحول الشك إلى شك مرضى أصاب كثيرين بالأمراض العقلية والعصبية والنفسية، ألم يتحول الشك المذهبى إلى ظاهرة مرضية أصابت الكثيرين بالوساوس القهرية، كأن يشك فى بيته، وأولاده، وبناته، أن يشك الإنسان حتى فى نفسه، ليس هذا وحسب بل يشك فى أنه مراقب ويمشى يلتفت عن يمينه وعن يساره، بل من الممكن أن يستوقف الناس فى الشارع لماذا تنظرون إلىَّ هكذا.


لكن كيف نتخلص من هذا الشك المرضى ونتخلص من هذه الوساوس القهرية، هل نذهب إلى أطباء نفسانيين للعلاج، إذا تفاقم الأمر وأصبحت مشكلة مرضية، فلا مندوحة من استشارة طبية.
لكن الرأى عندى، وهذا الرأى يقودنا إلى الشك المنهجى، وهذا الشك هو الشك البناء القويم الناقد الذى نبنى عليه من أجل الوصول إلى اليقين، وهذا ما مارسه الإمام الغزالى، ومن قبله أرسطو فى عرض الإشكاليات الفلسفية أمام العقل وبحثها بحثاً عقلياً مستفيضاً، وتوصلا من خلاله إلى اليقين، وأن ثمة إلهاً مدبراً للكون ومسيطراً عليه.
ألم يقل الإمام الغزالى قولته المشهورة، من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقى فى العمى والضلال.
ألم يمارس ديكارت الشك قائلاً: للفحص عن الحقيقة يحتاج الإنسان مرة فى حياته إلى أن يضع الأشياء جميعاً موضع الشك بقدر الإمكان.
إذن الشك المنهجى لا مندوحة عنه، لكن أن يتحول الشك إلى شك مرضى يصيب الإنسان بالحيرة والقلق كما عبر عن ذلك جان بول سارتر عندما قال نحن قلق، هذا ما نرفضه.
واقعنا المعاصر يعج بالكثير من الأمور التى تصيب الإنسان بالريبة والشك، نظراً لانتشار النزعات المادية وتغول النفعية، وتدني القيم والانسحاق الوجودى، فبات الإنسان يشك أيضاً فى أقرب ما لديه، فقد يشك فى أخيه، فى صديقه، فى أستاذه، فى رئيسه فى العمل، حتى يشك فى من يسدى إليه صنيعاً لماذا فعل ذلك، بالضرورة يريد منى شيئاً، ولماذا يا سيداتى وسادتى يريد شيئاً، لماذا لا تحسنوا الظن بمن تتعاملون معهم، بمن تحبونهم، لماذا لا تحسنون الظن بأنفسكم، لماذا لا تحسنون الظن بالله تعالى أن يوفقكم ويهيئ لكم من يقفون خلفكم ويدفعونكم دفعاً لا يريدون منكم جزاء ولا شكوراً.
لا تجعلوا الشكوك تتقاذفكم إلى بحار قيعانها مظلمة، وأحسنوا يحسن الله لكم. 
أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الإيمان بالكائنات الفضائية يتحول إلى مشكلة مجتمعية

خلصت دراسة بريطانية إلى أن فكرة زيارة الكائنات الفضائية لكوكب الأرض أصبحت شائعة وتتزايد بشكل مطرد في أوروبا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، بشكل خاص.

نشر موقع "ساينس آلارت" مضمون الدراسة التي أعدّها الأستاذ الباحث في جامعة "كينغز" بلندن الدكتور توني ميليغان، حيث أشار إلى أن خمس مواطني المملكة المتحدة يؤمنون بأنّ الفضائيين زاروا الأرض.

وأوضح أن الرقم أعلى بكثير في الولايات المتحدة، وفي ارتفاع مستمر أيضاً، لأن هناك مواطنون يقدمون أدلة على مشاهدتهم الأجسام الطائرة المجهولة.
وقد ارتفع هذا الرقم من 20% من الشعب عام 1996، إلى 34% في 2022، بينما 24% يركدون تواصلهم مع الأجسام الغامضة، وهو فعلياً ما يناقض التحليل العلمي الذي لم يجوم حتى اليوم بوجود كائنات فضائية.
ورأى ميليغان أنه نظراً إلى المسافات الشاسعة بين المجرات، يبدو أنه من الصعب التواصل كائنات غريبة عن الأرض من خلال الزيارة، بل أقله لا بد من ظهور مؤشرات على وجود الحياة في مكان ما، وهو ما لم يصل إليه العلم بعد.


منشآت سرية

لكن ما يثير الريبة وفق الباحث أن الاعتقاد بوجود زوار فضائيين لم يعد أمراً غريباً، بل تحول إلى مشكلة مجتمعية واسعة النطاق، حتى أن السياسيين في الولايات المتحدة فرض عليهم البحث عن إجابات على أسئلة أعضاء البنتاغون حول حقيقة وجود الكائنات الفضائية.
ومن أكثر النقاط الجدلية بين المواطنين هي أن الجيش الأمريكي و"عصابة سرية خاصة" يخفيان الحقيقة العميقة حول زيارة الكائنات الفضائية، من خلال عثورهم على تكنولوجيا فضائية ذات هندسة متطورة وتسبق الكوكب بعشرات السنين.
هذه الفكرة تشابهت مع خلاصة استطلاع نشر عام 2019، حول أن 68% من الأمريكيين يعتقدون بأن حكومة البلاد تستر على زيارة الكائنات الفضائية، وتعرف عن الأجسام الطائرة المجهولة أكثر مما تعلنه.


حتى السياسيين استغلوا الموضوع

ظهر هذا الاتجاه السياسي منذ عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الذي وعد بالكشف عن وثائق سرية عن الفصائيين خلال حملته الرئاسية في عام 1976.
كما اقترحت هيلاري كلينتون خلال حملتها الانتخابية قبل أعوام، "فتح ملفات البنتاغون المسماة "وثائق روزويل" المتعلقة بتحطم جسم غامض واستعادة الأجسام الغريبة".
وقبلها ادعى زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بأنه أرسل رئيس أركانه جون بوديستا إلى "المنطقة 51"، وهي منشأة سرية تابعة للقوات الجوية الأمريكية، للكشف على حالة الموقع المتعليق بالأجسام الطائرة المجهولة.
كل هذا الضجيج السياسي تترافق مع إيمان الشعب بـ"نظريات المؤامرة"، في ظل دعوات لاقتحام "المنطقة 51" لاكتشاف حقيقة الأجسام الطائرة المجهولة القادمة من خارج كوكب الأرض.

 

مقالات مشابهة

  • هل يتحول الصومال إلى ساحة حرب بالوكالة بين إثيوبيا ومصر؟
  • الإيمان بالكائنات الفضائية يتحول إلى مشكلة مجتمعية
  • قراءة في خذلاننا المعاصر: الخلل وأين نبدأ
  • الظن الممرض
  • «أسنا» يتحول إلى منخفض جوي ولا تأثير في الإمارات
  • لا تأثير على الإمارات.. المنخفض المداري في بحر العرب يتحول إلى منخفض جوي
  • رئيس جامعة الأزهر يشهد انطلاق فعاليات دورة "إعداد الداعية المعاصر"
  • رئيس جامعة الأزهر يشهد انطلاق فعاليات دورة «إعداد الداعية المعاصر»
  • الإعصار شانشان يتحول إلى استوائي قبالة سواحل اليابان
  • أكاديمية الأزهر تطلق فعاليات دورة «إعداد الداعية المعاصر» اليوم