عيونهم على غزة.. الجيوش الغربية تسعى لتطوير قدراتها في حرب المدن
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
تدرس الجيوش الغربية المعارك الضارية المتواصل في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان الوحشي في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، حسب تقرير لمجلة "إيكونوميست".
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "بالنسبة للجيوش المحظوظة بما يكفي لتكون في سلام، فإن حروب الآخرين هي فرص للتعلم.
وأضافت أن "التأثير على الطيف الكهرومغناطيسي قوي للغاية لدرجة أن الجنود الإسرائيليين اضطروا إلى تجنب الخرائط الرقمية واستبدالها بالخرائط المطبوعة. وهذا هو أحد الدروس التكتيكية العديدة التي تم تحديدها في تقرير جديد صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (rusi)، وهو مركز أبحاث في لندن، بناء على مقابلات مكثفة مع ضباط في الجيش الإسرائيلي".
وبحسب التقرير، فإن العديد من الجيوش الغربية تعتقد أن الحروب المستقبلية ستتضمن قتالا مكثفا في المناطق الحضرية، سواء كان ذلك دفاعا عن طريق حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن مدن البلطيق من روسيا أو تصدي أمريكا للغزو الصيني لتايوان.
وأوضحت المجلة أن معركة مدينة غزة، التي بدأت في تشرين الثاني /نوفمبر، هي قصة تحذيرية. وقد حولت القوة النارية الإسرائيلية الثقيلة الكثير منها إلى أنقاض. وواجه سائقو الدبابات صعوبة في الحكم على عمق الحفر من خلال نظارات الرؤية الليلية، ما تسبب في انقلاب المركبات.
ووجدت قوات جيش الاحتلال، التي تستدعي ضربات مدفعية أو جوية أنه من الصعب وصف المواقع بدقة، لأن السمات المميزة قد تم تدميرها، وصعوبة التمييز بين المقاتلين والمدنيين، حسب التقرير.
وأشارت المجلة، إلى أن النقاد استنتجوا من حرب روسيا على أوكرانيا أن الدبابة ضعيفة للغاية بحيث لا تكون فعالة. وفي غزة، على النقيض من ذلك، فإن أنظمة الحماية النشطة (aps) الموجودة على الدبابات الإسرائيلية - والتي تتصدى للقذائف القادمة - أبقتها إلى حد كبير في مأمن من الصواريخ المضادة للدبابات. كانت الدبابات مفيدة بشكل خاص في أزواج، لأن نقاط حمايتها النشطة المتداخلة توفر حماية إضافية.
كما سلط التقرير الضوء على استخدام حماس للأنفاق. وهي تصف نوعين، النوع المخصص للقادة والنوع المخصص للنشطاء الأقل مرتبة، حيث يكون النوع الأول أعمق وأفضل تجهيزا. واعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي في البداية أنه سيحتل الأراضي أولا ثم يبحث عن الأنفاق. وسرعان ما تعلم أن هذا سمح لحماس بنصب الكمائن قبل الانسحاب تحت الأرض.
والدرس المستفاد، وفقا للمجلة، هو أن الجيوش لا تستطيع تجاوز الأنفاق، ولكنها تحتاج إلى القتال على الأرض وتحتها في وقت واحد. وكان هذا أمرا صعبا بشكل خاص لأن الحدود بين وحدة إسرائيلية وأخرى – وهي ضرورية لتجنب النيران الصديقة – لم يتم رسمها بدقة على الطرق الجوفية.
وأثبتت حرب الأنفاق أيضا أنها "مرهقة للغاية"، مع احتمالية لقاء حماس في كل زاوية مما يخلق "نوعية متقطعة من الضغط على الأفراد مما يؤدي إلى تآكل الروح المعنوية"، حسب التقرير.
وذكرت المجلة أن المسيّرات أثبتت أهميتها فوق الأرض. في السابق، لم تكن المسيّرات الهجومية الصغيرة، مثل الطائرات المحملة بالمتفجرات والمستخدمة عادة في أوكرانيا، ضمن ترتيب المعركة الإسرائيلي، ولم تكن تسيطر عليها سوى وحدة تجريبية واحدة، كما هو الحال في القوات المسلحة الغربية الأخرى.
بمجرد بدء الحرب، اكتشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هذه يمكن أن تكون فعالة للغاية إذا تم تقليصها إلى وحدات صغيرة مثل السرايا (أكثر من 80 جنديا). ويلفت التقرير إلى أن أولئك الذين لديهم مسيّرات هجومية "يمكنهم مراقبة المزيد من التضاريس الحضرية وتنفيذ ضربات دقيقة بوتيرة سريعة".
وقد يتساءل البعض عما إذا كانت هذه الدروس مفيدة حقا للقوات الأمريكية أو قوات حلف شمال الأطلسي.
لفتت المجلة، إلى أن معظم الجيوش الأوروبية أصغر بكثير وأقل تجهيزا من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي نشر أكثر من 20 فريقا قتاليا بفضل استخدام التجنيد الإجباري والإنفاق الدفاعي الذي يتجاوز 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتفكر هذه الجيوش بدورها في شن حرب ضد خصوم أكبر وأفضل تسليحا من حماس، التي قاتلت بشكل متقطع باستخدام فصائل صغيرة وبدون قوة جوية وبقدرات تشويش بدائية فقط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الفلسطينية روسيا فلسطين غزة روسيا الاحتلال حرب المدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: القصف الإسرائيلي في إيران دمر معدات لتطوير أسلحة نووية
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أن القصف الإسرائيلي الأخير في إيران أواخر الشهر الماضي، أدى إلى تدمير معدات تحتاجها طهران لتطوير أسلحة نووية.
وقال المسؤولان الإسرائيليان إن "ضربة استهدفت مجمع بارشين العسكري، ستصعّب على إيران تطوير جهاز نووي متفجر، في حال قررت القيام بذلك".
ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أيضا، أن إيران "استأنفت أبحاثها النووية الحساسة خلال العام الماضي، لكنها لم تبدأ خطوات نحو تطوير سلاح نووي فعلي".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن إيران سيكون عليها استبدال المعدات التي دمرها القصف الإسرائيلي، إذا سعت إلى الحصول على سلاح نووي.
وفي أعقاب القصف الإسرائيلي، هدد المرشد الإيراني علي خامنئي برد قاصم ضد الولايات المتحدة والاحتلال.
وقال خامنئي من حسابه باللغة العبرية، إن "الولايات المتحدة والكيان الصهيوني سيتلقيان ردا قاصما، بسبب ما قاما به ضد الشعب الإيراني وضد جبهة المقاومة".
وقال رئيس مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، محمد محمدي كلبايكاني، خلال مراسم تأبين القيادي في حزب الله صفي الدين، إن "إيران سترد حتما على الهجوم الإسرائيلي على أراضيها".
وأضاف: "ردنا سيكون شديدا، وسيندم العدو. أداء الدفاع الجوي الإيراني كان قويا، حيث منع الطائرات المقاتلة الإسرائيلية من دخول الأجواء الإيرانية. وكانت أضرار الهجوم خفيفة".
وفي وقت سابق، قال ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على خطط الحرب، إن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أصدر تعليماته لمجلس الأمن القومي الأعلى بالاستعداد لمهاجمة الاحتلال، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وأوضحت الصحيفة: "قال المسؤولون إن خامنئي اتخذ القرار بعد أن استعرض تقريرا مفصلا من كبار القادة العسكريين حول مدى الضرر الذي لحق بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية، وأنظمة الدفاع الجوي حول طهران، والبنية الأساسية الحيوية للطاقة، والميناء الرئيسي في الجنوب".
ووفقا لما نقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤولين، قال خامنئي إن "نطاق الهجوم الإسرائيلي وكذلك عدد الضحايا - حيث قُتل ما لا يقل عن أربعة جنود من الجيش - كان كبيرا للغاية، بحيث لا يمكن تجاهله، وإن عدم الرد يعني الاعتراف بالهزيمة".