مكاسب السلام بين «أنقرة» و«دمشق»
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
**.. وسوريا وتركيا على أعتاب استئناف العلاقات السياسية، أُذِّكِر بما كتبته هنا، فى 21 يناير 2023، عن مكاسب السلام بين البلدين، التى أقلها: «تركيا تأمن الإرهاب.. سوريا تستعيد السيادة فى الشمال».. قُلت:
* الدور الذى تلعبه روسيا، فى التقارب السريع بين تركيا وسوريا، يفتح آفاقاً أمام تحالف جديد، ينتهى بتغيرات استراتيجية، تجعل من سوريا لاعباً إقليمياً ودولياً ، خاصة فى شرق المتوسط، بعد أن عانى هذا البلد العربى، من صراعات وحروب إرهابية من الداخل، وعقوبات اقتصادية وسياسية من الخارج، منذ اندلاع احتجاجات 15 مارس 2011، واستهدفت إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أمام الدعم الأمريكى والأوروبى لهذه الاحتجاجات، التف الشعب السورى حول قيادته، وأفشل مؤامرة الغرب، فى أن يلقى نفس مصير قادة تونس ومصر واليمن وليبيا، الذين انهارت أنظمتهم، تحت ضغط وخيانة من روجوا لما زعموا أنها ثورات الربيع العربى.
* ما خطط له الرئيس فيلاديمير بوتين، يعكس احترافية سياسية، لزعيم يقبض على أفكار ومسارات، تحقق مصالح كل الأطراف، عندما بدأت بلقاءات «موسكو»، نهاية «ديسمبر» الماضى، بين وزيرى الدفاع، التركى خلوصى آكار، والسورى على محمود عباس، فى حضور وزير الدفاع الروسى، سيرغى شويغو، وأيضاً رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، الذين توافقوا على نفض الغبار، عن ملفات الحدود وحزب العمال الكردستانى واللاجئين، فى محاولة لمحو خلافات الـ11 عاماً ، بين «دمشق» و«أنقرة»، والمستهدف «تصفيرها» فى لقاء وزراء الخارجية، التركى مولود تشاوش أوغلو، والسورى فيصل المقداد، والروسى سيرجى لافروف، خلال أيام.
* وبإطلاق المستوى الثالث، على سكة الانفراجة المنتظرة، فى ملف العلاقات التركية- السورية، متوقع أن تنتهى إلى نتائج إيجابية، يتفق عليها الرئيسان، السورى بشار الأسد، والتركى رجب طيب أردوجان، الذى سوف يجمعهما الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، فى لقاء مباشر، ربما فى «موسكو» أو فى دولة محايدة، يتحدث مراقبون عن أن يكون قبل الانتخابات الرئاسية التركية، المحدد لها شهر يونيو القادم، فيما يشكك آخرون، بزعم أن «بشار»، ربما لن يشارك فى تحقيق «أردوجان» فوزاً مجانياً ، إذا ما وقع معه اتفاق سلام قبل هذه الانتخابات، لكن مع أى من الروايتين، تكون سوريا الفائز الكبير فى اتفاق، يحفظ لها سيادتها ودورها العربى والدولى فى المنطقة.
* بهذا الاتفاق، يكون الرئيس «بوتين»، قد أعاد تشكيل منطقة الشرق المتوسطى، وربما أغلقها أمام تمدد وأطماع الولايات المتحدة لأمريكية..من ناحية تركيا التى تسيطر على مضيق البوسفور، هذه فرصتها لمعاقبة إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، التى أوقفت التعاون فى برنامج تصنبع الطائرة «إف - 35»، فى أعقاب شراء «أنقرة»، نظام الصاروخ الروسى «إس-400»، أما سوريا فسوف تستعيد السيطرة على أراضيها، وإعلان القضاء على الإرهاب، ما يعنى خروج القوات الأمريكية إلى الأبد، بعد انقضاء حجتها فى محاربة تنظيم «داعش»، وبذلك يكون «بوتين» حقق المعادلة الصعبة فى إنهاء الصراع، والسيطرة على منطقة يعتبرها أمناً قومياً لبلاده.
* اقرأ أفكار «بوتين»، إنه استغل لحظة ضعف «أردوجان» أمام حزبه- العدالة والتنمية- والمعارضة هناك، ووظف قربه من «بشار» ودعمه لسوريا، فى أن يمسك بخيوط اللعبة، ليحقق كل طرف مصلحته، فيما كانت أهدافه- بوتين- أبعد من مجرد مصالح وقتية، إلى تماس مع كتلة النظام العالمى الجديد، الذى تعمل بلاده مع الصين على إطلاقه، بدعم كوريا الشمالية والهند وإيران، وهو الأمر الذى يرعب «واشنطن»، بخلاف كونه رداً على التصعيد الغربى فى الحرب الأوكرانية، كشف عن وضاعة «واشنطن»، فى أن ترفض أى سلام تركى- سورى، وتدعو دول العالم لعدم التطبيع مع «دمشق».. أمريكا تخسر، وروسيا تسيطر.. وتربح سوريا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روسيا الرئيس الروسي الرئيس الأمريكى تنظيم داعش اتجـــــاه محمــــد راغـــب الشعب السورى
إقرأ أيضاً:
عضو تحالف الأحزاب: وسائل الإعلام تلعب دورًا حيويًا فى السماح لعملية السلام بالتطور والاستقرار
قال محمد غزال رئيس حزب مصر ٢٠٠٠، أن علم الأتصال هو المظلة الكبيرة إلى يندرج تحتها الإعلام بكل أنواعه ووسائله، ولو تحدثنا عن الإعلام السياسى والإخبارى فنحن هنا بصدد ذلك النوع من الإتصال الذى يساهم فى صنع السياسة العامة وليس مجرد ناقل للأخبار أو عارض للقضايا السياسية, فقد بات واضحا أن وسائل الأتصال بإمكانها أن ساهم فى نشوب الصراعات الدولية مثلما تساهم فى تجنبها أو تخفيف حدتها والمساعدة فى إنهائها، وهناك قاعدة راسخة فى علم الاتصال تقول: «إن أى صراع وعلى اختلاف نوعه، شخصى أو محلى أو دولى ما هو إلا شكلا متطرفا من أشكال الاتصال»
وأضاف "غزال" أن دور وسائل الإعلام فى السنوات الأخيرة قد تغير بفعل التطور التقنى وأتساع رقعة البث، فأصبحت وسائل الإعلام أدوات متعددة الأبعاد يمكنها أن تخدم الحكومات والمواطنين على حد سواء، فيمكن أن يعمل الإعلام على تحسين الحوكمة، وجعل الإدارات العامة أكثر تنوعًا، ناهيك عن أن الطبيعة المتعددة الأبعاد لوسائل الإعلام ذات صلة مباشرة بالواقع السياسى للمجتمعات، وهذا يتضح جليا فى حالة الصراعات بالنظر إلى تعدد أبعادها، وليست مبالغة أن الإعلام السياسى بإمكانه أن يلعب دورا فى منع الصراعات، وهذه مهمة عظيمة فى أبسط صورها نقل الحقيقة كاملة غير منقوصة وهذه مهمة ليست بسيطة أو خطية أو منظمة.
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن فهم التفاعل بين وسائل الإعلام والواقع السياسى للمجتمع الذى تعمل فيه يمكن أن يسهل فهمًا أكبر لأدوار وسائل الإعلام فى التنمية السياسية المستدامة حيث يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورًا حيويًا فى السماح لعملية السلام بالتطور والاستقرار من خلال تمكين الحلول فى المجتمع من التعبير عن نفسها ومناقشتها بطريقة إيجابية، وهذا يتطلب خلق مساحة إعلامية مناسبة يمكن أن يحدث فيها هذا.
وأكد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠، علي أن وسائل الإعلام هى جهة فاعلة نشطة، ووكيل تغيير محتمل، هناك تفاعل كبير بين وسائل الإعلام والسكان والدبلوماسيين والعسكريين والمجتمع المدنى بل والقطاع العريض من الشعب الذى يتلقى الإعلام بتلك السهولة التى أتاحتها التكنولوجيا والتى جعلت من وسائل الإعلام نفسها تتألف من جهات فاعلة متعددة فى قطاعات تضم بشكل متزايد جهات فاعلة هجينة، وذلك بفضل نمو وأهمية وسائل التواصل الاجتماعى كونها إعلام حديث جاذب، وعلى هذا النحو، فإن الإعلام السياسى من بين الجهات الفاعلة المختلفة فى عملية صنع السياسة بل ويمكننا وصفه بأنه من بين العديد من اللاعبين المتباينين، فى عالم السياسة وكل منهم لديه أجندة مختلفة.